logo
تعز..اليمن : الرياضة توحّد اليمنيين المختلفين سياسيا… لكن رصاص الفرحة يتسبب في إصابة عشرات الضحايا!!
15.12.2021

غمرت الفرحة العامرة الشارع اليمني برمته بفوز المنتخب الوطني لكرة القدم للناشئين، أمس الأول الإثنين، على نظيره السعودي، بكأس بطولة غرب آسيا للناشئين في نسختها الثامنة، والذي يعد الأول من نوعه في تاريخ الرياضة اليمنية، حيث لم يسبق مطلقا أن حصد فريق يمني فوزا ببطولة خارجية.وألهب فوز الفريق اليمني على نظيره السعودي حماس الشارع اليمني برمته، حيث حظيت هذه المبارأة بمتابعة واسعة من قبل اليمنيين بشكل غير مسبوق والتعبير عن فرحة النصر كل بطريقته، حيث امتلأت سماء العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون بالرصاص الحي، وكذلك العديد من المدن والقرى الأخرى، حيث عبّر الكثير من اليمنيين عن فرحتهم بإطلاق الرصاص الحي في الهواء، والذي تسببت مقذوفاته الراجعة من الجو بإصابة العشرات من المارة بإصابات متفاوتة.وذكرت مصادر طبية أن عدد الإصابات بمقذوفات الرصاص الحي العائد الى الأرض بلغت 48 إصابة، منها 23 إصابة في العاصمة صنعاء، 7 في محافظة عدن، 5 في محافظة تعز، 5 في محافظة المهرة، 3 في محافظة إب، 3 في محافظة الحديدة، و2 في محافظة شبوة.وذكرت مصادر عسكرية أن أغلب جبهات القتال توقفت تماما خلال ساعات المباراة، حيث شهدت هدنة عفوية، من دون ترتيب مسبق، وصمتت فوهات البنادق ليتفرغ المقاتلون لمشاهدة المباراة النهائية بين الفريق اليمني للناشئين أمام نظيره السعودي، والتي تحمل في طياتها العديد من الدلالات الرياضية والسياسية على حد سواء.وتعامل الحوثيون مع هذا الفوز الرياضي وكأنه نصر سياسي على “العدوان” السعودي، على حد تعبيرهم، وأحيوا فرحة الفوز بصنعاء بحشد كافة طاقتهم الإعلامية والشعبية للتعبير عن ذلك، وأفرد اليوتيوبر القريب من الحوثيين في صنعاء، مصطفى المومري، أغنية خاصة بهذه البطولة، والتي كانت اليتيمة في مجالها، وانتشرت بشكل واسع في أوساط اليمنيين.وتجاوزت فرحة الفوز على السعودية أتباع جماعة الحوثي لتشمل كافة اليمنيين، نظرا لعدم وجود سابقة لمثل هذا الفوز. وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي وشاشات الهواتف النقالة بالتعليقات على هذا الفوز، وتفنن اليمنيون بنسج خيوط الابتسامة كل بطريقته، والتي أخذ بعضها منحى ساخرا، بينما كانت تعليقات البعض الآخر تحمل في طياتها العديد من الرسائل منها السياسية والسخرية من القيادات السياسية التي يتهمونها بالعجز عن تحقيق أي نصر محوري على الصعيد العسكري.وقال أحد البوستات التي انتشرت في تطبيق “الواتس آب” بين اليمنيين انتشار النار في الهشيم “هذه هي الفرحة الوحيدة للشعب اليمني منذ بداية الحرب، والتي جاءت من أقدام اللاعبين وليس من عقول السياسيين”، فيما كان بعض البوستات الأخرى ساخرا من الحكومة والتي وصلت حد السخرية من الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي يعتقد أنه شعر بالحرج من هذا الفوز نظرا لأنه جاء ضد فريق البلد المضيف للرئيس هادي وحكومته.وفور انتهاء المبارأة بفوز الفريق اليمني على نظيره السعودي، خرج اليمنيون بشكل عشوائي إلى الشوارع وأعربوا عن فرحتهم كل بطريقته التي يراها مناسبة ويقدر عليها، حيث وحّدت هذه المبارأة شتات اليمنيين وجمعت كلمتهم لأول مرة منذ اندلاع الحرب بين الحكومة والمتمردين الحوثيين، نهاية عام 2014، وهو ما عجزت عنه السياسة والسياسيون، ورفع الكثير من الجنوبيين علم الجمهورية اليمنية أثناء تجوالهم في مدينة عدن، بعد أن أصبح العلم السائد هناك هو العلم الجنوبي الانفصالي، حيث تسيطر ميليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات على محافظة عدن منذ صيف 2019.وتواردت الهدايا والهبات المالية والعينية لكافة لاعبي فريق كرة القدم للناشئين في اليمن، حيث بلغ نصيب كل لاعب من الهدايا المالية أكثر من 80 ألف دولار، ولا تزال الهدايا تتوارد من الشركات والأعيان لفريق كرة القدم للناشئين، فيما لم تعلن الحكومة اليمنية عن رصد أي هبات أو هدايا للاعبين تفاديا للإحراج من السعودية التي تستضيف الرئيس هادي وحكومته منذ مطلع 2015.


www.deyaralnagab.com