بقلم :  ... 27.06.2009

لم يخطر ببال سليمان العبيد ابن ال44عاما انذاك قبل 16 عاما واكثر بان زيارته الاولى على مدى طيل حياته لمركز الشرطه ستكون بداية رحلة سجن وظلم ما زالت مستمره حتى يومنا هذا في الوقت الذي بلغ فيه العبيد اليوم من العمر ما يقارب ال ستون عاما, ومنذ ذلك الحين لم يتوقف سليمان العبيدعن الصراخ باعلى صوته انه برئ من تهمة قتل الفتاه اليهوديه "حنيت كيكوس" اللتي اختفت آثارها في النقب في 10 حزيران 1993. وقد تم اعتقال سليمان العبيد من مدينة رهط في الـ18 من الشهر نفسه، حيث استمرت محاكمة سليمان العبيد لبعض من الوقت،الى ان أدين في 22 تشرين الثاني 1994 بأغلبية قاضيين في المحكمة المركزية في بئر السبع، باغتصاب وقتل حنيت كيكوس، وذلك بالرغم من عدم العثور في ذلك الوقت على جثة الفتاة، حيث ادعى رئيس المحكمة ان العبيد دفن الفتاه بعد قتلها في مزبلة «دودائيم» في النقب وهذا لم يثبت كأمر صحيح بعد العثور على جثة الفتاه فيما بعد في بئر مهجور بجانب موقع «حتسريم» العسكري غربي مدينة بئر السبع في النقب، ورغم اعادت المحكمة العليا الاسرائيليه القضية الى المحكمة المركزية للتداول فيها مرة أخرى امام القضاة ذاتهم ,تمت إدانة العبيد للمرة الثانية وتثبيت حكم المؤبد وذلك رغم ان العبيد اكد براءته تكرارا ومرار مؤكدا على أن الاعتراف انتزع منه بالقوة لابل ان والدي الفتاه الضحيه رافي ودولي كيكوس لم يصدقا قرار المحكمه ولم يؤمنا بان العبيد هو قاتل ابنتهم، مؤكدين أن" ابنتهما لم تكن لتركب في سيارة المتهم بأي شكل من الأشكال". وقال رافي كيكوس والد الفتاه انذاك "ان من رافق جلسات المحكمة يعرف أن من يجلس في السجن بتهمة قتل الفتاة ليس القاتل الحقيقي، وعليه يجب البحث عن القاتل الحقيقي", وبالرغم من التناقضات الكثيره في القضيه الا ان الادعاء العام الاسرائيلي اصر على ادانة العبيد الذي يقبع في السجن منذ 16 عاما بتهمة جريمة قتل لم يرتكبها بحسب قوله لابل ان العبيد يرفض االيوم وبعد هذه المده الخروج من السجن من خلال قرار عفو, حيث اشارت صحيفة "معاريف" الاسرائيليه الصادرة اليوم،الثلاثاء23.6.09، في صفحتها الرئيسية مجددا الى براءة السجين سليمان العبيد من مدينة رهط في النقب، والذي سبق وأن حكم عليه بالسجن المؤبد، وقد اجرت الصحيفه ذاتها قبل عدة اعوام تحقيق اشار إلى أن السجين العبيد بريء من التهمة. واكدت الصحيفة أن والد الفتاة القتيلة يؤكد أن القاتل الحقيقي لا يزال طليقا، إلا أن التوقعات تشير إلى أن الرئيس الإسرائيلي سوف يوقع على أمر بتخفيض مدة الحكم.و في المقابل فإن سليمان العبيد يصر على أنه ليس على استعداد للخروج من السجن بناء على عفو، وإنما يطالب بإعادة محاكمته والحصول على البراءة من التهمة التي قضى بسببها 16 عاما من العذاب والظلم وراء القضبان, ومن الجدير بالذكر ان الرئيس الاسرائيلي قام يوم الاربعاء الماضي بتخفيض مدة محكومية سليمان العبيد الذي كان قد أدين بقتل الشابة حنيت كيكوس قبل اكثر من 16 عامًا .وجاء القرار بناء على توصية وزير القضاء الاسرائيلي السابق دانيئيل فريدمان تخفيض محكومية العبيد من 33 عامًا الى 27 عامًا، وبهذا القرار فإنّ العبيد سيكون حرا طليقا بعد سنتين من الآن، بعد 16 عاما قضاها في السجن!!