نيويورك.. الأمم المتحدة : تقرير دولي: 56 مليون شخص في العالم بحاجة للغذاء!!
29.01.2019
أعلنت الأمم المتحدة أن 56 مليون شخص بحاجة عاجلة إلى المساعدات الغذائية في مناطق النزاع حول العالم، مشيرة إلى أن نقص الغذاء تفاقم في ثماني دول تشهد حروبا ونزاعات.وأوضح التقرير -الذي صدر الاثنين عن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو)- أن نحو 56 مليون شخص في ثمانٍ من مناطق النزاع حول العالم يحتاجون إلى مساعدات غذائية ومساعدات عيش عاجلة.وأشار التقرير إلى أن الحالة تفاقمت في أفغانستان وأفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية وجنوب السودان واليمن أواخر العام الماضي بسبب الصراع، في حين شهدت الصومال وسوريا وحوض بحيرة تشاد وضعا أفضل بسبب تحسن الجانب الأمني.وشدد التقرير على أن الوضع بالأماكن الثمانية في العالم التي يوجد فيها أكبر عدد من الأشخاص الذين يحتاجون إلى دعم غذائي طارئ يظهر أن الصلة بين الصراع والجوع لا تزال قائمة ومستمرة.كما بيّن أن العنف ضد العاملين بالمجال الإنساني في طريقه للازدياد، وأنه أحيانا يجبر المنظمات على تعليق العمليات الإنسانية، مشيرا إلى أن عمال الإغاثة والمرافق بالبلدان الثمانية التي يشملها التقرير تعرضوا لهجمات خلال 2018.ولفت التقرير إلى أن اليمن يشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم، كما قال إنه في النصف الثاني من 2018 كان بالكونغو الديمقراطية ثاني أعلى عدد (13 مليونا) من الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد نتيجة النزاعات المسلحة.كما تتصدر معاناة اليمنيين تقارير منظمات الأمم المتحدة وعناوين وسائل الإعلام الدولية، مع دخول البلاد العام الخامس من الحرب التي تدور رحاها بين التحالف السعودي الإماراتي والمليشيات الحوثية.وفي ظل الدعوات المتلاحقة لإيقاف النزاع ومحاولات التهدئة في مدينة الحديدة التي يمثل ميناؤها شريان الحياة للبلاد، أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك عن الحاجة لتوفير أربعة مليارات دولار أميركي خلال 2019، من أجل توفير المساعدات الإنسانية والتخفيف من معاناة اليمنيين الذين تقتلهم المجاعة إلى جانب الحرب والأوبئة التي تفتك بهم.تقارير الأمم المتحدة تتحدث عن أن 75% من اليمنيين بحاجة للمساعدات والإغاثة للبقاء على قيد الحياةوتصف حنان البدوي مسؤولة الإعلام والاتصال بمكتب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، العام المنصرم 2018 بـ"الفترة السيئة على اليمنيين وما لحق بهم من معاناة إنسانية".لكنها قالت -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- إن هناك أملا بالانفراج خلال العام الجديد 2019 "في حال تم تنفيذ اتفاق السويد، وخصوصا ما يتعلق باتفاق الحديدة ومينائها الذي يعد الشريان الرئيسي لنقل المساعدات وكذلك واردات الغذاء إلى عموم اليمن".والأمر ذاته كان قد أكد عليه المبعوث الخاص لليمن مارتن غريفيث، حيث قال إنه يأمل في أن يكون 2018 "آخر سنوات الصراع"، ووصف حال اليمنيين فيه بـ"المروعة".لكن هذا التفاؤل لا ينعكس على توقعات مراقبين ومحللين يعتقدون أن المستقبل لا يزال قاتما أمام اليمنيين، ورأى هؤلاء -في تصريحات للجزيرة نت- أن هنالك الكثير من العقبات التي لا تزال تواجه اليمنيين، من أجل استعادة دولتهم وتحقيق الاستقرار الاقتصادي وإنهاء المعاناة الإنسانية التي ترحل معهم للعام الخامس على التوالي. وفي ذات الوقت الذي تشير فيه توقعات الأمم المتحدة إلى ارتفاع أعداد المحتاجين لمساعدات إنسانية خلال 2019 لتصل إلى نحو 24 مليون يمني يشكلون نحو 75% من عدد السكان، يحذر برنامج الأغذية العالمي من خطر تحول اليمن إلى بلد "للأشباح الحية" خلال الفترة القادمة في حال لم يتوقف القتال الدائر منذ أربعة أعوام. ولعل أبرز الأسباب التي تثير مخاوف اليمنيين من استمرار أزماتهم الإنسانية خلال العام الجديد وفقا لتقارير دولية، هو استمرار الحصار الذي يفرضه التحالف السعودي الإماراتي على البلاد، واتخاذه تدابير متشددة فيما يتعلق باستيراد السلع الأساسية وتحكمه بالمنافذ الحيوية للبلاد كالموانئ وحتى المطارات، إضافة لانقطاع مرتبات ما يقرب من مليون موظف يمني وهو ما يهدد بمفاقمة الأعباء عليهم ويدفعهم إلى بئر الفقر.وبناء على معطيات الأمم المتحدة وأرقامها حتى نهاية 2018، فإن نصف سكان اليمن -حوالي 14 مليونا- لا يزالون يواجهون خطر المجاعة، كما أن هناك ثمانية ملايين لا يعرفون من أين يمكنهم الحصول على وجبتهم التالية، فيما بات ثلاثة أرباع السكان -أكثر من 22 مليونا- بحاجة للمساعدات الإنسانية، من بينهم أكثر من 11 مليونا يصنفون باعتبارهم في "حاجة ماسة" للمساعدة للبقاء على قيد الحياة.وليست المجاعة وحدها ما يهدد حياة اليمنيين الذين كشفت تقارير دولية أن أعدادا منهم باتت تأكل أوراق الشجر، حيث تضاعفت أعداد المصابين بالأمراض والأوبئة يوما بعد آخر نتيجة استمرار الحرب وارتفاع أعداد النازحين الذين يقدرون بأكثر من ثلاثة مليين يمني مع الدخول إلى عام 2019.وشهد العام المنصرم انتشارا كبيرا للكوليرا في اليمن صنف باعتباره الأسوأ في التاريخ، إضافة إلى الدفتيريا والحصبة والجدري وحمى الضنك والإنفلونزا وغيرها من الأمراض التي انتشرت خلال فترات الحرب.وتحذر منظمات الأمم المتحدة من توسع رقعة انتشار هذه الأمراض والأوبئة خلال العام الجديد، وازدياد ضحاياها في ظل انهيار الوضع الصحي في البلاد وتدهور الوضع المعيشي وانعدام الأمن الغذائي.ومن بين أبرز الأسباب التي تجعل المزيد من اليمنيين عرضة لتلك الأوبئة والأمراض، هو تجمع المصابين في أماكن محددة يعيش فيها أغلب الفارين من جحيم الحرب في مخيمات مؤقتة للنازحين، وذلك وفقا لتقارير اللجنة الدولية للصليب الأحمر.كما يقيم مئات الآلاف من هؤلاء مع عائلات مضيفة أو في مساكن عامة، وبالتالي يكون انتقال الأوبئة المعدية أكثر سرعة وانتشارا.ووفقا للتقارير الأممية، فإن عدد المصابين بالكوليرا في اليمن تجاوز المليون، فيما وصل عدد الوفيات بسببها إلى 2227 منذ أبريل/نيسان 2017 حتى نهاية 2018.أما الدفتيريا، فقد بلغ عدد المصابين بها -وفقا لمنظمة الصحة العالمية- نحو 1300 شخص في البلاد، وهي تفتك بواحد من بين كل عشرة مصابين، وقد تسببت في وفاة سبعين يمنيا خلال الفترة الماضية.ولا تقف حرب الأمراض عند هذا الحد، بل إن مئات الآلاف من اليمنيين يعانون من الإصابة بالفشل الكلوي والسرطان وأمراض القلب، ومعاناة هؤلاء في ظل الحرب تزداد ولا سيما أن أغلبهم لا يجدون فرصة السفر للعلاج في الخارج،!!
www.deyaralnagab.com
|