مغربية في لبنان !
بقلم : زكية خيرهم الشنقيطي ... 17.9.08
وصلت الطائرة بعد رحلة طويلة ومتعبة إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت حوالي الساعة الخامسة صباحا. رغم الخلافات الداخلية والتدخلات الخارجية التي تسعى إلى تدميرالبلد ، ورغم وابل الصواريخ والرصاص الذي انهال في الحرب الأخيرة مع دولة إسرائيل، كان مطار بيروت شامخا بعنفوان ينتظر على مدار الساعة استقبال أهل الوطن والأصدقاء والسواح.
ما أن نزلنا متوجهين داخل المطار حتى بدأ أكثر من نصف المسافرين اللبنانيين يشعل سيجارة ويدخنها. أغلبهم من الجالية اللبنانية التي تسكن في المهجر، أما الأجانب الأروبيين فكنت أرى في أعينهم استغرابا، حيث أن التدخين في أغلب دول الغرب أصبح ممنوعا في المطاعم وفي الإدارات الرسمية والمدارس والمطارات بالتحديد. كنا نمشي مهرولين نحو مكاتب الجمارك، ترى الفرح في عيون اللبنانيين القادمين من الخارج للقاء ألأهل و الأحباب. تذكرت أغنية فيروز وكلمات الشاعر سعيد عقل التي كانت مرتسمة في عيون المسافرين، شاهدة ً على حركاتهم شغفهم لملاقاة الوطن مع نسائم الغوادي وشعاعات تغاوت عند شاطئ ووادي، مرة وعدت تاخذني قد ذبلت من بعادي ، و أرمي بي على ضفاف من طفولة غدادي، نهرها ككف من أحببت خير الوصادي ، لم تزل على وفاء ما سوى الوفاء زادي ، حبني هنا حب الحب مالئاً فؤادي، شِلح زنبق أنا إكسرني على ثرى بلادي . هكذا كما وصف الشاعر ذلك الحنين والشوق والفرح الذي وصل ليحط الرحال على ثرى الوطن ، وشغف ملاقاة الأحباء يظهر جليا متعطشا للعناق.
انقسم المسافرون إلى طابورين طويلين لختم جوازاتهم. طال الإنتظار مما جعل بعض المسافرين يتذمر لذلك التباطؤ الذي لم يعهدوه في بلاد المهجر. خرجت امرأة عن الصفـ، وغضب جامح يستفزها بكل حروف الأرض حزنا، و تصرخ بصوت مرتفع:
_ أنا تعبة ومريضة بمرض السكر، ولم أتناول دوائي حتى الآن.
توجه نحوها شرطي بسرعة وصرخ في وجهها:
_ لماذا تصرخين؟ لست أنت الوحيدة هنا التي تنتظر... أرجعي رجاء إلى مكانك.
لاقى الشرطي عيونا ملومة لتصرفه غير المهذب، ولكي يصحح خطأه التفت إلى سيدة مع طفليها، وقال:
_ سيدتي، أنت وأولادك أذهبا إلى المكتب الثالث وأختمي جوازك هناك.
بعد أكثر من ساعة، أنعم علينا الله بمغادرة الجمارك بسلام، والغريب أن تلك الشابة وطفليها مازالوا وراء شباك أحد المكاتب. كنت أعتقد أنها ستكون الآن بين أهلها ترشف القهوة ممزوجة بضجيج الفرح ومفاجأة القدوم، لكنها كانت آخر واحدة ظلت هناك.
غادرت المطار، وجدت العائلة تنتظرني مرحبين بقدومي المفاجئ. انطلقت السيارة إلى المنزل في منطقة الطيوني التي لا تبعد عن المطار وفي طريقنا إلى البيت كان أخ زوجي يشير بيده إلى الجسر الذي يبنى وقال: لبنان تعمر من جديد. وحين اقتربنا إلى البيت أضاف قائلا: هذا الشارع كان ذات يوم معبرا للموت عبر خط التماس ، ورغم المتارس من كلا الجهتين من هناك مرت أرواح من نفس الوطن تناحرت ، في سلسلة من المعارك دامت سنوات طويلة، كل كان يريد بسط نفوده والسيطرة على الأحياء السكنية وانتهت المعركة بوقوف اطلاق النار وسقوط عشرات القتلى والجرحى. أثار انتباهي أنه ما من معركة أو حرب مرت إلا وخلفت وراءها تفاصيل الحزن والموت والدم الذي عن جفّ في الأرض لا تزول آثاره في القلب...ويدورسؤال بداخلي : ألم يحن الوقت أن يتعلم هذا الشعب أن فداحة الحرب تظل عالقة في الذاكرة وتسرق الفرح رغما وكيف لمن فقد عزيزا في تلك المعارك المتلاحقة والعنيفة.
وصلنا إلى البيت . اجتمعت العائلة الكبيرة لاستقبالنا. وجاء إخوة زوجي من بعلبك وطرابلس ومن جنوب لبنان والكل فرح بقدومنا . بعدها قدمت لنا القهوة عنوانا للأصالة اللبنانبة والكرم. أجمل ما أحبه في القهوة اللبنانية قراءة الفنجان. ولي قصة طريفة مع أم فؤاد، واحدة من الجارات التي تسكن بالمنطقة، ومعروف عنها شغفها وغرامها بقراءة الفنجان. طلبت منها أن تقرأ لي فنجاني وأن تركز أكثر على مستقبل أبنائي. قلبت الفنجان وانتظرت قليلا ثم قالت سمي على نية الأطفال. ففعلت. حملت الفنجان بين يديها وبدأت تتمعن في رموز بقايا القهوة وتتفحصها، ثم ذكرت أسم الله واسترسلت تحدثني عن أن أبنائي الثلاثة لهم مستقبل زاهر إلا أن الأصغر يتعبك ويشغل بالك كثيرا، لكن لا تقلقي. قاطعتها هل سيفلح في دراسته؟ فأجابت ومازالت تبحث عن الجواب داخل الفنجان، وقالت :
- ابنك هذا يتطلب الكثير من الإهتمام حتى يستطيع الإستمرار في الدراسة.
حولت بصرها من الفنجان ونظرت إلي قائلة، أنت أمامك طريق طويلة وستقطعون البحر. قلت لها نعم، نحن جئنا إلى لبنان وسنرجع بعد أسبوع.
غادرتها وضحكي أوشك أن يفضحني ، عن ثلاثة أبناء كيف تهيئوا لها في الفنجان وأنا لي طفلة واحدة فقط....وهنا تذكرت المثل العربي " رزق الهبل على المجانين ".
سافرنا في صباح اليوم التالي إلى طرابلس بدعوة من أخت زوجي. فرحت وزوجها بنا أشد الفرح. ثم لحق بنا باقي الإخوة وزوجاتهم. أخت زوجي اختصاص في الصيدلة وزوجها طبيب أسنان. والعيادة والصيدلية قريبة من البيت مما يسهل عليها العمل في الصيدلية ومسؤوليات البيت الذي تقوم بأكثر الأشغال فيه رغم وجود خادمة عندهم مما أثار دهشتي كثيرا. أنا التي كنت أظن الخادمات يقمن بكل شيء و بالتالي حياة سيدة البيت مريحة أكثر من حياتنا في النرويج ، لكن ما رأيته هو العكس. أعجبت بذلك الجهاد والحركة والإعتماد على النفس. والغريب أن زوجها سنيا من من طرابلس وهي شيعية من بيروت، درسا سويا في الخارج، جمعتهم الدراسة والغربة والصداقة، أحبا بعضهما وتزوجا. رغم كل التناطحات الطائفية، التي يلعب على ورقتها بعض السياسيين اللبنانيين بين الحين والآخر إلا أن ما لاحظته أن هناك الكثيرون من هم متزوجون من غير طائفتهم ويعيشون في سعادة. هنا تذكرت لبنان الستينيات الذي كنت أقرأ عنه في الصحافة...لبنان الديمقراطي صاحب أعرق تجربة ديمقراطية قبل السبعينيات وقت اندلاع الحرب الأهلية...لبنان ذلك كان يقيم فيه عشرات ألاف من اللاجئين السياسيين العرب، دون أن تستطيع دولهم القمعية العربية أن تتعرض لهم....لبنان الثقافة وأشهر المجلات ودور النشر العربية ..لبنان مجلة ألآداب التي مرّ من خلال صفحاتها في زمن رئيس تحريرها المرحوم الدكتور سهيل إدريس أغلب المشاهير العرب...لبنان فيروز وأجراس العودة..لبنان الرحباني وصحّ النوم...صدرت مني تنهيدة وقلت على مسامع أحبائنا وأقاربنا: وينك يا لبنان..اصحوا يا أهل لبنان فلا مستقبل لكم إلا بنبذ الطائفية والحسابات السياسية الضيقة و الاملاءات الخارجية...لبنان الذي يعيش ويستمر هو لبنان للجميع.
كان الطقس في طرابلس جميلا باردا غير الذي تركناه في بيروت. اجتمع الإخوة الخمسة وزوجاتهم. واحدة مسيحية وأخرى أرمنية والثالثة سنية والرابعة شيعية، كل الطوائف واختلاف العرق والدين اجتمعوا حول طاولة كبيرة في حديقة البيت، وانقسمت المهام في المطبخ بين النساء تلقائيا، من تهيء الشواء إلى حشو الكبة وسلطة التبولة والمقبلات ، والرجال يلعبون الورق ويتحدثون عن السياسة في لبنان وهمومها . هذه السياسة التي أمست من الحوارات الرئيسية والأساسية كما المقبلات في الطبخ اللبناني.
اختلاف العقائد وتعدد الطوائف في لبنان، نعمة أم نقمة؟
المسيحيون العرب في لبنان (موارنة وروم أورثوذكس وروم كاثوليك وبروتستانت) إضافة للمسيحيين غير العرب (الأرمن والسريان واللاتين والأقباط) ثم يأتي الدروز والعلويون، والأكراد، والترك والمسلمون سنة وشيعة. من يصدق هذه الفسيفساء المتعددة التي تعني لمن يفهم ومن لا يفهم أ،ّ لاحياة ولا استقرار في لبنان إلا بالتعايش السلمي بين كافة الطوائف والمذاهب والقوميات ... المسيحية رمز التسامح والمحبة " من لطمك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر " . والدين الإسلامي دين " من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " و " لكم دينكم ولي دين " و " إن الله يضلّ من يشاء ويهدي من يشاء ". تعبير واضح بحق البقاء للأديان والمذاهب الأخرى. لكن هناك من يسيس الدين ويلعب على ورقة العقيدة أو الطائفة في المنطقة لأسباب ومصالح سياسية.
أثار انتباهي التقسيم الجغرافي في المنطقة. في بيروت مثلا،هناك منطقة تسمى الأشرفية جل سكانها مسيحيين، ومنطقة تسمى ب "طريق الجديدة" وكورنيش المزرعة يقطنها السنيين، والشيعة يسكنون في منطقة الضاحية. بل حتى المقابر قسمت بين شيعية ومسيحية وسنية. هذه التي تناطحت يوما فيما بينها حاملة البندقية التي كانوا فيها القاتل والمقتول والمنكسر والمهزوم بداخل الوطن الواحد. كل يخون الثاني عن عن وحدة لبنان وسيادته وحريته لأجل عيش مشترك. أتساءل وكلي حزن عن وطن أوضاعه في تدهور إن استمر على تلك الحال سنتهي لا محالة إلى خراب وفوضى صعب توقيفها. لسياسيين بعضهم لا تهمهم مصلحة لبنان بقدر ما تهمهم مصلحة جيوبهم كيف تعلف بالدولارات أما الشعب ومشاكله اليومية فذلك لا يهم. إنه تعود على الحروب، يمكنه تحمل الحرمان من أبسط الحقوق كالماء والكهرباء الذي ينقطع لساعات عدة تختلف من منطقة إلى أخرى بسبب تدمير محطات الكهرباء بالضربات الإسرائيلية المتكررة في كل مواجهة عسكرية. ولكن رغم كل تلك المشاكل رأيت لبنان الصمود، والبناء، لبنان الجمال رغم الحروب والإختلافات القائمة داخل الوطن، لم أرها جريحة طريحة، بل وكأنني أزورها لأول مرة قبل الحرب الأخيرة عليها.
جنوب لبنان
كنت متشوقة منذ وصولنا إلى لبنان لذلك اليوم الذي سنسافر فيه إلى جنوب لبنان، وأرى المناطق التي حفظت أسماءها كغيري من متابعي ذلك العدوان على لبنان إبان حرب تموز 2006، وأنا في النرويج بعيدة عن ساحة الحرب، في تلك الفترة كنت أكتب كتابي الجديد" العربان في بلاد الفايكنغ" توقفت عن الكتابة رغما، لأن شظايا تلك الحرب وصلتني وأحبطت قلمي فصار عاجزا عن إنهاء المجموعة القصصية. لتأخذني رواية حرب الصهاينة على لبنان وتدمير مناطق كثيرة وخصوصا الضاحية والقرى الجنوبية. سافرنا إلى تلك القرى. وأخيرا أتيحت لي الفرصة أن أرى صور السيد حسن نصر الله عن قرب . أخذت العشرات منها. قد تستغربون لإحساسي هذا ولكن كيف لا وهذا الرجل الذي وقف شريفا منذ طفولته وشبابه وها هو الآن رجل يعرفه التاريخ العربي الحاضر المسكون بالهزيمة ليكتب لنا صفحات من النصر الذي أصبح عند الكثيرين مستحيلا. سيد أقبل علينا بالمجد والنصر بعد أن تعودنا على زمن الهزيمة التي صارت في الدم العربي سكينا وذباحا كما قال الشاعر عمر الفرا. رجل وحّد رجالا خلفه ، مطلبهم الكرامة وسعيهم استرداد الحق، فعاهدوا وصدقوا وحاربوا حتى الموت وجاؤوا أخيرا بالنصر، رغم الذل رفعوا راية المقاومة، قدموا من التاريخ كله ليستقبلوا العدوّ بشجاعة أذلته . ورغم القيل والقال ورغم أنواع الخوف لبعض العرب من البحر إلى البحر وشكهم في النصر، أثبت رجال المقاومة أن الكرامة ليست رداء من الجبن ولا تملق بالإنحناء ولا تسوية في قمم التصفيق أو خضوع حول طاولات الخمور والسكر حتى الغرق بدم الشعوب من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر. احساس غريب انتابني. مررنا على كل المناطق وأنا أتأمل كيف كانت في حرب تموز ؟. كيف كانت القذائف تنهال وابلا عليها من طائرات الصهاينة. هذه المناطق التي عبر الموت فيها في حاشية من توابع الجهاد والمقاومة ضد الإعتداء الظالم. كنت أتأمل تلك المناطق وصوت بداخلي يقول: من هنا مرت أرواح الشهداء الأبرار الذين قاتلوا في ظروف صعبة وشديدة التعقيد وواصلوا إلى أن كشفوا حقيقة ذلك العدو العملاق القزم. هذا العملاق الذي تجبر وطغى ومازال في طغيانه واخترق سماء لبنان بطائراته الأمريكية. تسمع أزيز الطائرات في فضاء سماء جنوب لبنان ، لكن لا تستطع العين المجردة مشاهدتها. وأتساءل متعجبة. أين قوات اليونيفيل ودورها في الحدود البنانية الإسرائلية؟ أهي هناك لتحمي الصهاينة من المقاومة اللبنانية ؟ أو لتسمح لاختراق الصهاينة كل القوانين وأتساءل أن فعلت المقاومة نفس الشيء وأرسلت طائرة تجسس كما يفعل الصهاينة، ماذا سيكون رد فعل اليونيفيل والعالم الغربي تجاه ذلك؟ أتعجب لظلم وتجبر واستعلاء هذا الكيان الصهيوني، الذي لا يعرف إلا البطش والقتل ولم لا فعهدهم القديم يحتوي أسفارا تصلح سيناريوهات لأفلام رعب تعجز عنها أستديوهات هوليود.
حزب الله مقاومة لبنانية ورمز لكل من يؤمن بالحرية
إن ايديولوجية المقاومة عند حزب الله هي الجهاد ضد الظلم ، والاستعمار والإحتكار والتطبيع وضد ديموقراطية بوش الإرهابية و ضد العدو الذي لا يعرف سلما ولا احتراما للإنسان ولم تتوقف مجازره من يوم احتلاله لدولة فلسطين. إن المقاومة لها استراتيجية واضحة لتحرير الأرض ومساندة فلسطين. مقاومة شريفة ضد الصهاينة، أخرجتهم من جنوب لبنان ففروا ككلاب الشوارع الجائعة جبنا، ويكفي أننا رأينا بأم أعيننا ذلك في القنوات الفضائية. كان فخرا لكل العرب وغير العرب والمسلمين وغير المسلمين ،فخرا لكل من يؤمن بالإنسانية. المقاومة تسعى لحياة كريمة وترفض حياة التبعية الذليلة والإحتلال، مقاومة تحب الحياة كما لا تخاف الموت. أغتيل منهم الكثيرون ومازالت ترفد ساحات الوطن بمشاعل الهداية. إن الإنسان الحر لا يخضع ولا يتفاوض لأن الحق لا يؤخذ من المغتصبين إلا بالرصاص وخير مثال شعلة النصر المتمثلة بسيد المقاومة السيد حسن نصر الله. هذه الشخصية التي تشع رجولة وشجاعة وحمكة سياسية. إن وعد صدق ويحظى بتقدير عال واحترام واسع من أطراف عدة. أحبه الناس من مختلف العقائد والأديان. استطاع برجولته المعهودة أن يدخل قلوب الملايين الذين يؤمنون بالحرية ويرسمون أقواس النصر أبدا.
وعدت إلى أوسلو..ولبنان في عيوني وقلبي
لم أكن أتخيل ولا في الأحلام ولا في خيالات الكتاب والمبدعين، أنني ككاتبة ومواطنة مغربية، أجد ذاتي الحقيقية في لبنان....لبنان العزة والكرامة...لبنان التعددية المذهبية...لبنان الذي يقاوم ويصمد نيابة عن " أمة عربية واحدة " في الشعار ، وهي في الحقيقة أمم وشعوب متنافرة متناقضة...الدرس العربي المستفاد من لبنان هو: يا عرب...اتركوا الطائفية...ابتعدوا عن المذهبية...فالدين لله والوطن للجميع...وفجأة تذكرت الشقيقين الفرنسي والبريطاني سايكس و بيكو اللذان بقلمهما ومسطرتهما قبل عقود قليلة وضعونا في هذه الخارطة العربية المقيتة حيث التجزئة والتقسيم...فمتى يولد نقيضهما العربي بممحاة عربية أصيلة تزيل هذه الحدود؟؟؟.
*كاتبة مغربية مقيمة في أوسلو: قادمة للتو من لبنان العزة والكرامة
www.deyaralnagab.com
|