الخرطوم ..السودان : مقتل 14 سودانياً في صراعات قبلية… وتهديدات بإغلاق ميناء بورتسودان اليوم!!
04.12.2021
كتب ميعاد مبارك..تجددت النزاعات في عدد من المدن والأقاليم السودانية، حيث قتل 5 أشخاص في إقليم دارفور، بينما قتل 9 آخرون في ولاية جنوب كردفان الواقعة في الجنوب، في وقت لا تزال فيه الأوضاع في العاصمة الخرطوم غير مستقرة، في ظل تواصل التظاهرات الرافضة لانقلاب قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، والتحديات التي تواجه تكوين رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، لحكومة كفاءات مستقلة. وبالتزامن، تتواصل تهديدات قادة مجلس نظارات البجا بإغلاق الطرق والموانئ في السودان، ابتداء من اليوم بعد اكتمال المهلة التي حددتها (شهر) للحكومة لتنفيذ عدد من المطالب أبرزها إلغاء «مسار الشرق» في اتفاق السلام الموقع في أكتوبر/ تشرين الأول 2020.وبعد أقل من أسبوع على النزاع الأهلي في منطقة جبل مون، غرب دارفور، الذي راح ضحيته 43 شخصاً، حسب إحصاءات الأمم المتحدة، تجدد النزاع مرة أخرى في ولايتي غرب دارفور وجنوب دارفور، والذي قتل خلاله 5 أشخاص وأصيب 2 في وقت تم الاعتداء جنسيا على 5 نساء، ونزح العشرات.وكانت مجموعات مسلحة قد حاصرت معسكر «مورني» للنازحين القريب من مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، بعد العثور على أحد الرعاة مقتولا يوم الإثنين، على بعد 3 كيلومترات من المعسكر.وقال المتحدث الرسمي باسم تنسيقيات النازحين واللاجئين، أدم رجال، لـ«القدس العربي» إن «قوات ترتدي زي قوات الدعم السريع حاصرت معسكر مورني، في ولاية غرب دارفور، وأجبرت النازحين هناك على دفع قيمة (100) ناقة، ما يعادل (25) مليار جنيه سوداني، تعويضاً عن مقتل شخص على يد مجهولين مساء الإثنين في منطقة قريبة من المعسكر».وحسب رجال «قام النازحون بدفع المبلغ نقداً تحت تهديد المجموعات المسلحة باقتحام المعسكر».وتجددت بعدها الاعتداءات، حيث اعتدت المجموعة المسلحة نفسها على أحد النازحين في حي سلما القريب من معسكر «مورني» فأصيب في رأسه، وتم نقله إلى مستشفى الجنينة لتلقي العلاج، موضحا أن وضعه خطير للغاية.وفي اليوم نفسه، اعتدت مجموعات مسلحة جنسياً على (5) نساء وقامت بنهب عدد من المواشي والممتلكات الخاصة بالنازحين جنوب وشرق منطقة «مورني» وفقاً لرجال.وفي المساء هاجمت الميليشيات نفسها مزارع في منطقة أرو، التي تقع جنوب مورني، وأطلقوا الرصاص الحي على المزارعين في المنطقة، مما أدى إلى إصابة نازح يبلغ من العمر 50 عاماً، تم نقله إلى مستشفى الجنينة لتلقي العلاج، بجانب نهب عدد من المواشي وممتلكات المواطنين، حسب المتحدث الرسمي باسم تنسيقيات النازحين واللاجئين.واتهم رجال المجموعات المسلحة بقتل 4 نازحين في منطقة «عمار جديد» في محلية مرشنج في ولاية جنوب دارفور، ثلاثة منهم مساء الأربعاء، في الطريق الرابط بين منطقتي منواشي وعمار جديد، بالقرب من الميناء البري وقيادة الجيش الحكومي في منواشي، تم نقلهم إلى مشرحة مستشفى نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، أما الرابع فقتل في منطقة أبو حمرة القريبة من منواشي.ووفق رجال، فإن الذين قتلوا النازحين كانوا يرتدون الزي الرسمي لقوات الدعم السريع، موضحا أن «سبب المشكلة يعود إلى أن بعض الرعاة أدخلوا مواشيهم في مزارع النازحين والمواطنين في مناطق عمار جديد وأبو حمرة، وقام النازحون الأربعاء الذين تم قتلهم، بتسليم المواشي إلى إدارة زريبة منواشي، ليقوم الرعاة باقتحام مركز الشرطة هناك وأخذ مواشيهم بالقوة، ثم بحثوا عن المزارعين الأربعة وقتلوهم بإطلاق الرصاص الحي على رؤوسهم».وشدد رجال على أن «الوضع الأمني في إقليم دارفور في غاية الخطورة، خاصة منطقة عمار جديد في محلية مرشنج في ولاية جنوب دارفور» مؤكدا أن «يمكن أن ينفجر في أي لحظة، في ظل استمرار الانتهاكات، وغياب مؤسسات الدولة «.ووصف اتفاق السلام بـ«اتفاق المحاصصات، وتقاسم السلطة» مطالبا مجلس الأمن الدولي بـ«مراجعة قراره بخصوص إنهاء مهام بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي يوناميد».وشدد على أن «الوضع في دارفور أصبح كالجحيم في ظل تحكم الميليشيات والأسر والبيوتات بالإقليم».وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدر في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قرارا بإنهاء مهام «بعثة يوناميد» في إقليم دارفور بعد 13 عاما من تأسيس عملياتها في المنطقة.وشهد إقليم دارفور حرباً استمرت قرابة عشرين عاما، انتهت بتوقيع الحكومة السودانية اتفاق سلام في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، مع حركات مسلحة وتنظيمات معارضة بعضها من دارفور.وشمل اتفاق السلام خمسة مسارات للتفاوض هي دارفور والنيل الأزرق والشمال والوسط والشرق.ويبدو أن النزاع القبلي لم يتجدد في دارفور فقط، حيث قتل حوالى (9) أشخاص في نزاع بين مجموعات قبلية في محلية قدير، في مدينة أبو جبيهة، جنوب كردفان.الصحافي الناشط في قضايا منطقة جنوب كردفان الواقعة جنوب السودان، فيصل سعد قال لـ«القدس العربي» إن «النزاع اندلع مساء الثلاثاء عند سرقة أبقار تخص مواطنين من قبيلة كنانة، والذين قتلوا عند محاولتهم استردادها، لتقوم أسرهم بإحراق 150 من منازل قبيلة الحوازمة غرب جبرونا، يوم الأربعاء».وصباح الخميس، ردّ الحوازمة بدورهم وهاجموا منطقة الرحمانية التي تقع في الوسط بين كنانة والحوازمة، حيث قتل 7 أشخاص من الجانبين ونزحت حوالى 350 اسرة الى داخل مدينة أبو جبيهة، ثم مساء الخميس، تجدد النزاع مرة أخرى في شرق أبو جبيهة، إلا أن القوات المسلحة تدخلت حسب سعد، الذي حمّل الأجهزة الأمنية، وحكومة الولاية والحكومة المركزية مسؤولية ما حدث في أبو جبيهة.وطالب سعد بـ«إجراء تحقيق عادل وتقديم المتورطين للقضاء لإعادة الاستقرار للمنطقة» وحذر «من نذر حرب أهلية قد تنفجر هناك في حال لم يتم التعامل بشكل جاد مع ما يحدث من قبل الحكومة».وينظم عدد من الناشطين في منطقة جنوب كردفان وقفة احتجاجية اليوم السبت أمام مباني رئاسة مجلس الوزراء، للتنديد بما يحدث من إهمال للأوضاع في جنوب كردفان في ظل انغلاق الحكومة على الصراعات في المركز، خاصة بعد انقلاب قائد الجيش، على حد قوله.وكان البرهان قد نفذ في الخامس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول، انقلابا عسكريا أطاح عبره بالحكومة الانتقالية التي يتشاركها المدنيون والعسكريون منذ أغسطس/آب 2019.وبعد أربعة أسابيع على وضعه في الاقامة الجبرية، وقّع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك «إعلانا سياسيا» مع قائد الجيش، في الحادي والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني، عاد بموجبه رئيسا للوزراء، ولكن دون مكونات حكومته من قوى «الحرية والتغيير».وفي وقت تتواصل التظاهرات الرافضة لانقلاب الجيش ولاتفاق (حمدوك ـ البرهان) لم يقم رئيس الوزراء باختيار وزراء حكومته الجديدة رغم مضي حوالى أسبوعين على عودته رئيسا للوزراء.ووصل عدد ضحايا الاحتجاجات منذ انقلاب البرهان، إلى 43 شخصًا، حسب ما أعلنت لجنة أطباء السودان، الثلاثاء.وأمس الجمعة، أدى مئات السودانيين بعد إقامة صلاة الجمعة، في مدينة أمدرمان غربي العاصمة الخرطوم، صلاة الغائب على أرواح ضحايا الاحتجاجات.وأقيمت صلاة الغائب في مسجد الإمام عبد الرحمن، وفق بيان مقتضب لحزب المؤتمر السوداني (ضمن أحزاب الائتلاف الحاكم) نشره عبر حسابه على فيسبوك.ونشر الحزب صورًا أوضح أنها « لأداء صلاة الغائب على الشهداء الذين ارتقوا برصاص قوى الانقلاب العسكري عقب صلاة الجمعة 3 ديسمبر/ كانون الأول، في مسجد الإمام عبد الرحمن في العاصمة الخرطوم».ورغم الرفض الشعبي لاتفاق حمدوك ـ البرهان، لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ناشد السودانيين تغليب «الحس السليم» وقبول الاتفاق.وحذر المتظاهرين الذين يطالبون بحكم مدني، من تداعيات خطيرة إن استمروا في «التشكيك في هذا الحل».ما استدعى موقفا أمس من «تجمع المهنيين السودانيين» الذي قال في بيان: «تداولت وكالات الأنباء عن الأمين العام للأمم المتحدة، تصريحات مرفوضة بشأن الاتفاق السياسي بين البرهان وحمدوك، يدعو فيها السودانيين لقبول هذا الاتفاق وما ترتب عليه، ومحذرا من عواقب مواصلة مقاومته».وتابع: «وهو (التصريح) ما يعتبر تجاوزا من غوتيريش لإرادة الشعب السوداني الرافض للاتفاق المذكور وما سبقه، كما أنه يملي على السودانيين ما يجب أن يفعلوه من موقع وصاية وليس لديه ما يؤهله».وزاد: «إن ترديد غوتيريش لتهديدات الانقلابيين للشعب السوداني بعواقب وخيمة إن استمر في مقاومتهم واتفاقهم البائس مع حمدوك، هو سقطة أخلاقية وسياسية».وأكمل: «كان حريا بأمين المنظمة الدولية ألا يقع فيها، كونها تبريرا لعنف الانقلابيين الموجّه ضد شعبنا في التعبير السلمي عن تطلعاته».في السياق ذاته، دعا رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لمساعدة الانتقال في السودان (يونيتامس) فولكر بيرتس، ممثلي «لجان المقاومة» لعقد اجتماع مشترك لمعرفة آرائهم حول آخر التطورات في البلاد.وتكونت «لجان المقاومة» في المدن والقرى، عقب اندلاع احتجاجات 19 ديسمبر/كانون الأول 2018 وكان لها الدور الأكبر في إدارة المظاهرات في الأحياء والمدن حتى عزلت قيادة الجيش الرئيس آنذاك عمر البشير، في 11 أبريل/نيسان 2019. وذكر بيان صادر عن البعثة الأممية «يود الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، فولكر بيرتس، عقد اجتماع مع ممثلي لجان المقاومة لمعرفة آرائهم حول آخر التطورات».وأضاف «من المقرر عقد الاجتماع يوم الأحد 5 ديسمبر/ كانون الأول الساعة الثالثة والنصف مساء (بالتوقيت المحلي) في مكتب اليونيتامس».وفي الأثناء، تلوح نذر إغلاق جديد لميناء «بورتسودان» عاصمة ولاية البحر الأحمر، شرق السودان، في وقت اندلعت خلافات بين القبائل والمجموعات السكنية شرق السودان، بخصوص إغلاق الميناء مجددا خلال الأيام المقبلة، وذلك وسط مخاوف من لجوء مجلس «نظارات البجا» لإغلاق شرق البلاد، مجدداً بعد رفعه الإغلاق لمدة شهر تنتهي اليوم، بعد وعود قدمها البرهان» بالنظر في مطالب» مجلس «نظارات البجا».وطالب مجلس «نظارات البجا» بإلغاء «مسار الشرق» في اتفاق السلام الموقع بين مجموعة من الحركات المسلحة والتنظيمات المعارضة في أكتوبر/ تشرين الأول 2020.وقال أمين الشباب في المجلس، كرار عسكر، في منشور بصفحة إعلام النظارات، إن إغلاق شرق السودان قائم ابتداء من السبت، ورهن التراجع عنه بإلغاء مسار الشرق.وكانت نظارات قبائل «الأمرار» والعموديات المستقلة قالت في خطاب «حسب موقع «سودان تريبيون» إنها «ترفض إغلاق الميناء ولن تسمح لكائن من كان بإغلاق الميناء بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بهم جراء الإغلاق السابق».وأضافت: «الموانئ مصدر دخل للشعب السوداني ورافد حقيقي للموازنة العامة» مشددة على ان هذه الموانئ «تتبع لنظارتهم جغرافيا».في السياق، رفضت التنظيمات الموقعة على «مسار الشرق» في اتفاق السلام، أن يتم إلغاء المسار.وقال كبير مفاوضي مسار شرق السودان عبد الوهاب عبد الله جميل، لـ«القدس العربي» إنهم «وافقوا على تجميد المسار طوال الفترة الماضية للوصول لتسوية ترضي جميع مواطني شرق السودان، ولكنهم يرفضون إلغاءه».وأكد أن «اتفاق مسار الشرق حصل على مكتسبات كبيرة لمواطني شرق السودان» مشددا على أن الغاءه «دون رؤية صائبة سيؤدي إلى مزيد من الاحتقان والتوتر في شرق السودان».وشدد على أن إغلاق «الميناء من قبل الجهات الرافضة لاتفاق مسار الشرق سيزيد التعقيدات هناك، وسيؤثر سلبا على المواطنين وعلى الاقتصاد الوطني».واتهم «الحكومة بالعجز عن حل النزاع في الإقليم الشرقي» مستنكرا طلبها الحلول من الفرقاء في الإقليم. وأكد أن «هناك حالة من غياب الرؤية للمشكلات في الإقليم وكيفية حلها».وشدد على أن «الحكومة إذا لم تجمع الفرقاء الى طاولة حوار واحدة وتتعامل بجدية مع الوضع في الشرق ستكون العواقب وخيمة» مؤكدا أنهم «منفتحون في مسار الشرق على الحوار الجاد وصولا لحل جذري للأزمة في الإقليم».
www.deyaralnagab.com
|