logo
موسكو.. روسيا : في تطورات كبرى للحرب: روسيا تهدف إلى قضم أراض أوكرانية والتقليص من عملتيْ الدولار واليورو في المبادلات مع إفريقيا!!
22.07.2022

تستمر الحرب الروسية ضد أوكرانيا عبر المواجهات العسكرية والدبلوماسية، غير أنها تسجل في بعض الأحيان تطورات هامة تفرز منعطفات كبرى تتعلق بالحرب وكذلك بالعلاقات الدولية، وأبرزها خلال هذا الأسبوع تصريحات موسكو بفرضية امتداد أجندتها إلى ما أبعد إقليم دونباس، ثم رهان روسيا على تقليص عملتي الدولار واليورو في مبادلاتها مع القارة الإفريقية.في هذا الصدد، صاغت روسيا أجندة سياسية- عسكرية واضحة برهانها على تعزيز استقلال إقليم دونباس عن أوكرانيا، وعملت طيلة الشهور الماضية على تأمين الأوضاع السياسية والأمنية في هذا الإقليم، وطرد القوات الأوكرانية منه. وعمليا، انتهت من هذه العملية رغم وجود مقاومة أوكرانية بين الحين والآخر. وتأتي المفاجأة بتصريحات وزير خارجية موسكو سيرغي لافروف الأربعاء من هذا الأسبوع بتأكيده على توسيع الأجندة الروسية إلى ما أبعد إقليم دونباس إذا استمر الغرب في تزويد الجيش الأوكراني بأسلحة متطورة، ومنها بعيدة المدى مثل صواريخ “هيمارس” الأمريكية.وتحدث لافروف عن توسيع الرقعة الجغرافية للحرب، وهو تأكيد للتحليلات التي ذهبت إلى أن هدف موسكو هو السيطرة على المنطقة المعروفة تاريخيا بروسيا الصغرى التي تضم شرق أوكرانيا إلى نهر دنيبر الفاصل لهذا البلد. وتدرك واشنطن الهدف الرئيسي للأجندة الحقيقية الروسية، لهذا كان تعليق البيت الأبيض على تصريحات لافروف بأنه لا يتفاجأ نهائيا بهذه التصريحات. وعمليا، ستكون مناطق أوكرانية جديدة خلال الشهور المقبلة بمثابة قرم جديد ودونباس جديد، أي فصلها نهائيا عن الخريطة السياسية والسيادية لأوكرانيا.ومن ضمن المعطيات التي تبرر بها موسكو تطبيق هذه الأجندة، هي رد الفعل على تزويد الغرب بأسلحة متطورة. وأصبحت المعادلة في الوقت الراهن هي أنه مقابل أسلحة غربية متطورة لأوكرانيا، سيتم قضم الخريطة السياسية لأوكرانيا.وفي تطور آخر لافت يمتد إلى العلاقات الدولية، كشفت موسكو عن بعض أهدافها المستقبلية وخاصة في قطاع الاقتصاد والتقليل من دور الغرب. في هذا الصدد، كتب وزير الخارجية سيرغي لافروف مقالا نشره في عدد من الجرائد الإفريقية الجمعة من الأسبوع الجاري، ومنها “الأهرام المصرية” و”هيرالد” الإثيوبية، يدعو إلى تطوير الشراكة مع البلدان الإفريقية يدخل في قائمة أولويات سياسة بلاده الخارجية.ونقلت وكالة “سبوتنيك” أن عميد الدبلوماسية الروسية يرى أن “تطوير الشراكة مع بلدان إفريقيا في جميع المجالات يحتل حيزا مهما من أولويات السياسة الخارجية الروسية”، وأكد طموح بلاده إلى مواصلة تطوير التعاون مع إفريقيا. وحرص لافروف على تأكيد أن روسيا “لا تفرض شيئا على أحد ولا تلقّن الآخرين كيف يعيشون”. وأعرب لافروف عن تقدير موسكو لموقف الأفارقة مما يجري في أوكرانيا، مشيرا إلى أن “أصدقاءنا لم ينضموا إلى العقوبات ضد روسيا رغم الضغوط الخارجية المنقطعة النظير”.وفي تحديد الخطوات المقبلة، يقول لافروف: “يتطلب الوضع الجيوسياسي الحالي تعديلا معينا لآليات تفاعلنا، أولا وقبل كل شيء، نحن نتحدث عن ضمان لوجستيات غير منقطعة وإنشاء أنظمة تسوية مالية محمية من التدخل الخارجي”. ويتابع: “تتخذ روسيا من التعاون مع الشركاء خطوات لتوسيع استخدام العملات الوطنية وأنظمة الدفع، حيث نعمل على خفض مستمر في حصة الدولار واليورو في التجارة المتبادلة”.وفي أعقاب الحرب ضد أوكرانيا، تركز روسيا كثيرا على المجال الاقتصادي والمالي لضرب ما تعتبره هيمنة الغرب. في هذا الصدد، فرضت على الدول الأوروبية شراء النفط بالعملة الروسية الروبل، وهو ما جعلها عملة قوية سنة 2022. في الوقت ذاته، قررت رفقة دول مثل الصين والهند التبادل التجاري بالعملات الوطنية بدل الدولار. والآن تراهن على إفريقيا في وقت تتوسع فيه روسيا في القارة السمراء، وهو ما أقلق كثيرا الولايات المتحدة وأوروبا لا سيما في منطقة الساحل. وكان تقرير للبنتاغون قد حذّر من تنامي نفوذ روسيا في القارة السمراء، واعتبر أن إحجام عدد من الدول الإفريقية عن التنديد بروسيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال مارس/ آذار الماضي، يعد مؤشرا مقلقا.وينهج الاتحاد الإفريقي سياسة مستقلة عن كبريات العواصم الغربية، وكان رئيس الاتحاد، ماكي سال، الذي هو رئيس السنغال رفقة رئيس المفوضية الإفريقية موسى فكي محمد، قد زارا موسكو في بداية يونيو الماضي، وأجريا مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحصل الاتحاد الإفريقي على تعهد من الرئيس بوتين بالاستعداد لتصدير الحبوب سواء من روسيا أو أوكرانيا، علاوة على تأمين الملاحة في البحر الأسود وتحرك الاتحاد الإفريقي تفاديا للمجاعة التي تهدد عددا من الدول الإفريقية بسبب تراجع صادرات الحبوب.


www.deyaralnagab.com