بقلم :  ... 26.02.2013

نظم المقهى الادبي في مدينة رهط ،ؤخرا امسية فنية وادبية في قاعة السعادة برهط، تحت عنوان "مارّون على السياج". مارّون على السياج، مبادرة المقهى الأدبي - رهط في سلسلة فعاليات ثقافية هدفها المرور على "السياج" سياسيا وثقافيا، وبهذه المناسبة وإحتفالا بإنطلاقتها تم افتتاح مكتبة تحتوي على أكثر من 3000 كتاب ورواية محلية وعالمية داخل المقهى الأدبي.كانت إنطلاقة البرنامج الطلائعي من مقر المقهى الأدبي الساعة العاشرة صباحا مع معرض صور السوق البدوي في بئر السبع، سرد مرئي في الحيز العام ومع معرض آخر للثوب الفلسطيني على مدار القرن العشرين ومعرض "بلوزتي فلسطينية" للناشطة دعد محاجنة وافتتاح جناح المكتبة الجديد والجناح الحصري لمنشورات "دار راية" من حيفا للشاعر بشير شلش.وفي تمام الساعة السادسة والنصف مساء اجتمع المارّون مع الجمهور وشخصيات قيادية واعلامية بارزة في قاعة السعادة، المنطقة الصناعية - رهط وابتدأت الأمسية مع كلمة للدكتور عامر الهزيل- القائم بأعمال رئيس بلدية رهط، رحب من خلالها بهذه الفكرة الطلائعية وأحث على أهمية القراءة والثقافة وكيف استطاع المقهى الأدبي امتزاج الأدب والقراءة داخل مطعم مكسيكاني. أتت نوتات المايسترو نسيم دكور- ترشيحا وفرقته الثلاثية فزفّ الزنبق في عتمة المكان وطلع فجر جديد بروحانية عزفه وملكيته منه.ولأن الضحكة تبخل على شفاهنا أحيانا فتعتزلنا وترحل، تؤلمنا وتغيب عنا، أتى الثنائي نمرود وفرهود من مسرح المهباش فأَعلنا هدنة معها وحقل من الابتسام. وبعد أن إبتسم المكان قلنا كان زمان، فتركوا بصمات بالصوت والحرف والموسيقى والدبكة بقيادة الفنان فادي الزيادنة.ولأن ذكرياته أقوى من النسيان رحبت فيروز فلسطين الفنانة الملتزمة أمل مرقس ابنة القائد الراحل نمر مرقس بالجمهور، قائلة: من النقب تأتي بشائر الربيع ولكم كان والدي سيفخر بأن النقب اول القارئين لمذكراته الغير عاديه. ومن ثم وقعت على كتاب ومذكرات القائد الراحل "أقوى من النسيان" وكان هذا التوقيع يوم صدوره الأول للنور عن دار راية للنشر والترجمة. مقدسية شابة بعض روحها حروف خارجة عن القانون مع سبق الإصرار، الكاتبة مروة خالد السيوري التي رحبت بالقائمين على الأمسية وأمتعت الجمهور بإلقائها الجميل من مختارات كتابها "بعض روحي" الذي صدر عن دار راية في حزيران 2012.يمتلك حساسية المبدع وخيال المهندس المبتكر وروح السائر العنيد، ترجمت مختارات من قصائده إلى الانجليزية والايطاليه والتركيه والالمانية والعبرية، صاحب الصوت الصادق والقوي من ديار بكر الشاعر الفلسطيني الشاب مروان مخول ضيف مارّون على السياج والنقب قائلا: هذه أول أمسية لي في النقب ولن تكون الأخيرة، فصمت الجمهور ل"عربي في مطار بن غوريون" مع إلقاءه الصارم وأنغام حروفه الصاخبة ومختارات "أبيات نسيتها القصائد معي" الذي صدر عن دار راية في كانون ثاني 2013.احدى عشرة جائزة كانت في انتظار الجمهور في فقرة السحب على الجوائز، وإبتدأ السحب من الجائزة الحادية عشر: مترجم آلي تقدمة مكتبة المنار رهط، دورة مكياج مهنية تقدمة جمعية فاتنة، دورة تصوير مهنية تقدمة معهد قمرة، مجموعة كتب وروايات تقدمة دار راية، دورة لغة انجليزية للأطفال تقدمة معهد دروس، دورة تعليم تسريحات وتصفيف الشعر تقدمة صالون وأزياء خولة، دورة تعليم لغة انجليزية مع معلم شخصي تقدمة جمعية الفجر الجديد، دورة بسيخومتري تقدمة معهد الأوائل، 4 ليالي/5 ايام فندق 5 نجوم- شرم الشيخ تقدمة شركة نقليات لهاف للسياحة والسفر، عمرة ربيعية تقدمة نادي القراءة والجائزة الاولى منحة دراسية بقيمة 5000 شيكل تقدمة خيمة التطوع ومعهد النقب أجيك. وتم تسليم شهادات التقدير لرعاة الحفل الذي واكبوا مشروع مارّون على السياج: راديو الريف ومركز مساواة ويومية الاتحاد ومياه رهط ومسرح المهباش وكان زمان والسعادة لكل المناسبات وبا غاز رهط جاميديا للدعاية والاعلان.وبعد أن قام على سحب الجائزة الأولى الشاعر مروان مخول أعلن عن تبرعه بمنحتين دراسيتين على حسابه الشخصي بقيمة 20000 شيقل وقام بالسحب عليهما.وفي نهاية الحفل تقدمت إدارة المقهى الأدبي رهط بالشكر والامتنان والتقدير لرعاة الحفل لمساهمتهم ومجهودهم الفعال لفعاليات مارّون على السياج شباط 2013 / ربيع الثاني 1434، ولقاعة السعادة ومديرها اسماعيل العبرة على إحتضانه هذه الأمسية الثقافية وهدى سلطان ابو عبيد على عرافة الحفل المميزة وآمنة سلامة ابو غانم وأيوب ابو مديغم وجمانة عبد القادر وشفيق العبرة ومكتبة القدس-باب العامود وطاقم مارّون على السياج وللسيدة حنان الصانع- مديرة جمعية سدرة. وبعدها وقع ضيوف الاحتفال وضيف الشرف الشاعر مروان مخول الكتب للمقهى الأدبي وللجمهور الجميل. واختتم الضيوف هذه الأمسية في مقر المقهى الأدبي رهط مع وليمة العشاء التراثية.وعقب مدير عام المقهى الأدبي رهط مروان أبو فريح قائلا: بداية أود تقديم جزيل الشكر والعرفان لكل من لبى دعوة النقب، دعوة رهط في هذا الحفل الثقافي الذي يعتبر الأَول من نوعه آملا أن لا يكون الأَخير، لكل من دعم وساهم في اكتمال هذا الجنين الثقافي وإخراجه من الظلمة إلى النور.كايد ابو الطيف المنتج ومدير مركز مجهول: احتفالية مارّون على السياج هي علامة فارقة للانتاج الثقافي البديل في الوطن، على مدار التاريخ كان للمقهى دور اساسي في تحريك الشارع سياسيا وثقافيا فأسماء كجان بول سارتر وألبير كانين وصنع الله ابراهيم وصاحب النوبل الأديب الكبير نجيب محفوظ، جل أعمالهم خرجت من رحم المقاهي. حلمنا في رهط تحويل الشارع المحلي لخلية نحل تجول في آفاق كل البلاد.واختتم ابو فريح: لا بد لنا جميعا أن نعيد النظر بما نقوم به اتجاه لغتنا من ظلم لها واتجاه ثقافتنا من طمس مدرك من الآخر أَكثر منا، عل السبل كثيرة للمحافظة على لغتنا وثقافتنا وتراثنا ومن هذه السبل إن لم يكن أًهمها الكتاب. لا أَحد يستيقظ ليجد وطنا بانتظاره، هذا الوطن مسؤوليتنا العظمى جميعا بنا يرتقي وبه نحيا، من هذا المنطلق علينا التكاتف جميعا يدا بيد لرهط ونقب ووطن أَجمع أَجمل وأَكثر ثقافة، يد واحدة تعجز عن التصفيق لذلك دعونا نكاثف الأَيدي جميعا ومعا بعيدا عن كل المسميات بعيدا عن الحزبية والطائفية وغير ذلك، وهذا النقب لا يلجه إلا أهله، والسلام!!