صنعاء..اليمن : جموع غفيرة تشيع جثمان الشيخ صادق الأحمر الى مثواه الأخير!!
09.01.2023
شيع امس الأحد، في صنعاء جثمان الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر، شيخ مشايخ قبيلة حاشد ورئيس تحالف قبائل اليمن، والذي وافاه الأجل فجر يوم الجمعة الماضية في العاصمة الأردنية عمان، بعد معاناة مع مرض "السرطان"، حسب ما ذكرته أسرته.ووصل جثمان الأحمر، على متن طائرة خاصة الى مطار صنعاء بعد يومين من وفاته، قبل أن يتم نقله إلى ميدان السبعين (جنوب صنعاء) للصلاة عليه بحضور جمع غفير من المواطنين والوجهاء وتشييعه الى مقبرة والده الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر جنوب المدينة.والشيخ صادق هو أكبر أبناء الشيخ الراحل "عبدالله بن حسين الأحمر"، والذي ورث الزعامة القبلية بعد وفاة والده في ديسمبر 2007م.وتمثل قبيلتا حاشد وبكيل أكبر فخذين قبليين في اليمن، ويمثلان مجتمعين قبيلة همدان بن زيد كبرى قبائل البلاد شمالا، فيما تمثل حاشد أكثر قبائل البلاد التي كان لها تأثيرها في صناعة القرار السياسي في صنعاء حتى قبل 2014م، وبخاصة من خلال شيخها الراحل عبد الله بن حسن الأحمر، مؤسس حزب التجمع اليمني للإصلاح عقب إعادة تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990م، والذي كان يحظى بدعم سعودي لامحدود، وتولى رئاسة مجلس النواب لفترة طويلة حتى وفاته عام 2008م؛ لتعقد القبيلة البيعة لابنه الأكبر صادق، الذي لم يستطع أن يملأ مقعد والده لأسباب مختلفة، لكن تأثير القبيلة السياسي لم يتأثر كثيراً إلا بعد دخول الحوثيين إلى صنعاء وسيطرتهم على مناطق شمال ووسط اليمن، حيث كان الراحل وأخوته في جبهة مناوئة للحوثيين، ولهذا بمجرد دخولهم صنعاء غادر معظم أبناء الشيخ الأحمر البلاد، وبقي الشيخ صادق وأخوه الشيخ حميّر المرشح الأبرز – حاليًا- لخلافة أخيه على زعامة القبيلة.ظل والدهم الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، أحد اقطاب صناعة القرار في صنعاء باعتباره كان يترأس الذراع القبلي الديني للسلطة حسب اتفاق نقل السلطة (غير معلن) لعلي عبد الله صالح عام 1978م، بل كان رئيسا موازيا للرئيس صالح، إذ مثل امتدادًا لسطوة القبيلة داخل مؤسسات الدولة منذ قيام الجمهورية في شمال البلاد عام 1962م؛ وهي السطوة التي تكرست منذ رئاسة عبد الرحمن الارياني (1967-1974) (الشطر الشمالي)، وتعززت أكثر خلال حكم صالح (1978-2012).مثلت علاقة القبيلة بالدولة موضوعًا لنقاشات وأطروحات عديدة على مدى العقود الستة الماضية… لا سيما وأنه كان لها تأثيرها السلبي الواضع للعيان من خلال تكريسها النهج التقليدي وتعزيز مكانة الأعراف التي تخدم مصالح المشائخ مقابل إضعاف القانون الذي يمثل هيبة الدولة، التي بدورها كانت أضعف من سطوة مشائخ القبائل، الذين بدورهم كانوا يمنحون القوة لمن يتولى السلطة.خلال انتفاضة الشباب عام 2011 انحازت القبيلة ممثلة في الشيخ صادق الأحمر لصفوف الشباب ما مثل اضعافًا للانتفاضة، من وجهة نظر بعض المراقبين؛ إذ إن انضمام القوى القبلية والعسكرية التقليدية المحسوبين على النظام لصف الشباب المدني الديمقراطي المطالب بدولة مدنية قد أصاب الانتفاضة في مقتل.اليوم بعد أن تغيرت خارطة التأثير القبلي في القرار السياسي لا سيما بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء ومناطق شمال ووسط اليمن… وفي الوقت ذاته بعد أن صار للحوثيين سلطتهم الواسعة، علاوة على تراجع دور القبيلة السياسي عما كانت عليه سابقا نتيجة تداعيات الحرب… لا أحد يعرف لمن ستُعقد البيعة لمشيخ قبيلة حاشد؛ وهل سيتفق مشائخ القبيلة على تنصب الأخ الأكبر للشيخ الراحل شيخًا لمشائخ القبيلة، وهو حميّر بن عبد الله الأحمر، الذي ما زال مقيمًا بصنعاء، وتقدم مشيعي أخيه اليوم؟ أم أن تأثير الواقع الجديد سيدفع بالمشائخ الآخرين إلى منافسة نجل الشيخ الأحمر وتنصيب زعيم قبلي جديد للقبيلة الأكثر تأثيرًا في تاريخ اليمن السياسي المعاصر؟!!
www.deyaralnagab.com
|