الخرطوم ..السودان: وفاة 21 طفلا متأثرين بأعراض سوء التغذية في إقليم دارفور!!
20.08.2022
توفي 21 طفلا متأثرين بأمراض سوء التغذية خلال الأسبوعين الماضيين، في معسكرات النازحين في إقليم دارفور، غرب السودان. في وقت حذرت فيه “المنسقية العامة للنازحين واللاجئين”، من تفاقم الأزمة الغذائية داخل المخيمات وتداعيات السيول والأمطار التي أدت إلى إصابة العشرات وتدمير الألاف المنازل، وأطلقت نداء عاجل حول الأوضاع الإنسانية المتردية داخل المخيمات، داعية إلى التدخل السريع من المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية لتقديم الخدمات الطارئة للنازحين.ومنذ يونيو/ حزيران الماضي، توقف برنامج الغذاء العالمي عن تقديم الحصص الغذائية للنازحين، وفق المنسقية، التي أكدت حسب إحصاءات أولية، وفاة 18 طفلا في معسكر كلمة و3 آخرين في معسكر كأس، جنوب دارفور.وقال منسق النازحين واللاجئين في معسكر كلمة، يعقوب محمد إنهم “مع كل يوم جديد، يرصدون حالات وفيات جديدة للأطفال دون سن الخامسة، بسبب سوء التغذية”، مشيرا إلى أن “عدد الأطفال المصابين داخل مستشفيات معسكر كلمة تجاوز السبعين، بينما يعاني أكثر من 1000 آخرين خارج المستشفيات بسبب ضيق العنابر والقدرة المحدودة للمستشفيات”.ووصف الأوضاع الإنسانية هناك بـ “الكارثية”، في ظل ضعف المعينات الغذائية والصحية، وتداعيات الأمطار، مشيرا إلى أن معسكر كلمة تحول إلى بركة ماء، حيث إنهار 7000 منزل، وتدمر عدد من المدارس والمراكز الصحية، ومراكز المرأة داخل المخيمات خاصة في مراكز النازحين رقم 1، 2، 7 ،8 ، الأمر الذي ينذر بتفاقم الأوضاع الإنسانية، خاصة مع انتشار البعوض وأمراض الملاريا والكوليرا والإسهالات المائية.وأشار إلى الحاجة الماسة في المعسكرات للخيام والمشمعات والمساعدات الغذائية والعلاجية العاجلة، واصفا، أوضاع النازحين في ظل استمرار هطول الأمطار ونقص الغذائية بالبالغة الصعوبة.وأضاف: النساء يحاولن حماية أطفالهن الجائعين من الأمطار، عبثا مستخدمات ثيابهن وقطع القماش والشولات المهترئة، مشيرا إلى أن هناك سيدات يضطررن لترك أطفالهن المرضى بسوء التغذية في المستشفى ليدركن إخوتهم في ظل الخوف من تهدم المزيد من المنازل.وكذلك تعاني عشرات النساء الحوامل وكبار السن من تدهور أوضاعهم الصحية، حسب يعقوب.وفي معسكر كاس جنوب دارفور، توفي 3 أطفال جراء إصابتهم بسوء التغذية، بينما يعاني أكثر من 50 من تداعيات المرض، داخل مستشفى محلية كاس، حسب منسق النازحين واللاجئين في ولاية جنوب دارفور محيي الدين التجاني، الذي تحدث لـ”القدس العربي”.ولفت إلى الخسائر الفادحة التي تسببت بها الأمطار في معسكرات جنوب دارفور، والتي تجاوزت 17000 منزل، حيث كانت أكثر المعسكرات المتضررة معسكر كلمة، حيث تدمر 7000 منزل وعطاش 2117.فضلا عن معسكرات كاس، أصيب 20 نازحا وفقدت 1700 أسرة منازلها، مشيرا إلى أن المخيمات الأكثر تضررا في كاس، هي كرلي وأبوبكر، بالإضافة إلى المعسكرات الجنوبية ومعسكرات الرحل والمساليت.وأضاف: يعاني النازحون داخل المعسكر من نقص الغذاء والدواء، بينما بدأت تنتشر أمراض الملاريا والإسهالات المائية داخل المعسكرات بسبب المياه الراكدة. وتابع: “يقف المريض لساعات طويلة منتظرا دوره في المستشفى، ليجد أنه خال من الأخصائيينة – فقط أطباء عموميون- وبعد كل ذلك لا يجد الدواء للعلاج”، مشيرا إلى غياب السلطات ومنظمات المحلية الدولية.وطالب برش المعسكرات بالمبيدات وتوفير الخيام والناموسيات للنازحين، لتدارك تداعيات الأمطار التي ظلت تهطل بغزارة في كاس، مشيرا إلى ضرورة استئناف توزيع حصص برنامج الغذاء العالمي للنازحين وتوفير الرعاية الصحية والعلاج داخل المعسكرات.وندد المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين، آدم رجال، بتردي الأوضاع الإنسانية داخل المخيمات والنقص الحاد في الاحتياجات الأساسية للنازحين خاصة الغذاء ومياه الشرب النقية، مطالبا الجهات المعنية بالتدخل الفوري لتدارك الأوضاع المتفاقمة هناك.وقال لصحيفة لـ”القدس العربي” إن النازحين ظلوا يواجهون الموت والجوع والمرض، في ظل غياب السلطات المركزية وحكومة إقليم دارفور وقادة الحركات الموقعة على اتفاق السلام، الذي وصفه بـ”اتفاق المحاصصات وتقاسم السلطة”.وأضاف: أن الاتفاق ظل اتفاقا فوقيا، نال بموجبه قادة الحركات مناصب في السلطة، على حساب قضايا النازحين واللاجئين.وفي 3 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقعت مجموعة من التنظيمات المسلحة والمجموعات المعارضة، بينها عدد من حركات دارفور، اتفاق سلام مع الحكومة الانتقالية.ووفق الاتفاق، تم تعيين اثنين من قادة حركات دارفور، في المجلس السيادي، رئيس الجبهة الثورية وحركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي الهادي إدريس، وقائد حركة تجمع تحرير السودان، الطاهر حجر، بينما تولى قائد حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي، منصب حاكم إقليم دارفور، وقائد حركة العدل والمساواة، جبريل إبراهيم، منصب وزير المالية، بالإضافة إلى وزارتي المعادن والتنمية الاجتماعية، ومناصب ولاة ولايات دارفور الخمس. ولاحقا، تعثر تنفيذ البنود الخاصة بالترتيبات الأمنية، ومعالجة أوضاع النازحين واللاجئين وقضايا العدالة الانتقالية.ومنذ انقلاب الجيش على الحكومة الانتقالية في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي يعيش إقليم دارفور أوضاعا أمنية متردية، حيث قتل نحو 1000 شخص في نزاعات مسلحة.وتتهم منسقية النازحين واللاجئين، مجموعات مسلحة موالية للسلطات السودانية، بالمشاركة في النزاعات القبلية، وتنفيذ أعمال نهب وقتل في أنحاء دارفور. وكان برنامج الغذاء العالمي قد أعلن تعليق خدماته في دارفور، نهاية العام الماضي، بعد هجوم مجموعات مسلحة على مستودعاته الثلاثة الرئيسية في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.!!
www.deyaralnagab.com
|