logo
استيحاء تاريخ النقب من خلال الأدب,وجذور هذا الأدب الجاهليّة..[ الجزء الثاني]!!

بقلم : زهير ابن عيّاد ... 17.03.2009

*تواجد العرب الأزلي في صحراء النقب
هذا التواجد في ظنّي أنه أتى على ثلاثة مراحل وهي:
• قبل الإسلام انتشر العرب في فلسطين كلها وملكوا بها وزاحموا أهلها, وشكّلوا لهم تواجد قويّ مهّد فيما بعد لدخول الإسلام وانتشاره, لا أدلّ على ذلك من أن لغة أهل هذه البلاد عربيّة منذ القدم. والتاريخ مليء بالشواهد الدالة على ذلك فيكفي أن الشام كانت قبل الإسلام موطن قضاعة وغسّان وعاملة. واكتفي من المصادر القديمة بشاهد واحد وهو إطلاق اسم هاشم بن عبد مناف القُرشيّ على غزّه. فما زلنا حتى اليوم نردد هذا اللقب فنقول غزّة هاشم أو غزّة الحمراء... وقصدت غزّة لأن بدو بئر السبع أُطلق عليهم قديماً "عُربان غزّة" وما زالت الأرشيفات العثمانيّة تتحدث عن بدو النقب لعربان غزّة.
• مرحلة ما بعد التبليغ بالإسلام وذلك أثناء الفتوحات الإسلاميّة, إذ هاجرت عوائل بأكملها مع الجيش الإسلاميّ واستقرّوا في البلدان المفتوحة, وكوّنوا لهم موطأ قدم فيها والتي من ضمن هذه المواطئ بلاد النقب وأسلفنا أن عمر بن العاص سكنها فترة من الزمن واستعملنا ذلك كدليل تاريخي على وجود العرب هنا, ولا غرابة في أن القائد العربي قد اسكن بعض جنده ومجموعات عربية هنا.
• مرحلة ما بعد الفتوح, فقد استمرت الهجرة سواء عائليّة كانت أو فرديّة وذلك لأسباب عديدة, وكلّما زادت رقعة الدولة الإسلاميّة, كانت الهجرة الحجازيّة والنجديّة تتسع وتسارع في الخروج, والتاريخ مليء بذلك. وفي ظنّي أن عربان النقب الحاليين هم من أهل هذه المرحلة لما يتواتره عن أصولهم كالظّلام الذين يدّعون أنهم خرجوا في القرن الخامس عشر من الحجاز, ولا تتهاون في المرحلة السابقة إذ يدّعي الترابين أنهم خرجوا من تُربة أثناء الفتوحات الإسلاميّة.
- امتداد الموطن: تشترك قبائل البدو في الهلال الخصيب أقصد بالذات سيناء بادية الشام وصحراء النقب في أنها قبل فترة وجيزة من الزمن كانت عبارة عن قبائل رُحَّل وقبائل رعويّة تتحوّل بقطعانها مع مجاري السيل وتتوغل داخل الصحراء التي قد تشكّل لها حماية أمنيّة تتهرّب من جُباة الضرائب الأتراك وغيرهم. وأطلق من قِبَل الحكومات على هؤلاء الرحّل "العربان" هذا اللقب الذي أصبح حكراً على أهل خارج المدن والمراكز الحضاريّة... وأصبحت العربان بمفهومها تدلّ على العرب البدو... الأمر الذي يدلّنا على الاصل لهذه العربان وانهم من جيش العرب البدو ولا غرابة في اعتقاد بعض العلماء أن البدو اصل العرب.
جرى في عُرف الجغرافيون العرب تحديد بلاد جزيرة العرب على هذا النحو, تُقبل من بلاد الروم عبر الفرات ويضم داخله جميع المراكز العربية المتعارف عليها من ضمنها بلاد فلسطين. هذا التحديد يدلّ باشارة ما على أن تلك البقاع بطولها وعرضها كانت مسرحاً للعرب يجولوا في شعابها وينزلوا سهولها لا سيّما البدو الرّحّل, ومن منطلق أن جزيرة العرب تضم بلاد فلسطين على رأي جغرافيّ العرب والذين من ضمنهم ياقوت الحمويّ, فعلى هذا يكون النقب وأهله امتداد طبيعي لموطن العرب الواحد. مكيف لو اخذنا بالنظريّة الحديثة القائلة بان كلّ من يتدّث العربيّة فهو عربيّ, فلا شكّ حينها أن بلاد العرب ستكون بقعة عظيمة لو تيسّر لها الانتماء الحقيقيّ.
بالعودة إلى الخارطة الجغرافيّة في محاولة لتتبّع خطوات هجرة بدو النقب من موطنهم الاصليّ نستطيع أن نستشف ما يلي: أن الطريق الرئيسيّة كانت انظلاقاً من ساحل البحر الأحمر وصولاً بخليج العقبة والحدود الاردنيّة الاسرائيليّة ومن هناك حدثت عملية الانتشار لبدو الاردن والنقب وسينا. وكانت ايلات والتي تُسمّى على الخارطة "رأس النقب" ولتقى الجميع, فاتجه بعض البدو من العقبة إلى البادية الاردنية ومدينة معان والتي ما زالت تُسمّى معان الحجازيّة لكثرة الحجازيين فيها, وبخصوص بدو النقب فقد توغّلوا داخل وادي العربة الذي نُسجت حوله الاساطير والخرافات, ويحوي قبور رجلات كبار من البدو كما يعتقد ظلاّم بليّ أن بعض اجدادهم قُبِروا هناك...! وكذلك نلحظ لوجود معتقدات دينيّة معيّنة عن تلك البلاد كاعتقادهم في منطقة سدوم والبحر الميت.
بالنظر إلى الخارطة نشاهد موقع يُسمّى قاع السعيديين الذي حمل اسم قبيلة السعيديين من الحويطات, في ظاهر تدلنا على نوع من الاستقرار لفترة زمنيّة ما لتلك القبيلة على تلك الحدود وقد دخل بعضهم إلى صحراء النقب. وكما اسلفنا من على طول وادي عربة ورأس النقب بدأت الهجرات تتوغل إلى صحراء النقب حتّى تمّ تشكيل هذا الانتشار الظاهر للعيان, وما زالت طريق ايلات تحوي بعض البدو الذين لم يتقدموا إلى صحراء النقب. وفي ظنّي أن بعض القبائل ولاسباب عديدة اتجهت من النقب إلى سيناء كالعزازمه والترابين وبلي. ومن هذه النتيجة استطيع القول بان بدو الاردن والنقب وسيناء قد يمتلكوا رابط ازليّ بينهم يشكل ثقافتهم وعاداتهم المتشابهة إلى حدّ بعيد.
بالنظر اليوم إلى تواجد قبيلة بلي في مركزها الاصلي حيث السعودية نراها تنتشر على ساحل البحر الأحمر ونلاحظ هناك تواجد كثيف لبلي في بلدان حجازيّة كدومة الجندل وتبوك وتيماء. ولاغراض عديدة صدّرت هذه القبيلة عوائل لها "ومن خلال الخط الذي رسمناه" إلى الاردن وبادية سيناء والنقب. ولو تمعنّا في لهجة بليّ السعودية اليوم ولهجة بليّ هنا لما استطعنا أن نجد ذاك الفرق المخلّ بروح الانتساب, وكذلك الأمر مع قبيلة بني عطيّة "العطاونة" التي تشكّل وجود قويّ في تبوك اليوم, صدّرت عوائل أو اشخاص إلى هذه المنطقة كما هو الحال مع بليّ, وما هذا التصدير إلاّ لسهولة الطريق أو عدم وجود امكانيّات أُخرى, فلو صدّرت هذه القبائل عوائلها إلى الخلف لكانت نجد والحجاز البلدان القاحلة, فما كان لها إلاّ من طريق واحد هو من الساحل إلى بادية الاردن ومن هناك كانت عمليّة التوزّع ثلاثيّ المحاور للمجموعات البدويّة في سيناء والنفب وبادية الاردن.
من هذه الاستنتاجات نستيقن أن غرابة في ادعاء نستيقن أن غرابة في ادعاء اغلبية قبائل النقب السبعة بانتسابها إلى الحجاز كوطن ام فاترابين من تُربة شرقي مكة وهي موطن لحرب والبقوم والجبارات من الانصار حيث المدينة المنورة, وقبيلة التياها يُظن أنهم من بني سليم وهلال جيران المدينة, وان اسلافهم هم اصحاب التغريبة المشهورة, والحناجرة احفاد الصحابيّ عكاشة (نلمح هنا اثر خروج هؤلاء أثناء الفتوحات الإسلاميّة) وهذه الادعاءات متواترة شفهيّاً من جيل لجيل بالإضافة إلى وجود قبائل ما زالت تحتفظ باسميتها القديمة كبني عقبة من جذام على الساح وبلي الهروف بحيث هناك حمولة كبيرة من بلي تسمى الهروف تقطن الحجاز.
ومن ناحية أُخرى في تتبّع نوعي للهجات نجد أن قبيلة القريناوي التي يُعتقد أنها من الصفرا بالحجاز تحمل في كلامها ميزة خاصة بحيث أنها تضيف حرف الياء إلى اواخر الافعال كقول احدهم خذهي – اسمعهي... وبالنظر إلى لغة الصفر بالحجاز من خلال التلفاز نراهم يكسرون اواخر الكلام في سرّ هذا التقاطع العجيب... كذلك استخدام بدو النقب بشكل كثيف لحرف ما الحجازيّة كقولهم ما سمعت ما رأيت, ويستخدمون كذلك حرف الياء قبل الفعل من قُبيل ما بشوف ما بسمع... الأمر الذي لم الحظه لدى افراد رعاة من قبيلة الكعابنة إذ يلغوا حرف الباء تماشياً مع اللغة العربية الفصحى فيقولوا ما اسمع - ما كليت... ومن التشابه في حيثيّات بسيطة لغويّة بين الحجاز والنقب قلبهم الهمزة إلى حرف عين مثل سؤال – سوعال وكذلك قلب القاف إلى كاف مثل قتل – كَتَلَ... وقلب اللام إلى نون في الأسماء كمسمينتهم اسماعيل – اسماعين أو جبريل – جبرين... أو قلب النون إلى لام كقولهم غلم بدلاً من غنم, أو قلبهم الميم إلى نون كقولهم غين بدلاً من غيم... وبالرجوع إلى لهجة البدو في بدايات دخول إسرائيل نجدها تتشابه إلى دّ بعيد من اللهجات الحاليّة للحجاز ونجد, وبالرغم من أن لهجتنا الحاليّة طرأ عليها نوعاً من التغيير الطفيف فمثلاً يقولون مير ونحن نقول مار وكذلك حنّا ونحن نلفظها بـ أحنا... وهم يقولون ليّا ونحن نقول اذاو وقد كان البدو قديماً يستعملون ليّا كثيراً... إلاّ ترى والمتداولة اليوم بالخليج "ترى" وعندنا "أرعي" يقولون ذا الحين ونقول هالحين... هذه بعض الإشارات السريعة التي لا بدّ من بحث مستقلّ لما تفتحه علينا من ابواب عديدة تاريخيّة اللغة وتغيرها, بل نستطيع من خلالها كشف جذور العوائل هنا.
اودّ التذكير باني لا انفي وجود العرب البدو هُنا مذ زمان طويل موغل, فالتاريخ يقول أن قضاعة تواجدت في بلاد الشام قبل الإسلام بزمن طويل وكذلك الغساسنة وبعض عرب اليمن الذين تفرقوا بعد انهيار سدّ مأرب. لكننا لا نستطيع اللعب على ذاك الوتر لوعورته في القدم وتبدّل الاقوام بالاقوام, لكن الظاهر هو هذه الموجة الديثة لقبائل النقب التي اعتقد أنها تشكّلت على امتداد القرن الخامس عشر حتى الثامن عشر, لا سيّما أن قبائل بدوان النقب صغيرة نسبيّاً قياساً لقبائل بادية العراق والشام والجزيرة اللواتي كنَّ يستقبلن موجات هجرة دائمة.
- طريق تجاري: كان النقب حتى رفح بمثابة موقع وطريق تجاري استراتيجي على مرّ الازمنة يربط دول مستقلة ببعضها البعض يقول الشيخ عثمان الطبّاع في كتابه "اتحاف الاعزة في تاريخ غزّة" أن غزّة كانت بقعة عامرة زاهرة, قصدتها قريش للتجارة وهي تجارة الصيف وسميت غزّة بحمراء اليمن, وقد الفها العرب لخصبها وتوطنها الكثير منهم قبل الإسلام, وغزّة كانت محطة مهمّة لعربان النقب, وملتقى تجاريّ يزوّدتهم بحاجيّاتهم الاساسيّة من بُنّ وبهار وزيت... وتطرقت لذلك المؤلف لما ترتبط به غزّة كونها موقع وطريق تجاريّة مهم مع عرب النقب... وفي الارشيفات التركيّة كان عُربان النقب يُسمّون بعربان غزّة.
إذا غزّة ملتقى لتجار العرب قديماً وحديثاً, قصدوها من كلّ فجّ ولا شكّ أنها شكّلت ملتقى اساسي لعربان الجزيرة وعرب النقب, وبنظرة سريعة إلى خارطة النقب يتبيّن لنا مدى اهميّته الاستراتيجية قديماً لا ادلّ على ذلك من وجود تلك الخرائب الحضاريّة متناثرة في ربوعه من آبار واحواض وصهاريج التي أتَتْ كمراكز للدول الاستعمارية القديمة كالرومان والبيزنطيين والترك وغيرهم.
واني لاملك نظريّة اسوقها لكم بحذر, وهي أن النقب كان مصدراً في بعض الازمنة للحبوب باراضيه الخصبة التي فلحوها بالقمح والشعير والبذور الأُخرى ومدّوا تجار البلاد بها, وإلاّ كيف تمكّن اجدادنا من الاستمرار في هذه الارض دون وجود محفّز أو مصدر قويّ يشكّل لهم الحماية اللازمة لاستمراريّة العيش. وبالعودة إلى روايات التاريخ وما يرويه العارف بان خربة الخلصة "عشرون كيلومتر جنوب بئر السبع من اراضي العزازمة" كانت ذات صلات تجاريّة وثيقة مع البتراء بالإضافة إلى أنها مركز مهم على طريق القدس ومصر "سيناء" وتتواجد كذلك على الطريق الرابطة بين العقبة وموانئ البحر المتوسط. إذا النقب كان بمثابة مركز وطريق تجاري حيوي يربط بين مصر والعقبة وبين الهند وجزيرة العرب, ولا يخفى على مدى التبادل التجاريّ القديم بين بلاد الهند وجزيرة العرب ببخورها وبُنّها وتوابلها...
- الطوبونوميا: نستطيع أن نتلمّس الحضور الحجازيّ النجديّ والتهاميّ بمُجمل اراضي ومحال النقب, إذ نرى أن معظم اسماء الاماكن ذات اصول من الجزيرة العربيّة اذكر منها: تل الحسي وهناك منطقة في الحجاز تدعى الاحساء, والعوجا وهنا منطقة بهذا الاسم في الجزيرة العربية وكانت من مساكن اجداد آل السعود. وعصلوج وعبدة وخربة عمر, تل الملح, السعدي, وسبيطة... وكذا اسماء القبائل وبطونها مثل عيال سليمان, والظلاّم "وهو لقب كلاسيكي موغل في الثقافة النجديّة" عمار بن عجلان, بني عقبة, بلي, بني عطيه... اضافةً إلى أننا ما زلنا نلحظ بعض القبائل تحتفظ بنسبها الاصليّ كبني عقبة وبنو اسد من ربيعة وبلي... فالسمة الغالبة كانت واستمرت مع عرب النقب هي ارجاع نسب العائلة باكملها إلى احد الاجداد السلف. في اتجاه مماثل نرى تشابه في اطلاق الأسماء بين الجزيرة وعرب النقب على الاماكن خاصةً الوديان والجبال والاراضي والآبار واحواض المياة كمسمياتهم, وادي سيّال, بير أو تل الملح, بير بن عتيق, بير بن عرفان, وكلّ هذا بالطبع امر متعارف عليه في البيئة القديمة لعرب الحجاز ونجد, وغير ذلك من اطلاق الصفة الغالبة للمنطقة كاسم لها مثل الجرّة كونها تشبه الجرّة, وهنا اودّ أن استوقفكم قليلاً هل يا تُرى صُدفة أُطلق على منطقة في النقب الجرّة وامرؤ القيس يقول:
تعد وتبدي عن اسيل وتتقي بناظرة من وحشي وجرّة وطفل
والجرّة التي ذكرها الشاعر هي اسم مكان, وكما قال النابغة:
من وحش وجرّة, موشيٍّ اكارعه لطاوي المصير, كسيف الصيقل الفرد
والجرّة هنا أيضاً اسم مكان كثير الوحوش يقع في الحجاز, فهل هذه رسوبات بقيت تتوارثها الأجيال عن الجيل المهاجر, خاصةً إذا كان هناك طرف خيط باحاديث جدي عن أن جرّة النقب كانت قديماً مرتع للسباع والوحوش وهي مكان قفر خالي, كذلك نجد هناك اشتراك في ثقافة معيّنة عند الطرفين الحجازي الجأهليّ وبدو النقب إذ أن البدو هُنا ينسبون الآبار والمياة إلى قبيلة معيّنة, وهي صاحبة امرها في الصدور والورود كما كانت آبار الملح لقبيلة الظّلاّم مثلاً, وهذه سنة قديمة في تقسيم المياة بين قبائل الجزيرة كما قالوا في وادي الجريب وهو مشرب لغطفان:
كلّ بني فانه يحسيني إلاّ الجريب فانه يرويني
وقيل
تظلّ الاماء يبتدرون قديمها كما ابتدرت سعدٌ مياة قراقر
في اتجاة شبيه نلفت العناية بالنسبة لمصطلح الرجم وهو بمثابة الحدّ أو المشراف, وكثر الرجم في حكايات وأشعار أهل الحجاز ونجد قديماً كونه من دلائل الاطلال وبكي الحبيب وفي النقب نلحظ استمراريّة هذه الأمور فقالوا: رجم ابن سلاّم, رجم البلوي وهي خربة , رجم البرارة, هذا ونحن في غنىً عن المزيد ما دامت اللغة اكبر دليل في هذه الثقافات من استعمالات لمفردات قديمة جأهليّة بحدّ ذاتها كاقوالنا: حدر وهي منحدر, التلعة-العدنة التلّة, بطن الجبل وهي السهل المحاط بجبال يقول امرؤ القيس:
فلمّا اجزنا ساحة الحيّ وانتحى بنا بطن خًبْتٍ ذي حِقافٍ عقنقل

كاتب وباحث من النقب

www.deyaralnagab.com