موسكو..روسيا : الأقمار الاصطناعية الأمريكية قد تصبح أهدافا مشروعة لضربها إذا زودت أوكرانيا بمعلومات عسكرية!!
27.10.2022
في ظل تطورات الحرب الجارية في أوكرانيا، وجّهت موسكو تهديدا مباشرا إلى الولايات المتحدة بضرب الأقمار الاصطناعية الأمريكية التي تساعد القوات الأوكرانية في الحرب الحالية. ويعد ضرب الأقمار الاصطناعية من مظاهر حرب المستقبل.وعلاقة بالنقطة الأخيرة، توجه روسيا تحذيرات إلى الغرب وخاصة الحلف الأطلسي بدون التركيز على دول معينة، غير أن هذه المرة جاء التحذير إلى جانب التهديد مباشرة ضد الولايات المتحدة. في هذا الصدد، قال نائب مدير شؤون الحد من الأسلحة وحظر الانتشار النووي في الخارجية الروسية، قسطنطين فورونتسوف، خلال اجتماع اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة: “نريد أن نركز على منحى خطير للغاية تجلى بوضوح في مسار الأحداث في أوكرانيا. نحن نتحدث عن استخدام الولايات المتحدة وحلفائها لمكونات البنية التحتية المدنية في الفضاء، بما في ذلك التجارية منها في النزاعات المسلحة”.ونقلت “روسيا اليوم” الخميس: “قد تصبح البنية التحتية شبه المدنية هدفا مشروعا لضربها. ونتيجة لأعمال الغرب، فإن الأنشطة الفضائية السلمية والعمليات الاجتماعية والاقتصادية في العالم، والتي تعتمد عليها رفاهية الناس في المقام الأول في البلدان النامية، معرضة لمخاطر غير مبررة”.ويعد دعم الحلف الأطلسي وخاصة الولايات المتحدة لأوكرانيا بالمعلومات العسكرية الدقيقة حاسما في الهجمات التي تنفذها القوات الأوكرانية، ذلك أن المعلومات الدقيقة حول تحديد الأهداف التي يجب ضربها غالبا ما يكون مصدرها الاستخبارات العسكرية الغربية. ونددت موسكو في مناسبات متعددة بأن غالبية الأقمار الاصطناعية ذات الأهداف العسكرية وكذلك المدنية، تركز على مراقبة تحرك القوات الروسية وتمد القوات الأوكرانية بالمعلومات التي تحصل عليها. ويجمع الخبراء العسكريون أنه علاوة على الأسلحة النوعية الغربية مثل صواريخ هيمارس بدون دعم معلوماتي مكثف من الغرب لا يمكن للقوات الأوكرانية تحقيق نتائج عسكرية في مواجهة الروس.ويأخذ البنتاغون على محمل الجد تهديدات موسكو بحكم توفر الجيش الروسي على القدرة الكافية لتدمير الأقمار الاصطناعية الغربية. وكانت روسيا قد أجرت خلال نوفمبر الماضي تجربة إسقاط قمر اصطناعي روسي في الفضاء وتسترت على التجربة. ونددت واشنطن عبر وزير الخارجية أنتوني بلينكن بالتجربة، واعترفت موسكو وقتها بإجراء التجربة. وانضمت عدد من الدول وكذلك منظمة حلف شمال الأطلسي إلى التنديد. وقال الأمين العام للحلف يانس ستولتنبرغ وقتها: “التجربة الروسية بتدمير قمر اصطناعي بواسطة صاروخ تعد مصدر قلق وتؤكد سعي روسيا إلى تطوير أسلحة قادرة على تدمير أقمار اصطناعية وكذلك بنيات فضائية ذات الاستعمال الأرضي مثل الاتصالات والملاحة الجوية أو أنظمة الإشعار الخاصة بإطلاق الصواريخ”.وتحقق الصين وروسيا تقدما ملحوظا في الحرب الفضائية ينضاف إلى تفوقهما في مجال الصواريخ فرط الصوتية، حيث أصبح بمقدورهما ضرب الأقمار الاصطناعية الغربية، ويعني ضرب قمر اصطناعي إما تدميره وخاصة في حالة تلك الموجودة على مستوى منخفض في الفضاء أو التشويش على الاتصالات للأقمار تلك التي تتمركز في مستوى عال جدا في الفضاء يصل أحيانا الى 38 ألف كلم.وكانت أبحاث عسكرية في الصين قد كشفت خلال يونيو الماضي عن تخطيطها لضرب الأقمار الاصطناعية التابعة لشركة “ستارلينك” التي يملكها رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك، إذا شكلت خطرا على الأمن القومي الصيني. ويأتي التهديد الصيني بعد أربعة أشهر من تنديد من وزارة الخارجية في بكين خلال فبراير من السنة الماضية بأن أقمار إيلون ماسك تشكل خطرا على الصين.وحول ما يحققه البلدان من تقدم في هذا المجال، كان برادلي سالتزمان المرشح لقيادة القوات الفضائية الأمريكية قد أعرب أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي الشهر الماضي، عن قلقه الكبير إزاء تطوير روسيا وسائل يمكنها تعطيل وتدمير أنظمة الفضاء العسكرية الأمريكية. وأوضح أن القوة الفضائية الأمريكية “جاهزة للقتال، وواشنطن لا تزال رائدة في هذا المجال”، وفق تصريحاته. واستطرد قائلا: “لسوء الحظ، يستثمر خصومنا بكثافة من أجل سد هذه الفجوة وتجاوزنا. أنا قلق بشأن الوتيرة التي ينفذون بها هذه التغييرات”. وركز كثيرا على الصين بقوله إنها تحقق تقدما كبيرا في هذا المجال، مضيفا أن روسيا تعمل أيضا على الاستثمار الكثيف في الوسائل التي يمكنها تعطيل، وتقويض، بل وحتى تدمير أنظمة الفضاء العسكرية الأمريكية.وكان مراقبة الفضاء من اختصاص سلاح الجو الأمريكي، غير أن الرئيس الأسبق دونالد ترامب أنشأ خلال ديسمبر 2019 فرعا خاصا لتصبح القوات الفضائية الأمريكية مستقلة وفرعا جديدا ضمن القوات الأمريكية تنضاف إلى سلاح الجو والبحرية والبرية.
www.deyaralnagab.com
|