في الذكرى العاشرة " لربيع " بلاد الرافدين !!
بقلم : زهير بن عياد* ... 18.04.2013
تاريخيا : في المانيا عندما أجتث الحزب القومي الاشتراكي النازي على يد الحلفاء لتطرفه وعنصريته واستبداده ، اجتثت وبترت انذاك فقط ولا غير القيادات والرؤوس من أولي الأمر والنهي ، ما اريده قوله ان المانيا عقب عشر سنوات من ذلك اصبحت من اعظم الدول الصناعية في العالم قاطبة واحدى ابرز مجموعة الدول الصناعية الثمانية , وعلى فقرها بالموارد الطبيعية مقارنة مع العراق إلا ان صادراتها تصل احيانا ل 1.5 ترليون دولا ، فقد شارك الملايين من النازيين في بناء المانيا الجديدة العصرية بأكبر اقتصاد في اوربا محليا ورابعا عالميا , على نقيض من ذلك وبمنظور مغاير اجتث البعث والبعثيون في العراق من اصغرهم الى اعلاهم في العراق ، وقضقضت جميع أذرع الاخطبوط البعثي ، وللغرابة سنت قوانين تمنع البعثيين او حتى من قال لهم قديما – السلام عليكم – تمنعهم من التقدم في سلم الوظائف فضلا عن الملاحقة الاشبه بالاستئصال , فانظر بنفسك وعاين حال العراق اليوم وماله، هذا البلد الذي يضم الاف العقول من العلماء والحكماء والحلماء , وعلى ضوء ذلك استبعد السنة العرب على اساس انهم حاضني النظام القديم ...
اليوم : العراقيون جميعا بلا إستثناء سنة وشيعة نهضوا وبدأوا ينتفضون بوحدوية خالصة ، لقضقضة وقصقصة أذناب المحتل الذين قدموا واستقبلوا العراق بظهر الدبابة المدرعة ، ما قبل وما بعد , الاحتلال سجلت الهزيمة لقوات التحالف ، قبل : مرغ المقاومون في الانبار وفي الفلوجة وفي انحاء العراق انف المارينز بالتراب ، وبعد : هرب اوباما من هذا الوحل والضحل يلعن بوشا وتركته التي كلفتهة اقتصاديا ميزانيات باهظة ، وأحرار أوربا ومحل ثقتنا من أعضاء البرلمانات الاوربية المعتدلين اليساريين - وبغض النظر عن نواياهم في تصفية الحسابات – يقارعون ساعتك هذه لتقديم بوش وربيبه توني بلير لمحكمة لاهاي كمجرمي حرب , نعم هزمت الولايات المتحدة وحلفاءها في العراق ، وفشل غزوها الذي زعم بأنه سيأتي للعراق بربيعا ديمقراطي ؛ هزمت شر هزيمة ، واحرار العراق ومعتدليه نهضوا , وبيضة القوم في الانبار حيث العشائر العربية الابية العصية ، هبوا منشدين :
*ومن رعى غنما في ارض مسبعة --- ونام عنها تولى رعيها الاسد
العراق ملغمة باطماع ومطامح دولية تحاول تحييده عن عروبته ودينه ، فجهدت الولايات المتحدة وإفلاكها وطامعيها من تبشيريين وكاثولكيين واقتصاديين ورجال اعمال وباحثين عن امجاد بابل واشور وتلك الاعراق المنقرضة , جهدوا جميعا لتقسيم العراق وتشتيته واقلمته لاقاليم ، واصطنعت لذلك شخوصا واشخاص شخصوا الينا من بغيض الطائفية ، ليتسلموا زمام الهرم في العرق ، غدا او بعد غدا سيفرون من حيث أتوا ، ولكننا نرثي لحالهم ، فأين الدبابة المدرعة التي ستردهم الى بلاد الضباب غربا , أو تلك التي ستقودهم الى المراقد الخمينية ؟! وخطيئة مليون طفل أو يزيد ستبقى تلاحق كل سبب ومتخاذل ومتهاون ومحرض كلعنة أبدية ، تصيب كبدهم في صميمه !!!
والحديث بالحديث : اكتب هنا مؤكدا على هذا الطرح الذي يتبناه بعض المحللين السياسين المتبصرين , هي : ان الولايات المتحدة وحلفاءها – ضمنيا - تحاول زرع النموذج العراقي في كل من اليمن وليبيا وسوريا ومصر , بمحاولة الالتفاف على هذه الثروات بكيد كادوه , وعلى قول " لامر ما جدع قصير انفه " فقد قامت بالوحي للشعوب العربية بأنها تدعم تحررهم ونير خلاصهم ,وبين ليلة وضحوتها تنقلب على خدامها في ظاهرة مريبة ومقلقة , ولو صدقت في نواياها لنادت بتحرير كل البلدان العربية , ولم تفرق بين بلد واخر , ففي اليمن تعمل بكد على تدعيم بقايا نظام علي عبدالله صالح بل وتمده بخبراء لمحاربة الارهاب , وفي سوريا تنقلب الاية فتقوم ليل نهار بمحاولة خلخلة ركائز النظام وبلبلة الحقائق وتعكير الجو العام وحشر قضية الارهاب في ذلك , وفوق ذلك كلة في تلك الدول اجمع تحاول استحضار " الفتنة العراقية " وفرض التهويلات والبعابع , لتصل في النهاية الى الفوضى الخلاقة او الهدامة - انتبهوا ليست الديمقراطية او الحرية - وعندها يسمح لها ذلك في اجتياح البلاد العربية وتأمين نفطها لحقبة اخرى جديدة , تعاونها في ذلك بعض المشوخيات البائسة العاجزة , ومن هنا انطلقت تركيا ((التي لا تنطوي عليها الحيل واللبيب من اللمحة يدرك)) في ادوار تشكر عليها تحاول جاهدة منع تدهور الاوضاع لصالح الولايات المتحدة والغرب , فجرت في ليبيا وتجري في سوريا , تحاول سد المنافذ في وجه اجتياح البلدان العربية , وهي في ذلك تخطو يتأني وادراك لكثرة العابثين حولها ممن ينتظر هفوتها وسقوطها , الا ان الثلاثي رجب وغول واوغلوا اوعى من ذلك هؤلاء الذين دعموا الثورة المصرية من اول لحظة وتريثوا في ابداء رأيهم حول باقي الثورات لاختلاط اياد مشبوهه بها , ومساعيهم بأذن الله ستثمر يوما ...
*ما هكذا تورد الابل يا مسعود ؟
قبل ايام إنعقد مؤتمر الإبادة الجماعية للكورد " ودعونا نغض الطرف عن الاستقلال الفعلي لكونفدرالية كردستان " وخلال مؤتمر حضره كبار الساسة العراقيين قال مسعود البرزاني قولة مبتذلة ستساهم في تفتيت اوصال الوطن العراقي والعربي , وكأنه يدق المسمار " التالي " في نعش هذا الوطن , بعد قضية السودان وانفصال الجنوب وتمزق ليبيا , قال هذا البرزاني بالحرف الواحد " ان الحزب اليمقراطي سيبحث حق تقرير مصير اكراد العراق كخيار أولي " واضاف " ان كركوك هي جزءا من كردستان .." والغريب ان احدا من الساسة لم يتطرق الى اقوال البرزاني هذه اثناء كلماتهم فيما بعد , بل ان بعضهم مدح البرزاني واثنى عليه لخطته في تسريع العملية السياسية في العراق ...
أقليم كردستان بغض النظر عن تعاونه وتماوج يده – على نحو ما – في الغزو , ما فتأ يعمل كمعمل لإنتاج الأزمات لبلد الرشيد , فكردستان منحت دستوريا ما يشبه الحكم الذاتي
وفي التحرك والحراك الأخير الذي يرسم العرب والسنة ملامحة في غرب العراق ، تدخل الأكراد في ذلك بشكلا سافر وكأنهم يبتغون ان يجعلوا لهم نصيبا من ذلك , وهم من تعاون مع المحتل وكانوا زنادهم المفضل ، فتماهى الاكراد مع التيار الأخير وتآلفوا معهم لنوايا وقرت بضميرهم ، فأرسوا حالات معينة من الشغب السياسي ، فكان على ذلك انسحاب النواب الاكراد من البرلمان وطالبوا بحصة من نفط العراق وحصة أكبر من الميزانية العامة بخلاف الاقاليم الأخرى ، وعليه توترت لعلاقة بين اربيل وبغداد وسادها التشاحن والنفور الشديد ، يناكف فيها كل طرفا الآخر ،فتبرم بالحديث ساسة اقليم كردستان العراق يخيرون به بغداد بين شراكه حقيقة أو ان يسلك كل طرف طريقا يناسبه ، وهنا يظهر لك بجلاء سوء النية لدى الاكراد ، فمطالبات مسعود البززاني بشراكه حقيقه مع بغداد ويذكر انه لن يكون مجرد تابع لها ، ويأمل منهم أن يسيروا معه على قاعدة شركاء وحلفاء ، تجعله وأقليمه كردستان ليست طرفا من العراق بل كأنهم دولة مجاورة ، لا أقليم كونفدرالي يقع ضمن دولة اتحادية تتبع للمركز المتواجد في بغداد ، واضح إذن أن اقليم كردستان يريد ان يكون في وضع متميز خلافا لباقي اقاليم العراق المنتجة كالبصرة والعماره وغيرها ، ويجهد هذا الاقليم في جعل من اربيل قاعدة له ، واستحلال كركوك العربية ، وتغذيتها كشوكة موجعة في خاصرة بغداد ، بالرغم من أن الأكراد يشكلون ما يقارب 12% من نفوس العراق ، إلا أنهم يتطلعون لحقوق واستحقاقات أكثر مما ينبغي ، ورغم سيادة العراق الاتحادي نرى كردستان العراق تتصرف في الحدود التركية وكأنها دولة تقابل دولة ، فتقلق تركيا بحزب العمال وتناوش بغداد بالمقابل ، ولترى أن القضية في كردستان تحركها أيادي خفية أفيدك الآتي بموجز بسيط ، كردستان كانت تتمتع بإستقلال ذاتي من سنة 91-2003 ، وعند غزو قوى التحالف للعراق ، ذهبوا أي الأكراد وشاركوا وتخلوا عن العديد من استحقاقاتهم لأجل الاستقلال الذاتي ، وعلى هذا الأمر مآخذ عديدة وتساؤلات كثيرة !!
ربما نجحت العملية السياسية في العراق كعملية , بصرف النظر عن محركيها ولاعبيها وأشخاصها الذين إستفردوا بالعراق وسلموه لقمة سائغة لاعداء الأمة , فالعراق بوابة العرب وبلاد دجلة والفرات بمجدها التليد وهيبتها وعزتها وأيامها لا مرية أن الرياح عصفت بكل ذلك , وألاهداف التي خطت للغزو نضع بعضها هنا بأسئلة كبيرة : أين اسلحة الدمار الشامل ؟ أين أمن العراق السابق وسلامته , على الصعيد الأنساني الاجتماعي والاقتصادي , الى اين وصل ؟ من ديدن الديمقراطية هي التعددية والمساوة وحرية الرأي , أين كل ذلك ؟ اين جامعات العراق وحضارته وعلماءه ؟ أين إٍستقلال العراق ؟ أين الحرية التي جلبت للعراق , ماذا عن سجون الحرية تلك ؟ وماذا عن فضائح ابو غريب وغيرها ؟
**ربيعا اخر :
تحت التأسيس : حزب الألتراس ، توليفة برزت على السطح المصري ذو المشهد المتراكم ، يضم أبرز ما يضم مشجعي كرة القدم الذين ظهروا كتمخض لأحداث مبارة بورسعيد سيئة الصيت ! جميل أن تكون هناك تعددية سياسية فكرية , ولكن تمخض الأحداث الذي أنتج هذا الحزب ليس بالطريقه الأمثل لبناء ديمقراطية وتعددية وأفق سياسي رحب ..
وبعد : فأنظروا وبعمق من أي باب ولج اعداء الثورة المصرية لخلخلة كيانها ، فالالتراس هم سكارى كرة القدم ومن يتمتعون بشعبية عارمة ، لم يجد الحاقدين غير هؤلاء صدا وردا وندا وضدا للاخوان المسلمين ، فأي انتخابات قادمة ستكون صراعا على العاطفة والرغبة والميول لا على انتشال الشعب المصري وتقدمه ونهضته وتنميته ورقيه .. والحاصلة المحصلة هي صيرورة التشرذم والتباكي والتداعي على التفاهات والسقطات وسفاسف الأمور !"
*كاتب عربي من النقب
www.deyaralnagab.com
|