صنعاء.. اليمن :مدير برنامج الغذاء العالمي: جائزة نوبل لن تمحو عار تجويع أطفال اليمن!!
10.12.2020
قال ديفيد بيزلي مدير برنامج الغذاء العالمي الذي منحت منظمته هذا العام جائزة نوبل للسلام إن التكريم الذي منح لمنظمته بسبب توفيره الطعام للعالم لن يمحو عار تجويع أطفال اليمن.وفي مقال نشره بصحيفة “الغارديان” قال فيه: “فعلت الأمور المعتادة قبل حفلة تقديم الجائزة، وبعد مشاورة على مستوى عال، لدي على ما اعتقد البدلة وربطة العنق المناسبة، وورقة مطوية بعناية في جيبي وفيها قائمة طويلة من الأسماء لشكرهم، وعدد كبير منهم يستحق الثناء والمديح أكثر مني وأنا مستعد”.وأضاف بيزلي “لم أكن أتخيل أن تضعني الحياة أمام هذه اللحظة، وأنا الذي نشأت في بلدة صغيرة بساوث كارولينا، وتسمح لي أن أكون جزءا مغامرة وجدتها في برنامج الغذاء العالمي”. ويقول “أشعر بالفخر اليوم ولكن بحس من الخجل الذي لا أستطيع على ما يبدو التخلص منه، فهناك فشل في الإنتصار. فنحن نستمتع بلحظتنا الإعلامية فيما يحتدم الجوع في كل مكان”.ومضى قائلا “أعرف أن برنامج الغذاء العالمي وهو يحصل على هذه الجائزة المروقة، سيكون في قرية يمنية بلا اسم طفل يشبه الهيكل العظمي يقف على حافة الموت، مربوط بأنبوب تغذية. ولقد شاهدتم، بدون شك صور هؤلاء الأطفال العابرة على شاشات التلفزة لديكم. ودعوني أقول لكم أن هذه الصور لا تقترب من الحقيقة”.وعلق قائلا “لقد قابلت هؤلاء الأطفال اليمنيين الضعاف، ومعظمهم في عيادات حارة ومغبرة ويحوم فيها الذباب. وجلست الأمهات اللاتي تعبن من كش الذباب عن أبنائهن بصمت إلى جانبهم. وعندما تدخل الغرفة يصلين على أمل أنك المعجزة الغربية التي جاءت لإنقاذ أطفالهن. وتعرف أنك لست المقصود ولن تكون مرتاحا” و”في بعض الأحيان يمسك طفل يدك او أصبعك، وتريد فعلا أن يحدث هذا. وفي الوقت نفسه ولأنك تخشى ألا يعطي انبوب التغذية مفعوله، تجد من الصعوبة التحكم بمشاعرك، ولكنك لا تريد أن ترى أم الطفل دموعك”.ويقول إن “برنامج الغذاء العالمي يعكس أفضل ما في الإنسانية وأسوأ ما فيها. فهو موجود لأن الكثيرين منا يهتمون وهو موجود لأن الكثير منا لا يهتمون. وللأسف، فمعظم الجوع اليوم هو جرح من صنع أيدينا. فما بين 6 من 10 أطفال يعيشون في بلاد تعاني حروبا مع نفسها، وأكثر من 400 مليون طفل”.ويرى بيزلي أن العالم يخسر الحرب مع الجوع وأكثر من أي وقت مضى “ونحن نخسرها في اليمن، ففي الأسبوع الماضي أصدر برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الطفولة (يونسيف) ومنظمة الغذاء والزراعة نداء آخر لليمن بعد تفاقم الأزمة من جديد “كم كان عدد الذين استجابوا؟ لم أعد قادرا على العد، ففي وسط الرعب ووباء كوفيد، فمن الصعوبة الحصول على انتباه أحد”.ويقول بيزلي إنه أصيب بكوفيد-19 ويعرف كم أصبح المرض انشغال الجميع بل وهوسا للكثيرين. ونحن في أوقات صعبة أكثر من فترة شاهدناها في حياتنا “لكن هناك ملايين الجوعى من الأطفال في اليمن وغيرهم. وفي العام الماضي قتل الجوع وسوء التغذية أكر مما قتل كوفيد-19، 300 مليون طفلا”.وأضاف أن “الجوع في اليمن معقد، فالقتال محتدم وتتراجع ثقة المانحين، في وقت ارتفعت فيه أسعار الطعام بنسبة 140%، وهناك مشكلة سيولة في اليمن في وقت انهار فيه الريال اليمني. وهي ضربة قوية لبلد يستورد نسبة 80% من مواده الغذائية. والملايين من السكان ليس لديهم الأمن الغذائي وبعضهم يعيش ظروف المجاعة” و”ببساطة فهو بلد في فوضى”. و”لكننا أعدنا اليمن من الهاوية قبل ذلك، فكرئيسة مقبلة لمجموعة الدول السبع يمكن أن تساعد بريطانيا بتركيز انتباه المانحين.. وساعدت بريطانيا هذا العام بـ565 مليون جنيه استرليني بحيث زادت من تحويل الأموال إلى مليون يمني. والتعامل مع السياسة المرة في اليمن هي امتحان لنا. لكن لو صممنا فسننجح مرة ثانية”.وتابع “وفي زمن كوفيد-19 لا يمكننا تجاهل الجوع وتركه يتراجع إلى خلفية الأحداث. وحلمي اليوم هو أن تختفي كل أنابيب التغذية في اليمن ويعود هؤلاء الأطفال الصغار والبسمة تعلو على وجوهم وعلى أذرع أمهاتهم”. و”ما يجري في اليمن هو عار ونحن نشترك فيه وعلينا وقفه معا”.
www.deyaralnagab.com
|