كلمة الديار...06.10.2024
بلا مُؤاخذة....اما ان لقَّيد الانبطاح ان ينكسر!!
ليلة اول امس لم اتمكن من النوم رغم انني في ذاك اليوم الذي سبق تلك الليله مارست رياضة الركض البعيد لمسافات وساعات شبه طويلة على ارض فلسطين وهواءها الطلق ومن المفروض ان اكون منهكا وجاهزا لنومه طويلة وعميقة, ورغم وحدتي التامه على طول وعرض الطريق الطويل الا ان الكوابيس الحية وصور اطفال ونساء غزة وبيروت لم تفارق ذهني ولا وجداني وظلت ترافقني على طول مسافات الركض الحر ذهابا وايابا وعادت تطاردني في نومي حيث باءت كل محاولات النوم بالفشل وانا اشاهد منظر طفلة فلسطينية تكافح القمل والصيبان الذي حرث فروة راسها وهي تكرُت "تحكّ" هذا الراس باظافرها وخصلة شعر تتدلى على محيا هذة الجميله الضارب جمالها جذورة بالسلالات الفلسطينية ذات العيون الزرقاء الواسعة والجميله وما ادراك ما الجمال وما تبقى منه في غزة الابيه وخانيونس الجريحة ورفح المكلومة والمشردة وهاهي طفلتنا الجميله شاهدة ع بشاعة هذا العالم اللذي لم يوفر لها عبوة " شامبو" او دواء يحررها من القمل والصيبان وبؤس ايام التشرد والجوع الطويلة والمنهكة وتساءلت بيني وبين نفسي اين كل هذه الصناديق الكثيره المعبأه بالشامبو والصابون والمواد التنظيفية الذي تبرع بها الشعب الفلسطيني في الداخل وكنت انا شاهد على جود فزعة هذا الشعب الخَّير لتمتلأ نقاط التبرعات والشوارع باطنان واكوام من التبرعات بكل اشكالها والناس يشكلون ورشة عمل متكاملة من اجل ان تصل الشحنات باسرع وقت الى غزة وما لفت انتباهي هو دعاء الناس المتكرربان تصل المعونه الى اهلها وخاصة الى شمال قطاع غزة المنكوب وهذه السيدة تدعو لرب العالمين ان يسمح الاحتلال الغاشم عبور التبرعات وان لا يحتجزها على المعابر وهذا الكهل يبكي بحرقة ويكد في عمل تعبئة الطرود وشد رباطها ويتمنى ان تصل المواد التنظيفية والغذائية الى اطفال غزة الذي افترس الجوع اجسادهم والقمل رؤوسهم والخالة ام سعد تندب وتشجب: الدنيا ظالمة وين العالم وين العرب وين المسلمون وليش مش قادرين يجبروا الاحتلال على تحرير تبرعات المعابر واغاثة ناس غزة وتعود لتكرر بنبرة صوت واثق : الله مع غزه ولن ينساهم ونحن بعد الله مع غزة قلبا وقالبا مع قطاع غزة وسنتقاسم معهم الرغيف وحتى اخر قطرات الزيت.. الله الله ياغزة العزة..طوفي.. طوفي.. وما طارت الا هَّدَّت والظلم والاحتلال الى زوال وستبقى غزة..!!
يحاول الشعب الفلسطيني بكل ما استطاع اغاثة غزة لكنه يلتطم بسياسة الاحتلال والمعابر المغلقة اللذي يتبعها الاحتلال في حصارغزة واستعمال الجوع كسلاح ابادة جماعية في كامل مناطق قطاع غزة وهذا ما يعني ان الفزعة والهمة موجودة ومتواجدة في ظل غياب القدرة على التاثير على قرارات الاحتلال وايصال التبرعات الى اهلها من ابناء وبنات الشعب الفلسطيني في غزة..عام على طوفان الاقصى وعام على حرب الابادة على غزة الذي يشنها الكيان والغرب الامبريالي بتواطؤ مخزي من انظمة منظومة المحميات الامريكية في العالم العربي لابل انه عاما بانت فيه حقيقة الصورة المخزية للأمتين العربية والاسلامية التي وقفت عاجزة ومتفرجة على مجازرالفاشية الامريكيةَالصهيونية في فلسطين ولبنان في حين صدحت فيه حناجر الشعوب الحرة منددة بحرب الابادة فيما جرجرت جمهورية جنوب افريقيا الحرة المجرمين الى اروقة المحاكم الدولية ...
وعلى عكس جنوب افريقيا والشعوب الحرة, عملت انظمة الحكم اللا عربية على تقوية معسكر الاعداء والاستكبار اللذي استباح الارض العربية طيلة قرون من الزمن البائس وزمن اطماع قوى الشر والاستكبار في احتلال عالمنا العربي من خلال احتلال قلبه الجغرافي فلسطين عبر الاستكبار الاستيطاني الاحلالي اللذي ارتكب ويرتكب البارحة واليوم ومنذ عقود اشنع اشكال الابادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني المقاوم والمناضل القابع وسط بحر من الخذلان العربي والاسلامي المتجلي في حالة من التواطؤ المخزي مع مأرب الكيان الوسخ وحاضنته امريكا الاوسخ والاقذر في تاريخ البشرية وبالتالي سيكتب التاريخ عن اسوأ حالة خيانة وتواطؤ عرفها التاريخ العربي والاسلامي وكيف رضيت انظمة الحكم العربية والاسلامية بارتكاب الكيان الغاصب ابشع اشكال الابادة طيلة عام كامل من حرب ابادة البشر والحجر والشجر والحياة في قطاع غزة..هي الحقيقة الصادمة ان الدعم الامريكي والغربي المطلق ومعه التواطؤ العربي والاسلامي هو الذي جعل مجرمو الحرب يرتكبون منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ابشع اشكال الإبادة الجماعية بقطاع غزة بحصيلة اكثر من 150 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل لحق بالبيوت والشوارع والمدارس والجوامع والجامعات والمشافي وتدمير كامل مقومات الحياة من ماء وكهرباء وبنية تحتية اساسية ناهيك عن المجاعة التي أودت بحياة مئات الأطفال ..!!
لقد اخطأ المعتدون واعوانهم حساباتهم وظنهم ان الابادة والقتل الجماعي والدمار الشامل ستجعل اهل غزة يتركون ديارهم للاعودة وماجرى هو ان الشعب الفلسطيني قد اثبت قدرتة على امتصاص الضربات والصمود والمقاومة دون هوادة وافشال جميع اهداف العدوان على غزة وعلى راسها فشل الغزاة بكسر شوكة المقاومة والاهم من هذا هو الفشل في استعادة الاحتلال لاسراه بقوة النيران.. صمود فلسطيني بطولي قل نظيرة..حسابات خاطئة محشوة بعظمة القوه الصهيونية المزعومة,اوصلت الكيان ورموزه في النهاية الى محكمة جرائم الحرب في لاهاي..عالميا تم فضح الدولة " الديموقراطية" المزعومة لتظهرعلى حقيقتها كدولة فاشية خسيسة يدعمها نظام امريكي هو نفسة فاشي حقير وهو الذي ارسل اسلحة الدمار الشامل والابادة الجماعية بهدف ابادة قطاع غزة وتدمير بيروت ولبنان!!
جَّسد وزير خارجية واشنطن المدعو بلينكن قمة الحقارة والفاشية الامريكية لدورة كمبرمج للابادة الجماعية في غزة تلته في الترتيب وزيرة خارجية المانيا المدعوه بيربوك و من ثم رئيسة المفوضية الاوروبيه فون ديرلاين وفي المحصلة فضح الطوفان وحرب الابادة في غزة الدول الاوروبية " الصليبية"التي ايدت وتؤيد حرب الابادة في غزة وفي نفس الوقت قامت بنصب شبكة امان عسكرية لحماية الكيان من الهجمات الايرانية واليمنية والعراقية وغيرها..هذه الدول هي الاشد عداءا للشعب الفلسطيني والاكثر مناصرة لمشروع احتلال فلسطين وهي :امريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا وكندا وهذه الدول بالاضافة الى الكيان اصبحت معزولة شعبيا على مستوى العالم..الطوفان غَّير العالم واعاد القضية الفلسطينية الى الواجهة العالمية فيما دولة الاحتلال تزداد بؤسا وعزلة عالميا كدولة يقودها مجرمي حرب ستصدر بحقهم اوامر اعتقال دولية اجلا ام لاحقا..
تتباهى دولة الاحتلال بتفجيرها اجهزة " النداء" في لبنان واختراقها لمنظومة " حزب الله" واغتيال السيد حسن نصر الله واخرون باطنان من المتفجرات والقنابل زنة الاطنان امريكية المصدر لكن
الحقيقة ان ان غزوة 7 اكتوبر"طوفان الاقصى" قد مزقت صورة جبروتها الاستخباري والعسكري وهي صورة اصبحت رمز لضعف دولة تهرع لمساعدتها امريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا وكندا و دول أخرى لحمايتها من الصواريخ العابرة للقارات، كما جرى في الهجومين الإيرانيين الأخيرين والهجمات اليمنية والعراقية.. **نشير هنا الى ان جرائم الحرب وقتل المدنيين في غزة وبيروت بحجة اغتيال شخصيات وقيادات فلسطينية ولبنانية تدل على عجز كبير في تحقيق الاهداف العسكرية والسياسية واللذي سيتغير في قادم الزمن هو ليس وجه " الشرق الاوسط" لابل وجه دولة الاحتلال والدول الامبريالية القذرة اللتي دعمت ارتكاب هذا الاحتلال الغاشم لابشع المجازر والجرائم بحق الشعب الفلسطيني ولاحقا الشعب اللبناني..
الفضل يعود اولا واخيرا لطوفان الاقصى في توضيح الامور التاريخية وعلى راسها ان امريكا والغرب الامبريالي بشكل عام هو العدو الاول للشعب الفلسطيني والشعوب العربية من العراق ومرورا بسوريا وحتى فلسطين والابادة الجماعية الجارية في غزة من جهة وهو "الغرب" حاضن الفاشية الصهيونية منذ التطهير العرقي عام 1948 وحتى الابادة الجماعية في غزة 2023 2024& من جهة ثانية وبالتالي سيصعب على العدو الامريكي والغربي الصليبي في العقود القادمة محو او تغيير موقف العداء العربي والفلسطيني من نظام واشنطن الوسخ والاشد فاشيه من النازية الالمانية الهتلرية.. الثنائي بايدن بلينكن ومعهم وزير الدفاع الامريكي الدوني.. جميعهم مجتمعون خَّطو مخطوطة العداء العربي والفلسطيني لامريكا لقرون وعقود قادمة..في صولات وجولات المدعو بلينكن تجلت قذارة هذا الفاشي الصهيوني الذي صمم ابادة الشعب الفلسطيني في عزة...امريكا الفاشية لعبت زورا وخداعا دور وسيطة " وقف اطلاق النار" لكنها في الحقيقة ارادت استمرار حرب الابادة في غزة ولبنان..!!
اثبتت احداث غزة ان حكام المحميات الامريكية في العالم العربي ومن بينهم رئيس محمية رام الله محمود عباس, اثبتت انهم اشد انبطاحا وتواطئا مما كان يعتقد العرب وهم ليس مجرد عملاء تابعين لامريكا لابل هم اوسخ الاعداء واشدهم عداءا ل فلسطين وغزة والقضايا العربية وهم عرابي ثقافة الانبطاح والهزيمة وقد فاق انبطاحهم كل تصور,لكن الانبطاح الشعبي العربي كان وما زال صادما حيث عمت التظاهرات الداعمة ل فلسطين مختلف أنحاء العالم فيما عدا العالم العربي باستثناء"بشكل محدود" الاردن واليمن وهذا الانبطاح في دول مثل مصر والسعودية ودول اخرى كان وما زال فضيحة تاريخية مجلجلة ومخزية الى حد الخزي والعار..غزة تُباد والشعوب تتفرج.. كنا نقول ان الحكام شئ والشعوب شئ اخر لكن يبدو ان هذة المقولة غير صحيحة لان احداث غزة الجسيمة وعدم تجاوب الشعوب معها ومناصرة غزة اتثبت انه تم افراغ هذة الشعوب من كل هوية انتماء وافتقارها لحفنة كرامة او شهامة..شعوب زريبة حاكم مستبد منبطحة ومقيدة..بلا مؤاخذة ودون مواربة.. اما ان لقَّيد الانبطاح الشعبي العربي ان ينكسر!!
عام ثقيل وقاس مرعلى قطاع غزة والشعب الفلسطيني ومعه الشعب اللبناني،عام مغمس بدماء واحزان مئات آلالاف من الأبرياء الفلسطينيون ،لكنه عام عامر ومفعم بالفخر والصمود الاسطوري اللذي سطره قطاع غزة ومعه لبنان..عام كفاح وتحدي فيه الصمود والبسالة رغم الدمار الشامل والابادة الجماعية..من تحت هذا الركام ودم الشهداء وعزائم المقاومة الوطنية ستبزغ بشائر الحرية والانعتاق من هذا الاحتلال الفاشي..فلسطين ستحرر الامة من قيودها وهي تحت الاحتلال وما بعد بعد الاحتلال.. ايها العربي.,ايتها العربية من المحيط الى الخليج واينما كنتم : غزة قاتلت وستقاتل ومعها احرار لبنان واليمن والعالم والسؤال اين الشعوب العربية : بلا مُؤاخذة....اما ان لقَّيد الانبطاح ان ينكسر!!.
www.deyaralnagab.com
|