بغداد.. العراق : الصدريون يرفضون مبادرة الكاظمي: لن نقبل حلولاً ترقيعية!!
03.08.2022
« رفض القيادي في التيار الصدري، جابر الخفاجي، الثلاثاء، المبادرة التي طرحها رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، لعقد حوار يشمل جميع الأطراف، بهدف فكّ العقدة السياسية، وتجنيب البلاد تداعياتها، وسط دعوات لتعديل الدستور وتغيير نظام الحكم في العراق من جمهوري إلى رئاسي أو «شبه رئاسي».وقال، في بيان صحافي: «لا نقبل بأي حلول ترقيعية ولا جلوس على طاولة مستديرة، ولابدّ من تغيير جذري».وأوضح أن «الشعب، أصبح لا يتحمل ولا يتقبل وجود السرّاق، وقد سئمَ العيش مع التبعية والعملاء، وهو ينظر أمام عينه بلده يُسرق، وتتحكم به دول الجوار».ويأتي موقف المقرُب من مقتدى الصدر، عقب دعوة الكاظمي للجلوس إلى «طاولة حوار وطني» كما دعا المتظاهرين إلى التعاون مع القوات الأمنية واحترام مؤسسات الدولة وإخلائها.
*احتقان سياسي
وقال، رئيس الحكومة، في بيان مساء أول أمس، «يشهد عراقنا الغالي احتقاناً سياسياً كبيراً قد ينذر- لا سمح الله إذا لم يتدخل العقلاء – بعواقب وخيمة. وبينما أخذنا جميع الإجراءات، والتدابير اللازمة لضبط الوضع، والحفاظ على الأمن، ومنع هدر الدم العراقي، ندعو جميع الأطراف إلى التهدئة، وخفض التصعيد، للبدء بمبادرة للحل على أسس وطنيّة».ودعا، الجميع إلى «عدم الانسياق نحو الاتهامات، ولغة التخوين، ونصب العداء والكراهية بين الإخوان في الوطن الواحد» حاثّاً جميع الأطراف على «الجلوس على طاولة حوار وطني، للوصول إلى حلّ سياسي للأزمة الحالية، تحت سقف التآزر العراقي، وآليات الحوار الوطني».
وخاطب، المتظاهرين بالقول: «إن رسالتكم واضحة، والتزامكم بالهدوء والتنظيم واجب، ومحط تقدير، وقد حان الوقت الآن للبحث في آليات إطلاق مشروع إصلاحي يتّفق عليه مختلف الأطراف الوطنية، وأنا على يقين أنّ في العراق ما يكفي من العقلانية، والشجاعة للمضي بمشروع وطني يخرج البلد من أزمته الحالية».
ولفت إلى أن «على القوى السياسية، أن تتحمل مسؤوليتها الوطنية والقانونية، فحكومة تصريف الأعمال قامت بكل واجباتها رغم تجاوزها السقف الزمني الذي رسمته التوقيتات الدستورية لتشكيل حكومة جديدة، مما يعد خرقاً دستورياً، ومع كلّ ذلك، فنحن كنّا وما زلنا، مستعدين لتقديم كلّ المساعدة، للوصول إلى صيغة حلّ مرضية للجميع، وبما يحفظ السلم الاجتماعي، واستقرار مؤسسات الدولة ومصالح الناس».وزاد: «من هذا المنطلق، وحرصاً على الدولة ومؤسساتها، وحقناً للدمّ العراقي، واحتراماً لقدسية هذه الأيام، أدعو جميع الأطراف إلى تبني أجواء التهدئة، ودعم مؤسسات الدولة» مطالباً المتظاهرين بـ«التعاون مع القوات الأمنية، واحترام مؤسسات الدولة، وإخلائها، والالتزام بالنظام العام».وحثّ قوات الأمنية، على «الدفاع عن الممتلكات العامة والخاصة، والمؤسسات الرسمية، ومنع أي اعتداء عليها بكلّ الطرق القانونية، والدعوة إلى حوار وطني عبر تشكيل لجنة تضمّ ممثلين عن كلّ الأطراف لوضع خريطة طريق للحلّ».
اعتراض الصدريين على مبادرة الكاظمي لم يلاق الأصداء ذاتها لدى تحالف «السيادة» المتحالف مع الصدر، والحزب «الديمقراطي» الكردستاني، والقوى السياسية الشيعية المنضوية في «الإطار التنسيقي».
وعبّر رئيس إقليم كردستان العراق، القيادي في «الديمقراطي» نيجرفان بارزاني، عن تأييده لدعوة الكاظمي. وقال في «تدوينة» إنه «في الوقت الذي نجدد دعوتنا لحوار عراقي أخوي شامل في أربيل، نؤكد دعمنا لدعوة الكاظمي للحوار بين الزطراف السياسية العراقية، لإيجاد مخرج للأزمة الحالية والعمل معاً للوصول بالوطن إلى بر الأمان. العراق في حاجة إلى الحوار والتفاهم والمسؤولية المشتركة لانقاذه».
الحوار الجاد
كما أعلن رئيس تحالف «السيادة» خميس الخنجر، أمس، دعمه لمبادرة الكاظمي، وقال، في «تغريدة» على «تويتر» إنه «في الوقت الذي ندعم فيه بيان الأخ الكاظمي لمعالجة الوضع السياسي المرتبك، فإننا نؤكد حرصنا على الحوار الوطني الجاد للوصول إلى معالجات حقيقية لخطايا النظام السياسي وما نتج عنه من عوائق».وأضاف: «حوار القوى الوطنية، يجب أن يستفيد من الكفاءات العراقية المتخصصة في صياغة مستقبل أفضل».كذلك، أكد رئيس مجلس النواب، القيادي في تحالف «السيادة» محمد الحلبوسي، أهميةَ جلوس الجميع إلى طاولة الحوار والمضي بخطوات عملية لحل الأزمة الراهنة.دعوات لتعديل الدستور وتغيير نظام الحكم إلى رئاسي
وقال في «تدوينة» «نؤيد مبادرة رئيس مجلس الوزراء لإيجاد صيغة حلٍّ بشأن الأحداث التي تشهدها البلاد».
وشدد على أهمية «جلوس الجميع إلى طاولة الحوار، والمضي بخطوات عملية، لحل الأزمة الراهنة، وصولاإلى انتخابات نيابية ومحلية وفق توقيتات زمنية محدَّدة».
شيعياً، أعلن زعيم تيار «الحكمة» عمار الحكيم، تأييده لبيان الكاظمي الأخير، كما أعلن تأييده مطالبة جميع المتظاهرين الالتزام بالسلمية واحترام مؤسسات الدولة وإخلائها.
وقال، في بيان، «نعلن عن تأييدنا لما جاء في بيان الكاظمي بخصوص الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد، والتي تبنينا الكثير مما ورد في بنودها مرات عدة للحيلولة دون انزلاق الوضع إلى ما لا يحمد عقباه، لاسيما ما يتعلق بركون وجلوس فرقاء وشركاء المشهد العراقي على طاولة حوار تتبنى مبادرة وطنية شاملة تفضي لإنهاء الإنسداد السياسي في البلاد». وأضاف: «كما نؤيد مطالبة جميع المتظاهرين الالتزام بالسلمية واحترام مؤسسات الدولة وإخلائها والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، والتعاون مع قوات الأمن لحفظ النظام وعدم خرق القانون». إلى ذلك، قال رئيس ائتلاف «النصر» حيدر العبادي، إن توجيهات الكاظمي، تتفق مع دعوات الحوار وخارطة الطريق لحل الأزمة.
وذكر في «تدوينة» «أعلن تأييد مضامين بيان الأخ رئيس الوزراء الخاص بالأزمة الحالية، وهي تلتقي مع مبادرتنا ودعواتنا للحوار والاتفاق على خريطة حل للأزمة الراهنة».
وأضاف: «أدعو الأطراف كافة الاستجابة لها، والبدء بحوارات جادة وصادقة خدمة للشعب والدولة».
وتعمّق الأزمة في العراق، فتح الباب واسعاً أمام المبادرات السياسية التي تهدف لمعالجة الأوضاع المتأزمة.
ومن بين جمّلة المبادرات، دعت حركة «امتداد» المنبثقة عن حراك تششرين/ أكتوبر الاحتجاجي، إلى تغيير نظام الحكم في العراق من برلماني إلى رئاسي أو شبه رئاسي للخروج من الأزمة السياسية الراهنة التي تعصف في البلاد.
وقالت، في بيان صحافي أمس، إن «من أهم المبادئ التي دونتها (امتداد) منذ تأسيسها هي: تعديل الدستور، وتغيير شكل النظام إلى رئاسة أو شبه رئاسي، وانتخاب المحافظين بشكل مباشر، وإلغاء مجالس المحافظات».
وأردف البيان: «سنبقى على عهدنا، وسنسعى إلى ذلك بكل السبل، والأدوات السلمية والقانونية».
وفي إشارة إلى الأزمة السياسية القائمة في العراق، أعلنت «امتداد» إنها «لن تكونن طرفاً في صراع بين أحزاب السلطة الفاسدة، ولا نثق بمن كانوا شركاء في الحكم طيلة السنوات السابقة».
«مضيعة للوقت»
لكن النائبة حنان الفتلاوي، هاجمت الداعين لإعادة الانتخابات، معتبرة هذه الدعوات أنها «مضيعة للوقت».
وقالت الفتلاوي، المقرّبة من زعيم ائتلاف «دولة القانون» في «تغريدة» على «تويتر» إن «أي حديث عن انتخابات مبكرة في ظل الحكومة الحالية العاجزة هو مضيعة للوقت. وأي انتخابات مبكرة في ظل القانون الحالي هي مضيعة للوقت».
إلى ذلك، وجه بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم، الكاردينال، لويس روفائيل ساكو، دعوة إلى السياسيين العراقيين.
وقال في بيان: «همسة الى السياسيين العراقيين. ما أجمل أن يكون السياسيون العراقيون ساعين إلى السلام وليس إلى التحارب».
وأضاف: «يبدو أن المشهد الحالي شديد الانغلاق، وخالٍ من أي اعتبار للصالح العام، كلُّ طرفٍ ينظر إلى موقفه الخاص، ولا يستمع للطرف الآخر».
وتابع: «وسط هذا الغليان، تأتي بلطافة نداءات العقلاء للحوار الوطني الاخوي من أجل الحفاظ على حياة الناس ومستقبل الوطن. وأمام هذه المسؤولية التاريخية لابد من يقظة ضمير، خصوصاً أن للكل نقاط ضعفٍ».
وأكمل: «لتكن أقدامكم ملتصقة بأرض العراق فلا تسمعوا الأصوات التي تجركم الى المواجهة كالنهر الهائج، ولا تضيّعوا فرصة الحوار الذهبية، للجلوس معاً، وإعداد خارطة طريق إصلاحية حقيقية يستحقها العراق، وينتظرها المواطنون منذ 19 سنة».
ورأى أن «إذا تناحرتم وتقاتلتم ودمرتم البلاد فلن يرحمكم الله ولا العراقيون. كونوا صانعي السلام كما دعا السيد المسيح وليس الحرب».
واختم بالقول: «شكرا للقوات الأمنية التي أظهرت أنها صمام الأمان في هذه الظروف الصعبة».
كذلك، دعا «المجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء للدعوة والإفتاء» السنّي، إلى عدم التصعيد واحترام إرادة الشعب، وإلى اعتماد المبادرات الوطنية وصوت الحكماء وجهود المخلصين.
وذكر، في بيان صحافي، أنه «لا يخفى على الجميع أن بلدنا الحبيب يمر بمرحلة عصيبة وظرف حساس للغاية لا يخلو من مخاطر تهدد مستقبل البلاد والعباد، وأن ما وصل إليه العراق من تدهور وانحطاط في كل ما يخدم الشعب، ولم يعد المواطن العراقي ينعم بالحياة الكريمة والمستقبل المشرق، فذلك كله سببه النظام السياسي القائم على المحاصصة الفئوية والحزبية الضيقة والتوافقية النفعية».
وأوضح أن «لا شك، أن تراكمات الاخفاقات طوال السنوات الماضية ولدت تفاقماً ونقمة لدى الفرد العراقي، ولم يعد هذا النظام يلبي احتياجات الشعب وتطلعات الأجيال، وأصبح الشعب يحصد الظلم والبطالة والعوز والفقر، واستمرت الفوضى والبطالة والعوز في حياة الناس، إذ لا يزال عشرات الآلاف من المعتقلين والمغيبين والنازحين، فضلا عن العاطلين والمهمشين يعانون وأسرهم الأمرين».
وأشار إلى أن «لذا، لا بد من تحمل المسؤولية التاريخية أمام الله تعالى ثم أمام الشعب، ومن قبل جميع الجهات المعنية ليقفوا وقفة تاريخية ملؤها الحكمة وضبط النفس بعيداً عن العنف والاحتراب واختلاق أسباب الفوضى هنا أو هناك، بل لا بد أن يحدوهم الحوار الوطني وهدفهم الحفاظ على وحدة الوطن وسيادته وتنمية ثرواته غير متناسين محاسبة الفاسدين والعابثين في أمن البلد وتبديد ثرواته ومستقبل أجياله، والتطلع إلى عهد جديد تصنعه وجوة مشرقة وأيد كفوءة ومخلصة لم تلوث بالعنف والطائفية والإرهاب والفساد والظلم والاقصاء».ونوه أن «في ظل هذا الوضع الحرج يحذر المجمع الفقهي العراقي من تداعيات اعتماد لغة العنف وإراقة دماء الأبرياء، ومن استغلال هذا الظرف لإحداث فتنة من أطراف متطرفة ومندسة، فإنه يدعو الجميع إلى عدم التصعيد واحترام إرادة الشعب، وإلى اعتماد المبادرات الوطنية وصوت الحكماء وجهود المخلصين بعيداً عن المشاريع والأجندات التي لا تريد خيراً لهذا الشعب الأبي».
www.deyaralnagab.com
|