logo
موسكو..روسيا : تحسبا لتصعيد الحرب مع الغرب.. روسيا لم تستعمل بكثافة حتى الآن سلاح الجو المتطور في حرب أوكرانيا!!
03.03.2022

لم يجد خبراء الحروب والمختصين في الشأن العسكري الروسي حتى الآن تفسيرا شافيا للغز المتمثل في: لماذا لم تلجأ وزارة الدفاع الروسية إلى استعمال مكثف لسلاح الجو رغم تفوقه وقوته النارية المرعبة؟ ويبقى التأويل حتى الآن هو الاستعداد لشن حرب ضد الجبهة الغربية خاصة إذا توصلت بالسلاح من الدول الغربية أو إذا امتدت الحرب إلى دول الجوار.وبعيدا عن الحرب الإعلامية من هذا الطرف أو ذاك، عالج الموقع العسكري ميليتاري واتش ماغازين الأربعاء من الأسبوع الجاري عدم لجوء وزارة الدفاع الروسية إلى توظيف سلاح الجو بكثافة في الحرب الدائرة التي تشنها ضد أوكرانيا. ويبرز كيف نجح الجيش الروسي بالصواريخ منها البالستية من تدمير البنية الجوية الحربية لأوكرانيا سواء الطائرات أو أنظمة الدفاع والمطارات ومخازن الذخيرة، مما سهل له التقدم برا بطريقة سريعة نحو عدد من المدن التي يتواجد على مشارفها.في المقابل، لم يلجأ إلى استعمال طائرات متطورة في حوزته. ويعرب الجنرال الأمريكي المتقاعد الذي خدم في سلاح الجو دفيد ديبتولا عن استغرابه من عدم لجوء روسيا حتى الآن إلى استعمال سلاحها الجوي لأن المنطق الحربي يستوجب الهجمات الجوية لتحقيق الأهداف.ويمتلك سلاح الجو الروسي مقاتلات تعتبر ضمن الأفضل في العالم مثل سوخوي 35 وسوخوي 57 وسوخوي 27 وكذلك المقنبلات الكبرى مثل تو 160. في الوقت ذاته، لم تلجأ روسيا حتى الآن إلى استعمال بعض أسلحتها الفتاكة مثل الراجمة توس 1 والدبابات تي 90. والمثير هو أن روسيا استقدمت طائرات مقاتلة متطورة ومنها سوخوي 35 ودبابات ولكنها توجد في أراضي بيلاروسيا بالقرب من الحدود الأوكرانية وكذلك البولونية، كما لم تدفع بوحدات النخبة العسكرية إلى الميدان عكس ما فعلت في الحرب السورية. واستعملت حتى الآن من أسلحتها المتطورة صاروخين وهما كالبير وإسكندر لتدمير البنية العسكرية الأوكرانية، وهما صاروخان دقيقان في ضرب الأهداف، ولم تستعمل الصواريخ التي تدخل في خانة “فرط صوتي” ذات التدمير الرهيب.ويوجد تفسيران حتى الآن لهذه الاستراتيجية العسكرية، الأول وفق هذا الموقع العسكري هو محاولة موسكو إرسال رسالة مفادها أن الحرب الحالية هي عملية عسكرية ستكون محدودة دون تدمير كبير بل فقط لتغيير السلطة وتدمير البنية العسكرية الأوكرانية حتى لا تشكل خطرا. ويتجلى التفسير الثاني في عدم اللجوء إلى استعمال هذه الأسلحة الآن في انتظار وترقب كيف ستتطور الحرب لاسيما إذا امتدت إلى الجهة الغربية من أوكرانيا، وهي المنطقة المفتوحة على عدد من الدول الأوروبية التي هي عضو في الحلف الأطلسي، وبالتالي ستكون معبرا لسلاح غربي متطور يصل إلى الجيش الأوكراني.وتشير التقارير الغربية سواء ما تفيد به الاستخبارات البريطانية أو البنتاغون بأن الحرب قد تشهد تصعيدا خطيرا خلال الأيام والأسابيع المقبلة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام، كما يستفاد من تواجد القوات العسكرية الروسية في بيلاروسيا بأن المقبل سيكون أسوأ.


www.deyaralnagab.com