logo
بغداد.. العراق : الجنه المفقوده : أهوار العراق لم تستعد بريقها ..لا أسماك ولا طيور ولا حياه كما كانت عبر القرون!!

بقلم :  ... 11.04.2013

يتندر العراقيون على حكومتهم بعد أن تغمر الأوحال شوارع المدن وتطفح مياه المجاري حتى تدخل البيوت، بمجرد سقوط المطر في الشتاء، برفعهم جملة “نعمل لإزعاجكم ونأسف لخدمتكم .أما على الجانب الآخر من المدن فتبدو أهوار العراق في الجنوب أشبه بمسطحات مائية شبه جافة ..بيوت من قش تفتقد إلى أبسط الخدمات، لا كهرباء ولا ماء صالح للشرب ولا طرقات توصل الأحياء المتباعدة عن بعضها ولا مصحات طبية ولا أسواق ولا… تطول القائمة من “لا” في أهوار العراق اليوم، إلا من الصور التي أضحت من حصة المتاحف والأروقة الفوتوغرافية عن جنة الأهوار التي كانت قائمة حتى قتلتها الحرب مع إيران.العدسة التقطت هذا الأسبوع زوايا مفتوحة من بيئة الأهوار العراقية، مذكرة بأن الجمال يفقد بريقه مع الوقت، ولم تعد الأسماك والطيور تعيش في هذه المياه الضحلة، ولا حتى ذاك السومري العراقي بمشحوفه و”فالته” التي لها أكثر من عين لاصطياد الأسماك.الواقع الحالي في الأهوار العراقية لا يمت بصلة لتصريحات الحكومة في بغداد وذي قار وميسان، وسكان هذه البيئة يعيشون في واقع لا يمت بصلة أيضا لما يعيشه الإنسان المعاصر، تفتك بهم الأمراض ويفتقدون إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة.ثمة وعود حكومية ببناء مجمع لرسو القوارب في هور الحَمار في محاولة لاجتذاب الزوار إلى منطقة الأهوار الجنوبية العتيقة وإنعاش اقتصاد المنطقة.وثمة وعود أخرى بإحياء المنطقة بعد عقد التسعينات الذي أمر خلاله الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ببناء سدود في المنطقة أدت إلى جفاف مياه أجزاء كبيرة من الأهوار، ومطاردة عناصر متمردة مرتبطة بالأحزاب الدينية التابعة لإيران والمعارضة لنظامه آنذاك، فضلا عن قطاع الطرق واللصوص.ومع جفاف المياه في المنطقة انقطع مورد رزق عرب الأهوار الذين كانوا يعيشون على صيد الأسماك وتربية الجاموس وتصنيع الحقائب والأفرشة من القصب.لكن بعد احتلال العراق عام 2003 أزال السكان العديد من السدود لتعود المياه إلى التدفق مجددا في الأهوار وعادت مجموعات من الطيور وأنواع محدودة من الأسماك إلى المنطقة بمساعدة برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة.وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن الأهوار استعادت نحو 40 في المئة من مساحتها السابقة.لكن الأهوار ما زالت مهددة بالجفاف وتحول المياه عنها بسبب بناء السدود على نهري دجلة والفرات اللذين يمدان المنطقة بالماء وتزايد استخدام المياه في ري الزراعة مع عودة الهدوء إلى العراق بعد سنوات من أعمال العنف.وقال فتاح محسن رئيس لجنة إنعاش الأهوار في البصرة “أصبحت مناطق الأهوار ميتة وشبه مشلولة إلا بعض المناطق التي تم غمرها بالمياه مثل قسم كبير من الأهوار الوسطى بسبب إقامة سدين في قضاء المدينة والجبايش. هذه الأهوار عادت إلى طبيعتها وبدأ صيد الأسماك والنباتات التي تنبت في هذه المستنقعات تعود إليها الحياة من جديد. أما بقية الأهوار مثل ناحية عزالدين سليم وقضاء القرنة والبدير والشافي فأكثرها جافة”. وكان السياح الأجانب يزورون الأهوار في جنوب العراق في الستينات والسبعينات ونشرت عنها مجموعة من الكتب، فضلا عن مئات الصور الفوتوغرافية التي التقطتها عدسات مصورين مثل عدسة لطيف العاني وجاسم الزبيدي وسامي النصراوي…واليوم يتوق عرب الأهوار إلى من ينتشلهم من حياتهم التي تذكر بحياة الإنسان البدائي، فيما تترقب هذه البيئة النادرة من يعيدها إلى عصرها الذهبي الآفل...الجنه المفقوده حين يعبث الانسان بطبيعة المكان وهذا ماجرى لاهوار العراق في عصر صدام حسين حيث تعرضت للتجفيف والعبث والخراب في فترة الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي!!


www.deyaralnagab.com