logo
ألماآتي..كازاخستان : احتجاجات عنيفة تهدد بإسقاط النظام… واعتقال وجرح المئات!!
06.01.2022

اجتاح حشد من المتظاهرين، أمس الأربعاء، مبنى الإدارة الرئيسي في مدينة ألما آتي، العاصمة الاقتصادية لكازاخستان، التي تشهد احتجاجات غير مسبوقة بعد ارتفاع أسعار الغاز.وبدأت حركة الاحتجاج الأحد بعد زيادة في أسعار الغاز الطبيعي المسال في مدينة جاناوزن في غرب البلاد، قبل أن تمتد إلى مدينة أكتاو الكبيرة الواقعة على بحر قزوين، ثم إلى ألما آتي، حيث فرقت الشرطة بالقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع نحو 5 آلاف متظاهر. وبعد ظهر الأربعاء، اقتحم عدة آلاف من المتظاهرين مبنى إدارة المدينة وتمكنوا من الدخول على الرغم من إطلاق الشرطة قنابل صوتية والغاز المسيل للدموع.كما أشارت مواقع إعلامية إلى قيام رجال بزي الشرطة، في ألما آتي، بتكويم دروعهم وخوذاتهم على الأرض، ثم عانقوا المحتجين. وهتفت امرأة وهي تعانق أحد المتظاهرين “انتقلوا إلى جانبنا” .وتشكل هذه الأزمة أكبر تهديد حتى الآن للنظام الذي أقامه الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف الذي حكم الجمهورية السوفييتية السابقة حتى عام 2019 لكنه ما زال يتمتع بنفوذ كبير.وفي محاولة لتطويق الأزمة، أقال الرئيس الحالي قاسم جومارت توكاييف الحكومة، وسيتولى نائب رئيس الوزراء علي خان اسماعيلوف منصب رئيس الوزراء بالإنابة حتى تشكيل حكومة جديدة. وقال أيضا إنه سوف يقترح قريبا إصلاحات للنظام السياسي، ونفى شائعات بأنه يعتزم مغادرة البلاد، مشيرا إلى أنه يتولى في الواقع رئاسة مجلس الأمن في البلاد. وأضاف: “أن واجبي الدستوري أن أكون من الشعب. ومعا سوف نجتاز هذه الصفحة المظلمة من تاريخ كازاخستان”.وتم إعلان حالة الطوارئ على كامل البلاد، بحسب ما ذكرته وكالات “انترفاكس” و”تاس” و”ريا نوفوستي” الروسية نقلًا عن بيان أورده التلفزيون الكازاخستاني. وسبق أن أُعلنت حالة الطوارئ محليا في المناطق التي شهدت تظاهرات ألما آتي العاصمة الاقتصادية للبلاد ومحافظة مانجيستاو والعاصمة نور سلطان، كما تم فرض حظر تجول ليلي من الساعة 23:00 حتى الساعة 07:00 بالتوقيت المحلي.وناشد توكاييف الشعب بالتحلي بالهدوء وسط أنباء عن وفيات، إذ قال في رسالة نقلتها أيضا وسائل الإعلام الروسية من دون تقديم حصيلة وفيات “وقعت وفيات وإصابات، الوضع يهدد أمن كل سكان ألما آتي ولا يمكن التهاون مع هذا ” . وحذر توكاييف من أن قوات الأمن سوف تبدأ في الرد بشكل أكثر قوة على “الانتهاكات”، وسوف تتم ملاحقة من يكسرون القواعد “بأقصى ما يمكن ” .إلى ذلك، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن أملها في عودة الوضع إلى طبيعته في كازاخستان، إذ أفادت في بيان، الأربعاء، أنها تتابع عن كثب الوضع، مؤكدة تأييدها الحل السلمي لجميع المشكلات ضمن إطار الدستور والقانون والحوار، لا عن طريق أعمال الشغب وانتهاك القوانين. وأشارت أن خطوات الرئيس في هذا الاتجاه تهدف لإرساء الاستقرار والحل الفوري للمشكلات الراهنة للمحتجين.وذكرت وزارة الداخلية الكازاخية في بيان أن أكثر من مئتي متظاهر اعتقلوا بتهمة “الإخلال بالنظام العام” و95 من رجال الشرطة جرحوا. وأضافت أن المتظاهرين قاموا “باستفزازات” عبر قطع الطرق وحركة المرور.وحاولت الحكومة في البداية تهدئة المتظاهرين لكن دون جدوى، عبر خفض سعر الغاز المسال وتثبيته عند 50 تنغي (0.1 يورو) للتر الواحد في المنطقة، مقابل 120 في بداية العام. وردد المتظاهرون الذين هاجم بعضهم سيارات هتافات مناهضة للحكومة مثل “لتستقل الحكومة” و”ليرحل الرجل العجوز” في إشارة إلى الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف داعم الرئيس الحالي وصاحب النفوذ الكبير.وتعطلت منصات التواصل الكبرى “واتساب” و”تلغرام” و”سيغنال” في كازاخستان الأربعاء، بينما حجبت مواقع وسائل الإعلام المستقلة على ما يبدو. وتحدث التلفزيون الأربعاء عن اعتقال مدير مصنع لمعالجة الغاز ومسؤول آخر في منطقة مانجيستاو حيث تقع جاناوزن. وقال هذا المصدر إنهما متهمان بـ”زيادة سعر الغاز دون سبب”، ما “أدى إلى احتجاجات حاشدة في جميع أنحاء البلاد” .وعانت كازاخستان، أكبر اقتصاد في آسيا الوسطى اعتاد في الماضي على معدلات نمو من رقمين، من تبعات انخفاض أسعار النفط والأزمة الاقتصادية في روسيا مما أدى إلى انخفاض قيمة التنغي الكازاخستاني وتضخم قوي.وتعتمد منطقة مانجيستاو على الغاز الطبيعي المسال كمصدر رئيسي لوقود السيارات، وأي زيادة في سعره تؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية التي بدأت بالفعل في الارتفاع منذ بداية جائحة كوفيد-19.!!


www.deyaralnagab.com