عن الانتفاضة القادمة واللحم المقدس!!
بقلم : عطا مناع ... 09.05.2012
هناك حيث اللحم الذي يقاوم السكين تكمن الحكاية، وهناك تفقد كلماتنا معناها، أن تقاوم بلحمك وتنتصر بحلمك وتُسقط كل الأوراق عن المشهد المضرب عن الكلام، ومن هناك تأتينا الإشارات تباعاً، سننتصر بلحمنا، لا نقبل أن نكون أرقاماً في عالمكم يا من قررتم الإضراب عن الكلام، لسنا مجرد أطياف، فكل منا حكاية، وفي داخل الواحد فينا حلم يتجاوز الزنزانة، نحن الذين لا زلنا نقرع جدران الخزان.
من قال أنكم تتضامنون معنا في معركة اللحم المقدس التي نخوضها؟؟؟ انظروا إلى أنفسكم وأمعنوا النظر أأنتم بشر؟؟؟ وإذا كنتم كذلك؟؟؟ لماذا هذا حالكم؟؟؟ السنا نحنُ انتم وانتم نحنُ؟؟ على ماذا تراهنون؟؟ أعلى فتاوى القتل الصادرة عن الحاخامات ومن يتشدق بالسلام؟؟ على ماذا تراهنوا؟؟؟ على ما يقدم لكم من فتات؟؟؟
حدقوا ولوا قليلاً في عالمنا واستخلصوا الحقيقة، فالحياة عندنا ليست مفاوضات كما تعتقدون، والحياة عندنا ليس إدارة انقسام، انظروا أو تخيلوا واقعنا، بلال وثائر يضربون عن الطعام لليوم أل 73 ، ليس درب من الخيال، ادخلوا حكايتنا وعيشوا فيها، واشعروا بالألم الذي لا يفارقنا نحن الذين نقاوم بلحمنا من اجل إنسانيتكم أولا وحريتنا ثانياً، انفضوا الغبار الذي تراكم على عقولكم وأجسادكم وعوداً كذابة؟؟ ولا تصدقوا إلا الحقيقة ونحن الحقيقة؟
يقولون لكم أن الانتفاضة قادمة، وان السجون هي الشرارة، ويتحدثون عن الأسباب والمسببات، وكأن الانتفاضة تصنع في المكاتب بعيداً عن شروطها الموضوعية قانون التراكم، نعم الانتفاضة قادمة: ولكن.
فشل المفاوضات لن يفجر الانتفاضة، ولا حالة الانقسام أو إدارة الانقسام سيشعل الانتفاضة الثالثة، أيضا إضرابكم عن الطعام لن يحرك فينا شياً سوى بعض التحركات الجنينية التي تجسد نفسها في خيمة تضامن هنا وخيمة هناك وإضرابات فردية عن الطعام، فالمزاج الشعبي لم يعد يتبع الشعارات الكذابة، والمزاج الشعبي يرتكز في فهمة لوقائع واضحة تقول أن المشهد لا لون له، والانتفاضة لا تأتي من العدم وحالة الإحباط من القيادية السياسية التي يلعنها الشعب في السر وبعض العلن، القيادة السياسية غريبة عن شعبها وتفتقر للقيادة فكيف ستقود الانتفاضة الثالثة، والقيادة السياسية باعت الشعب للبنوك والحاجة الاقتصادية وانتظار بعض الفتات التي تسمى رواتب، والقيادة السياسية وبدون استئناءات أصبحت سيفاً مسلطا على رقاب الشعب الذي يتوقعون منة الانتفاضة.
للانتفاضة شروط، وملحمة الكرامة التي يخوضها أسرانا في سجون الاحتلال شرط من شروط الانتفاضة، وحالة الجوع والخذلان والإذلال التي قسمت ظهر الشعب شرط رئيسي من شروط الانتفاضة الثالثة، لكن الشرط الرئيسي لاندلاع الانتفاضة الثالثة لم يكتمل، إلا وهو تجاوز حاجز الخوف والثقافة التي جلبها لنا اتفاق أوسلو الميت والمفاوضات التي تعيش الموت ألسريري.
ربيعنا الفلسطيني قادم، وانتفاضة السجون أول الغيث، والشباب الفلسطيني يعيش مقدمات الانتفاضة، ولن تجدي سياسة التوظيف وشراء الذمم، ولن تجدي شعارات المقاومة المقلوبة ولا ما يسمى بالمقومة الشعبية التي تعمل على الرموت كنترول، أين جماعات المقاومة الشعبية واللاعنف من إضراب الأسرى والحالة المتردية للشعب؟؟؟
الانتفاضة قادمة لا محالة، هي حتمية تفرضها شروط الحركة الاجتماعية والاقتصادية والقيمية، ولا يمكن أن نفصل الحقيبة التي نعيشها عن تاريخنا الفلسطيني وتضحيات شعبنا وإبداعاته في مواجهة المحن، الانتفاضة قادمة والسؤال ضد من؟؟؟ هذا هو السؤال الكبير، هل سينتفض شعبنا ضد الاحتلال الإسرائيلي؟؟؟ هل سينتفض ضد السلطة الفلسطينية وحكومة حماس في غزة؟؟ هل الانتفاضة القادمة ضد الفساد والإفساد؟؟؟ أسئلة قد تكون مشروعة في قراءة الواقع الفلسطيني الغارق في الضبابية.
ان الصمود البطولي للأسرى المضربين عن الطعام سيؤسس لثقافة التضحية بين أطفالنا وشبابنا، لقد رأيت كيف استقبل الأطفال والفتيان والشيوخ في خيمة الاعتصام المقامة في النصب التذكاري للشهيد في مخيم الدهيشة الأسير خضر عدنان، رأيت الأطفال والفتيان يتسابقون للسلام علية والتقاط الصور، رأيت الدم يتدفق من جديد في عرق الحاضرين، لم يكن المقصود خضر عدنان بلحمة ودمه، وإنما الحالة التي شكلت قارب إنقاذ معنوي لشعبنا.
أن شعبنا بأمس الحالة لقوة المثل التي فقدها، وجاء خضر عدنان وبلال ذباب وثائر حلاحلة والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ليجسدوا هذه القوة، وخاصة بعد غياب قوة المثل في المشهد الفلسطيني، والسقوط المدوي للرموز السياسية التي لم تعد تقنع حتى الأطفال من أبناء شعبنا، هذه الرموز التي أصبحت تخاطب نفسها بعيداً عن مصالح الشعب تتسابق على الاستوزار والمكاسب وهي في عجلة من أمرها لإدراكها أنها تعيش الجمعة المشمشية.
إن الشرط الرئيس لاندلاع الانتفاضة هو الأداء السياسي المتردي للرموز السياسية التي أصبحت عارية أمام شعبها، والمتتبع يستطيع أن يقرأ ويرى استمرار الهبوط في الأداء وإدارة الظهر لمشاكل الناس التي لا تعالج بالتعديل الوزاري وإنما بالعدالة الاجتماعية في ظل الاعتقاد بان الفرصة لم تعد متاحة.
www.deyaralnagab.com
|