logo
الخرطوم..السودان: استمرار الهجمات على السجون… و«حميدتي» يتجول في محيط قصر الرئاسة!!
24.04.2023

استمرت الهجمات على السجون في لسودان، إذ قام مسلحون، الأحد، بمهاجمة سجن كوبر في الخرطوم بحري، الذي يضم قيادات النظام السابق، وإطلاق سراح النزلاء.وحسب مصادر سقط (7) سجناء في هذا الهجوم، بينما استطاع القوات المدافعة التحفظ على قيادات النظام البائد في مكان آخر.وفق المتابعات، فإن الرئيس السابق عمر البشير وعدد من القادة العسكريين والسياسيين التابعين للنظام القديم مازالوا يتلقون العلاج في مستشفى السلاح الطبي في أمدرمان.ويذكر أن المسلحين الذين نفى الطرفان صلتهم بهم، قاموا في وقت سابق بإخلاء النزلاء في سجن الهدى وسجن النساء في أمدرمان، وكذلك في سجن سوبا جنوبي الخرطوم.وفي سياق متصل، تداول ناشطون مقطع فيديو لقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، «حميدتي» متجولاً في محيط القصر الرئاسي، وكان قد أكد في وقت سابق وجوده في الخرطوم وبين جنوده وطالب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، بالظهور وعدم الاختفاء.إلى ذلك، قال الجيش إن قوات الدعم السريع في منطقة الفشقة الصغرى شرقي البلاد استسلمت واستجابة لقرار القائد العام للقوات المسلحة، كما أشار إلى انضمام قوة من الدعم السريع مقدرة بـ(25) عربة عسكرية بكامل عتادها على متنها (125) جنديا للجيش.ويتخوف مواطنون أن تعود المعارك بشكل أعنف بعد انتهاء الهدنة اليوم وإجلاء البعثات الدبلوماسية من الخرطوم.وطيلة الأيام الماضية، تمركزت الاشتباكات حول القصر الجمهوري والسوق العربي، والمنطقة المحيطة في مطار الخرطوم، وبالتحديد الأحياء الشرقية والجنوبية، بري، الرياض، المنشية، الجريف غرب، الخرطوم 2، الديوم الشرقية، العمارات، بالإضافة إلى محلية شرق النيل وبالتحديد أحياء كافوري والجريف شرق والحاج يوسف، فيما شهد منطقة شمال حي شمبات اقتتال عنيف، أمس الأول، دمر على أثره السوق الرئيسي في المنطقة وعدد من المصانع ومنازل المواطنين.جنوب الخرطوم هي الأخرى، كانت ميدانا للقتال خلال الأسبوع الماضي، خاصة في أحياء جبرة والصحافة ومنطقة الباقر وجياد. في الموازاة، استمرت القصف الجوي على منطقتي طبية الحسناب ومعسكر صالحة الخاصة بـ«الدعم السريع» غربي أمدرمان.في حين ظلت، مدينة أمدرمان الأكثر هدوءاً بعد أن استطاع الجيش دحر قوات «الدعم السريع» من معسكر «كرري» ليتمحور القتال بعدها حول هيئة الإذاعة والتلفزيون وأحياء الملازمين والشهداء، بالإضافة إلى اشتباكات متقطعة بالقرب من سلاح المهندسين التابع للجيش السوداني.ولقرابة أيام لم يتوقف القتال في حي «بري» شرقي العاصمة، وقال مواطنون لـ«القدس العربي» إن الأوضاع أصبحت لا تطاق بسبب الرعب المتواصل والنقص الحادة في المياه والغذاء وانقطاع الكهرباء وتزايد عدد القتلى والمصابين وسط المدنيين.وأوضح عضو لجان المقاومة، محمد عمر فرنساوي، إن حي «بري» شهد مقتل (11) شخص بينهم طفلة رضيعة وبالإضافة إلى انهيار عدد من المنازل وعدم استطاع عدد مقدر من مرضى الكلى القيام الوصول إلى المشافي والقيام بغسيل الكلى الروتيني، مبيناً أن هناك صيدلية واحدة فقط تعمل في الحي وشبه انعدام لدقيق الخبر مع إغلاق المحلات التجارية والأسواق وانقطاع الكهرباء والمياه في مناطق متفرقة.وقال لـ«القدس العربي»: «خلال الثلاثة أيام الماضية رصدنا 8 إصابات بالرصاص والأخيرة كانت في الفم لطفلة عمرها 8 سنوات».المعارك التي تدور في الخرطوم أخذت عدة أشكال وتبادل الطرفان السيطرة على المناطق الاستراتيجية، ويلاحظ أن، في الوقت الذي قصف طيران الجيش معسكرات الدعم السريع الرئيسية وقامت بتدميرها، انتشرت الأخيرة على طول الشوارع، خاصة في بحري وجنوب الخرطوم وشرق النيل وحاولت الاحتماء بالأحياء السكنية تجنباً للطالعات الجوية.ويشار أن قوات «الدعم السريع» تعتمد في معاركها على الكثافة النارية في الهجوم بينما يقاتل الجيش معتمداً على النوعية في الضربات وتحديد الأهداف والتركيز على سلاح الطيران والمدفعية لحسم المعارك، ويجدر الإشارة كذلك أن الجيش يقاتل بخطوط إمداد مفتوحة ومواقع للتموضع وإعادة الانتشار بينما تستنزف قوات الدعم السريع مقدراتها بلا إمداد ولا مواقع للتراجع.«من غير السليم النظر إلى العمليات العسكرية التي تجري الآن بالخرطوم ومناطق أخرى وفق منظور الانتصار أو الهزيمة أو السيطرة والاندحار» حسب، حسام الدين ذو النون مستشار إدارة المعلومات وتحليل البيانات. إذ يوضح لـ«القدس العربي» أن «طبيعة القوات المسلحة وعقيدتها القتالية والأهداف الكلية التي تسعى لتحقيقها وطريقة عملها، لا تقارن بالعقيدة القتالية للدعم السريع كقوة خفيفة الحركة ذات مرونة عالية ومقدرة على التنقل من مكان لآخر حيث أن طبيعة مهامها وتكوينها يجعلها ذات أهداف قصيرة المدى تعمل على تحقيقها بأحداث أكبر قدر من الإضرار، ولا تتمسك بالأرض، إلا بصورة مؤقتة لتحقيق أهداف تكتيكية».وبيّن أن «قوات الدعم السريع تطبق حرب العصابات الشهيرة أضرب وأهرب، لكن من الواضح أن الهدف الأساسي من شن هذه الحرب قد فشل تماماً لأن السيطرة مازالت للجيش على معظم الوحدات العسكرية، كما لم يتم القبض على القائد العام للجيش».ورأى أن «الفشل الأكبر للدعم السريع تتمثل في عدم استطاعه تحييد سلاح الطيران» لافتاً إلى أن «الجيش استطاع التحرك مع ساعة الصفر وأفشل عملية المفاجأة التي أربكت قوات الدعم السريع وتحول الأمر إلى قتال شوارع يأخذ زمنا أطول مما تم التجهيز والإعداد له».وقال «خطط الجيش إنهاك الدعم السريع عبر استخدام سلاح الطيران وأفقدها الكثير من قدراتها القتالية وتناقص الذخائر، كما عدم تحقيق أي من أهدافها الرئيسية له دور مؤثر على الروح المعنوية وقدرة الصمود لفترة أطول». وأضاف: «السيطرة والمبادرة بيد الجيش الذي تفوق على الدعم السريع رغم انتشاره الكبير».وزاد: «انتشار الدعم السريع بلا هدف سوى البقاء والحفاظ على النفس بقدر الإمكان وليس بدافع كسب المعركة التي فقدوها منذ البداية».
ووفقاً له،» الدعم السريع يمتاز بمرونة الحركة والقدرة على التنقل من مكان لآخر بسرعة كبيرة كما أن عقيدته القتالية ليس من بينها مبدأ الدفاع عن الأرض فمتى ما تم مهاجمتهم في موقع وحدثت فيهم خسائر تنسحب تلك القوة في مجموعات صغيرة لتقليل الخسائر مبتعدة عن الخطر بأسرع ما يمكن وعندما يزول تعود للتجمع مرة أخرى لتعود لنفس الموقع إذا كان ذا خصوصية استراتيجية لهم أو التحرك لموقع آخر وتعيد الكرة عند أي هجوم عليها».واعتبر أن «أكثر طا يميز الدعم السريع هو في الوقت نفسه يعتبر أحد عناصر هزيمتها وكبح قدرتها على تحقيق الهدف الأساسي من هذه الحرب إلا وهو التعبئة القتالية التي تعتمد بصورة أساسية على التحشيد القبلي والعداء المناطقي والجهوي» مبيناً أن ذلك أفقدها «قومية الهدف والتكوين».!!
*القدس العربي


www.deyaralnagab.com