logo
فريتاون..سيراليون :الحرب في أوكرانيا أدت إلى تفاقم جوع فقراء سيراليون!!
20.04.2022

تقول إيساتو توراي إنه لم يعد لديها ما يكفي لإطعام أسرتها في حي كرو باي العشوائي الفقير الضخم بأكواخه المبنية من ألواح الصفيح في فريتاون الذي كانت الحياة فيه شاقة لكن النزاع في أوكرانيا زاد من صعوبتها.قالت توراي (28 عاما) الأم لثلاثة أطفال وقد فقد زوجها عمله أثناء وباء كوفيد-19 "يجب أن يساعدونا". وأضافت بحزن "نؤمن بالكاد ما يسد الرمق بوجبة وحيدة في المساء".وتابعت "لا طعام ولا ماء ولا كهرباء"، مؤكدة أن النقص المزمن في المياه والكهرباء يجعل الوضع أصعب في هذا الحي الذي تتجول في شوارعه المليئة بالقمامة، خنازير وكلاب ضالة، في عاصمة سيراليون.وقال البنك الدولي إن الارتفاع الكبير في أسعار مواد أساسية جدا مثل الأرز وزيت القلي والمحروقات يكون له وقع أكثر إيلامًا عندما يعيش الفرد بأقل من 1,9 دولار يوميا كما هي حال 43 بالمئة من سكان سيراليون.وعلى الرغم من أنها تملك ثروة طبيعية من الألماس، تبقى سيراليون واحدة من أفقر دول العالم ومن الدول العشر الأخيرة في مؤشر التنمية البشرية للأمم المتحدة الذي يجمع البيانات الاقتصادية بعناصر أخرى مثل متوسط العمر أو مستوى التعليم.وكانت المستعمرة البريطانية السابقة بسكانها البالغ عددهم 7,5 ملايين نسمة تتعافى من الحرب الأهلية الوحشية التي جرت بين 1991 و2002 وتفشي إيبولا 2014-2016 في غرب إفريقيا عندما ضربها وباء كوفيد-19.وتحول الخوف من ضربة جديدة تشكلها الأزمة الأوكرانية للدول الأكثر فقرا، واقعا.يؤكد موسى سيساي البقال في فريتاون أن جميع مورديه رفعوا أسعارهم. وقال "لسنا المسؤولين عن ارتفاع الأسعار إنها مشكلة عالمية".فشوال الأرز لذي يزن خمسين كيلوغراما كان يكلف ما يعادل 27 يورو من قبل ويباع اليوم لقاء 32 يورو، بزيادة قدرها 20 بالمئة.وسجلت أسعار الوقود ارتفاعا سريعا. ففي نهاية آذار/مارس رفعت هيئة تنظيم المنتجات البترولية سقفي أسعار البنزين والديزل بنسبة 34 بالمئة و 40 بالمئة على التوالي عما كانت عليه في كانون الثاني/يناير.وتحدثت الهيئة عن صعوبات في الإمداد مرتبطة ب"تدهور الوضع الجيوسياسي في أوروبا".أما الحكومة فتؤكد أنها تدخلت للتخفيف من حدة الصدمة ولضمان ألا تنعكس الكلفة الإضافية للواردات بالكامل على محطات الوقود.وقام سائقو سيارات الأجرة والشاحنات بإضراب وأغلقوا مؤخرا شوارع في العاصمة. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين المحتجين على ارتفاع تكاليف المعيشة.وقدر البنك المركزي بنحو 17,6 بالمئة معدل التضخم في شباط/فبراير.وسيواجه الرئيس جوليوس مادا بيو الذي انتخب في 2018، صعوبة في الوفاء بالوعد الذي قطعه خلال حملته بمعالجة مشكلة الفقر والجوع.قال الرئيس في نيسان/ابريل أمام ممثلين عن قطاع الأعمال إن "الحرب في أوكرانيا ليست من شأننا لكن مواطنينا يعانون". وتعهد باتخاذ إجراءات لمساعدة "الناس العاديين".قبل هذه الأزمة الجديدة كانت سيراليون تكافح من أجل ضمان توفير الكهرباء ومياه الشرب والسيطرة على التضخم.وفي 2020 وقعت الحكومة اتفاقا مدته خمس سنوات مع شركة "كارباورشيب" التركية لتشغيل إحدى محطاتها العائمة لتوليد الطاقة قبالة الساحل.مع ذلك، يتكرر انقطاع التيار الكهربائي. وأوضح مسؤول كبير من وزارة الطاقة طالبا عدم كشف هويته أن أعمال الصيانة والمخاوف بشأن الدفع وتقادم البنية التحتية تؤثر على الإمداد.وحذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في 14 نيسان/ابريل من أن منطقة غرب إفريقيا تواجه "أزمة غذاء وتغذية غير مسبوقة" بسبب النزاعات وتغير المناخ ووباء كوفيد.وأعرب عن قلقه لأن "عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع الحاد في المنطقة تضاعف أربع مرات في ثلاث سنوات ووصل هذا العام إلى أعلى مستوى له منذ عشر سنوات".ومع ارتفاع أسعار الغذاء والوقود في العالم، أعلن برنامج الأغذية العالمي إنه يحتاج "بشكل عاجل" إلى 951 مليون دولار إضافية للأشهر الستة المقبلة.وقال ابراهيم سيساي المدرس في فريتاون آسفا إن "رواتبنا لا تكفي لدفع ثمن الطعام والملابس وفواتير المنزل. ... نحن فقراء وجائعون".


www.deyaralnagab.com