أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الأربعاء، من البيت الأبيض، يوم 20 يناير “يوما وطنيا للوحدة”.ووصل الرئيس الجديد إلى البيت الأبيض مع عائلته بعد مرور ساعات قليلة على أدائه القسم الدستوري.وتقدمت سيارة ليموزين تقلّه خلف فرقة استعراضية ووسط موكب عسكري، باتجاه أطراف المقر الرئاسي في العاصمة واشنطن التي تحوّلت خلال النهار إلى ما يشبه ثكنة عسكرية.واجتاز الرئيس الديمقراطي الأمتار الأخيرة سيراً على الأقدام محاطاً بزوجته جيل وبقية عائلته.وخلال توجّهه إلى المقرّ الرئاسي صرّح بايدن لشبكة “ان.بي.سي” الإخبارية الأمريكية “أشعر وكأنني ذاهب إلى منزلي”.وبعيد وصوله، وصلت نائبته كامالا هاريس، وهي أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة تتولى المنصب.وبدلاً من التوجّه رأساً إلى البيت الأبيض، زار بايدن وهاريس مقبرة أرلينغتون التي تضم رفات جنود أمريكيين قتلوا في الحرب، وقد رافقهما في هذه الزيارة الرؤساء الأسبقون باراك أوباما وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون.وأدى بايدن، في وقت سابق من الأربعاء، اليمين الدستورية أمام رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، ليصبح رسميا الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة، خلفا للجمهوري دونالد ترامب.وقال بايدن، عقب أدائه اليمين الدستورية، إن فوزه بالانتخابات ليس انتصارا لمرشح وإنما انتصار للديمقراطية الأمريكية، مضيفا أنه يتعين فعل المزيد لمداواة جراح هذه الأمة.وأضاف في خطاب تنصيبه “في هذه الساعة أصدقائي، الديمقراطية سادت.. اليوم نحتفل بالنصر، ليس نصر مرشح وإنما انتصار قضية. قضية الديمقراطية”.ودعا بايدن إلى “الوحدة”، متعهداً بإلحاق الهزيمة بنزعة الاعتقاد بتفوّق العرق الأبيض وبـ”الإرهاب الداخلي”. وأشاد بيوم “أمل” و”انتصار للديمقراطية”، فيما سلم بصحة احتجاجات الصيف الماضي ضد العنصرية ووحشية الشرطة.وقال: “حلم العدالة للجميع لن يتأجل بعد الآن”. وأضاف: “يمكننا أن نفعل أمورا عظيمة عن طريق الوحدة “.واستنكر بايدن أولئك الذين قد يستخدمون الأكاذيب للحصول على السلطة، حيث تعهد بأن يكون رئيسا لجميع المواطنين، مع حكم قائم على الحقائق والحقيقة. وقال “هناك حقيقة وهناك أكاذيب. أكاذيب من أجل السلطة والربح”.وقال بايدن “لا يزال بإمكاننا الاختلاف”، مشيرا إلى أن “هذه هي الديمقراطية”.واختتم الرئيس الأمريكي خطابه بالتركيز على رسالة الوحدة والتعاطف والديمقراطية والتغلب على التحديات.وقال “معا سنكتب قصة أمريكية عن الأمل وليس الخوف، عن الوحدة وليس الانقسام، عن النور وليس الظلام. قصة كرامة وحب وعظمة وخير”.وتعهد بايدن بالحكم للصالح العام وليس السلطة الشخصية.وحث الشعب الأمريكي على التوحد في مكافحة جائحة فيروس كورونا، قائلا إنه يجب على البلاد تنحية السياسة جانبا.وقال “في العمل الذي ينتظر أمامنا سنحتاج إلى بعضنا البعض. نحن بحاجة إلى كل قوتنا للمثابرة خلال هذا الشتاء المظلم”.وتابع “أعدكم بهذا ، كما يقول الكتاب المقدس:” قد يدوم البكاء ليلة، ولكن الفرح يأتي في الصباح “.وأضاف “سنتجاوز هذه الأزمة معا”.!!