عودة السنونو !
بقلم : ردينة حيدر ... 09.03.2009
هل ركبت قطار الطفولة الأفعواني ورميت نفسك في نهر ذكريات مضت مرتبكة في عينيك قبل إغفاءتها..!
هل عاقر الحنين خمر غربتك ذات مساء وسبحت عائدا في الظلام وحيدا..
إلى شواطئ لم تزبد غير الوجع..
لم تشرع غير قصاصات الورق..
لتفتح -مرة أخرى- هذه البلاد قبرها الجماعي لكل من جرأ على تصور وطن آخر أجمل..
ولو في الخيال..!
أيها النزق الجميل كزهرة الشوك البنفسجية، هل أدرت ظهرك الموسوم بلعنة الحرية، ومضيت في رحلة الموت- الكبرياء، في خطتك المحكمة لعودة سرية وعاجلة..!
دون أن ترتبك في تفاصيل لقاء باهت.. لتمضي حيث لا نزق أكثر من جنازة عامرة!
ولا حرية أكثر من غرفة مظلمة لشهيق متقطع، تحت وابل مطر ساحلي يغلق الكون ويجتاح الروح..
إنه الشتاء، يغرق في النسيان، ويتفرغ لك أنت وحدك..
إنه الشتاء يا عمرو يدق حوافره على صخور شاطئك ويصهل..
ينزف..
ينوء وينزف..
ينتحل غضبك..، يهز الحكايات ..
كي يهطل على لون أزرق بعيد..
هو لونك.. ينساح ..
يشهق..!
هل صادف الحكاية أنك مت ولم تمت
هل فاجأها إخراجك الغامض لعودتك ولم تعد..، أيها الصعب المراس..
الصعب النهاية..
أيها السنونو عاد مشنشلا بالفضاءات..
ذات مساء غريب..
لم تفتح نوافذ..
ولم يسرع الوقت..
وحده الشتاء ..
لفك ونام..
وحده الشتاء..
المصدر : موقع نساء سوريه
www.deyaralnagab.com
|