الرقه..سوريا :" داعش" تتفوق على الولايات الأمريكية في مجال التشفير وتجنب الرقابة!!
بقلم : ... 15.11.2014
تقرير:التقارير الإخبارية عن اتفاق تنظيم الدولة الإسلامية- داعش وجبهة النصرة تؤكد ما سبق وحذر منه المراقبون للشأن السوري من أن استهداف الولايات المتحدة للنصرة وتنظيم «خراسان» الغامض سيدفع الجهاديين في سوريا لدفن خلافاتهم والاتحاد ضد العدو المشترك. فمنذ الغارات التي شنتها أمريكا والدول المتحالفة معها تسربت أنباء عن لقاءات بين قادة النصرة و «داعش». وما أوردته وكالة أنباء أسوشيتد برس الأمريكية نقلا عن معارض سوري بارز في تركيا يدعم هذه النظرة. ويتحدث المعارض عن اجتماع تم بين قادة النصرة وداعش في بلدة أتارب، غرب حلب في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر وتم فيه الاتفاق على تخفيف المواجهات بين الطرفين. وأشار المعارض إلى ان جماعته تراقب التطورات وهو متأكد من اتفاق التنظيمين. وحضر لقاء أتارب ممثلون عن التنظيم الصغير «خراسان» وكذا ممثلون عن تنظيم أحرار الشام. ولكن الخبراء يرون ان اتفاقيات كهذه من السهل خرقها، فيما يقول المسؤولون الأمنيون الأمريكيون الذين يراقبون التطورات إنهم لا يتوقعون حدوث اندماج بين التنظيمين قريبا. ونقل عن مسؤول أمني له علاقة بالأوضاع في سوريا قوله إن الولايات المتحدة لم تلحظ أي تغير في استراتيجية الفريقين، ولم يستبعد المسؤول إمكانية توقيع اتفاق للتعاون الميداني بين داعش والنصرة. وبحسب وكالة أسوشيتد برس فقد استمر الإجتماع لمدة أربع ساعات، حيث اتفق الطرفان على التعاون لتدمير جبهة ثوار سوريا، وهي الجماعة التي تلقت دعما وتدريبا من الولايات المتحدة ويبلغ عدد افرادها ما بين 10.000 ـ 12.000 مقاتل. وقيل في أثناء هجوم النصرة على مواقع جبهة ثوار سوريا والحركة الأخرى «حزم» في الأسبوع الماضي إن داعش عرض إرسال تعزيزات للهجوم على مواقع حركة حزم في بلدة خان سنبل في شمال حلب. ونقل عن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية قوله «نتابع التقارير الإعلامية حول ما يقال إنه اتفاق بين داعش والتنظيم الموالي للقاعدة، جبهة النصرة ونحاول الحصول على معلومات، ومع ذلك لم نلحظ وجود علامات للتصالح وليس لدينا معلومات تدعم ما قيل حول اجتماع 2 تشرين الثاني/ نوفمبر». ويأتي الاتفاق إن صح كلام المعارض السوري بعد حرب ضروس خاضها الطرفان، خاصة عندما قرر أبو بكر البغدادي، زعيم داعش عصيان أوامر أيمن الظواهري، زعيم القاعدة والانفصال عن النصرة. وبنفس السياق نقلت صحيفة «إندبندنت» عن توم جوزسلين، المحلل الأمريكي في شؤون الإرهاب لـ «مجلة الحرب» الإلكترونية انه لم يلحظ ظهور رسائل على الإنترنت لتؤكد الاتفاق، ولكنه أشار لمعلومات ظهرت قبل لقاء 2 تشرين الثاني/ نوفمبر وقد تتفق مع ما تم الحديث عنه «فقد كان هناك اتجاه قوي في داخل القاعدة يدفع نحو التحالف». ويضيف في حالة توقف سفك الدم بين الطرفين فمن السهل عليهما التركيز على قتال الأسد أو أي تنظيم يلقى دعما من الغرب. وتزامن الحديث عن التوافق بين النصرة وداعش في وقت دعا فيه البغدادي أنصاره لمواصلة الكفاح، وذلك في تسجيل صوتي تحدث فيه مهددا ومتوعدا بفتح بركان الجهاد. ودعا لضرب السعودية التي وصف قادتها «برأس الأفعى». وجاء الشريط في وقت تحدثت فيه القيادة العسكرية الأمريكية عن إمكانية زيادة عدد القوات البرية في العراق. ولم يستبعد رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي مشاركة الجنود الأمريكيين في المعارك ضد داعش، وقال أمام الكونغرس «لا أريد التكهن في هذه المرحلة، فقد تحتاج القوات في الموصل وتلك التي على طول الحدود مرافقة من القوات الأمريكية، وبالتأكيد فنحن ندرس الموضوع»، في إشارة لصعوبة استرداد مدينة الموصل وإعادة رسم الحدود بين العراق وسوريا التي ألغاها تنظيم داعش. ورغم الحديث عن زيادة في عدد القوات الأمريكية إلا ان ديمبسي وتشاك هيغل وزير الدفاع قالا إن العدد سيظل «متواضعا» وليس على قاعدة واسعة كما في حرب العراق بين 2003- 2011، حيث وصل عدد القوات إلى 150.000.وفي غياب القوى المساعدة على الأرض تظل قدرة الولايات المتحدة على جمع معلومات عن داعش والجماعات الجهادية محدودة. وأشار تقرير في موقع «ديلي بيست» إلى قدرة داعش على التكيف مع الغارات والحملة العسكرية. ويقول التقرير إن البغدادي وأتباعه أثتبوا قدرة على إخفاء اتصالاتهم مما صعب من عملية ملاحقتهم وقتلهم.ويقول التقرير إن قادة داعش استطاعوا حتى الآن النجاة لأنهم يقومون بتشفير اتصالاتهم ويتخذون الخطوات لتجنب الكشف من وسائل التجسس الأمريكية. ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين سابقين وحاليين قولهم إنه بدون وجود عملاء على الأرض فمن الصعوبة بمكان الحصول على معلومات حول التنظيم. وبالإضافة للتشفير الذي يعتمد عليه التنظيم ويقول الأمريكيون أنه من الصعب تفكيكه، يستخدم داعش خدمات الإتصال التجارية المتوفرة حيث يتم مسح الرسائل بشكل دائم بعد إرسالها عبر الإنترنت، مما يعني صعوبة بل استحالة اعتراضها. ورفض شخص نقل عنه الموقع واطلع على تقييمات الأمنيين الأمريكيين تسمية اسم الخدمات التجارية هذه لكنه ذكر أن التطبيق المستخدم من داعش وأتباعه يطلق عليه «فاير تشات» والذي يسمح للمستخدمين بتبادل الرسائل بين بعضهم البعض بدون الحاجة للدخول للإنترنت. ونقل «ديلي بيست» عن مسؤولين في مجال مكافحة الإرهاب والاستخبارات قولهم إن داعش قام بتكييف أشكال الاتصال التي يستخدمها لأنه يعرف أنه تحت الرقابة الدائمة. واتخذ المقاتلون الاحتياطات الأمنية ومنذ أشهر. ويضيف التقرير أن حقيقة انتظار الولايات المتحدة ستة أسابيع لاستهداف البغدادي بعد ستة أسابيع من بدء الغارات على سوريا وثلاثة أشهر من بداية الحملة على العراق تقترح أن البغدادي وأتباعه اتخذوا إجراءات متشددة فيما يتعلق بطرق التواصل خاصة بين أعضاء الصف القيادي الأول. ويقول شخص اطلع على عمليات مراقبة داعش «لدى هؤلاء الأشخاص مستوى من الانضباط، ويؤكدون داخل صفوفهم على منع استخدام الهواتف النقالة». واعتمد التنظيم أيضا على «مراسلين» حملوا رسائل لإيصالها شخصيا وتجنبوا الاتصالات الرقمية. واعترف وزير الدفاع الأمريكي في شهادته أمام الكونغرس بأن داعش نجح في تجنب شبكة التجسس الأمريكية عليه. وقال «أجبر مقاتلو داعش على تغيير أساليبهم وتحركاتهم حيث يتحركون في جماعات صغيرة، وقاموا بإخفاء المعدات والآليات الثقيلة وغيروا من أساليب اتصالاتهم». وأضاف مسؤول سابق عاملا آخر يعقد من جهود الولايات المتحدة وحلفائها للعثور على قادة وناشطي التنظيم، وهو عدم وجود قوات برية تعمل على الأرض كي تقوم بمتابعة أي خيط من المعلومات الإستخباراتية التي يتم جمعها عبر وكالات الإستخبارات وطائرات التجسس التي تقوم بمراقبة المعركة من الجو «عندما يكون لديك قوة على الأرض فأنت في وضع جيد للاستفادة من الإتصالات». وكمثال على هذا ما حدث عام 2007، عندما لاحقت وكالة الأمن القومي الأمريكية أجهزة هواتف وكمبيوتر تابعة لتنظيم القاعدة في العراق أرسلت المعلومات التي جمعتها إلى القوات الأمريكية العاملة في العراق وأبلغتها عن مكان وجود عناصر القاعدة. وساعدت عمليات جمع المعلومات ومن ثم التحرك بناء عليها لحرف ميزان الحرب لصالح القوات الأمريكية، ولا يوجد شيء مثل هذا لا في العراق أو سوريا.وينقل الموقع عن المحلل العسكري في معهد دراسات الحرب كريستوفر هارمر قوله «أسهل يوم في الحملة الجوية هو اليوم الأول»، لأن الطيارين الأمريكيين يعرفون المخازن ومواقع القيادة حيث فوجئ التنظيم بالضربة، ولم يكن التنظيم يعرف موعد بدء الغارة بالتحديد. ويضيف «بعد اليوم الأول أو الثاني كانت الأهداف سهلة، وبعدها قام داعش بتفريق قواته وتوزيعها بين المدنيين، وأمر أفراده بالتوقف عن استخدام أجهزة الاتصال والهواتف النقالة». ونظرا لصعوبة العثور على معلومات عن داعش بدأت المخابرات الأمريكية ـ سي أي إيه بالتنصت على اتصالات مسؤولي النظام السوري حسبما أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأسبوع الماضي، على أمل العثور على معلومة عن تحركات داعش من خلال نقاشات المسؤولين الأمنيين السوريين. ورغم المصاعب التي يجدها الأمريكيون في العثور على عناصر داعش إلا ان الغارات المتكررة أدت إلى تقييد حركته. فبحسب مسؤول أمريكي سابق «في نهاية الأمر، تفرض المؤسسة الامنية التي تقوم بعمليات رقابة وضعا على من تراقبه: إما التواصل والتعرض للخطر أو التوقف عن التواصل وهذا يعني خسارة التنسيق». ويفرض هذا الوضع عددا من الأسئلة على التنظيم حول كيفية نقله للمعلومات وما هي الأدوات التي يمكن نقلها من خلالها والمسار، هل من خلال استخدام مسار معين لتوجيه البيانات، مثلا استخدام موجه متعدد أم لا؟ ويقول «ديلي بيست» إن داعش ليس جديدا على لعبة الرقابة ولكن المسؤولين الحاليين والسابقين يتساءلون إن كان خبير الكمبيوتر إدوارد سنودين الذي كشف عن حجم التنصت الذي تقوم به وكالة الأمن القومي قد ساعد التنظيم على أن يكون أكثر حذرا. يقول مسؤول أمني أمريكي إن داعش ربما استفاد من التسريبات التي سربها سنودين!!
www.deyaralnagab.com
|