مصر : الشعب يستعيد رسَّن ثورته المخطوفه!!
بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 12.07.2013
**حركة الاخوان قامت نظريا وعمليا بثوره مضاده لثورة الشعب المصري والحديث عن ان فلول النظام السابق هم وحدهم الذين سعوا في مناكب الثوره المضاده حديث غير دقيق وتضليل لمعنى وفحوى " الثوره المضاده"... الذي جرى والجاري اليوم في مصر هو ان ثورة 30 حزيران جاءت لتصحيح مسار ثورة 25 يناير و الشعب المصري انتفض ضد الثوره المضاده...بالتأكيد بروز محمد البرادعي في صفوف حركة التصحيح يطرح اسئله كثيره ومن المؤكد ان البرادعي وموسى يضرون بصورة ثورة التصحيح وهم مثلهم مثل سابقيهم عابرون ومن المؤكد اننا ندين قتل المتظاهرين المصريين ايا كانت الاسباب والتبريرات وما نتمناه ان يكون تدخل الجيش فقط لمده قصيره وليست دوما والاهم ان لا تدخل مصر في اتون حرب اهليه.. اما بعد..
ايا كانت النتائج وايا كانت التداعيات فالنتيجه ستكون في النهايه واحده وهي سقوط حكم الاخوان والمرشد في مصر بعد عام واحد على تسلم مرسي الرئاسه في مصر ومنذ ثورة 25 يناير اللتي تعربشت بها حركة الاخوان المسلمين واختطفتها وحرفتها عن مسارها حتى تستحوذ على الحكم في مصر والحقيقه ان هنالك لغط كبير حول معنى " الثوره المضاده" وماجرى في مصر وبعض الدول العربيه الاخرى وهذا اللغط يتمحور حول كون الثوره المضاده من انتاج وإخراج فلول الانظمه المخلوعه فقط وهذا غير صحيح لان الذي جرى في مصر في 30 حزيران 2013 هو تصحيح لمسار الثوره وتحريرها من الثوره المضاده اللتي قادتها حركة الاخوان بشكل رئيسي وليس فلول نظام حسني مبارك فقط وبالتالي ماجرى في مصر في العام الاخير كان ثورة مضاده بكل ما تعنيه الكلمه, حيث حاولت حركة الاخوان الاستحواذ على السلطه في مصر من جهه وترسيخ تبعية مصر للامبرياليه الامريكيه والرجعيه العربيه من جهه ثانيه وبالتالي ماجرى هو انحراف خطير عن مطالب الشعب المصري الذي اسقط نظام حسني مبارك ليلتطم بواقع جديد امر من القديم...الثوره الاخوانجيه المضاده بدأت في عام 2011 حين تعربشت حركة الاخوان بالثوره المصريه من اجل الوصول الى الحكم لابل ان نظام حكم مرسي والمرشد قد انحاز بسرعة البرق لمعسكر الرجعيه العربيه والامبرياليه الغربيه اللتي اجهظت الثورات العربيه وحرفتها عن مسارها مما ادى الى تدمير دول عربيه كامله وقتل وجرح عشرات الالاف من العرب وتشريد الملايين!!
...يعجب المرء بان يتصرف رئيس اكبر دوله عربيه بمنطق رئيس الحركه ورئيس الجماعه ويقطع علاقات مصر بسوريا ولا يقطعها بدول معاديه لمصر والعرب والقضيه لا تتعلق بدعم النظام السوري او معارضته لا بل تتعلق بثقل مصر العربي ودورها المطلوب في سوريا والعالم العربي بشكل عام وما جرى ان مصر مرسي سارت على خطى حسني مبارك في ترسيخ الذيليه والتبعيه للامبرياليه الامريكيه والرجعيه العربيه وهذا ما اصبح واضح تمام الوضوح خلال عام واحد من حكم مرسي...مصر تدهورت اقتصاديا وسياسيا ووطنيا وهؤلاء كانوا منشغلون في كيفية كسب ود امريكا واسرائيل من جهه ومنحازون بالكامل للمعسكر العربي الرجعي والعميل الذي شكله حسني مبارك في وكر شرم الشيخ من جهه ثانيه وبالتالي ماجرى هو واضح وضوح الشمس وهو ان ثورة 25 يناير 2011 قد تعرضت لقرصنه واختطاف عبر ثوره مضاده ومعاديه لمطالب الشعب المصري وهذه الثوره المضاده تجلت معالمها بوضوح من خلال استيلاء جماعة الاخوان على السلطه في مصر..الفلول لهم مصلحه كبيره في تخريب الثوره الشعبيه المصريه, لكنهم ليس المحرك الرئيسي للثوره المضاده التي جرت وتجري في هذه الاثناء في مصر وما جرى ويجري الان في ميادين مصر هو بكل وضوح صراع بين ثورة الشعب[25يناير] والثوره المضاده التي شكلها " الاخوان" منذ تعربشهم بثورة يناير ومرورا باستيلاءهم على الحكم وحتى يومنا هذا!!
أخطا رواد الثوره الرجعيه المضاده في تقديرهم لقوة الشعب المصري وهو شعب المليونيات اللتي اسقطت نظام الطاغيه حسني مبارك وهي المليونيات نفسها التي تملا اليوم ميادين مصر وطالبت برحيل مرسي وحكم المرشد عن مصر وواضح حتى الان تشبث الاخوان ومرسي واستماتتهم للبقاء في السلطه رغم اخطاءهم الفادحه وقصورهم السياسي المخزي وعجزهم عن تلبية اي مطلب جماهيري مصري والذي جرى ويجرى هو تفاقم الاوضاع الاقتصاديه وتدهور الامن وتقسيم الشعب المصري وتقزيم دور مصر العربي والدولي كما كان عليه الحال في عصر مبارك والامر الاسوأ هو انشغال هؤلاء المتعربشون والانتهازيون بفرض هيمنتهم وسيطرتهم على مفاصل الدوله المصريه وتحويلها الى مزرعه خاصه لابل فرض ولاية المرشد على مصر الى حد اقالة محافظين في المحافظات وتعيين محافظين اخوانيين مواليين لنظام الحكم والمرشد..ماجرى ويجري في مصر هو انقلاب شامل على مطالب الشعب المصري الذي اسقط حسني مبارك من اجل ان يعيد لمصر كرامتها وهيبتها الوطنيه والعربيه والاقليميه ويضمن للشعب المصري العيش الكريم...الذي جرى ان نظام مرسي الذي حكمه المرشد العام لحركة الاخوان ادار ظهره لمطالب الشعب وانهمك في " اخونة" مصر وفرض هيمنة الاخوان على مراكز القرار في الدوله المصريه من جهه وتوطيد علاقة الاخوان بامريكا والرجعيه العربيه من جهه ثانيه...نعم انصار حسني مبارك عمدوا وتعمدوا تخريب الثوره المصريه, لكن اللذي منحهم الفرصه الذهبيه هو تخبط النظام الاخوانجي وسقوطه في مستنقع الفساد والانبطاح والانانيه والانتهازيه السياسيه والتبعيه الى حد السماح للسفيره الامريكيه في القاهره بالتدخل في الشؤون الداخلية المصرية ...ابطال على الانفاق التي تمد غزه بالحياه ويقطعون علاقتهم بسوريا ويريدون فرض حظر جوي عليها في الوقت الذي يستأذنون فيه اسرائيل ويتوسلونها بالسماح لبضع دباباب ومركبات عسكريه مصريه بالدخول الى سيناء...سيناء ارض مصريه تحتلها اسرائيل وامريكا عبر اتفاقية كامب ديفيد الذي زعم "الاخوان" قبل استلامهم الحكم في مصر بانهم يريدون الغاءها ومن ثم اكدوا على احترامها وبقاءها بعد استلام مرسي الحكم... لايوجد اي موقف وطني لهذه الجماعه حيال القضايا العربيه الرئيسيه كالقدس وفلسطين وغيرها الكثير من القضايا العربيه والعكس هو الصحيح هؤلاء يتماهون مع مواقف ومخططات الرجعيه العربيه والامبرياليه الامريكيه والغربيه في العالم العربي..؟!!
واضح ان "الاخوان" قد انبهرون بالنصر " الرباني" كما يسمونه , لكنهم اثبتوا انهم لا يملكون مشروع وطني ونهضوي يلبي مطالب الشعب المصري وهو بالمناسبه شعب واعي ومثقف ووطني ولايمكن لل" اخوان" خديعته والدليل هذا الحشد المليوني المزلزل الذي زلزل الارض وملا الميادين بحناجر تصدح بمقولة "الشعب يريد اسقاط النظام" والشعب يريد اسقاط حكم المرشد..نعم اللذي حكم في مصر هو المرشد والرئيس"المنتخب" هو مجرد لافته اماميه تشير الى اهمية الولاء للمرشد...الذي حكم مصر حتى يوم الاربعاء 3.7.013 هو المرشد وليست مرسي وهذا ما يسقط مقوله الرئيس الشرعي والمُنتخَّب..رئيس لا يحكم؟..كيف يصير شرعي ومُنتخب وما شابه؟؟
الواضح ايضا وضوح الشمس ان غالبية الشعب المصري تناضل وناضلت سلميا لاستعادة السلطه والرسَّن من ايادي الثوره المضاده اللتي شكلتها حركة " الاخوان" والامر الان يتعلق بهذه الحركه ومسلكيتها وجنوح اعضاءها للسلم وتسليمهم الرسن ثانية للشعب المصري بطريقه سلميه,لكن اذا لجأ "الاخوان" الى العنف للمحافظه على السلطه فسيكون لهذا الامر عواقب خطيره والنهايه ستكون خسارة السلطه واستعادة الشعب المصري لثورته وسلطته طال امد الصراع ام قصر..التلويح الاخواني بالتصدي "للتمرد العسكري" او الثوره سيزيد الطين البله ولذلك نرى القوى الاسلاميه مثل الجماعة الإسلامية والسلفيون اكثر عقلانيه ومع انتخابات رئاسية مبكرة لتحاشي وضع "الحرب الاهليه" والصدام..!!
لا احد يدري مرحليا ما ستفضي له الامور والتطورات في مصر,لكن الواضح ان الامور لن تعود الى ماقبل يوم "30 حزيران" وهو اليوم اللذي عادت فيه الجماهير المصريه الى الميادين حيث طالبت المعارضه بإسقاط النظام بينما طالبت الموالاه ببقاءه في حين اصدر الجيش المصري بيانا حدد فيه مهلة 48 ساعه لتصل الاطراف الى حل وسط وهذا ما لم يحدث وهذا ما حدى بالجيش بتعطيل الدستور وإقالة مرسي وانهاء حكم الاخوان..!!
اخيرا وليس اخرا لابد ان تعود الثوره المصريه الى اهلها بعد اختطافها والشعب المصري هو صانعها وقادر على حمايتها من الايادي العابثه والحق يقال ان الشعب اراد و يريد استعادة مصر الدوله ومصر الوطن من ايادي خاطفيها من متعربشين وانتهازيين يقولون الشئ ويفعلون عكسه ب " تكبير" هنا وهناك..مصر دوله عربيه وفيها يعيش الشعب المصري بكل اطيافه واديانه مسلمين ومسيحيين وغيرهم..مصر لا يمكنها ان تكون كيان ممسوخ ومسلوخ عن هويته الوطنيه...الاخوان ارادوا انشاء كيان اخر في مصر..كيان لهم ولنظامهم وليس دولة مواطن ووطن للشعب المصري بكل اطيافه الدينيه والعرقيه والسياسيه..الملايين اللتي خرجت للميادين ارادت استعادة رسن ثورتها ووطنها ولن تعود الا غانمه بعودة مصر الى اهلها واهلها لها.. مصر : الثوره تستعيد رسَّنها من خاطِفيها..حركة الاخوان قامت نظريا وعمليا بثوره مضاده لثورة الشعب المصري والحديث عن ان فلول النظام السابق هم وحدهم الذين سعوا في مناكب الثوره المضاده حديث غير دقيق وتضليل لمعنى وفحوى "الثوره المضاده".. الذي جرى والجاري اليوم في مصر هو ان ثورة 30 حزيران جاءت لتصحيح مسار ثورة 25 يناير.. الشعب اراد وكان له هذا, حيث سقط حكم الاخوان بإقصاء محمد مرسي عن كرسي الرئاسه في مصر في تاريخ 3.7.013...تحيه كبيره لشعب مصر وابطال الميادين..عاشت مصر عربيه ابيه مرفوعة الراس وقائده للامه العربيه ومدافعه عن قضاياها..مصر تنتقل الان الى حقبه تاريخيه جديده واجلا ام عاجلا ستظهر ملامح هذه الحقبه.. بالتأكيد بروز محمد البرادعي في صفوف حركة التصحيح يطرح اسئله كثيره ومن المؤكد ان البرادعي وموسى يضرون بصورة ثورة التصحيح وهم مثلهم مثل سابقيهم عابرون ومن المؤكد اننا ندين قتل المتظاهرين المصريين ايا كانت الاسباب والتبريرات وما نتمناه ان يكون تدخل الجيش فقط لمده قصيره وليست دوما والاهم ان لا تدخل مصر في اتون حرب اهليه كما جرى في الجزائر في تسعينات القرن الماضي!!
www.deyaralnagab.com
|