لايزال الساحل الأيمن من مدينة الموصل يشهد حصاراً فرضته القوات المسلحة العراقية منذ اشهر بغية استعادته من سيطرة مسلحي تنظيم « الدولة الإسلامية». الحصار سبّب بمعاناة كبيرة للأهالي الذي وصل بهم الحال إلى اكل القطط والعشب، بعد نفاد المواد الغذائية.شهود عيان فروا من المدينة، قالوا إنهم «اضطروا الى اكل القطط والاعشاب بسبب الجوع، وأن سكان المدينة يواجهون موتا محتما إن كان جوعاً أو بالقصف العشوائي الذي يطال مساكن المواطنين».أحد النازحين، ويدعى سالم، روى معاناة السكان المحاصرين ، قائلاً: «عشنا أكثر أيام حياتنا رعباً عندما كنا محاصرين داخل المدينة».وأضاف انهم اضطروا إلى أكل القطط والعشب بعد نفاد المواد الغذائية في المدينة.وتابع : «هناك مئات الآلاف من المدنيين لازالوا محاصرين يواجهون الموت جوعاً أو من خلال القصف العشوائي الذي يطال منازلهم».ودعا إلى «ضرورة القاء مساعدات غذائية جواً الى السكان المحاصرين باسرع وقت ممكن لانقاذ حياتهم». وقال نازح آخر يدعى أبو حكمت «لا استطيع وصف ما يحصل داخل المدينة من جوع وخوف ورعب يطال الاهالي، فمن لم يمت بسبب الجوع قد يموت بسبب القصف».وأكد انه قبل هروبه من المدينة، كان هو وعائلته يأكلون وجبة واحدة فقط في اليوم، عبارة عن خبز متعفن إن وجد، وحساء من العشب الذي يحصلون عليه من حافات الشوارع.وأشار إلى أن «الحصار المفروض عليهم كان من قبل طرفي النزاع، فالحكومة العراقية لاتسمح بادخال المساعدات، وعناصر التنظيم لايسمحون بمغادرة المدينة، ويقتلون كل من حاول الهروب باتجاه القوات العراقية».أم بهاء، في دورها، وهي نازحة أيضاً، قالت : «منذ محاصرة المدينة ونحن نأكل الحنطة فقط، نقوم بطحنها بالأيدي مع قليل من الماء وجبة واحدة في اليوم».وأضافت أن «بيتها قد تدمر بالكامل بقصف استهدفه أدى الى اصابة ابنها بجروح، وأن هناك آلافا المنازل قد تدمرت بالكامل، وهي الآن ليس لديها مسكن ولم يتم مساعدتها من قبل الجهات الحكومية على الرغم من وصولها اليهم».وتابعت: «اضطررت إلى بيع كل ما تملك لاطعام اطفالي، واغلب المنظمات الاغاثية لم تقدم لهم شيئاً غير الوعود».إلى ذلك، انتقد قيادي في ميليشيات شيعية عراقية، إعلان نائب رئيس الجمورية إياد علاوي، حول منع ايران، عودة النازحين (السنة) إلى منطقة جرف الصخر، شمال محافظة بابل. وانتقد القيادي في ميليشيا «لواء أبو الفضل العباس»، أوس الخفاجي، تصريحات علاوي التي اتهم فيها ايران، بأنها تدير منطقة «جرف الصخر شمال بابل وتمنع عودة النازحين اليها»، مشيراً إلى أن هذه التصريحات سياسية ونقول له «صح النوم ياعلاوي».وذكر أن «جرف الصخر شهدت عمليات انتحارية من قبل بعض المندسين بين النازحين ويجب تدقيق اوراقهم امنيا ليصار الى المطالبة بإعادتهم كي لا نعود الى المربع الاول من جديد».وبين أن «الحشد الشعبي قدم التضحيات في تحرير المدن التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي وعلى راكبي الموجة ان ينادوا ويطالبوا بإعادة اعمار المدن المنكوبة بدل اطلاق التصريحات السياسية لغايات انتخابية».وشدد على أن «الحكومة العراقية وحدها من تدير مناطق شمال بابل ولا دور لإيران في قضاء جرف الصخر».ويذكر أن مليشيا «لواء أبو الفضل العباس»، احدى التشكيلات المنضوية في «الحشد الشعبي» الذي تم تشكيله عام 2014 لدعم الحكومة بمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية»، ولديها علاقات مميزة مع الحرس الثوري الايراني، كما شاركت في المعارك في العراق وسوريا. وكان رئيس ائتلاف الوطنية، إياد علاوي، كشف عن طرحه عودة نازحي جرف الصخر على القائدين في «الحشد الشعبي» هادي العامري وأو مهدي المهندس، مؤكداً أن أحدهما ابلغه أن الموضوع بيد إيران.وطلب حسب ما أعلن «من القائد في الحشد الشعبي التوجه إلى إيران لمناقشة موضوع نازحي بلدة جرف الصخر، جنوب بغداد»؛ معرباً عن استغرابه لعلاقة إيران بهذا الملف.وأكد ضياء المعيني، القيادي في حركة التوافق، التي يرأسها علاوي، أن 80 ألف نازح من منطقة جرف الصخر ما زالوا ممنوعين من العودة الى منازلهم، مبينا أن النازحين التقوا اياد علاوي وابلغوه بوجود تغيير ديمغرافي في مناطقهم.وذكر في لقاء متلفز، أن عودة النازحين الى مناطقهم المحررة من تنظيم «الدولة» هي مسؤولية السلطات العراقية ولا يحق لاي جهة ان تتدخل فيها.ونوه إلى أن ايران تتدخل في الشؤون العراقية، وأن علاوي التقى بقيادات من الحشد الشعبي واكدوا له وجود تأثيرات خارجية تمنع عودة النازحين الى تلك المنطقة. وكانت منطقة جرف الصخر شمال بابل والقريبة من كربلاء، إحدى المناطق التي سيطر عليها تنظيم «الدولة» عام 2014، وجرت فيها معارك كبيرة ولفترات طويلة، حتى تمكنت القوات المسلحة وبتعاون من «الحشد الشعبي»، من تحريرها بعد تكبد خسائر كبيرة، لكن مجلس محافظة بابل والميليشيات ضمن «الحشد الشعبي» يرفضون عودة النازحين إليها رغم مرور حوالي عامين على تحريرها. واتهم النازحون بعض الميليشيات بالاستيلاء على بيوتهم وأراضيهم الزراعية لمنعهم من العودة اليها!!