معك بيبي نتنياهو على تويتر!!
بقلم : سهيل كيوان ... 27.12.2012
افتتح رئيس الوزراء الإسرائيلي بيبي نتنياهو حسابًا خاصًا به على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)باللغة العربية، وبهذا يكون قد حذا حذو شمعون بيريس، الذي له صفحة مشابهة باللغة العربية على موقع (فيس بوك)
. فَتحُ بيبي لصفحة بلغة الضاد، يعني أنه يريد التواصل مع العرب، وهذا بحد ذاته أمرٌ مُحيّر، فما الذي يمكن لأشد رؤساء حكومات إسرائيل تطرفًا أن يقوله لعربي، وما هي اللغة المشتركة التي من المفترض أن تتوفر بين متحاورين!
وإذا كان لدى شمعون بيريس لغته الهلامية وعباراته التي ممكن تأويلها على ألف وجه، مثل'ضرورة التعايش المشترك، ليس لنا خلاص من بعضنا، شاء القدر أن نعيش على نفس هذه الأرض، علينا أن نعترف بحق الحياة لبعضنا البعض، عش واعط لغيرك الحق بأن يعيش، نحن أبناء أب واحد ونؤمن بإله واحد، سيكون الشرق الأوسط أفضل للجميع في أجواء السلام، دماء الإنسان أغلى من الأرض'، وغيرها الكثير من لغة (بيريسية) دفع العرب ثمنها من دمائهم وأرواحهم، وتلقت إسرائيل مقابلها مئات المليارات من الدولارات وحصلت على أفضل أنواع الأسلحة، ناهيك عن تضليل أمم كثيرة عن رغبة إسرائيل بالسلام وعنف الطرف الآخر!
ما الذي يمكن ل(بيبي) أن يقوله للعرب! وهو الذي لا يتقن المناورات (البيريسية)! وبأي منطق سيخاطبهم وهو الذي لا يترك أسبوعًا يمضي دون تجديد استفزازهم، وإعلان المصادقة على مزيد من البناء الإستيطاني وخصوصًا في القدس، وتقطيع أوصال ما كان يمكن أن يكون دولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران!. بيبي مقتنع تمامًا بأن العرب أغبياء، وممكن خداعهم، وهم لا يفهمون سوى لغة القوة، وتتجلى قناعته في صلب ممارساته ودعايته ودعـــــــاية شركائه الانتـــخابية. بيبي يعد العالم بأن تظل القدس موحدة وعاصمة أبدية لإسرائيل، ويعد بمنع قيام دولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران، بل والرد بعنف على كل خطوة دبلوماسية من الجانب الفلسطيني لا تتوافق مع مزاجه، وفي الداخل يعد عرب 48 بعدم المساواة في الحقوق، بل يقول لهم بوضوح تام إن معاملتهم تتم كمهاجرين ومقيمين مؤقتين أو دائمين، ولكن ليس كمواطنين أصليين. ما الذي ممكن أن يقوله بيبي لعربي على موقع تواصل اجتماعي؟
-مساء الخير..
-مساء النور من معي..؟
-أحمد..مواطن عربي..
-أهلا وسهلا..أتمنى أن تكون العلاقة مثمرة لمصلحة شعبينا...
-وأنا كذلك، أشكرك لأنك أتحت لي الحديث لأول مرة مع رئيس حكومة وشخصية مهمة مثلك...الحقيقة هذا الأمر صعب جدًا عندنا...
-ولم لا يا عزيزي، نحن بشر قبل أي شيء..أليس كذلك!
-صحيح...
-لك عينان ولي عينان..
- بالتأكيد..
-لي يدان ولك يدان..
-صحيح..
ولك لسان ولي لسان..هل تنكر!
-صحيح حتى أسماء الأعضاء باللغتــــين متشابهة لدرجــــــة التطابق...يد.. يد، رجل..رجل، عين..عين،...أصبع أصبع...
-نعم نعم يا عزيزي، كل هذا مشترك، وهناك كثير من الأمور المشتركة بيننا، مثلا كلانا نتنفس الهواء..
-ولا تنس أننا نعيش على الكوكب نفسه..
-بل وفي المنطقة نفسها من العالم..تصور أن درجة الحرارة في روسيا وصلت إلى 60 تحت الصفر...
-الحمد لله أن منطقتنا ليست هكذا..منطقتنا معتدلة..
-وطبيخنا طيب..
-صحيح طبيخنا طيب..أطيب طبيخ في العالم تجده عندنا...
-هل تحب السّمك..؟
-طبعا أحب السّمك..
-تحبه مقليًا أم مشويًا!
-أحبه مقليًا ولكن المشوي صحي أكثر...
-رائع رائع..نكاد نتطابق في كل شيء...
-هل تدخن؟
- لا أنا لا أدخن...
-يا إلهي...أنا لا أصدّق أن كل هذا مشترك بيننا..أنا أيضا لا أدخن...دعني أتوقع أنك تحب السفر؟
-طبعا أحب السفر...من لا يحب السفر..
-أووووه كم أنا سعيد هذا اليوم..أنا لا أصدق أن كل هذه الأمور مشتركة بين العرب واليهود، ولا أفهم لماذا يتعاملون مع بعضهم كأعداء! يبدو أن قضية العداء هي قضية سوء تفاهم أو كما قال أنور السادات، إنها جدار نفسي ليس إلا، وليست هناك قضايا جوهرية..وسوف أفاجئك الآن..
-تفضل..
-هل تعلم أنني أحب تناول الحمص والفول من مطاعم العرب.
-حقا سيد بيبي هل يعقل ما أسمع...؟ يا إلهي الآن أقنعتني بأنك رجل سلام حقيقي، أنت تعترف بحقوقنا على الحمص والفول..
-نعم أعترف بحقكم على الحمص والفول والفلافل أيضًا...ولكن الأمر ليس سهلا، هناك عناصر متطرفة عندنا ترفض اعترافًا كهذا..ولكن هذه حقيقة أنتم تتقنون الحمص والفول أفضل من اليهود أنا أعترف، وسوف أقنع الشعب الإسرائيلي بهذا..ولكن أنتم أيضًا لديكم متطرفون يريدون تقسيم القدس..ومنعنا من السكن في أرض آبائنا وأجدانا...أنا أعترف لكم بالحقوق على الحمص والفول والفلافل والكبة وأحارب المتطرفين عندي ولكن كي تتم المعادلة، عليكم محاربة المتطرفين عندكم، الذين يتحدثون عن تقسيم القدس، ومنعنا من حقنا في أرض الآباء والأجداد...هل اتفقنا!! ألو ألو لماذا لا ترد...هل أنت معي..!
-نعم نعم معك..ولكنني فطنت الآن فأنا متطرّف...
-وماذا بالنسبة للحمص والفول؟
-سأكون مؤدبًا معك سيد بيبي...تعترف أو لا تعرف ...على....
www.deyaralnagab.com
|