logo
كابول.. افغانستان : مع استمرار فوضى الإجلاء: طالبان تشن هجوما على آخر المناطق الخارجة عن سيطرتها!!
23.08.2021

أعلنت حركة "طالبان"، الأحد، شن هجوم واسع النطاق على وادي بانشير، المنطقة الوحيدة التي لا تزال خارج سيطرتها في أفغانستان، فيما تستمر عمليات الإجلاء الجوي من مطار كابُل في أجواء من الفوضى.وكتبت الحركة في تغريدة على حسابها على تويتر بالعربية "مئات من مجاهدي الإمارة الإسلامية يتوجهون نحو ولاية بانشير للسيطرة عليها، بعد رفض مسؤولي الولاية المحليين تسليمها بشكل سلمي".وكانت قوات حكومية سابقة قد تجمعت في وادي بانشير، المنطقة الجبلية الواقعة شمال كابُل والمعروفة منذ فترة طويلة بأنها معقل لمعارضي طالبان.وأحد قادة هذا التحرك الذي سمي "جبهة المقاومة الوطنية" هو نجل القائد الشهير المناهض لطالبان، أحمد شاه مسعود.وصرح المتحدث باسم الجبهة، علي ميسم نظري، لوكالة "فرانس برس"، أن "جبهة المقاومة الوطنية" مستعدة "لصراع طويل الأمد" لكنها ما زالت تسعى للتفاوض مع طالبان حول حكومة شاملة.وقال نظري إن "شروط اتفاق سلام مع طالبان هي اللامركزية وهو نظام يضمن العدالة الاجتماعية والمساواة والحقوق والحرية للجميع".فيما قال مسعود، في مقابلة تلفزيونية بثت الأحد، إنّ "قوات حكومية قدمت إلى بانشير من عدة ولايات أفغانية".وحذّر من أنه "إذا رفضت طالبان الحوار فلا مفر من الحرب"، مضيفا "طالبان لن تدوم طويلا إذا استمرت في هذا الطريق. نحن مستعدون للدفاع عن أفغانستان ونحذر من إراقة الدماء".في هذا الوقت، حمّلت طالبان، الولايات المتحدة، مسؤولية الفوضى في مطار كابُل، حيث يحاول عشرات الأفغان مغادرة البلاد بأي ثمن بعد أسبوع على سيطرة طالبان على السلطة.من جانبه، أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنه لا يزال يخطط لإنهاء عمليات الإجلاء من أفغانستان بحلول 31 آب/ أغسطس، لكنه ترك الباب مفتوحا أمام تمديد المهلة النهائية إذا لزم الأمر.وفي كلمة تلفزيونية من البيت الأبيض حول الخروج الفوضوي من أفغانستان، قال بايدن إنه "يأمل بأن لا نضطر إلى التمديد"، لكنه أضاف "سنرى ما الذي بإمكاننا فعله" في حال طلب منه ذلك قادة أجانب.وإزاء هذا الوضع، يعقد قادة مجموعة الدول السبع اجتماعا افتراضيا، الثلاثاء المقبل، كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة المجموعة.وقال: "من الأساسي أن تعمل الأسرة الدولية معا لضمان عمليات إجلاء آمنة وتفادي أزمة إنسانية ومساعدة الشعب الأفغاني على حماية مكتسبات السنوات العشرين الأخيرة".وفي كابُل، لا تزال آلاف العائلات المذعورة تواصل مساعيها للفرار من البلاد، رغم أن واشنطن حذرت من تهديدات أمنية لمطار كابُل، فيما اعتبر الاتحاد الأوروبي أنه من "المستحيل" إجلاء كل الأشخاص المهددين من قبل طالبان.ومنذ دخولهم الى كابُل في 15 آب/ أغسطس الجاري، تحاول طالبان إقناع الشعب بأنهت تغيّرت، مؤكدة أن سياستها ستكون أقل تشددا عما كانت عليه حين كانت الحركة تحكم البلاد من 1996 إلى 2001.وقالت وزارة الدفاع البريطانية، الأحد، إن سبعة أشخاص لقوا حتفهم وسط الحشود من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.ووصف صحافي من مجموعة من الإعلاميين والأكاديميين الذين حالفهم الحظ بالوصول إلى المطار في كابُل، الأحد، ليستقل طائرة، مشاهد يائسة لأشخاص يحيطون بحافلة في طريقهم.وقال الصحافي "كانوا يبرزون جوازات سفرهم ويصرخون ‘خذونا معكم (...) رجاء خذونا معكم‘". وأضاف أن "مقاتلا من طالبان كان في الشاحنة أمامنا عمد إلى إطلاق النار في الهواء لإبعادهم".من جانبها، أمرت الولايات المتحدة، الأحد، عدة شركات طيران أميركية كبرى بالمساعدة في عمليات إجلاء عشرات آلاف الأفغان والأجانب من كابُل.وأعلن البنتاغون أن وزير الدفاع، لويد أوستن، قام بتفعيل "أسطول الطيران الاحتياطي المدني" الذي قلما يستخدم من أجل المساعدة في نقل الأشخاص الذين يصلون إلى القواعد الأميركية في الشرق الأوسط.وأقر الرئيس الأميركي، الجمعة، بأن عملية الإجلاء "واحدة من أكبر وأصعب عمليات النقل الجوي في التاريخ".وما زاد من تعقيد الوضع تحذير أطلقته الحكومة الأميركية إلى رعاياها بالابتعاد عن المطار بسبب "تهديدات أمنية".وحددت الولايات المتحدة التي يحاول آلاف من جنودها ضمان أمن المطار، تاريخ 31 آب/ أغسطس موعدا لاستكمال عمليات الإجلاء.لكن هناك عدد يصل إلى 15 ألف أميركي وما بين خمسين وستين ألفا من الحلفاء الأفغان الذين يجب أن تشملهم عمليات الترحيل، حسب إدارة الرئيس جو بايدن.وكان الناطق باسم البنتاغون جون كيربي، قد قال، السبت: "نحن نخوض سباقا ضد الزمان والمكان".ومنذ 14 آب/ أغسطس تم إجلاء حوالى 25,100 شخص من أفغانستان على متن طائرات عسكرية أميركية وأخرى تابعة لدول حليفة، بحسب البيت الأبيض.والأحد، دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى منع تدفق لاجئين قادمين من أفغانستان يمكن أن يختبىء بينهم "مقاتلون متنكرون".وقال بوتين إن "شركاءنا الغربيين يطالبون بإصرار باستقبال اللاجئين في دول آسيا الوسطى إلى أن يحصلوا على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة أو إلى دول أخرى".وأضاف "لكن من قد يكون مختبئا في صفوف هؤلاء اللاجئين، كيف يمكننا أن نعرف؟" معتبرا أن "مئات أو حتى مئات الآلاف أو ملايين" الأشخاص قد يكونون راغبين في الفرار من الأراضي الأفغانية.من جهته، أكد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الأحد، أن بلاده لا يمكنها تحمل مسؤولية دول أخرى بالنسبة إلى الأفغان الذين عملوا في المؤسسات الغربية وينتظرون إجلاءهم بعد سيطرة طالبان على أفغانستان.وقال إردوغان في اتصال هاتفي مع رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، "لقد تلقينا طلبًا لاستضافة موظفين محليين لدى بعثة الاتحاد الأوروبي في أفغانستان. إن الدول الأعضاء لا تفتح أبوابها سوى لجزء ضئيل من الأشخاص الذين خدموها ويواجهون صعوبات. (...) لا يمكن لتركيا تحمل مسؤولية الدول الأخرى"، بحسب بيان الرئاسة التركية.


www.deyaralnagab.com