logo
منبج..سوريا : تركيا والنظام السوري يحشدان قواتهما على أبواب منبج بانتظار نتائج مباحثات حاسمة بين أنقرة وموسكو!!
29.12.2018

رغم إعلان جيش النظام السوري دخوله مدينة منبج شمالي سوريا بطلب من وحدات حماية الشعب الكردية، واعتبار الرئيس التركي الإعلان حرباً نفسية يشنها النظام، يبدو أن مصير منبج بقي رهين تبلور تفاهمات في الميدان السياسي بين اللاعبين الإقليمي والدولي الأساسيين روسيا وتركيا، في اجتماع مهم لمسؤولين منهما اليوم في موسكو.تزامناً قال مصدر من مقاتلي المعارضة على تخوم إدلب لـ«القدس العربي» إنه «حتى الساعة ما زلنا نرابط بالقرب من المدينة مع القوات التركية بانتظار ساعة الصفر لدخولها».وفي سباق محموم للوصول الى مدينة إدلب شمالي سوريا، واصل الجيشان التركي والسوري الحر من جهة، وجيش النظام السوري والميليشيات التابعة له من جهة أخرى، حتى ساعة متأخرة من مساء أمس، الزج بحشودات عسكرية غير مسبوقة نحو نقاط متقدمة جداً على حدود منطقة منبج، وذلك قبيل ساعات من انطلاق مباحثات تركية روسية «حاسمة» في موسكو يفترض أن تقرر مصير المنطقة والجهة التي ستفرض سيطرتها على منبج.من جهتها أعلنت الوكالة الفرنسية «أ ف بـ« دخول الجيش السوري أمس منطقة منبج الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، حيث أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس عن «انتشار أكثر من 300 عنصر من قوات النظام والقوات الموالية له على خطوط التماس بين مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية والقوات التركية مع الفصائل السورية الموالية لها». وقال إنهم فرضوا «ما يشبه طوقاً عازلاً بين الطرفين على تخوم منطقة منبج من جهتي الغرب والشمال».ولم يتضح ما إذا كانت قوات التحالف ستبقى في منبج بعد انتشار الجيش السوري. وأعلن الجيش الأمريكي الجمعة أن قوات النظام السوري لم تنتشر في منبج. وقال اللفتنانت كولونيل ايرل براون المتحدث باسم القيادة الوسطى الأمريكية «رغم المعلومات غير الصحيحة عن التغيرات التي طرأت على القوات العسكرية في مدينة منبج (التحالف)، ليس هناك أي مؤشر إلى صحة ذلك».كما نفى التحالف الدولي ووزارة الدفاع الأمريكية حصول تغيير في السيطرة على الأرض في منبج.تزامناً بث نشطاء سوريون صوراً قالوا إنها لدوريات عسكرية أمريكية تجوب مناطق وسط منبج، فيما نشرت مقاطع فيديو لمروحيات عسكرية قالوا إنها أمريكية وتراقب حدود المدينة، مؤكدين استمرار سيطرة الوحدات الكردية على منبج وعدم حصول تغيرات على السيطرة داخل المنطقة.ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إعلان النظام السوري بـ«العملية النفسية»، مهدداً بأن هدف بلاده هو «تلقين (ي ب ك) الكردي الدرس اللازم»، وقال: «نعارض تقسيم سوريا وهدفنا هو خروج التنظيمات الإرهابية منها وعندما يتحقق ذلك لن يبقى لنا شيء نفعله في هذا البلد».من ناحيته أعلن الكرملين الروسي على لسان المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف، ترحيب بلاده بدخول النظام إلى منبج، واصفاً إياه بـ«الخطوة الإيجابية لصالح الاستقرار في المنطقة». وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف إن بلاده تنظر إلى العملية التركية المرتقبة شرقي نهر الفرات من «منظور القضاء على الإرهاب ووحدة أراضي سوريا واستعادة سيادتها»، وفي حين قال أردوغان إنه قد يهاتف نظيره الروسي فلاديمير بوتين أو يلتقيه قريباً لبحث الملف السوري، أوضحت مصادر روسية أن قمة ثلاثية سوف تعقد بين رؤساء روسيا وتركيا وإيران بداية العام المقبل – بعد أيام- في موسكو لبحث المسألة السورية ومسار أستانة.ويبقى الأبرز اللقاء السياسي العسكري رفيع المستوى الذي سيعقد اليوم في موسكو، ومن المتوقع أن يساهم بشكل كبير في تحديد شكل التعاون الروسي التركي في إدارة مناطق وحدات حماية الشعب الكردية في شمال وشرقي نهر الفرات، حيث يشارك عن الجانب التركي وزيرا الخارجية والدفاع ورئيس الاستخبارات والمتحدث باسم الرئاسة، وذلك قبل أيام من زيارة وفد أمريكي لأنقرة لبحث آليات التنسيق بين أنقرة وواشنطن في تنفيذ قرار ترامب بالانسحاب من سوريا!!


www.deyaralnagab.com