موفق خوري وعشرون عامًا للمسيرة الثقافيّة العربيّة!!
بقلم : تقرير الديار ... 08.08.2008
عشرون عاما للمسيرة الثقافية العربية، منذ عام 1988 وحتى عام 2008 وموفق خوري نائب مدير عام وزارة العلوم والثقافة والرياضة يلتقي بالحامض والحلو***اعشق القاهرة وزرتها 42 مرة، كما وزرت العشرات من دول الأرض وشعوبها***لنا حضارة عربية وإسلامية عريقة تعلمت منها شعوب الأرض قاطبة***أحبّ من الفنانين عادل إمام هشام يانس ونبيل صوالحة، ياسر العظمى وغوار الطوشة وروّاد الفن من بلادنا
*في 2008/8/1 بلغ موفق خوري سن الـ55 عامًا، وكان قد بادر ودعم في إقامة العشرات من المؤسسات الثقافية العربية في شتى المجالات، ويحلم بل يثابر لمضاعفة عدد المؤسسات الثقافية والفنية والعلمية والاجتماعية في الدوزينة القادمة (12 سنة القادمة) وهي الخطة لغاية 2020. ويقول موفق خوري- نائب مدير عام وزارة العلوم والثقافة والرياضة- في مستهل حديثه: الوطنيّ الحقيقيّ من يبني مؤسسات علمية وثقافية وفنية واجتماعية وصحية بقدر المستطاع كي يخدم أمّته وشعبه ويمنع هجرتهم من بلادهم، الوطني الحقيقي من يحب الناس والإنسانية دون فرق بالقومية أو اللون أو الدين، فخلال عملي ومنذ (20) عام، لم أسمح ولن أسمح بأي رقابة لإبداعنا الثقافيّ وخصوصا من الناحية السياسية في كل المجالات.
**المسرح والكتابة الإبداعية
عن المسرح والكتابة يقول خوري: المسرح والكتابة الإبداعية هم حياتي، أحبّ المسرح بشكل فظيع وأيضا أحبّ السينما، وبالنسبة للكتابة، فقد صدر لي لغاية اليوم 25 كتابا.
وقفت على خشبة المسرح في مسرحية "رصاصة في القلب" لتوفيق الحكيم في مسرح "النور" في عبلين، كنت حينها ابن (21) عاما وكان لي مقطع صغير. المسرح هو مدرسة، له أثر كبير على حياة الإنسان والشعب وفيه لذة كبيرة، أحبّ من الفنانين عادل إمام وهو رمز لا يعلو عليه، وهناك فنانون أردنيون وهما هشام يانس ونبيل صوالحة، أحب عملهم وأحترمهم جدا ومن الفنانين السوريين، أعشق ياسر العظمى والفنان الكبير دريد لحام عندما كان يقوم بدور شخصية غوار الطوشة، وكذلك روّاد الفنّ من بلادنا. أعشق القاهرة وزرتها (42) مرة، كما وزرت العشرات من دول الأرض وشعوبها. لا أحب الثقافة الاصطناعية، طريقنا الأول هو الانتماء لحضارتنا وثقافتنا ولغتنا ومنها الإيمان والاقتناع بأننا نستطيع أن نذلل المستحيل.
**قصة حب جميلة ومأساوية
يتذكر خوري ويقول: أمي جوليا عيسى زهران الخوري ووالدي تزوجوا في عام 1952 وأنجبت 12 طفلا، كنت أتمعن طويلا في علاقتهما الزوجية وكنت أحسدهم على الحب والاحترام المتبادل بينهما، حتى بعد وفاة والدي عام 1977 لم تبقَ طويلا في هذه الحياة، فأصيبت من شدة حزنها بمرض عضال وفارقت الحياة وهي شابة في جيل 49 أما والدي فتوفى في جيل 51 عاما، لكنّنا درسنا وتعلمنا جميعا.
كانت والدتي تقرأ لنا يوميا قصة، كانت امرأة مثقفة وأجادت اللغتين العبرية والانجليزية.. أبي كان يجيد تجويد القرآن وأحيانا كان يسمع التجويد في الراديو غير صحيح فكان يغضب، لفظ اللغة في التجويد وحفظ السور القرآنية القصيرة غيبًا، وكان خلال حديثه يستعين بآيات من القرآن والإنجيل، تعلمت من والدي الكثير خصوصا المثابرة والصبر والاحترام والابتسامة والحفاظ على الكرامة، وخلال الـ (20) سنة في عملي لم يخرج من مكتبي إنسان واحد غضبان.
**التطوع في مجتمعنا
ويعلق خوري: نحن بحاجة إلى تطوير موضوع التطوع بين الشبيبة، هناك شيئين رئيسيين يؤلمانني- الأول هو أن الكثير من العائلات الفقيرة والمستورة أطفالها جائعة، آلاف المؤسسات تعتني بأولادها في مجتمعات غير عربية، وعندنا الأكل الزائد يذهب إلى الزبالة ولا يفكرون في الجار والقريب، أطفالنا وأهلنا كبريائهم لا يسمح لهم بمد يدهم وطلب العون، أريد تأسيس مؤسسة قطرية لجمع التبرعات برئاسة شخصيات رفيعة ومرموقة في مجتمعنا ليقوموا بإدارة هذه المؤسسة، وبناء خط هاتفي سري لهؤلاء العائلات لإيصال لقمة العيش لهم ولو عدة مرات في الأسبوع، حتى لا يصل أولادهم إلى الانحراف أو اليأس أو المرض...
نحن أقلية في إسرائيل ولا يوجد من يعيلنا سوى الله وذراعنا ووحدتنا وعقولنا ولا احد يلتفت إلينا، المال لا يكفي والدخل منخفض، لذلك هناك حاجة لتأسيس جمعية قطرية للتعليم العالي في الجامعات، لتجميع المال من الأثرياء وتوزيعه لتعليم الطلبة المحتاجين وخاصة الفتيات. نحن شعب لنا حضارة وثقافة ولغة عربية أصيلة ولنا حضارة عربية وإسلامية تعلمت منها شعوب الأرض قاطبة، وعلينا أن نحب بعضنا ونساعد أحدنا الآخر، ونزيل الأنا، والأنانيّة، وأسألك يا رب نفسي، وأن نحفظ وننفذ..
**التقارب الثقافي بين العرب واليهود في إسرائيل
وعن رسالته للدكتوراه التي قدمها مؤخرا، يقول: رسالتي للدكتوارة تبحث في إمكانيات التقريب بين الشعبين بواسطة الثقافة، التقارب الثقافي بين العرب واليهود في إسرائيل منذ عام 1988 وحتى 2008، رغم أنها تلمس كل الفترة التاريخية.. أنهيت الدراسة للدكتوراه وسأستلمها قريبا من جامعة "ليبستيك" الروسية وستترجم إلى عدة لغات.
**يعرفون الطريق ومن أين تؤكل الكتف
وعن النشاطات الفنية المحلية يقول: لا أخشى على الحركة الثقافية عندنا، فلقد نما جيل من الشباب والصبايا العرب في جامعات البلاد وخارجها في شتى المجالات الثقافية، ومن تجربتنا خلال الـ (20) سنة الماضية، في إقامة عشرات المؤسسات الثقافية المتنوعة التي أثرت شبابنا وشاباتنا والمسؤولين في هذه المؤسسات وإداريين في غالبيتهم العظمى عندهم رؤية مستقبلية ويعرفون الطريق ومن أين تؤكل الكتف.
**ملف الفساد والنفاق
ويختتم خوري حديثه: في الماضي كنا مغمضي الأعين لم نعرف مصالحنا وخصوصا حقوقنا ومتطلبات شعبنا، وبدأنا نعمل، صمدنا وسنصمد في المستقبل، كان لنا مئات المنشورات منها الثقافية والفنية والسياسية مثلا ننشر، القصة الفلسطينية القصيرة وبجانبها ختم وزارة الثقافة الإسرائيلية، هناك من كان يصور ما نصدره ويقدمه للحكومة الإسرائيلية وقد قدمت للاستجواب عدة مرات، كانوا يشون بي. أو أكتب مقالات في صحيفة ويترجمونه وأقدّم للمحكمة، أو أدعم مهرجانا يضمن فقرة سياسية- نقدّم للمحكمة. إنني أنمّي الحسّ الوطني عند أبناء شعبي، وقد قدمت مرتين للمحاكمة وعندي مجلدات أسميها ملفات "الفساد والنفاق" تضم كل الرسائل التي بعثت ضدي، لكن القافلة تسير بقوّة وثبات. ولا شيء يقف أمام الإيمان والإرادة، وليعلم الجميع أننا كلنا في هذه البلاد في قارب واحد..
www.deyaralnagab.com
|