رسالة قبل إستئذان المرجع الأعلى بالإنصراف!!
بقلم : علي الكاش ... 03.09.2012
لم يخطر في بالي أن أخاطبكم الآن بسبب إنشغالي بكتابات أخرى، لكن بعد قراءتي لخبر كتابة سماحتكم وصية الإستئذان للرحلة الأخيرة حسب ما ذسب لممثلكم باقر العلوي - وإن كنت أشك في ذلك- فكيف يعرف ممثلكم في نيوزلندا ما لايعرفونه ممثلوكم في العراق! على كل حال أتشرف بعرض هذه الرسالة أمام أنظاركم قبل أن يفوت الأوان، إذ لايمكنني أن أنشرها بعد الرحيل لإعتبارات أدبيه أولهما: لا تشفي في الموت. ثانيهما: إذكروا محاسن موتاكم.
يدعي البعض إنني أبغض سماحتكم وأوقد شرارة حقد على وطنكم الجارة ايران، ما لبثت أن تحولت الشرارة إلى جبل من نار، مستدلين في حكمهم هذا على بعض كتاباتي. لكني اؤكد لسماحتكم بأن هذه التهم عارية من الصحة، وأصحابها هم ممن يصطادون في الماء العراقي العكر بسبب تدفق أملاح مبازل (حكومتكم الاسلامية) في إيران على أراضي (حكومتكم الاسلامية) في العراق.
أبشر سماحتكم بأنه مهما فعلتم سواء بشخصكم أو من خلال وكلائكم الأشاوس بأتباعكم العراقيين لن تنزل قدسيتكم ومنزلتكم الرفيعة عندهم! فقد سرقتم اموالهم وانتهكتم أعراضهم وسكتم عن احتلال بلدهم من قبل الغزاة الأمريكان، وتعاونتم مع الشيطان الأكبر قبل وبعد الإحتلال، وهربتم الى بريطانيا عندما نشبت المعارك بين قوات الغزو الامريكي واتباع مقتدى الصدر، ودكت مدافع الغزاة ضريح جدكم الامام علي(رض). كل هذا وغيره وما زالت قدسيتكم عند أتباعكم هيٌ هي.
أحب فيكم الكثير من الصفات والمزايا التي يصعب توفرها في شخص آخر. ولا عجب فسماحتكم ليس أي شخص، ومكانتكم ليست كأية مكانة، وعلمكم المستور-غير المنشور- ليس كأي علم، ونسبكم الشريف ليس كأي نسب. وأن حاول المدسوسون من نواصب الويكيبديا أن يلوثوه باعتبار والدكم منسوب بالقرعة! فهذا بحد ذاته ليس بعيب ولا ينتقص من مقامكم العالي، فموقفكم من المتعة معروف وبدأنا نجني ثماره في العراق.
هيهات أن ينالوا من مقام سماحتكم الرفيع، وأنى لهم ذلك! وكيف يمكنهم إختراق قلاعكم الحصينة بشعب عجيب يقف ورائكم بكل قوة وحزم فيه خمسة ملايين أمي وخمسة ملايين جاهل وملايين الأرامل والأيتام والعاطلين، وملايين المهجرين في الداخل والخارج، ومئات الألوف من عناصر الميليشات الإرهابية رهن إشارة من أصبعكم المزين بالمحابس، وجوق من مافيات الإجرام والمدمنين على المخدرات.
لو لم ينحني الجهلة والسذج لسماحتكم كالمطايا ما إعتليتم هكذا ظهورهم! لقد مسختم هوية العراق ومسختم شخصية الفرد العراقي. التي وصفها الشيخ (احمد الصافي) ممثلكم في كربلاء العراقي بأنها" قد سحقت وتحول العراقي إلى شخص نفعي ومحتال"! وهذا مطلب شقيقكم الخامنئي وقبله الخميني وهو أيضا مطلبكم الدائم. بدون شعب غافل ومستغفل وجاهل ومتخلف لا تقبضون فلسا واحدا من خمس جدكم.
يعجبني في سماحتكم سكوتكم العجيب عندما يتعلق الأمر بأوضاع الشعب العراقي وحقوقه المنتهكة على يد الغزاة أو حكومة الإحتلال، وقيامكم بسرعة البرق بكسر حاجز الصمت عندما يتعلق الأمر بشخصكم. مثال ذلك لم تجرأوا على نفي ما جاء في مذكرات بريمر ورامسفيلد حول عمالتكم ورشوة سماحتكم! لكنكم أسرعتم وبنفس اليوم على نفي التصريح الذي أدلى به نجلكم التقي الأمين (محمد رضا) بتبشير العراقيين عن تشكيل جيش حوزوي أممي من الفرس والعرب في محافظة النجف لحماية أتباعكم في بقية دول العالم، وسيكون سماحتكم القائد الأعلى للقوات الأممية الحوزوية كمنصب إضافي لقيادتكم المرجعية. ولا شك إن جمع المرجعيتين الحربية والدينية بيدكم المباركة من شأنها تعزيز الأمن في المنطقة وخدمة السلام. الغريب في الأمر إنه في اليوم التالي لنفيكم الخبر. صرح مكتب رئيس الوزراء بأن المالكي قرر غلق المعسكر! فهل يليق بمرجع أعلى الكذب؟
أحب فيكم شدة ولائكم واخلاصكم لبلدكم الأم (إيران) وأسأل الله جلٌ جلاله ان يَمنٌ على العرب مَنة حسنة بحيث يكون في كل محافظة ايرانية آية عظمى عربي. وان تكون المرجعية العليا في مدينة قم لمرجع عربي يقدم نفس الأعمال والمبادرات التي قمتم بها إتجاه بلدكم ايران.
وأسأل الله تعالى ان يَمنٌ على الشعب الفارسي بمرجع عربي لا يؤمن مطلقا بولاية الفقيه كسماحتكم! لكن يؤمن بضرورة عدم يترك واردة أو شاردة في امور السياسة إلا وتدخل فيها! كصياغة الدستور وسير العملية الأنتخابية وتزكية حكومة الفساد والإتفاقية الأمنية، والاجتماع مع الزعماء وقادة الكتل والاحزاب السياسية لمباركتهم على جهودهم المضنية والمخلصة لبناء البلد، وجعله قبلة العالم في الحضارة والنظافة والنضارة والمعايشة والتقدم العلمي والتقني.
وأسأل الله ان يَمنٌ على بلاد فارس بمرجع عربي أعلى يجمع منهم مليارات الدولارات سنويا وينففها حسب الأسبقية على الشعب العراقي كبناء المدارس والمستشفيات والمكتبات والشبكات الالكترونية والمعاهد الدينية والثقافية والمدن الرياضية، وكل ما أهل لغير وجه الله والوطن. ويلي العراق في أسبقية توزيع الموارد على التوالي: سوريا، لبنان، باكستان، الهند واذربيجان. حسب الأسبقية المنشورة في موقعكم.
اسأل الله تعالي أن يَمنٌ على الشعب الفارسي بمرجع عربي أعلى يتحكم ليس فقط بشرع الله، بل بكل مقدرات الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأن يرفض بقوة المحاولات الآثمة لحكومة نجادي بمنحه الجنسية الفارسية! إعتزازا منه بوطنه وعروبته وإصالته القومية.
أسأل الله أن يمن على الفرس بمرجع عربي يفتي بعدم تعرض الجنود الإيرانيين للقوات الامريكية الاوربية إذا حاولت غزو ايران بسبب الملف النووي، بل يحثهم على التعاون مع قوى الإستكبار العالمي ضد حكومتهم الوطنية من أجل رفع مشاعل الديمقراطية الحرية.
أسأل الله أن يَمنٌ على بلاد فارس بمرجع عربي أعلى يدافع عن وكلائه عندما ينتهكون شرف الايرانيات ولا يعتبر الزنا من الكبار (على الأحوط)! ولوكلائه( السادة) أصحاب النسب الشريف الحق في نكاح بنات المذهب(العبيد) لأنهم رموز المرجعية الشريفة وعترتها الفاضلة. وإن حصلت فضيحه لا سامح الله هَرب سماحته هاتك العرض الى خارج البلد، و إستنفر أزلامه ومال الحوزة لطمطمتها، حتى لو كلفه ستر الفضيحة نصف مليار دولار يقدمها بكل سخاء لأصحاب المواقع الالكترونية بهدف حجب افلام الفضائح الجنسية التي أنتجتها وأخرجتها الحوزة المباركة الشريفة.
أسأل الله أن يَمنٌ على أهل فارس بمرجع عربي يدعي حياة الزهد والتقشف وفي نفس الوقت يمتلك مؤسسة مالية كبيرة في لندن. ويسيطر نجله على واردات النفط الايرانية، ويسخرها لشراء الفلل والقصور في دولة الإستكبار العالمي(بريطانيا) وهي الذيل الأطول للشيطان الأكبر(الولايات المتحدة الامريكية).
اسأل الله أن يَمنٌ على الفرس بمرجع عربي كسماحتكم ساكتا عن الحق: أعمى، أصم وأبكم، كأنه صنم لا تهز كل إنتهاكات قوات الإحتلال شعرة من شاربه. لافضائح ابو غريب ولا اطلاق الرصاص على القرآن الكريم ولا إنتهاك شرف المواطنات تنطقه. تحيط به الفضائح من كل صوب وما يزال يمتلك القداسة عند أتباعه.
اسأل الله أن يَمنٌ على الفرس بمرجع عربي كسماحتكم لاتتضمن رسالته العلمية أي شيء عن الفريضة السادسة(الجهاد) والدفاع عن الوطن والنفس. وفي حال تعرض الجمهورية الإسلامية الى غزو أجنبي لايعلن الجهاد بل يحث الناس على الصبر وإنتظار القائم! فلا جهاد إلا بظهوره إمام الحفرة؟ وأن يُشغل الناس بأجاديث النفاس والحيض والمتعة وتذكية الجراد وبلع السمكة الحية وعدم ذبح الدجاجة على مرأى من بقية الدجاج إحتراما لمشاعرهم الرقيقة.
أسأل الله أن يَمنٌ على أهل فارس بمرجع عربي يعتكف في صومعته فلا يؤوم الناس في الصلاة ولا يخطب بهم، لا يختلط بهم، ولا يشاركهم مراسيم عاشوراء ولو بكلمة واحدة! لا يسمع صوتهم ولا يسمعون صوته حتى في التلفاز. ولا يزور أضرحة من يدعي حبهم من آل البيت حتى لو كانت على بعد أمتار من مقر إقامته. إمامته عن طريق المراسلة عبر موقعه الالكتروني فقط.
أسأل الله أن يَمنٌ على أهل فارس بمرجع عربي لايعتصم بحبل الله ويعمل جاهدا على التفريق بين الإيرانيين. فلا يعلن يوم الصيام ولا العيدين الإسلاميين إلا بعد إشارة من حوزة النجف! ولا علاقة لظهور الهلال من عدم ظهوره في تحديد أول يوم للعيد. ويتعامل مع عيد النوروز كما يتعامل مع عيد الفطر والأضحى تقديم وتأخير حسبما يشاء.
اما موطنكم إيران فإني أحبه لدرجة إني أتمنى أن تكون بجوارنا أربعة جمهوريات إيرانية وليست واحدة فقط. جمهورية فارسية يحكمها نظام علماني يتمثل بمجاهدي خلق حيث يشكل العنصر الفارسي اكثر من 35% من مجموع السكان.
والجمهورية الإيرانية الأذرية بزعامة حزب الإستقلال الأذري حيث يشكل الاذر والتركمان حوالي 30% من السكان.
وجمهورية الاحواز العربية بزعامة منظمة حزم حيث يشكل العرب 7.7% من مجموع السكان.
وأخيرا جمهوية ايران الكردستانية بزعامة الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني. تضم الاكراد والبلوش وما تبقى من الأقليات.
أما مبررات هذا الحب الإنشطاري فيرجع لعدة أسباب منها تأريخية ومنها حاضرة، منها ذات طابع قومي وأخرى ذات طابع وطني، منها أسباب دينية ومنها أسباب دنيوية. فمن الأسباب التأريخية هو غزو حكوماتكم المتكررة للعراق، فمدة حكمكم كفرس للعراق منذ 7000 عام ولغاية الآن هي(1141 سنة مضاف إليها سنوات الغزو الامريكي منذ عام 2003 لحد الآن). كل هذا وتدعون المظلومية!
ومن الأسباب الحالية تعاونكم مع الشيطان الأكبر لإحتلال العراق! كمرجع فارسي فقد أفتيتم بالتعاون مع الغزاة. وكحكومة فارسية سهلتم الإحتلال بإعتراف أقرانك أبطحي ورافسنجاني. وكذلك بسبب دعم حكومتكم في طهران للميليشيات الاجرامية العراقية من خلال تمويلها وتدريبها وتسليحها كجيش المهدي وقوات بدر وجيش فاطمة وكتائب حزب الله وتنظيم القاعدة/ فرع طهران والعشرات غيرها.
كذلك بسبب احتلال حكومتكم لآبار نفط عراقية وسرقة النفط بما قيمته(7 مليار دولار سنويا) بالتعاون مع عملائكم الأقزام في البرلمان وحكومة الفساد. وبسبب تجفيف حكومتكم الشقيقة - حسب تسمية قزمكم المطيع نوري المالكي - لأهوار العراق وأنهاره كنهر الوند والكارون وقورتو والزاب والطيب، وكذلك طرح أملاح بزل أراضيكم الإيرانية المقدسة على أراضي العراق المدنسة.
من الأسباب الأخرى تصدير حكومتكم الغراء الأدوية والمواد الغذائية الفاسدة لأشقائهم المسلمين في العراق مما سببت تسمم الآلاف منهم. وكذلك بسبب غض نظر حكومتكم الحادة في طهران عن مراقبة حدودوها مع العراق. وفتح المجال لتهريب الأسلحة والمخدرات لداخله. وبسبب تصفية حكومتكم للقادة العسكريين والطيارين والعلماء والاكاديميين لتفريغ العراق من علمائه وخيرة كوادره. وبسبب تدخلكم السافر كشخص أجنبي وحكومة أجنبية في الشأن العراقي الداخلي والخارجي. فأنتم الآن الأوصياء على حكومة البلاء القاصرة بعد أن تخلى عنها العم غير البار سام. سأكتفي بهذا وفي جعبتي الكثير من الأسباب وهي غير خافية على سماحتكم.
وعلى المستوى القومي ممارسة حكوماتكم التقية السياسية مع العراق والعرب سواء قبل حكم الشاه أو بعده. فدولتكم من اوائل الدول التي اعترفت بالكيان الصهيوني عام(1948)، ورغم ادعائها حاليا بمعاداة قوى الاستكبار العالمي فإنها تستغل سذاجة العرب وغفوتهم العميقة. فقد قلتم بأن تحرير القدس يتم عبر تحرير كربلاء وها هي كربلاء محررة! بل العراق كله تحت سطوتكم، فماذا تنتظرون؟ علما إني لا أعتب على سماحتكم وانما على خامنئي ونجادي. لأني لم أسمع مطلقا من سماحتكم كلمة (قدس) فهي لاتعني شيئا لسماحتكم! وقد لمسنا إحتضانكم الأبوي للفلسطينيين في العراق وتسليطكم الأيادي الصدرية الذهبية على رقابهم اللينة.
سماحتكم تتعاملون سرا مع الشيطان الأكبر كمرجع أعلى في العراق أو حكومة فارسية. فقد كشفت صحيفة “نيويورك تايمز" أنّ الإدارة الأمريكية أعطت 107 مليارات دولار خلال السنوات العشر الأخيرة لشركات أمريكية وأجنبية تقوم بأعمال في إيران كثير منها في قطاع الطاقة". وكشخص فإن بول بريمر ورامسفيلد و الجنرال البريطاني ريتشارد دانات رفعوا بمذكراتهم ورقة التوت الأخيرة عن عورتكم.
أما مزايدات حكومتكم في الإحتفالات بيوم القدس ورفع صور الخميني والخامنئي في بغداد وطهران فهي أشبه بأوراق التوليت تمسحون به قذارتكم وسرعان ما ترمونها وتسحبون عليها السيفون ولا تستذكرونها إلا في المناسبة التالية. وتصريحات نجادي بتدمير الكيان الصهيوني لا تعدو عن فقاعات هوائية لا تتجاوز حدود الإعلام مبرمجة على عقول الجهلة والساذجين. فقد صرح( ديفيد ليفي) وزير خارجية حكومة نتنياهو" إن إسرائيل لم تقل في يوم ما إن إيران عدوا لها"! ونفس الحكومة الصهيونية أصدرت إعماما لكافة الصحف الإسرائيلية بعدم نشر أية معلومات حول التعاون الإسرائيلي- الإيراني، بعد أن فاحت روائح فضيحة تصدير التاجر اليهودي(ناحيم منبار) مواد كيمياوية خطيرة لحكومة نجادي. وسماحتكم أدرى بفضيحة إيران غيت والعشرات غيرها.
المشاكل والإضطرابات في المنطقة العربية، دائما وأبدا لحكومتكم الشقيقة الضلع الأعوج فيها، سواء في العراق أو السعودية ولبنان واليمن وسوريا ودول الخليج ومصر حاليا. والغريب ان تدخل حكومتكم وإثارة المشاكل يقتصر على الدول العربية والإسلامية فقط! لماذا؟ وهناك دول جوار أخرى مسلمة وغير مسلمة يمكن أن تصدروا لها مخلفات ثورتكم القذرة؟
ومن الأسباب القومية أيضا احتلال حكومتكم للجزر العربية الثلاث في دولة الإمارات العربية، واراضي عراقية، واعلان مطامعكم التوسعية بكل صفاقة ووقاحة في البحرين ودول الخليج. وارسال قواتكم لمساعدة الرئيس السوري على قتل شعبه وإبادته لأسباب مذهبية بحته. وإنشاء سيرد لكم العرب الصاع صاعين بعد أن تتساقط أوراق خريف حكمكم المستبد.
بطاقة تهنئة أخيرة لسماحتكم قبل الرحيل. أهنئكم على منزلتكم الرفيعة عند أنصاركم ومقلديكم، منزلة تتجاوز كل القيم والمثل والقوانين الإلهية والوضعية. منزلة تتواضع أمامها حتى الطبيعة وكوارثها من زلال وبراكين وأعاصير وفيضانات. منزلة عالية تركع في محرابها المئات من علامات الإستفهام؟ فيا لحظكم السعيد بشعب مثل الشعب العراقي. ويا لحظ الشعب العراقي التعيس بمرجع مثلكم.
كاتب ومفكر عراقي
www.deyaralnagab.com
|