logo
لدي حلم وسأحققه، جونيور!!

بقلم : كايد أبوالطيف ... 18.10.2011

"كرامتنا أهم شي، أنا ما بنكر انا ندافع عن كرامتنا، بس إيش هي كرامتنا!! نقتل؟ ننتقم؟ نفتح الشبر، ونلاقيه مليان دم!! ولا موسرجي في الدنيا بيقدر يسكر شبر الدم. قتلنا حافظ صاحبك وبعدين؟ عيلته رح تدور على احسن واحد فينا، ورح نفهمهم، لأنه كمان كرامتهم ما لقيوها على الشجر وهذا جزء مهم من هويتهم وهويتنا. وحياتنا رح تسير تنقلات من الحكمة لبيوت العزاء، وقتها مشردين لا بيت يلمنا ولا شغل يظبنا! وايش امهاتنا بيقولن في هذا؟ وما ودي حد منكم يقول الحريم ما لهن راي! انتوا زلام، انتوا ابطال، بس ودي اشوفكوا بتطلعوا للام اللي انقتل ولدها، ايش رح تقولوا لها؟ ولا يهمكي، رح ننقم له، هو دفع عمره واحنا ننتقم؟ رح ترتاح هي كثير بسماع هالكلام اللي قبل شوية دفنت ولدها، ودكوا كرامة؟ بقترح انا نربحها، نفتح عيوننا ونطلع برا المغارة المعتمة اللي احنا موجودين فيها..." (نص من مسرحيدية شفيقشهيد، مسرح المهباش، تأليف: سهل الدبسان إيسي ممانوف وكايد أبوالطيف)
أنا سعيد للانضمام معكم اليوم في ما سيسجله التاريخ على أنه أكبر مظاهرة للحرية وتحقيق المطالب الشرعية في تاريخ هذا النقب الأشم. ونحن نقف اليوم، وقعت الدولة على مخطط الاقتلاع والتهجير. وجاء هذا المرسوم بالغ الأهمية بمثابة ضوء أحمر كبير لايقافنا كلنا آلاف العرب في النقب المحروقين في لهيب الظلم الذي يكتوي جلودنا منذ عام النكبة. جاءنا عند ساعات الفجر الكاذب الأولى ليكمل مسلسل ليل طويل ودامس من العنصرية المقرونة بولادة هذه الإسرائيلية الهوية والدولة. لا تزال حياة كل عربي\ة فيكم مشلولة بقيود من العزل وسلاسل من التمييز. ستون سنة وتزيد، والعربي\ة فينا يعيش في دولة من الفقر وحيدا في وسط محيط شاسع من الازدهار المادي. ستون سنة وتزيد، والعربي\ة لا يزال يرزح في زوايا المجتمع الإسرائيلي ويجد نفسه منفيا في أرضه. لذا جئنا هنا اليوم لتهويل الشرطة المخزية. بمعنى لقد وصلنا إلى عاصمتنا أمتنا لصرف شيك الإعتراف. عندما كان مهندسو دولتهم عند كتابتهم الكلمات الرائعة للوثيقة التي لا ترتأي لنفسها الا صفحة سوداء في تاريخ التعصب القومي والديني معتبرة ذاتها على الكل والبقية منفيون على وطنهم داخله وخارجه وإعلان الاستقلال احادي الجانب الذي تلاه استقلاليات عدة أحادية هي الاخرى على الجانب! وكانت هذه المذكرة التي من شأنها أن تضمن جميع الحقوق... لجميع مواطنيها!
ولكن هناك شيء لا بد لي أن أقوله لشعبي الذين يقفون على العتبة القذرة التي تؤدي إلى قصر العدالة هناك حيث أورا وشاليم يحتسيان قهوة المكياتو في شارع غزة على الشارع العام من البلدة القديمة لجيروساليم، أننا لا بد لنا من تحصيل حقوقنا وتحصيلها كاملة، دون ارتكاب أفعال غير مشروعة. دعونا لا نسعى لإرضاء عطشنا للحرية بالشرب من كأس المرارة والكراهية. يجب أن نجري إلى الأبد في نضالنا على مستوى عال من الكرامة والانضباط. يجب ألا نسمح لاحتجاجنا أن يتدهور إلى العنف الجسدي. مرة أخرى، ومرة أخرى يجب أن نرتفع ونسمو الى الحال الذي لا ترتضيه لنا الشرطة.
التشدد الجديد التي اجتاحنا الذي يؤدي بنا الى عدم الثقة في جميع اليهود، بالنسبة لكثير من إخواننا اليهود الصهاينة منهم والمعادون لها، كما يتضح من وجودهم هنا اليوم في مساعينا الحثيثة في تحصيل حقوقنا، قد حان لندرك أن مصيرهم مرتبط مع مصيرنا. فقد أصبحت المعادلة واضحة ولا يمكننا السير كل على حدة. ونحن نمشي، يجب أن نجعل هذا التعهد أمام ناظرينا ونكمل المسيرة دائما إلى الأمام. لا يمكننا العودة الى الوراء. هناك أولئك الذين يطلبون الحقوق المدنية، "الذي توصلت له خير وبركة" لا يمكن أبدا أن نكون راضين ما دام العربي\ة ضحية لرعب لا يوصف من وحشية الشرطة. لا يمكن أبدا أن نكون راضين، ما دامت أجسامنا ثقيلة من التعب، لا يمكن ونحن في ازمة سكن رهيبة في القرى المعترف بها!!. لا يمكن أن نكون راضين ما دام التنقل الأساسي للعربي يتم من غيتو أصغر الى غيتو أكبر. لا يمكن أبدا أن نكون راضين طالما يتم تجريد أطفالنا من طفولتهم وسلب كرامتهم بواسطة لافتات تقول "كهانا صدق، والموت للعرب". لا يمكن أن نكون راضين ما دام العربي في كل من:
ظحية// "خربة زبالة"// كركور – العراقيب// أم نميلة// المساعدية// عوجان// المكيمن// باط الصرايعة// سعوه// خربة الوطن// عتيّر أم الحيران// وادي غيوان – تلال رشيد// الغرّة// الباط// الحمرة// تل الملح// البحيرة// الكمانة – المطهر// غرّه// تل عراد// كحلة// السره// الزعرورة// الفرعة// بير الحمام// الزرنوق// بير المشاش// صواوين// المذبح// خشم زنة// الشهبي- أبوتلول// وادي المشاش// السر// وادي النعم// المزرعة- الشهبة// أم رتام// رخمه// عبده// السدر
لا يذهب للتصويت، مؤمنا انه ليس لديه صوت يتعب من أجله، بسبب عدم إعتراف الدولة به منذ قيامتها، نحن لسنا راضين، ولن نكون راضين حتى دخول العدالة الماء والأرض والجو. إنا لسنا بغافلين أن بعضكم قد جاء إلى هنا من التجارب والمحن العظيمة. قد تأتي بعض لتوه من زنزانات السجن الضيقة. ويأتي البعض منكم من المناطق التي سعيتم من أجل الحرية بها ضربتها عواصف الاضطهاد وتترنح بسببها رياح وحشية الشرطة.
نحن مطالبون دوما مواصلة العمل مع الإيمان. وأقول لكم اليوم، يا أصدقائي، فرغم أننا نواجه صعوبات اليوم وغدا، لا يزال لدي حلم. وهو حلم متجذر بعمق في الحلم العربي. لدي حلم أنه في يوم من الأيام هذه الأمة سوف تنهض وتعيش المعنى الحقيقي لعقيدتها : "نحن نعتبر هذه الحقائق بديهية: أن كل الناس خلقوا متساوين". لدي حلم أن أطفالي الأربعة: سلمى ومحمد ومرجان وبدر. سوف يعيشون في يوم من الأيام في أمة حيث لا يمكن الحكم عليهم من خلال لون بشرتهم بل بمضمون شخصياتهم.
لدي حلم اليوم.
بهذا الإيمان سوف نكون قادرين على هياكل اليأس بحجر من الأمل. بهذا الإيمان سوف نكون قادرين على تحويل الخلافات اللامتناهية بيننا إلى سيمفونية جميلة من الأخوة. بهذا الإيمان سنكون قادرين على العمل معا ونصلي معا، والنضال معا، والذهاب إلى السجن معا، وعلى الوقوف معا من أجل الحرية، مع اليقين التام بأننا سوف نتحصل على الإتراف التام والكامل، ودحر مخطط برافر الى الأبد.
"كتبت قصيدة في الثانوية، ايش كانت يارب اللهم صلي على سيدنا محمد (لنفسه) كلنا بدو وكلنا عايشين\\ كلنا مبسوطين وفرحانين\\ لانا كلنا في بكسه عايشين\\ بكسة التياها وبكسة الترابين\\ بكسة القلاعية وبكسة الحمران\\ ولا تنسى منها الظلام\\ كلنا صحاب وكلنا اخوان\\ بناكل وبنشرب مبسوطين\\ نمشي عفروح ونمشي على عزيات\\ ولا تفكر تكون نسيب\\ لانك حينتها بتصير غريب\\ كلنا بدو وكلنا عايشين\\ كلنا مبسوطين وفرحانين\\ سونا بدو وسونا فلاحين\\ سونا عبيد وسونا حرار\\ صرنا عنصرية وعهذا احنا راضين\\ كلنا بدو وكلنا عايشين\\ كلنا مبسوطين وراضين\\ لا تقول اصلي، لا تقول فصلي\\ لا تقول اصلي، لا تقول فصلي"(نص من مسرحيدية شفيقشهيد، مسرح المهباش: تمثيل سهل الدبسان، إخراج: إيسي ممانوف وكايد أبوالطيف)

*كاتب ومخرج من النقب

www.deyaralnagab.com