logo
الاحتلال والاختلال : تكسيرالعظام وسلام الكلام الاسرائيلي!!

بقلم : د. شكري الهزَّيل ... 2.8.08

هكذا وعلى هذا الشكل من العداء السافر و الاستهتار الصهيوني الصارخ بحياة الفلسطيني يُصوب جندي اسرائيلي فوهة بندقيته نحو شاب فلسطيني مقيد ومعصوب العينين ويطلق عليه النار من مسافة صفر ليسقط الفلسطيني على الارض مصابا, وهذا ما اعادني الى تسلسل اساليب الاجرام الاسرائيلي وذاكرة اطلاق النار بدم بارد على الاطفال الفلسطينيين واطلاق الكلاب الشرسه على النساء الفلسطينيات, ونظرية تكسير العظام اللذي روج لها يتسحاق رابين ابان انتفاضة عام 1987 , حين ظهر الجنود الصهاينه على شاشات التلفزه وهم يكسرون عظام فلسطيني بأعقاب البنادق والحجاره كتطبيقا حرفيا لاوامر يتسحاق رابين وزير الدفاع الاسرائيلي انذاك وحمامة السلام المزعوم الحاصل على جائزة نوبل للسلام المزعوم عام 1994 جنبا الى الى جنب مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي حوصر في قفص السلام الاسرائيلي والامريكي في رام الله حتى وفاته عام 2004,, ومن قبل وتحديدا عام 1995 قتل الاسرائيليون انفسهم يتسحاق رابين بزعم انه قدَّم تنا زلات "مؤلمه" عن جزء من ارض اسرائيل لصالح الفلسطينين ومن اجل السلام المزعوم, وما لم يقله احد او يذكره احد في لجنة المنافقين المشرفه على جائزة نوبل للسلام ان رابين هذا نفسه مجرم حرب ولم تكن نظرية تكسير عظام الفلسطينيين جريمته الاولى والاخيره لابل ان رابين حمامة السلام المزعوم قد مارس التطهير العرقي والاباده الجماعيه بحق الفلسطينيين كما مارسها رادوفان كاراديتش الذي اعتقل مؤخرا في بلغراد بأمر من المحكمة الدولية لجرائم الحرب الخاصة بيوغسلافيا السابقة في لاهاي, بعد مضي 13 عاما على صدور أمر باعتقاله بتهمة ارتكاب أعمال إبادة جماعيه بحق ثمانية آلاف مسلم بوسني إبان الحرب في يوغسلافيا سنة 1995. والقضيه هنا ان كاراديتش كمجرم حرب وجد من يلاحقه لاسباب دوليه وسياسيه,, بينما يتسحاق رابين وغيره من مجرمي الحرب الاسرائيليين الذين محو عام 1948 اثار مئات القرى والمدن الفلسطينيه من الوجود وشردوا انذاك مليون فلسطيني,, يُكافأون بجوائز نوبل وكأن رابين هذا نفسه ليس ذاك الرابين الذي اطلق عام 1948 مقولة "عدم ابقاء حجر على حجر" في القرى الفلسطينيه للحيلوله دون عودة الفلسطينيون الى قراهم وهذا ما قامت به عمليا وفعليا القوات الاسرائيليه الذي كان يقودها رابين نفسه الذي روج ايضا فيما بعد لنظرية تكسير عظام الفلسطينيين عام 1987 وقام جنوده بتطبيق هذا الامر امام عدسات الكاميرا العالميه والمحليه... لم نسمع بان حُوكم رابين او احد جنوده على هذه الجرائم الموثقه بالصوت والصوره والضحايا الفلسطينيين لابل ان من سبق رابين وخلفه من قيادات صهيونيه اسرائيليه كان اشد فتكا واجراما بحق الفلسطينين.. دافيد بن غوريون.. موشي شاريت .. ليفي اشكول.. غولدا مئير .. مناحيم بيغن.. اسحاق شامير .. شمعون بيرس .. بنيامين نتنياهو .. يهود باراك ... ارئيل شارون .. ايهود اولمرت.... ايادي جميع هؤلاء ليست ملطخه بالدم الفلسطيني والعربي فحسب لابل ان اسماء هؤلاء قد ارتبطت جميعها بمجازر وجرائم حرب ارتكبت بحق الفلسطينيين والعرب واضحة المعالم والاثار:: مجزرة دير ياسين.... مسجد دهمش اللد.....يافا .. كفرقاسم.. السموع... الدوايمه.. الطنطوره .. بحر االبقر ... سيناء ..صبرا وشاتيلا ...قانا .. غزه .. جنين .. الخليل.. القدس.. والمئات من المجا زر والجرائم الاسرائيليه الاخرى التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربيه, واللذي لم يقم احدا ما بالتحقيق بها او ملاحقة مجرمي الحرب الذين اقترفوا هذه الجرائم ,,وماحدث ويحدث ان الدم الفلسطيني والعربي المُراق هو الذي عبد ويُعبد طريق المجد لهؤلاء المجرمين ليصبحوا رؤساء وزراء ووزراء في اسرائيل, بمعنى ان قتل العرب و الفلسطينيين من وجهة النظر الصهيونيه هو بمثابة وسام فخر واعتراف بأحقية هذا الاسرائيلي اوذاك في الترقي والتدرج في المجتمع والحكومات الاسرائيليه المتعاقبه,, ومن لايكون له تاريخ اجرامي ودم فلسطيني على الايادي لا يستحق الاعتراف ولا الانتخاب ولا الانتساب الى الطبقه الحاكمه في اسرائيل, لابل ان اعضاء هذه الجوقه والطبقه يفرطون في الحديث عن سلام الكلام وكلام السلام مع العرب بينما هم في الحقيقه لايؤمنون الا بسلام مع الفلسطيني المقموع والمقبور تحت الارض وليست العائش عليها ولذلك يتداول المجتمع الصهيوني بصراحه اجراميه مفضوحه ثقافة القتل والموت للعربي والفلسطيني بحيث يؤمن المجتمع الاسرائيلي دوما بمقولة :"ان العربي الجيد هو العربي الميت",, ولذلك لا يرى الاسرائيليون في الاسرائيلي الذي يقتل عربي او فلسطيني دون سبب او بسبب بانه مجرم وقاتل لابل انه بطل قام بواجبه وقتل عربي!! وعلى عكس هكذا نرى ان الاختلال والخلل يكمن في الذيليون السلامِيون الفلسطينيون والعرب الذين يروجون للسلام على اساس ومفهوم اسرائيلي وهو السلام مع العربي والفلسطيني الخانع والمستسلم والمتسول والمتوسل والمُكسَّر والمُهشَّم وطنيا ومعنويا على شاكلة رئيس سلطة اوسلو محمود عباس الذي يزور بيرس في قلب القدس المحتله, ويدين من هنالك عملية الجرَّافه دون التحقق [على الاقل في هذه الجزئيه] بكون الامر حاث طرق او عمليه فدائيه,, ودون ان يلفت انتباه الرئيس الفلسطيني المزعوم عملية التنكيل بجثمان الشاب الفلسطيني وعرضه عاريا على شاشات التلفزه!!... لو كان الامر معكوسا وعرض الفلسطينيون جثة صهيوني عاريه امام عدسات الكاميرا لقامت الدنيا ولم تقعد عالميا واسرائيليا وفلسطينيا اوسلويا حول انتهاك حقوق وكرامة الانسان!!..سلام الكلام وكلام السلام وتكسير عظام الفلسطينيين في ان واحد!!.. ليس هذا فقط لابل ان الاسرائيليون ومن معهُم من اوسلويون يزورونهم في القدس يحاصرون غزه ويمارسون الاباده الجماعيه الموضوعيه بحق الشعب الفلسطيني في غزه في حين يكثر الحديث عن السلام وكلام السلام المعسول الدائر بين جماعة اوسلو واسرائيل في الوقت التي يصرح فيه الغلام اوباما[ مرشح الرئاسه الامريكيه] من قلب القدس بكون القدس عاصمة اسرائيل الابديه, ومن ثم يستقبله محمود عباس بابتسامة الشدقين وكأن الامر لايتعلق بالقدس عاصمة دولة فلسطين السحابيه ووهم الكلام وكلام الوهم الذي ورد في سلام الكلام وكلام السلام في وعد بوش الكاذب والمخادع والذي سبق اوباما في تاكيده على يهودية اسرائيل وعاصمتها القدس... ولكن الخلل والاختلال ايضا لايكمن في في موقف صهاينة امريكا واسرائيل فقط لابل ايضا في قابلية الاوسلويون الفلسطينيون القبول بمبدأ يهودية اسرائيل ضمن خدعة سلام الكلام وكلام السلام الاسرائيلي الذي يهدف الى اغلاق الطريق على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين لوطنهم الفلسطيني من جهه وابقاء فلسطينيي الداخل يعيشون في وضعية تأشيرة المكوث[ ليست المواطنه] داخل الكيان الاسرائيلي من جهه ثانيه وبالتالي تدور دائرة كلام السلام المزعوم على رأس الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا لتحقيق هدف اسرائيلي وهو مطاطيه سلام الكلام و تثبيت اقدام حدود اسرائيل اينما وطأت اقدام جنودها ومستوطنيها في فلسطين التاريخيه... بالمناسبه يُّشارك ما يسمى باعضاء الكنيست الاسرائيلي من العرب الفلسطينيون في التضليل, حين يُوهمون فلسطينيي الداخل بكونهم مواطني دولة اسرائيل, بينما الحقيقه المره ان قانون المواطنه الاسرائيلي يستثني فلسطيني الداخل من المواطنه اللتي هي حق لليهود فقط!!,,, ويمنح الفلسطينيين فقط حق المكوث وتأشيرة المكوث والعيش في اسرائيل التي تمنحها في العاده الدول لرعايا دول اخرى يعيشون على ارضها, وهذا مايعني ان الفلسطينيون متساوون في وضعية المكوث والاقامه وطنا ومهجرا سواء داخل فلسطين التاريخيه او دول المهجر!!... ماهو جاري في الوقت الراهن هو استمراريه لعقود من زمن مضت وهو سياسة تكسير العظام والقمع والحديث المفرط عن كلام السلام وسلام الكلام, في الوقت الذي يراهن فيه الاحتلال الاسرائيلي على الزمن لخلق واقع ووقائع على الارض الفلسطينيه في ظل اختلال وطني فلسطيني صارخ يتمثل في قياده اوسلويه فلسطينيه فاسده وعاجزه ومنتهية الصلاحيه او بالاحرى متى كانت اصلا هذه الثلل الاوسلويه صالحه وطنيا وتاريخيا!!

الكاتب : باحث علم إجتماع ومتخصص في قضايا عرب النقب والداخل الفلسطيني, ورئيس تحرير صحيفة ديار النقب الالكترونيه

www.deyaralnagab.com