logo
انقرة..تركيا : حشد وتحشيد...الانتخابات التركية: إردوغان وأوغلو يحشدان أنصارهما عشية حسم الرئاسة!!
28.05.2023

تدخل تركيا صباح الأحد يوم حسم الانتخابات الرئاسية بجولتها الثانية المقررة بين الرئيس المنتهية ولايته، رجب طيب إردوغان، ومنافسه عن المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو. ومن المزمع أن تفتح مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي، فيما ستعرف النتائج الأولية مساء.وكان إردوغان قد حصل على 49,5% من الأصوات في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 14 أيار/مايو مقابل 45% لمنافسه أوغلو.ومنذ ذلك الحين، حاول أوغلو مرشح التحالف من ستة أحزاب من اليمين القومي وصولا إلى اليسار، عبثا تعبئة مؤيديه بما يشمل اليمين.وانتشر أنصاره في شوارع المدن الكبرى لوضع منشورات في المباني تطالب السكان بالتصويت الأحد وكتب عليها "أيها الجيران، لا تنسوا الدورة الثانية في 28 أيار/مايو".ولكن خلافا للرئيس المنتهية ولايته الذي كان حاضرا في كل مكان على المدرجات وعلى شاشات التلفزيون، كان على كمال كيليتشدار أوغلو أن يخوض معركة قوية لإيصال صوته في مختلف أنحاء البلاد.وقال إردوغان، السبت، خلال مراسم أقيمت في الذكرى الـ63 لانقلاب 27 أيار/ مايو 1960، إن "الديمقراطية في بلاده نالت ضربة ثقيلة يوم انقلاب 27 أيار/ مايو 1960، مبينا أنهم وبعد 63 عاما ينتظرون بفارغ الصبر الإعلان للعالم أجمع انتهاء حقبة الانقلابات في تركيا الأحد".وفي 27 أيار/ مايو 1960، شهدت تركيا انقلابا عسكريا على حكومة عدنان مندريس، نفذه جنرالات وضباط وضعوا أياديهم على السلطة في البلاد آنذاك، وقاموا بإعدام مندريس رفقة بعض الوزراء بعد نحو 16 شهرًا من الانقلاب.وأشار إردوغان إلى وجود الكثير من الآلام والمآسي والتضحيات في تاريخ الشعب التركي، مردفا "لذا فإنه يعرف جيدا قيمة الديمقراطية".وأردف "بعد مرور 63 عاما على انقلاب 27 أيار/ مايو 1960، ننتظر بفارغ الصبر الإعلان للعالم أجمع الأحد، انتهاء حقبة الانقلابات في تركيا".وأضاف أن "المشاركة العالية في الانتخابات التي شهدتها بلاده يوم 14 أيار/ مايو الجاري، يعد مؤشرا بارزا على دفاع شعبه عن الديمقراطية".وأكد أن "الانتخابات في بلاده تجري بشكل شفاف ونزيه وبنسبة مشاركة لا مثيل لها حول العالم ويقوم العديد من أنصار المعارضة التركية، بشكل مستقلّ عن الأحزاب التي يأخذون عليها عدم تحركها على الأرض، بتعبئة واسعة بين الناخبين لدفعهم للتصويت لكمال كيليتشدار أوغلو في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، فيطرقون أبواب المنازل موزّعين الزهور والحلوى ورسائل إقناع، في ظاهرة جديدة من نوعها.وتقول بهيس سايات (40 عاماً) التي تدير وكالة إعلانات في إسطنبول "لا مجال لليأس".بالنسبة إليها، بدأ كلّ شيء عبر مجموعة على تطبيق "واتس آب" أنشأها سكّان حيِّها، الذين يأملون في التغلّب على الانقسامات وتبادل الأفكار مع ناخبين من المعسكر المعارض.وتضيف سايات "غداة الدورة الأولى، بدأنا البحث عن طرق للتغلّب على الاستقطاب والوصول إلى الأشخاص الذين يؤمنون بالدعاية الحكومية".وفي الرسالة التي كتبتها سايات ووزّعتها على أكثر من 600 شخص في حيّها بمساعدة صديقاتها، تقول "جاري العزيز، إنّهم يكذبون عليك ومستقبل بلادنا يُقلقنا".وظهرت رسائل مماثلة في جميع أنحاء تركيا، تدعو خصوصا المتغيّبين الـ8,3 ملايين عن الدورة الأولى، للتصويت في الثانية.وتتخذ هذه "الطريقة الجديدة في ممارسة السياسة" انطلاقا من القاعدة، أشكالا فنية أحيانا، إن كان عبر مقاطع فيديو أو عبر ملصقات ابتكرها مستخدمو الإنترنت لدعم المعارضة، أو غيرها من الأساليب.وفي هذا الإطار، أنتجت كوراي أونات (32 عاما) التي تعمل في مجال الفنون السمعية والبصرية مقطعا لأغنية انتقادية لاذعة تمّت مشاركتها أكثر من مليون ونصف مليون مرّة عبر "تويتر".وتحمل الأغنية كلمات تنتقد إردوغان الذي تصفه بـ"السلطان"، مع عرض صور له ولتظاهرات طلابية تعرضت للقمع، ولمدن دمّرها الزلزال الذي أودى بأكثر من 50 ألف شخص في شباط/فبراير في تركيا.وتقول أونات "جعلَنا المقطع نشعر بأنه يمكن أن يكون لنا تأثير. لقد فعلنا ما في وسعنا للفوز في هذه الانتخابات".من جهته، يقول علي غول من مجموعة "الأتراك الشباب" التي تقود أيضا حملة مدنية لصالح كيليتشدار أوغلو "ليس من السهل الوصول إلى الناس الذين لا يشاهدون سوى القنوات الموالية للحكومة".ويرى الصحافي في صحيفة "بيرغون" أوزان غاندوغدو أن مثل هذه المبادرات يمكن أن يكون لها تأثير غير متوقّع.وقوبلت دعوته ناخبي المعارضة عبر "تويتر" للتحدّث "مع مناصري إردوغان والتغلّب على خطاب الكراهية" بآلاف الردود.وقال "نحن 25 مليونا. علينا إقناع 1,5 مليون من مناصري إردوغان، من أجل الفوز. عندما تنظرون إلى الأمور على هذا النحو، فإنّ الصورة ليست ميؤوسا منها".ومع ذلك، يُدرك غاندوغدو أنّ المهمة لا تزال صعبة.ويقول "العقل يقودنا إلى التشاؤم. نظام الرجل الواحد يهيننا منذ أشهر. تمّت تسميتنا بأنّنا من دون عَلَم، من دون وطن، من دون دين، إرهابيون... ولكن الناس يقاتلون لإنقاذ شرفهم ولإبراز إرادتهم عبر صندوق الاقتراع".وأمضت غامزة وهي أم لثلاثة أطفال، ثلاث ساعات على الهاتف في محاولة لإقناع زميلتها السابقة التي تصوّت لإردوغان، ولكن من دون جدوى.غير أنّ جهودها نجحت مع بعض من في محيطها.كذلك، تطوّعت مع زوجها للعمل كمراقبين خلال عملية الاقتراع، مع منظمة غير حكومية تتصدى للتزوير الانتخابي.وتقول "هذه فرصتنا الأخيرة (...) شعرنا بإحباط شديد غداة الدورة الأولى. ولكنّني أؤمن بالأمر الآن. تمّ حشد الجميع".دخلت تركيا فترة الصمت الانتخابي اعتبارا من الساعة السادسة من مساء السبت، عشية الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية.ووفقا للمادة 49 من القانون رقم 298 الخاص بالأحكام الأساسية للانتخابات وسجلات الناخبين، فإن فترة الدعاية الانتخابية تبدأ قبل 10 أيام من موعد الانتخابات، وتنتهي في السادسة من مساء اليوم السابق للانتخابات.وبناء على ذلك، انتهت بحلول الساعة السادسة الفترة الممنوحة من أجل حملات الدعاية السياسة للمرشحين المتنافسين في الجولة الثانية.وتحظر السلطات التركية حتى الساعة السادسة من مساء يوم التصويت نشر الأخبار والتوقعات والتعليقات الخاصة بالانتخابات ونتائجها، وتسمح بنشر الأخبار والبلاغات الصادرة عن الهيئة العليا للانتخابات فقط بين الساعة السادسة والتاسعة مساء.وبداية من الساعة التاسعة مساء من يوم الانتخابات يُرفع حظر النشر الانتخابي. ويمكن للجنة العليا للانتخابات أن تقرر رفع الحظر قبل الساعة التاسعة إذا ارتأت ما يستوجب ذلك.وبحسب قرار الهيئة العليا للانتخابات، يحظر بيع المشروبات الكحولية واستهلاكها في الأماكن العامة ابتداء من الساعة 06:00 من يوم الانتخابات حتى الساعة 00:00 منتصف الليل.كما يحظر حمل السلاح لغير قوات الأمن والمكلفين بحماية الأمن العام.ويمكن إقامة حفلات الزفاف بعد الساعة 18:00 يوم الانتخابات بشرط اتباع قواعد الحظر الانتخابي والقواعد المحدد في هذا الإطار.


www.deyaralnagab.com