logo
هل هنالك جدوى من ثقافة التباكي العربي على فلسطين والعراق!!

بقلم :  د.شكري الهزَّيل ... 8.12.07

عدوان يتلو عدوان واحتلال يتلو احتلال واستكبار واستعمار يتلو استكبار لم ينقطع ولم يتوقف منذ عقود مضت قبل احتلال فلسطين وبعد احتلال العراق, ومنذ ذلك الحين ونحن نراهن على الشعوب العربيه والامه ا العربيه...غدا سينهض المارد من سباته وبعد غد سيأتي الطوفان حين تهب الشعوب العربيه لنجدة فلسطين والدفاع عن كرامة الوطن والذود عنه, والخطابات الرنانه والنواح والعويل والوعيد والتوعد بالمحتل, ومنذ نعومة اظافري ونشأتي على انغام واوتار صوت العرب وخطابات عبدالناصر وحتى يومنا هذا ونحن نردد شعارات المارد والطوفان والثوره الشعبيه العربيه على الاحتلال وعملاءه...يومها وايام زمان كان صندوق العجب بضاعة نادره في محيطنا ومن يملكه ملك خطابات جمال عبد الناصر الخالد وقلوب من حوله من جيران, واليوم يملك العرب عشرات ومئات الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى, ومع هذا تدنى مستوى الخطاب العربي الوطني والقومي وبقى العرب سابحون في دوامة الشعارات والتباكي والاسطوانة المشروخه والتباكي على فلسطين والعراق الى حين صارت فلسطين القضية والمأساة مجرد منديل لمسح دموع العرب! , ومرت الايام والسنين ونحن نرى نفس الوجوه العربيه الكالحه والخائنه وقفت وتقف في شرم الشيخ لتبارك احتلال العراق وتدميره,, وبالامس كانوا في انابوليس رغم ان الاحصائيات تقول ان الاكثرية الساحقه من الشعوب العربيه تعارض مؤتمر انابوليس وترفض نتائجه, وبالامس القريب ايضا راينا شلة شرم الشيخ تقف لجانب العدوان الاسرائيلي على لبنان والشعوب العربيه تقف من خلال شاشات التلفزه مع فلسطين ولبنان والعراق,.. والحقيقه االمره ان اسرائيل زرعت الدمار في فلسطين شعبا ووطنا, وان اسرائيل زرعت لبنان بالدمار والقنابل العنقوديه الى حد انفجار هذه القنابل جراء تساقط حبات البرد لكثرتها في لبنان ما بعد الغزو الاسرائيلي!,,, وامريكا لم تزرع الدمار في العراق شعبا ووطنا فحسب لابل ان امريكا مارست وتمارس حرب اباده شامله في العراق راح ضحيتها الملايين من العراقيين بين قتيل وجريح ومفقود ناهيك عن الملايين المشرده وملايين الارامل والايتام وما زالت حرب الاباده بحق العرب في العراق تسير على قدم امريكي وساق فارسي طائفي لا يفرق اصلا بين عربي سني وعربي شيعي, كما اوحت لنا بهذا التضليل الة الاعلام الامريكيه واعلام النفط العربي العميل....صدق العرب اكذوبة امريكا ومشتقاتها في العراق بان القضيه قضية سني وشيعي وملأ الحقد الفاسد قلوب الكثيرين في هذا الاتجاه الخاطئء والتضليلي,,, واخرجت امريكا والمالكي والطلباني وعمامات امريكا مسرحية اعدام صدام في يوم عيد الاضحى ليصبوا الزيت على النار عنوه مع الاصرار المبرمج على تغذية المشروع الطائفي الايراني والامريكي في العراق!!,, وكان لهذا الحدث صدى كبير في نفوس الشعوب العربيه والاعلام العربي , الا ان هذا الحدث كما خُطط له امريكيا وفارسيا كان حدا فاصلا في ترسيخ فكرة التفريق بين الشيعي والسني حتى ولو كانوا عربا على مدى قرون من الزمن, ونسي العرب المضللون ان عرب العراق شيعة وسنه في صراع مع ايران منذ عقود طويله قبل وبعد وجود صدام حسين, ونسي العرب واعلامهُم الغوغائي ان الاحتلال الامريكي واالايراني للعراق جاء على اساس ضرب عروبة العراق اولا واخيرا,! وعروبة العراق لمن لم يستوعبها بعد كانت وما زالت عروبة الانتماء وليست المذهب, وهي عروبة قح ابا على جد واصلا وتاريخا وهي عروبة تجاوزت مسميات الشيعه والسنه منذ امد,’ وان لم تخني الذاكره واذا كانت القضيه بهذه السهوله[ قضية شيعه وسنه!] فلماذا يعاني اقليم الاحواز العربي من سياسة التفريس والاحتلال الايراني بالرغم ان الاقليم خادع للسيطره الايرانيه منذ حوالي قرن!! هل السبب في هذا هو" المذهب" ام الهويه الحضاريه العربيه لاقليم الاحواز؟؟.. الجواب بسيط وهو ان ما جرى ويجري في الاحواز هو نموذج صغير لما جرى ويجري في العراق الكبير وهو ان المشروع الامريكي الفارسي جاء لزرع الطائفيه وتغذيتها بهدف ضرب هوية العراق الحضاريه والعربيه وتحويل العراق الى جزر محتله وطائفيه تضمن للاحتلال الامريكي بقاءه وسيطرته على موارد العراق من جهه وتضمن للفرس والطائقيين والعملاء بقاءهم في المنطقه الخضراء ومناطق المحميات الامريكيه في العراق كمن جهه ثانيه وبالتالي هذا ما يفسر فحوى الاتفاقيه بين المالكي وبوش على ارضية ضمان احتلال امريكي طويل المدى للعراق!!!! لاحظوا معنا هذه المفارقه:: المالكي والحكيم والجلبي ومشتقاتهم هؤلاء هم راس الحربه في مشروع احتلال العراق من قبل ايران وامريكا وهم الذين يدعمون وجود الاحتلال وبقاءه في العراق!!. وايران هذه الاب االروحي لشلة الحكيم تدعي انها ضد الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين!! والسؤال الساذج المطروح::هل الاحتلال في فلسطين احتلال والاحتلال في العراق شيئا اخر؟؟؟ لماذا هذا الاستهتار الهابط بالعقول العربيه والعراقيه على وجه التحديد!!
ليس هذا فقط وايران ليست وحدها لابل ان ايران تطاولت على المُتطاول عليه عربيا من قبل الانظمه العربيه التي تمسك برسنها امريكا منذ امد, وهذه الانظمه المقنعه دوما بقناع "" القومي والوطني" هي اول من تطاول على عروبة العرب وفلسطين والعراق, وهي الانظمه نفسها اللتي تجرجر الشعوب العر بيه وطنيا واعلاميا في انتاج مبرمج لثقافة التباكي والندب السلبي[ دون حراك او مواجهة الوضع القائم] اللتي لاتقدم ولا تؤخر الى حد ان امريكا واسرائيل وعرب الرده يدعمون هذه الثقافه ويوفرون لها المنابر والابواق العربيه اللتي تروج لهذه البضاعه والثقافه ولاحظوا معنا كيف صقلت فضائيا النفط العربي بعض الشخوص واالاشخاص لهذا الدور, وهؤلاء بدورهم يجرون وراءهُم شعوب عربيه اصلا مضلله,, ويبدو ان هذه الابواق العربيه الاعلاميه اللتي تُذيل دوما مقالاتها او كتاباتها بوابل من القراء المعلقين والمُضللين, مُستمره في انتاج ثقافة التباكي واعادة الاسطوانه المشروخه:: هذه الابواق مُعلقَّه على عقب بين فضائيات نفطيه تضليليه وبين الادعاء التضليلي بقومية وعروبة هذه الشخوص والابواق.. هذه ثقافه بغيضه وتنتج التكرار الروتيني والتخديري لقطاع كبير من الشعوب العربيه وهي الشعوب اللتي ما زالت تمجد الشخوص وتمدح ظلال الظل العالي لكل من يتظاهر اويتقمص قميص شتم او ذم الحكام العرب!!...هذه ظواهر خطيره سواء على مستوى الاعلام المرئي او المكتوب او الالكتروني!!.. من لندن وحتى الدوحه!!
ليست التباكي فقط لابل ان التهويل والطائفيه اصبح جزء من ثقافة التباكي والتضليل, ولنرى للمثال ماجرى في الحلقه الاخيره من برنامج الاتجاه االمعاكس الخارج للتو من قمقم برميل نفط, والحديث في هذه الحلقه كان موضوع انابوليس والضيوف [ كلمة ضيف ايضا تضليليه!!] كان احدهُم فلسطيني اوسلوي انحطاطي والاخر لبناني مدافع عن القضيه الفلسطينيه, والذي جرى ان الاوسلوي وعلى الملأ كان هادفا لتجريم حماس الى حد محاولة ربطها بالمذهب الشيعي وايران وربط الضيف الاخر بهذه القضيه على اساس انه من اصل شيعي وليست عربي!!! هل يُعقل هذا الاعلام وهذا المستوى الهابط والتضليلي الى حد تجريد "الشيعه" من عروبتهم ووطنيتهُم بهدف دعم نظام عربي عميل وسلطه فلسطينيه كا رازاتيه!!؟؟ من هو اللذي سمح لهذا الاوسلوي التضليلي الانحطاطي ان يبث سمومه على الملآ ويحول العروبه الى مذاهب بهدف خدمة النظام العربي العميل ونظام اوسلو التابع!! ما االلذي يجري هنا : الى هذا الحد وصل الانحطاط والتضليل الوطني والاعلامي!! هل كان بامكان هذا الاوسلوي المعتوه ان يشتم امير او حاكم عربي بهذا الشكل الفضفاض الذي يقو ل فيه هذا " الضيف" للشعوب العربيه نحن مع انابوليس " واللي مش عاجبوا يضرب راسه بالارض""؟؟...غدا سيتباكون على لبنان المقاوم والبطل من تداعيات اقوال هكذا اوسلويين فاجرين ساقطين يتطاولون على عرب لبنانيين مقاومين من خلال مذهبهُم!!؟.. في الاعلام الغربي الذي تخرج من مدرسته فيصل القاسم يقومون بطرد العنصري والمتفوه بالعنصريه على الملا من البرامج الحواريه والسؤال المطروح: لماذا لم يطرد فيصل القاسم والجزيره ضيفه الاوسلوي بعد ان شكك في وطنية الشيعه العرب واهان الشعوب العربيه على الملأ!!..غدا سيتباكون باسم الحريه والراي والراي الاخر ترسيخا لثقافة التباكي والعويل السلبي!!!؟. اما ان الاوان لمراجعة هكذا خطاب اعلامي بخيص لاينتج سوى ثقافة التباكي والصراخ!!..دائرة الجهل ودائرة التباكي تدور وتعود لانتاج ذاتها في صورة جهل وتباكي جديد!!
لاحظوا معنا لغة التمجيد و التضليل والتباكي الذي يمارسها العرب من خلال التنفيس العاجز والسلبي, فبينما يأخذ الغرب الامبريالي قضية الاباده الجماعيه في العراق كأمر خطير ومرفوض ولو لفظيا واعلاميا على الاقل!!,, نرى ان خبر ابادة الملايين من العراقيين وتَرمُل اكثر من مليوني امرأه عراقيه وتحول ملايين الاطفال العراقيين الى ايتام, لا يحرك سوى التباكي العربي السلبي والتلفزيوني على العراق وشعب العراق, والتباكي هنا كافي ايضا لحاله الفلسطينيه حين يحاصر الشعب الفلسطيني ويُقتل سلاح الجوع والحصار على مرأى من امة نوَّاحه وشعوب ادمنت التباكي السلبي دون ان تحرك ساكنا او حتى تنظيم مظاهره عربيه جماهيريه عربيه تندد بما هو جاري في العراق وفلسطين!!.. التباكي كافي هنا للرد على وابل من جرائم وكر شرم الشيخ وانابوليس والقادم اخطر وتباكيا اخر دائما هو الرد!!...غدا سيتباكون امام شاشات التلفزه على العدوان الاسرائيلي على غزه!!.. نحن نعتقد ان اخطر نتائج انابوليس هو مباركة العرب والاوسلويين عدوان اسرائيل القادم على غزه بهدف ضرب حماس واعادة غزه الى تيار دايتون الفلسطيني!!..تماما كما جرى في لبنان عام 2006 والدعم العربي الرسمي الظاهر والمبطن للعدوانتالاسرائيلي على لبنان!!..عادوا ونعود:: هُم يعودون للعدوان والاحتلال ونحن كشعوب عربيه نعود للتباكي والشكوى والتباهي بثوب خالتنا وانجازات المقاومه العربيه!!!!
لاحظوا كيف جرجرت امريكا شلة كا رازاي الفلسطيني ومالكي رام الله لابل كارازايتها العرب الى انابوليس حتى تضرب العمق الفلسطيني تاريخيا وديموغرافيا في مناطق الضفه والقطاع ومناطق فلسطينيي الداخل,,..لاحظوا الاستهتار الكارازاتي العربي بالشعب الفلسطيني والشعوب العربيه بشكل عام, حين يصف جورج بوش إسرائيل ك " وطن قومي لليهود "، وعواقب وخطورة هذا الوصف ويمهد بهذا ليست لتنازل الفلسطينيين عن حق عودة اللاجئين لا بل خلق ملايين جدد من اللاجئين الفلسطينيين من خلال التمهيد الموضوعي والاسمي الطريق امام اسرائيل بطرد فلسطينيي الداخل !! ليس هذا فقط لابل ان بوش اكد من جديد رسالة الضمانت الامريكيه 2004 لشارون كمرجعيه للمفاوضات, وهي الرساله التي ترفض عودة اللاجئين الفلسطينيين وتؤيد ضم التجمعات الإستيطانية لاسرائيل، وعدم انسحاب اسرائيل الى حدود العام 67!!!
لاحظوا معنى امر خطير اخر حدث خلال فترة المعمعه الاعلاميه حول انابوليس وهو الكشف عن عن توقيع اتفاق بين بوش ووكلاءه في العراق من خلال المالكي الذي يمنح امريكا حق احتلال العراق الى امد بعيد ويسهل مهمة وجودها لفترة غير محدوده في العراق من خلال دعمها للمالكي ودعم هذا الاخير وميليشياته لجيش الاحتلال الامريكي في مقارعة المقاومه العراقيه!!......غدا سيتباكى العرب بعد ان دخل الفأس في الرأس العربي سواء الفلسطيني او اللبناني او العراقي والسؤال المطروح: اما ان الاوان ان نتوقف عن الترويج لثقافة التباكي والتخلص من المسؤوليه الوطنيه والنظر من جديد في كيفية تعبئة الجماهير العربيه من اجل ان تذود عن وطنها على الاقل سياسيا وسلميا وتظاهريا!!؟ اما ان الاوان لهذه الشعوب العربيه ان تنهض من سباتها وحالة تحنيطها القائمه من امام فضائيات النفط والعار العربي, وتتهض في اتجاه نصرة االقضايا العربيه وعلى راسها فلسطين والعراق ولبنان!!؟؟ ام ان الاوان للقول ان ثقافة التباكي ومروجيها لن تجدي ولن تؤثر في مجرى الاحداث!!.. انهض ايها العربي ولو بهتاف كلمه واحده على الشارع افضل الف مره من التباكي امام شاشات وابواق التخدير العربي!!؟؟

*الكاتب : باحث علم إجتماع ورئيس تحريرصحيفة ديار النقب الالكترونيه

www.deyaralnagab.com