في وقت دعا فيه ناشطون سودانيون إلى تظاهرة مليونية اليوم الجمعة، احتجاجاً على سوء الأوضاع المعيشية، اتهم الرئيس السوداني عمر البشير، أمس الخميس، دولا كبرى بمحاولة «ابتزاز» بلاده على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، من خلال استغلال المظاهرات، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السودانية الرسمية «سونا».وقال خلال مشاركته في حفل لتخريج قادة عسكريين في الخرطوم إن «تلك الدول تسعى لفرض التبعية على الشعوب والذات الوطنية وتركيع الأنظمة، ودفعها تجاه تحقيق مصالحها في السيطرة على موارد الشعوب».والتقى البشير وزير الخارجية المصري سامح شكري، ومدير جهاز المخابرات العامة المصرية عباس كامل.وفي موقف يدل على دعم النظام المصري للبشير، قال شكري إن «استقرار السودان يصب بشكل مباشر في استقرار مصر والعكس صحيح»، معربا عن ثقته في «قدرة الخرطوم على التعامل مع القضايا الداخلية من خلال الإجراءات التي تراها مناسبة، ومصر دائما تدعم استقرار السودان»، على حد قوله.في السياق، أعلن عبد الرؤوف قرناص، وزير الصحة والتنمية الاجتماعية في حكومة الولاية الشمالية، تقديم استقالته «تضامنًا مع المد الشعبي المطالب بالإصلاح السياسي والاقتصادي»، حسب بيان له.واعتبر الوزير المنتمي إلى حزب الأمة، المشارك في الحكم، أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم «لم يف» بتعهدات مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وسط «انسداد أفق الحلول للمشاكل الاقتصادية»، حسب نص بيانه.واتهم قرناص «المؤتمر الوطني» بـ»الانفراد في الرأي، دون إيلاء اهتمام لآراء القوى السياسية المشاركة في الحكم، سواء من حيث إدارة الاقتصاد أو العمل على حل أزمة البلاد الخانقة».وقال إن قراره «متوافق» مع موقف حزب الأمة، المطالب بتأسيس «نظام جديد»، دون تفاصيل.ومنذ 19 كانون الأول/ ديسمبر تتواصل احتجاجات غاضبة، شهدت أعمال عنف وسقوط قتلى وجرحى، في عدة مدن بينها العاصمة الخرطوم، تنديدًا بتدهور الأوضاع المعيشية!!