logo
مُشتقات الاحتلال الاسرائيلي: من "روابط القرى" الى "السلطه الفلسطينه"!!

بقلم : د.شكري الهزَّيل  ... 17.11.07

بداية لا بد من القول ان احداث التاريخ تعيد دوما نفسها في انماط واشكال وازمان جديده وانه اينما حلَّ الاحتلال والاستعمار والاستكبار تاريخيا حلَت معهُ ظواهر التبعيه والعمالًه المحليه الذي يخلقها ويصنعها المُحتَّل كأداة مساعده في ترسيخ سلطة ووجود الاحتلال والاستكبار في البلدان المُحتلَه والمستهدفه من قبل قوى الاستكبار والامبرياليه, وبالتالي ماجرى منذ قرون مضت وحتى يومنا هذا ان الاستكبار والاحتلال الغربي الذي احتل مناطق شاسعه من افريقيا واسيا ومن بينها الوطن العربي بمشرقه ومغربه قد قام دوما بخلق شرائح ومشتقات محليه من بين الشعوب المُحتَلَه تتبادل المصالح والمنافع مع قوى الاحتلال والاستعمار وتُساعد المُحتًل على ترسيخ احتلاله وقمع الشعوب المُحتَله سواء عسكريا واقتصاديا او حضاريا وسياسيا من خلال اسناد الاحتلال دور قيادي مزعوم لقوى محليه عميله تُناط بها مُهمة اجهاظ جميع اشكال المقاومه الموجهه ضد الاحتلال... هنالك اشكال عديده للمقاومه: المقاومه الوطنيه المسلحه والمقاومه السياسيه والحضاريه والمقاومه الاقتصاديه الوطنيه التي تقاوم التبعيه الاقتصاديه للمُحتل, ولكننا هنا سنركز نوعا ما على محاولة الاحتلال والاستعمار والاستكبار عبر التاريخ دوما خلق مشتقات[ من بين الشعوب المُحتله] وتابعين يروجون للمُحتَل وتُناط بهم مهام قياديه وهميه كثيره على رأسها اجهاظ وضرب اي محاوله لتشكيل حركات سياسيه وتنظيميه وطنيه مناهضه للاحتلال ويقوم برنامجها على ضرورة دحر الاحتلال وطرده!!
هذا الامر ليس بجديدا فقد كانت اولى مهمات الاستعمار الفرنسي في القرن الماضي في افريقيا والجزائر على وجه الخصوص هي خلق قوى وجيش من العملاء الجزائريين التابعين والمساندين للاحتلال الفرنسي, وكان دور هؤلاء فتاكا سواء بمساندة الاحتلال الفرنسي ضد الثوار الجزائريين او بالوشايه والتجسس على الثوار وقيادات الثوره الجزائريه, وكانت نهاية هؤلاء العملاء مع نهاية وهزيمة الاستكبار والاحتلال الفرنسي في الجزائر,, وقتل من قُتل وهرب قسم كبير من بين هؤلاء العملاء مع الاحتلال الى فرنسا [ احفاد هؤلاء العملاء يتعرضون اليوم الى ابشع انواع العنصريه في فرنسا بالرغم من ان اجدادهُم واباءهُم كانوا خدام وعملاء لفرنسا في الجزائر],,, ومن الجدير بالذكر ايضا ان فرنسا نفسها تعرضت الى الاحتلال الالماني النازي ابان الحرب العالميه الثانيه بدعم وتواطؤ من حكومه فرنسيه بقيادة المارشال دوفيشي الذي كان عميلا وتابعا للقوات الالمانيه الغازيه والمحتله لفرنسا! ورغم الجبروت الالماني وتبعية دوفيشي برزت المقاومه الفرنسيه بقيادة شارل ديغول واستطاعت في النهايه وبمساعدة قوات الحلفاء من تحرير فرنسا ودحر الاحتلال وعملاءه, وكانت نهاية العملاء في فرنسا كماهو معروف مأساويه,,,,,, وكانت نهاية الاحتلال الامريكي لفيتنام نهايه مأساويه ايضا لعملاءه من الفيتناميين وما زالت صور هروب العملاء الجماعي من فيتنام على ظهر السفن الامريكيه المهزومه عالقه في اذهان الكثيرين وتُقدَّم في فيتنام حتى يومنا هذا كعبره لمن اعتبر ومعرفة التاريخ على نهاية الاحتلال ومشتقاته ونهاية كل من يخون وطنه ويخدم الاحتلال,,, وكلنا او البعض يذكر هرب المئات من العملاء الفلسطينين ابان انتفاضة عام 1987 وما بعدها الى داخل الكيان الاسرائيلي, وكيف يعيشون هؤلاء اليوم كالكلاب السائبه على هامش وداخل مدن وقرى الكيان,,,وكلنا يذكر كيف هرب الاف من العملاء اللبنانيين بعد هزيمة اسرائيل وجيش لحد التابع لها في عام 2000 , وهؤلاء العملاء ايضا يعيشون اسوأ الظروف والاذلال داخل الكيان الاسرائيلي!! وما جري ويجري في العراق كان وسيكون صورة طبق الاصل من علاقة المحتَل وعملاءه والنهايه القادمه لا محال قد بدات تلوح في الافق!!وهنالك امثله كثيره على نهاية الاحتلال ومشتقاته لايمكن سردها في مقاله واحده!!
ما لا يدركه العرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص حتى يومنا هذا هو ان الاحتلال خطير وامر مرفوض تاريخيا ووطنيا,, الا ان الاخطر من هذا على القضايا الوطنيه هو مشتقات وعكاكيز وعملاء الاحتلال الذي يخلقها ويصنعها ويجبلها الاحتلال بهدف ترويض وقمع وشق وحدة الشعب المُحتل من خلال دعم وابراز دور قيادي لبعض الساقطين وطنيا كعكاكيز ترتكز عليها اليات الاحتلال سواء السياسيه او الاقتصاديه او الجغرافيه او الديموغرافيه... وما جرى ويجري على الساحه الفلسطينيه ليس خارجا عن سرب اساليب الاحتلال والاستكبار لابل ان اسرائيل كدوله استيطانيه احلاليه واحتلاليه حاولت وما زالت تحاول تفريغ فلسطين بقعه بقعه وقطعه قطعه من جميع قطاعات الشعب الفلسطيني من خلال القوه العسكريه والقوه السياسيه المبنيه على خلق العُملاء والمشتقات من بين الفلسطينيين انفسهُم اينما كانوا واينما تواجدوا على طول وعرض فلسطين التاريخيه وليست في منطقة الضفه ووكر رام الله فقط, ولكننا هنا سنركز على ظاهرة ما يمكن تسميتها بظاهرة "" الضفه الغربيه" اللتي برزت في مناطقها عام 1981 وما يمكن تسميته محاولة اختراق اسرائيليه للصف الفلسطيني وهي ظاهرة روابط القرى العميله بقيادة مصطفي دودين وهي الروابط الذي قام بتأسيسها وتمويلها وزير الدفاع الاسرائيلي انذاك ارييل شارون في اعقاب توقيع معاهدة كامب ديفيد[1979] بين اسرائيل ومصر ورفض الفلسطينيون لهذه المعاهده واقتراح الحكم الذاتي للفلسطينيون اللتي كانت تتضمنه اتفاقية كامب ديفيد,و وبالتالي جاءت عملية محاولة اعداد مصطفى دودين وروابط القرى كقياده عميله و بديله لمنظمة التحرير في مناطق الضفه الفلسطينيه, كرد على الرفض الفلسطيني لاتفاقية كامب ديفيد من جهه وكمحاوله اسرائيليه امريكيه باظهار روابط القرى كقادره على ادارة شؤون الشعب الفلسطيني واظهار القضيه الفلسطينيه برمتها كحاله انسانيه وليست حاله وطنيه سياسيه, بمعنى واضح : دور روابط القرى المطلوب كان مساعدة الاحتلال الاسرائيلي في ترسيخ الاحتلال وادارة الشؤون اليوميه الحياتيه للفلسطينيين في مناطق الضفه والى حد ما مناطق قطاع غزه من خلال شلل عميله اخرى تابعه لروابط القرى!!,, لم تتمكن روابط القرى واسرائيل من تمرير مخططاتها وسرعان ما تحطمت هذه الروابط ومصطفى دودين على صخرة مقاومة الشعب الفلسطيني وانتهت الروابط ومصطفى دودين الى مزبلة التاريخ ولم تمر بضعة سنوات بعدعام 1982 [حرب لبنان] حتى اندلعت انتفاضة الحجاره عام 1987, وهي الانتفاضه اللتي ادهشت العالم و ارعبت اسرائيل و العملاء ومحت اثار روابط القرى ووحدت الشعب الفلسطيني على برنامج دحر الاحتلال الاسرائيلي,و هنا في هذه الجزئيه برزت خلال هذه الانتفاضه الفلسطينيه قوى وطنيه وقيادات وحركات فلسطينيه جديده ومن بينها حركة حماس وقوى مناضله اخرى والسؤال المطروح هنا هو: كيف استعجلت اسرائيل القوى المتنفذه داخل منظمة التحرير في الطريق الى اوسلو 1993 من خلال طرح اسرائيل[امكانية التفاوض] بعبع القيادات البديله الميدانيه التي تبلورت خلال الانتفاضه و البديل السياسي كحماس الناشئه انذاك؟؟ وهل هنالك تشابه في الحاله الفلسطينيه قبل ااتفاقية" اوسلو" والوضع الراهن قبل مؤتمر انابوليس في امريكا؟؟
الاجابه على الاسئله اعلاه تتطلب اولا الاعتراف بان الصهيونيه ومشروعها الاحلالي قد حققت اكثر من هدف واصابت اكثر من عصفور بحجر واحد من خلال اتفاقية اوسلو 1993 اهمها انشاء سلطة اوسلو القريبه شكلا وفحوى من روابط القرى, وهي السلطه الوهميه اللتي اعفت الاحتلال الاسرائيلي من مسؤولياته المدنيه اتجاه الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال اللذي لم يتغير ولم يغادر المناطق الفلسطينيه[ مناطق سلطة اوسلو] في ظل وجود سلطه فلسطينيه وهميه وعاجزه وموبوءه بالفساد والتبعيه لاسرائيل ولا تهش ولا تنش!!! وفي نفس الوقت نجحت اسرائيل بعد انتفاضة الاقصى من ترويض او تحييد ماتبقى من مشاريع مقاومه فلسطينيه كان ابرزها استدراج حركة حماس الى مربع السلطه والانتخابات بعد ان كانت هذه[حماس] على الاقل تزعم انها معارضه لاوسلو ومشروعها هو المقاومه لاوسلو والاحتلال ومشتقاته!.. اللذي جرى فيما بعد 2006 وحتى احداث غزه2007 واستيلاء حماس على مقاليد السلطه في غزه وهزيمة رابطة دايتون وانتقالها بالكامل الى وكر رام الله ماهو الا تحصيل حاصل لمخطط اسرائيلي امريكي وفلسطيني دايتوني مشترك يهدف بالدرجه الاولى الى تركيز وعزل وحصار المعارضين للاستسلام في جغرافيا قطاع غزه من جهه وفي المقابل اطلاق يد ودعم مشتقات اسرائيل وبقايا السلطه الفلسطينيه في منطقة الضفه وتحديدا وكر رام الله وابراز رابطة دايتون واوسلو كمؤسسه شرعيه تقود الشعب الفلسطيني ومخوله بالحديث عن القضيه الفلسطينيه في مايسمى بمؤتمر انابوليس القادم!!..... الجاري من دعم اسرائيلي وامريكي لبقايا السلطه الفلسطينيه في رام الله والمهام المسنده لهذه السلطه هو صورة طبق الاصل من مهام روابط القرى في مطلع الثمانينات من القرن الماضي, ولكن الخطير والاخطر في الوقت الراهن هو ان رموز السلطه والفساد الفلسطيني يعرفون تماما ان بقاءهُم مربوط بامريكا واسرائيل ولهذا هم سائرون في التفريط الى مابعد بعد التفريط بحق عودة اللاجئين والى مابعد وابعد من حصار وذبح غزه ليس لان حماس حاكمة في غزه لابل لان رمز ومعنى الصمود الغزاوي الفلسطيني يشكل عائقا لاسرائيل وامريكا ودايتون, وعليه يترتب ويتطلب ضرب هذا الصمود بحجة ما يسمى انقلاب حماس على الشرعيه الفلسطينيه وهي الشرعيه الغير موجوده اصلا بمقوماتها في الخط الدايتوني الخائن ووكر رام الله التفريطي!... بوضوح شديد:: مهمة السلطه الفلسطينيه في الوقت الراهن تمرير مخططات الاحتلال الاسرائيلي والامبرياليه الامريكيه من خلال ادرة شؤون سكان رام الله وما حولها في ظل الاحتلال الاسرائيلي من جهه والمشاركه في حصار غزه وحماس من جهه ثانيه وبالتالي هرولت وهروب روابط عملاء اسرائيل ومشتقاتها في السلطه الفلسطينيه نحو انابوليس يُشابه الى حد كبير هرولت هذه الروابط والروافد الى اوسلو عام 1993 خوفا من سيطرة حماس وقوى الداخل اللتي تبلورت ابان انتفاضة عام 1987!!! انذاك قطف المتنفذون و والاوسلويون فيما بعد ثمار انتفاضة الحجاره قبل ان تُينع وكانت النتيجه وما زالت كارثة اوسلو..!! والان يهرولون الى انابوليس هروبا من حماس وهزيمة غزه بهدف قطف ما امكن قطافه من مكاسب ماديه لروابط الفاسدين قبل مجئ موسم الطوفان والبركان الفلسطيني!!.. روابط فاسدي السلطه تدرك ان الطوفان الفلسطيني قادم وتدرك ان الغضب الجماهيري يغلي والنار تحت الرماد,, ولهذا وبعد ان ذبحت روابط القرى الاوسلويه القضيه الفلسطينيه تحاول الان سلخُها نهائيا في مؤتمر انابوليس لكسب ما امكن كسبه ماديا لجيوب الفاسدين قبل مجئ الطوفان الفلسطيني الشعبي!!.. حتى المخابرات الاسرائيليه لم تنجح قبل عام 1987 بتقدير الوضع ولم تستطع منع نشوب اعظم واطول انتفاضه شعبيه فلسطينيه عرفها التاريخ!! وهي الانتفاضه اللتي اعادت خيوط وخيول القضيه الفلسطينيه الى مرابطها,,, ولولا تدخُل روابط الاوسلويين واجهاظهُم لانتفاضة الحجاره لنجحت انتفاضة الحجاره وبعدها انتفاضة الاقصى على الاقل في دحر الاحتلال الاسرائيلي من مناطق الضفه والقطاع او اجبار اسرائيل على الاقل احترام الحقوق الفلسطينيه !!!!.. الذي جرى ويجري ان روابط الفساد االاوسلوي الفلسطيني قد دمرت ومحت معالم القضيه الفلسطينيه وعلى راسها قضية اللاجئين الذي يحاول باستماته عضو الروابط المدعو ياسر عبدربه, يحاول بيعها من خلال جنيف واحد وجنيف اثنين!!!.. حقا ما اسوأ من السئ وروابط القرى في الثمانينات الا روابط اوسلو في التسعينات ومطلع هذا القرن والوقت الراهن!!... انها روابط اوسلويه مُساومه وتبيع فلسطين في جميع اسواق العالم من واشنطن بوش ومرورا بتل بيب اولمرت وحتى قاهرة حسني مبارك!!! ..انها روابط اوسلويه مساومه ومتورطه في ضرب واجهاظ كل انواع واشكال المقاومه الفلسطينيه ضد الاحتلال الاسرائيلي!!!....انها صنيعة الاحتلال ولم يعُد لبس في الامر!: انها الجسر الذي تمُر من عليه مخططات اسرائيل نحو تدمير قضية الشعب الفلسطيني!!
لقد حدد شارون مهام روابط القرى في عام 1981 وعلى راسها مساندة الاحتلال في ادارة الشؤون المدنيه الفلسطينيه في الضفه مع بقاء وضعية الاحتلال كما هي, وما هو جاري اليوم ومنذ عقد من الزمان وتحديدا بعد احداث غزه وهزيمة تيار دايتون, هو ان روابط السلطه الاوسلويه ورئيسها عباس تلبي مطالب وشروط اسرائيل وتقوم ما كان من المفروض ان تقوم به روابط القرى بقيادة مصطفى دودين في الثمانينات من القرن الماضي لابل ان وضع الشعب الفلسطيني السياسي والوطني في الثمانينات افضل من الان بالف مره وهو الوضع الذي سمح بدحر سريع وهزيمة روابط القرى!!.. سلطة وتخوم السلطه الفلسطينيه الحاليه لا تزيد في فحواها عن السلطات والصلاحيات التي منحت انذاك1981 وعُرضت من قبل اسرائيل على مصطفى دودين رئيس روابط القرى العميله في مناطق الضفه الفلسطينيه في ظل الانسجام مع اتفاقية كامب ديفيد والحكم الذاتي المنصوص عليه في هذه الاتفاقيه!!.. وللتذكير هنا ايضا الحديث يدور هنا عن روابط سلطه فلسطينيه يحمل اعضاءها الفاسدين بطاقات خاصه تخولهُم التحرك والاستفاده من خدمات وتسهيلات وامتيازات اسرائيل عبر الحدود المحروم منها الشعب الفلسطيني في الضفه والقطاع والشتات!!, بمعنى صريح وواضح : الحديث يدور عن روابط اوسلويه مرتبطه باسرائيل من جميع النواحي.. مشتقات وعكاكيز للاحتلال الاسرائيلي, وخفافيش تدعي شرعية قيادة الشعب الفلسطيني!!...هذه الخفافيش تذهب الى حد تجريم المقاومه وتقديم مشروع الى الجمعيه العامه في الامم المتحده باعتبار حماس على انها ميليشيا خارجه على القانون! لابل ان النسخه اللتي قدمها مندوب روابط اوسلو في الامم المتحده[هذا الاسبوع] تذهب بعيدا في خدمة اسرائيل وامريكا وتهدف بوضوح الى اعتبار حماس ميليشيا خارجه عن القانون بما يعني تصنيفها عالميا بمنظمه ارهابيه كما تتمنى ذلك امريكا واسرائيل!!... الى هذا الحد من الانحطاط الوطني وصل الامر بروابط الاوسلويين في رام الله!
راهن ارييل شارون عند تاسيسه روابط القرى في عام 1981 على شق الصف الفلسطيني وخلق صراع بين القرى والمدن الفلسطينيه[ تأليب] على اساس مزعوم ان روابط القرى تستند على دعم القرى في الضفه الغربيه, ولكن هذا االرهان سقط لسبب بسيط وهو وعي الشعب الفلسطيني للمخططات الاسرائيليه..... الجاري حاليا 2007 هو ان اسرائيل لا تخفي رهانها على تعميق الشرخ بين غزه والضفه وحماس وفتح لابل ان النهج الدايتوني وروابط االاوسلويين لايتركون فرصه دون التحريض ضد حماس وغزه!!... المهام الاسرائيليه والامريكيه اللتي لم تنجح روابط القرى بتنفيذها في الثمانينات من القرن الماضي, هي نفس المهام اللتي تحاول الروابط الاوسلويه تنفيذها في الضفه الفلسطينيه وكامل الوطن الفلسطيني!!...هذا هو للاسف الواقع المُر وهذه هي الحقيقه المجرده ولا تحتاج لا لزركشه ولا تكحيل ولا يوجد اليوم اي مجال اخر من الاعتراف بهذا الواقع!!.. كُنا وكان الكثيرون من شعبنا يتحاشون الاتهامات جزافا خوفا على الوحده الفلسطينيه,ولكن ماهو جاري اليوم يقطع الشك باليقين ولا يترك اي مجال اخر حول الاختيار بين نهج روابط الاوسلويين او الوطن الفلسطيني!!...إما روابط الاوسلويين او الوطن والحقوق الفلسطينيه!؟! وعلى الشعب الفلسطيني ان يتحمل مسؤوليته التاريخيه نحو قضيته!!!.. لا حماس ولا عباس يحق له البت في هذه القضيه المصيريه!! ... احترق المسرح وانتهى دور الحياديه الجماهيريه الموضوعيه وجاء دور الوطنيه الفلسطينيه في قول الفصل واعظم الاقوال والمواقف لانقاذ ما امكن انقاذه من الحقوق الفلسطينيه من براثين الاحتلال ومشتقاته من روابط الاوسلويين الجدد!!
من الواضح ان روابط الاوسلويين قد فقدت البوصله والاتجاه واصبحت بعد طردها من غزه بكل وضوح تخدم الاجنده الاسرائيليه والامريكيه من جهه وتسعى الى تثبيت ثقافة الاستسلام والعَماله الموضوعيه كعمل مشروع ووطني من جهه ثانيه وبالتالي من الواضح ان روابط الاوسلويين اصبحت النقيض الجذري والسلبي لكل اشكال النضال والمقاومه الفلسطينيه’ والحليف الموضوعي لكل اشكال الاحتلال والقمع التي تمارسها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني... القضيه لم تعد قضية تواطؤ او مجرد وجهة نظر لابل ان الجاري هو ان روابط الاوسلويين المهزومه وطنيا وفلسطينيا تحاول جر كامل الشعب الفلسطيني الى الهاويه التاريخيه والسياسيه!!
واخيرا وليس اخرا لابد من التأكيد على ان قضية اللاجئين الفلسطيينيين هي لب واصل االقضيه الفلسطينيه ولولا تشريد اكثرية الشعب الفلسطيني من وطنه لما كان اصلا اليوم او بالامس شئ اسمه قضيه فلسطينيه, بمعنى واضح وصريح:: القضيه الفلسطينيه هي قضية شعب مشرد وتحت الاحتلال وليست قضية ميليشيات وروابط اوسلويه شلليه تعيش في دولة الوهم والسرا ب وتتأمر على لب قضية الشعب الفلسطيني:: لا يوجد لوكر رام الله اي اطار شرعي:: لا دوله,,, ولا رئاسه,, ولا سلطه والاهم من هذا وذاك ان الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا لم يفوض الروابط الاوسلويه بتمثيله او بالتفاوض باسمه,,, وهذا الشعب ايضا رفض وهزم روابط القرى العميله في الثمانينات من القرن الماضي,, وهو قادر اجلا ام عاجلا على هزيمة روابط الاوسلويين في رام الله!!.... كفى لهذا الحرف المبرمج لبوصلة النضال الفلسطيني وكفي لهذا الاسلوب الرخيص الذي يسوق الامر وكأنه صراع بين حماس وفتح وعباس وهنيه!!.. الامر بوضوح هو ان الحديث يدور عن اختطاف القضيه الفلسطينيه على يد روابط الاوسلويين الذين يتبادلون المصالح مع اسرائيل وامريكا!!... هؤلاء هُم مشتقات وعكاكيز الاحتلال الاسرائيلي والامبرياليه الامريكيه!!

*الكاتب : باحث علم إجتماع ورئيس تحريرصحيفة ديار النقب الالكترونيه

www.deyaralnagab.com