بغداد..العراق: محرقة في بغداد: عشرات القتلى والمصابين بحريق في مشفى لمرضى كورونا!!
26.04.2021
دخل العراق أمس الأحد في حدادٍ رسمي مدة ثلاثة أيام، على الضحايا الذين سقطوا إثر حريقٍ في مستشفى للعزل الصحي للمصابين بفيروس كورونا في العاصمة العراقية بغداد، خلّف نحو 200 شخص بين قتيلٍ ومصاب، نتيجة انفجار اسطوانة لغاز الأوكسجين، سرعان ما امتدت نيرانه لتشمل طابقاً بالكامل.ووثّقت كاميرات المراقبة في ساعة متأخرة من ليلة السبت/ الأحد، في مستشفى ابن الخطيب، جنوبي شرق العاصمة، المخصصة لعزل المصابين بفيروس كورونا، لحظة انفجار اسطوانة الغاز في إحدى الردهات المخصصة للإنعاش الرئوي (الطابق الثاني) في البناية المكونة من 3 طوابق، ومحاولة المراجعين إخماد ألسنة اللهب قبل أن تمتد وتخرج عن السيطرة.وبلغت أعداد الضحايا الذين سقطوا جراء الحادث 82 قتيلاً و110 جرحى بإصابات مختلفة، وفقاً لوزارة الداخلية، التي رجّحت ارتفاع أعداد الوفيات نظراً لوجود حالات إصابة متفاوتة، خاصة وأن أغلب الإصابات كان حروقاً والقفز من مكان مرتفع.وانتقدت الوزارة وجود مؤسسات “تفتقر لأبسط مقوّمات السلامة”. وحسب مديرية الدفاع المدني فإن “أكثر الضحايا انقطع عنهم الأوكسجين بسبب نقلهم من ردهات المستشفى أثناء عمليات الإخلاء والإنقاذ، وكذلك استنشاق البعض منهم نواتج الحريق”.ومع انتشار الحريق سارع الأقارب لإنقاذ ذويهم، فيما قفز آخرون للنجاة بأنفسهم.وقال أحمد زكي لـ رويترز” “حملت شقيقي إلى الشارع قرب نقطة التفتيش. ثم عدت وصعدت إلى الطابق الأخير الذي لم يحترق. وجدت فتاة تختنق، عمرها حوالى 19 عاما، كانت تختنق وعلى وشك أن تموت”.وتابع “وضعتها على كتفي وعدوت. كان الناس يقفزون، وسقط أطباء على العربات. وكان الجميع يقفزون، وظللت أصعد وأجلب الناس وأنزل ثانية”.وأوضح طبيب من مستشفى ابن الخطيب لوكالة “فرانس برس” أنه “لا وجود لمخرج طوارئ في وحدة العناية المركزة لمرضى كورونا، ولا نظام لمكافحة الحرائق” . ويتوافق تصريح الطبيب مع خلاصات تقرير حكومي صدر في 2017 حول القطاع الصحي، وقد جرى إهماله.وأكد الطبيب أنّ “سوء الإدارة هو الذي قتل الناس”. وقال “يتجوّل مسؤولون صحيون وهم يدخنون في المستشفى حيث تخزّن أسطوانات الأوكسجين”، مضيفاً: “حتى في غرف العناية المركزة غالبا ما يكون هناك قريبان أو ثلاثة جالسين قرب المريض”.وتروي ممرضة في مستشفى آخر في العاصمة أنّه “عندما تتعطل معدات في المستشفى يطلب إلينا المدير بألا نبلغ عن الأمر”. وتابعت “يقول إنّ ذلك يعكس صورة سيئة عن المؤسسة، لكن في الحقيقة ليست هناك معدات تعمل لدينا”.وقال: “الحادث هو مسّ بالأمن القومي العراقي، وهو نكسة بكل ما للكلمة من معنى، ويجب أن لا نترك مثل هذه الأحداث تمر مرور الكرام. مثل هذا الحادث دليل على وجود تقصير، لهذا وجهت بفتح تحقيق فوري والتحفظ على مدير المستشفى ومدير الأمن والصيانة وكل المعنيين إلى حين التوصل إلى المقصرين ومحاسبتهم”.وتابع: “الإهمال بمثل هذه الأمور ليس مجرد خطأ، بل جريمة يجب أن يتحمل مسؤوليتها جميع المقصرين”.وطلب الكاظمي بكشف “نتائج التحقيق في حادثة المستشفى خلال 24 ساعة ومحاسبة المقصر مهما كان”، فيما وجه بإعلان “الحداد على أرواح شهداء الحادث الأليم”.وطالبت المفوضية العليا لحقوق الانسان (خاضعة لرقابة البرلمان)، الكاظمي بإقالة التميمي.وحذر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر من أن تكون حادثة حريق مستشفى ابن الخطيب ضمن حوادث ستكون متتالية مع اقتراب موعد الانتخابات العامة البرلمانية المقرر إجراؤها في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.ولاقى حادث حريق مستشفى ابن الخطيب في العاصمة العراقية بغداد ردود أفعال تضامنية مع أسر القتلى والمصابين، وسط دعوات للحكومة الاتحادية باتخاذ تدابير حماية أقوى لضمان عدم تكرار مثل هذه الكارثة.وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عرضت المساعدة على المسؤولين العراقيين في أعقاب الحريق.
www.deyaralnagab.com
|