logo
الدوحه ..قطر : انتهاك حقوق الانسان: الخطوط الجوية القطرية تجبر المضيفات على اخذ اذن مسبق للزواج وفصل اي حامل منهن!!

بقلم :  ... 12.10.2013

بينما يثار جدل حول استمرار تأهّل دولة قطر لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2022 والانتهاكات الجسيمة التي تمارس بحق العمال المهاجرين العاملين بالدوحة خلال استعداداتها لاستضافة نهائيات كأس العالم ، كشفت مجلة “الايكونومست” البريطانية انتهاكا جديدا لحقوق العمال في الخطوط الجوية القطرية تمنع المضيفات من الزواح دون اذن مسبق من الشركة بالاضافة الى طرد اي موظفة في حال اصبحت حاملا.وأشارت المجلة في تقريرها الى إحدى الفقرات التي تلزم المضيفات الحصول على إذن مسبق من الخطوط الجوية القطرية إذا رغبن في الزواج. وفي بند آخر طلبت منهن ان يطلبوا إذا مسبقا في حال ارادت الموظفة أن تصبح حاملا والزامها بالكشف “تاريخ معرفتها بحدوثه”.وكشفت المجلة في عددها الاخير عن بالوثيقة التي اعتبرتها الأكثر جدلا و”انتهاكات فاضحة” لحقوق العمال، تمثلت بالشروط “غير الانسانية لظروف العمل.واسردت المجلة قراءة متأنية لنقاشات على منتديات شبكة الانترنت يستخدمها طاقم الخطوط الجوية القطرية تشير إلى المعاملة القاسية والتدقيق الغير الانساني الذي اصبح امرا مألوفا بطريقة التعامل مع الموظفين في الشركة، حسب ما جاء فيها. واضافت المجلة ان العديد من الشكاوى ركزت على ظروف أماكن الإقامة لطاقم الطائرة، والتحكم في تنقلاتهن والقيود المفروضة على الزوار الامر الذي خلق جوا يشبه “الاقامة الجبرية”.وكان الرئيس التنفيذي للشركة برر هذه القيود في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي في مقابلة مع صحيفة “الوطن” بعد ان قدم 35 موظفا استقالة جماعية احتجاجا على المعاملة القاسية والقوانين الصارمة بحقهم بانها “ضرورية للحفاط على سلامة موظفين الشركة”.واضاف “اننا لا نعمل في وكالة للاستخبارت انها شركة طيران وعلينا المحافطة على سلامة الجميع″..واختارت الخطوط الجوية القطرية عدم الرد علنا على هذه الاتهامات الجديدة بحق العمال، الا ان ممثل شركة الطيران قال ان هذه الادعاءات اتخذت خارج السياق.جاء ذلك بعد سلسلة من التقارير نشرتها صحيفة “الغارديان” اللندنية مؤخرا سلطت الضوء على عشرات العمال من نيبال قضوا نحبهم في قطر، فيما كشفت عن معاناة الآلاف من انتهاكات جسيمة بحقهم. وبحسب وثائق قالت “الغارديان” إنها حصلت عليها من سفارة نيبال في الدوحة، مات 44 عاملًا على الأقل في الفترة بين الرابع من حزيران (يونيو) والثامن من اب (أغسطس) الماضيين.ولفت التحقيق إلى أن حوالي 100 ألف عامل غادروا نيبال في العام الماضي للعمل في قطر. وذكرت الصحيفة أن ثمة أدلة على استخدام عمالة بالإكراه في مشروعات بنية تحتية في إطار الاستعدادات لاستضافة بطولة كأس العالم!!

سوريا من جار إلى مجرور!!

بقلم : د.فيصل القاسم  ... 20.05.2012

سمعنا في الأشهر الماضية كلاماً ساذجاً مفاده أنه لو كان لدى سوريا نفط كما هو الأمر في ليبيا لتدخل العالم فيها عسكرياً منذ شهور. والمقصود بهذا الكلام المطروح على عواهنه أن لا مصلحة لأحد بالتدخل في سوريا بسبب انعدام وجود الثروات التي يسيل لها عادة لعاب الأقوياء. لا أدري لماذا غابت عن أذهان هؤلاء المحللين السطحيين حقيقة تفقأ الأعين، وهي أن سوريا تتمتع بأهمية إستراتيجية وسياسية تفوق أهمية النفط الليبي بعشرات المرات، مما يجعل الصراع عليها والتدخل في شؤونها أكثر ضراوة بين المتصارعين الكبار. وبالتالي، ليس صحيحاً أن العالم ترك سوريا وشأنها، بل على العكس من ذلك، فهو تدخل في ثورتها منذ شهورها الأولى، مما فاقمها وأطال في أمدها، والأسوأ أنه حرفها عن مسارها، وحوّل البلاد التي كانت تمارس دوراً محورياً في المنطقة من لاعب إلى ملعب دولي.
بعيداً عن المناكفات، لا بد من الإشارة إلى أن سوريا استطاعت على مدى أكثر من أربعة عقود أن تصبح على صعيد السياسة الخارجية رقماً صعباً في المعادلة شرق الأوسطية بعد أن كانت قبل ذلك مجرد بلد عادي. لقد كانت سوريا من قبل، كما وصفها أحد السياسيين، مجرد عروس يتصارع عليها العرسان. لكن العروس غدت منذ عقود عريساً بامتياز ينافس بقية "العرسان" على عرائس المنطقة. لا أحد يستطيع أن ينكر أن سوريا تمكنت على مدى سنوات طويلة من أن تحصّن نفسها ضد تدخلات الخارج في منطقة لم يتوقف التنافس والتدخل الخارجيان عليها يوماً واحداً. وبالتالي، كانت دائماً تخوض كل معاركها خارج حدودها على أراضي الآخرين، بغض النظر عن أخلاقية هذه السياسة، فالمهم في الأمر أن السوريين عاشوا لأكثر من أربعة عقود حياة سياسية أكثر من مستقلة. وقد نجحوا في صياغة تفاهمات وتحالفات ما زال بعضها صامداً حتى هذه اللحظة. لاحظوا كيف سقط النظام العراقي بقيادة صدام حسين في شراك اللعبة الدولية في المنطقة، وكيف نجت سوريا بنفسها رغم أنها تعرضت لمؤامرات مشابهة.
لكن، كما هو واضح، فإن الاعتماد على نجاحات السياسة الخارجية فقط، وإهمال الداخل السوري، أو بالأحرى تركه للعابثين والهواة كي يعيثوا فيه خراباً وتدميراً وفساداً، كان خطأ إستراتيجياً رهيباً. فالدول لا يمكن أن تعيش بسياسات خارجية بارعة فقط أبداً. وحتى لو استطاعت، فلفترة وجيزة جداً. ومن الواضح الآن أن تلك الفترة قد انتهت عندما هب الشعب السوري مطالباً بتغيير أوضاعه السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وبدل أن يسارع النظام إلى الاستجابة السريعة لمطالب الناس، دخل على الفور في معركة مع الشعب الثائر، بدليل أن الرئيس السوري أنهى خطابه الأول في مجلس الشعب بعد اندلاع الأزمة بتهديد الثائرين بالويل والثبور وعظائم الأمور بدل أن يتقرب منهم ومن همومهم ومطالبهم بلغة تصالحية. في تلك اللحظات تحديداً، يمكن القول إن سوريا بدأت تتحول من عريس إلى عروس، أو من فاعل إلى مفعول به. لقد بدا النظام عندها وكأنه يطلق الرصاص على قدميه. وبذلك بدل أن يسارع إلى لملمة الأمور حفاظاً على مكانة سوريا التي حققتها بفضل سياستها الخارجية الماهرة من خلال تحصين الجبهة الداخلية بالإصلاح الحقيقي والنزول عند مطالب الناس المحقة كما وصفها هو نفسه، قام بتعميق الأزمة. وهنا يمكن القول أيضاً إن الصراع الخارجي على سوريا قد بدأ مستغلاً أزمة عويصة جداً لم يمر بها النظام من قبل، ففي الماضي كان النظام يخوض كل معاركه مع الخارج مدعوماً من الداخل، بينما الآن أصبحت المعركة مع الداخل الثائر. ولو كنت مكان النظام لبحثت عن الشخص أو الأشخاص الذين نصحوا القيادة بتحدي الشعب والتصدي له، وصنعت منهم لحماً مفروماً، لأنهم على ما يبدو كانوا أكبر المتآمرين على سوريا، نظاماً وشعباً. وها هي سوريا الآن تعاني الأمرّين جراء نصيحتهم المسمومة.
باختصار، فإن السياسة الدموية التي اتبعها النظام في مواجهة الأزمة هي التي أضرت بالنظام، وبالحركة المطلبية التي اعترف بها هو نفسه، وبالتالي شرّع أبواب سوريا للتدخل الخارجي السافر في شؤونها. فالكل يعرف أن الأمور بدأت في سوريا بالمطالبة ببعض الإصلاحات لا أكثر ولا أقل، لكن النهج الخاطئ في التعامل معها حرف الأمور عن مسارها، وبدل أن تظل مجرد حركة مطلبية مشروعة انقلب الوضع ليتحول صراعاً خارجياً على البلاد وتحويلها إلى ساحة، ليصبح طرفا الأزمة المتقاتلان ألا وهما المعارضة والنظام مجرد بيدقين في أيدي القوى المتصارعة على البلد. لقد قفزت القوى الطامعة بسوريا على الحراك السوري، وحولته من حراك شعبي إلى معركة على النفوذ في سوريا، مما أطال في محنته وحرفه عن خطه تحقيقاً لمطامع المتلاعبين بالوضع. بعبارة أخرى، لم تعد الثورة السورية شأناً داخلياً يمكن حله بالاتفاق بين النظام والمعارضة، بل أصبح بأيدي القوى التي تدعم الطرفين. وبالتالي، لا يمكن أن نتوقع حلاً للأزمة السورية إلا بتسوية دولية بين المتصارعين عليها.
صحيح أن العلاقات وثيقة جداً بين النظام وكل من روسيا وإيران مما يجعلهم حلفاء أكثر منه تابعاً ومتبوعاً، إلا أن الأزمة أظهرت النظام في الأشهر الماضية مجرد ألعوبة في أيدي الروس والإيرانيين، خاصة أن وزير الخارجية الروسي وسفيره في الأمم المتحدة أصبحا المتحدثين الرسميين باسم النظام. فلو أحصينا التصريحات التي أطلقها الوزير الروسي بخصوص الأزمة بالتصريحات التي أطلقها وزير الخارجية السوري لوجدناها أكثر بمرات، ناهيك عن أن الإيرانيين يلعبون دوراً عسكرياً واستخباراتياً واقتصادياً مكشوفاً على الأرض السورية، مما جعل الجميع ينظر إلى القيادة السورية على أنها أصبحت مجرد تابع للقوى التي تدعمها. وفي المقابل، راح الطرف الآخر المتصارع على سوريا يلعب بالمعارضة السورية المشتتة لعبة الدمى المتحركة. وبالتالي، بعد أن كانت سوريا تخوض معاركها على أرض الآخرين، أصبح الآخرون يخوضون معاركهم، ويصفون خلافاتهم على الأرض السورية. من كان يتوقع أن تتحول سوريا العظيمة إلى ساحة صراع دولي تماماً كلبنان أو العراق أو حتى الصومال وأفغانستان؟
إن كل من يستهين بالقرار الدولي القاضي بإرسال مراقبين دوليين إلى سوريا لا يقرأ الوضع جيداً. هل أخطأ أحد الكتاب السوريين عندما قال إن "سوريا أصبحت تحت الانتداب الدولي رسمياً في الذكرى 66 لتحررها من الانتداب الفرنسي؟" نسوق هذا التساؤل وفي القلب غصة وحزن شديدان، لكن، ألم تصبح بلادنا تحت الوصاية الدولية فعلاً حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً؟ ألم تتحول من جار إلى مجرور بسبب الفشل الذريع في معالجة الأزمة؟


www.deyaralnagab.com