صنعاء..اليمن :حراك دبلوماسي دولي لوقف الحرب المستعرة في اليمن!!
12.02.2021
تُجرى تحركات دبلوماسية مكثفة في المنطقة لوقف الحرب المستعرة في اليمن منذ ستة أعوام، وذلك بالتوازي مع تصاعد حدة الأعمال العسكرية في هذا البلد العربي المضطرب.وأجرى المبعوث الأمريكي إلى اليمن المعين حديثا تيموثي ليندر كينج، والمبعوث الأممي مارتن غريفيث، لقاءات مكثفة بشأن الأزمة اليمنية.والتقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اليوم الخميس، في الرياض بالمبعوث الأمريكي، وأكد على دعمه وتذليل مهامه الرامية إلى تحقيق السلام، بحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي تديرها الحكومة.وقال هادي خلال اللقاء "نشعر أن الإدارة الأمريكية الجديدة أكثر خبرة باليمن وشؤونه من خلال إشرافهم على التدوير السلمي للسلطة في اليمن".وأكد هادي على "مكانة ودعم الولايات المتحدة الأمريكية لليمن لتجاوز تحدياته وإنجاح تنفيذ بنود اتفاق الرياض بجوانبه المختلفة كوحدة متكاملة توحد الجهود لمواجهة المليشيات الحوثية الانقلابية".من جانبه، أكد المبعوث الأمريكي "دعم الولايات المتحدة للحكومة الشرعية وكذلك الحلفاء في المملكة العربية السعودية تجاه الاعتداءات" من قبل الحوثيين، بحسب الوكالة.وقال ليندر كينج "نعمل على إحلال السلام للتوصل إلى اتفاق دائم لإيقاف الحرب بالتعاون مع شركائنا جميعا، بما يحفظ وحدة اليمن وأمنه واستقراره وبالتعاون مع جهود المبعوث الأممي إلى اليمن"، داعيا جميع الداعمين إلى بذل مزيدا من الدعم المادي والإغاثي للشعب اليمني لتلبية متطلبات والتزامات الحكومة.وأشار المبعوث الأمريكي إلى "إمكانية عقد مؤتمر للمانحين يُنظم في هذا الصدد".وكان المبعوث الأمريكي قد بحث الأربعاء مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الوضع في اليمن.وأعلنت وزارة الخارجية السعودية في بيان أن الجانبين بحثا "الجهود المشتركة لدعم سبل الوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية".وفي السياق، ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن وزيري الخارجية السعودي والأمريكي أنتوني بلينكن، بحثا خلال اتصال هاتفي اليوم جهود التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة في اليمن، وذلك غداة هجوم للحوثيين على مطار أبها السعودي.
وتابعت أن الوزيرين أكدا "ضرورة وقف هذه الأعمال العدوانية ودعم جهود التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة في اليمن".وعلى صعيد التحركات الدبلوماسية الدولية أيضا، عقد المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، عدة لقاءات في الرياض بشأن الأزمة اليمنية.والتقى غريفيث بكل من نائب وزير الدفاع السعودي، ووزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، بالإضافة إلى المبعوث الأمريكي، ومسؤولين آخرين، بحسب بيان أصدره مكتب المبعوث الأممي في ختام زيارة للسعودية.وذكر البيان أن "المبعوث الخاص ناقش في اجتماعاته آخر التطورات، بما فيها الأعمال العدائية، التي استهدفت مأرب وآفاق استئناف عملية سياسية شاملة للجميع".وأكد غريفيث "أن هناك فرصة فريدة من نوعها تتمثل بوجود زخم دولي داعم لتسوية سياسية للنزاع للوصول إلى سلام مستدام في اليمن يلبي تطلعات الشعب اليمني".واستدرك قائلا : "لكننا نشهد ارتفاعا في وتيرة الأعمال العدائية العسكرية، واستمراراً للمخاطر التي تهدد حياة اليمنيين واليمنيات من نساء ورجال وأطفال. ويجب أن يتوقف كل ذلك".وأكد المبعوث الأممي استمراره في "العمل بإصرار متجدد مع الأطراف والجهات الفاعلة الإقليمية والدولية لإنهاء الأعمال العدائية ورفع وطأة المعاناة الإنسانية والتوصل إلى تسوية سلمية لإنهاء النزاع في اليمن".وقبل خمسة أيام، قام المبعوث الأممي بزيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين الإيرانيين بشأن الوضع في اليمن.من جانبه، أكد وزير الخارجية اليمني في بيان أنه التقى المبعوث الأمريكي لليمن، وأعرب عن ترحيب الحكومة بالتزام الحكومة الأمريكية بإنهاء الحرب.وأشار إلى أن "الحوثيين قاموا بالرد على هذا الترحيب بإطلاق صواريخ وقتل المدنيين بمأرب والهجوم على المملكة".وجدد وزير الخارجية اليمني التأكيد على كامل الدعم والعمل عن قرب مع المبعوث الخاص للولايات المتحدة الأمريكية للوصول لحل كامل ودائم للسلام في اليمن.في المقابل، اعتبرت جماعة الحوثي أن المواقف الدولية الداعية لوقف الحرب "إيجابية".وقال المتحدث باسم الجماعة محمد عبدالسلام، في بيان "نعتبر المواقف الداعية لوقف الحرب ورفع الحصار بشكل كامل وحظر بيع الأسلحة لدول العدوان وإنهاء التواجد الأجنبي من اليمن مواقف إيجابية وداعمة للحل السياسي في البلاد".ومطلع الشهر الجاري، عين الرئيس الأمريكي جو بايدن، الدبلوماسي ليندركينج مبعوثا خاصا إلى اليمن، وأعلن وقف دعم بلاده للحرب في هذا البلد العربي المضطرب، وهو ما قوبل بترحيب حكومي يمني سعودي.وتعهد بايدن بأن تعزز بلاده الدبلوماسية، وتدعم مبادرة الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن.ورغم هذه التحركات الدبلوماسية، صعد الحوثيون بشكل كبير من عملياتهم العسكرية، خاصة في محافظة مأرب النفطية.وقال مصدر عسكري يمني مساء اليوم لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المعارك العنيفة، التي تجددت مطلع الأسبوع الجاري في مناطق واسعة من محافظة مأرب لاتزال مستمرة وبشكل متصاعد.وتتركز أشرس المعارك في مناطق عدة بعد قاعدة "كوفل" العسكرية، التي سيطرت عليها جماعة الحوثي أمس الأربعاء، والواقعة في مديرية صرواح غربي محافظة مأرب، بحسب المصدر.وأوضح أن الحوثيين كثفوا هجماتهم على منطقة "نقطة الشرطة العسكرية"، وهي منطقة تقع على بعد أقل من خمسة كيلومترات من منطقة "التبة الحمراء" الاستراتيجية، والتي تطل مباشرة على مدينة مأرب، عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته.وأشار المصدر إلى أن المعارك تدور أيضا بالقرب من مخيم "الزور" للنازحين، الذي يضم مئات الأسر النازحة.وفي وقت سابق اليوم، قال مدير إدارة المخيمات في الوحدة التنفيذية بمحافظة مأرب خالد الشجني، ((شينخوا)) إنه تم تسجيل نزوح أكثر من 400 أسرة خلال الأيام الثلاثة الماضية، بما فيها من مخيم "الزور".وتابع أن عشرات الأسر غير القادرة على التحرك والنزوح مجددا من المخيمات في صرواح تواجه مخاطر حقيقية، وبعض الأسر أصبحت عالقة في مناطق المواجهات.وناشد الشجني المنظمات الإنسانية الدولية الضغط على الحوثيين لوقف استهداف مخيمات النزوح وتعريض حياة الآلاف للخطر.وتشير تقديرات إلى أن مليوني نازح يعيشون في مأرب، وهي المحافظة التي تضم أكبر حقول النفط والغاز في اليمن، وتتخذها القوات الحكومية مقرا لعملياتها العسكرية ضد الجماعة منذ ست سنوات في اليمن.!!
www.deyaralnagab.com
|