logo
نواكشوط..موريتانيا : أزمة مياه تضرب العاصمة الموريتانية.. و”ثلاثة أرباع السكان مهددون بالعطش”!!
13.08.2023

أرجعت الحكومة الموريتانية أزمة انقطاع مياه الشرب، التي تشهدها العاصمة نواكشوط، منذ أسبوع، إلى “ارتفاع كبير في منسوب الطمي في مياه نهر السنغال، المصدر الرئيس لتموين العاصمة”، مؤكدة أن “الطمي ناجم عن الأمطار الغزيرة التي عرفتها مناطق ضفة النهر، وأن تكدّسه أغلق مصافي المياه الواصلة للمضخة الرئيسية”.وتزامنَ هذا الانقطاع مع موجة حرّ شديدة جعلت المواطنين يتعرضون للعطش الخطير، كما دفعت الأغنياء والقادرين على استهلاك المياه المعدنية ذات السعر الغالي جداً.ولإغاثة المواطنين، كلّفت الحكومة ولاةَ نواكشوط والجهات المعنية بالمياه، بتوزيع الصهاريج والشاحنات على ولايات العاصمة كحل مؤقت لتوفير المياه لساكنة العاصمة بشكل مجاني إلى أن تنتهي الأزمة.وأكد إسماعيل ولد عبد الفتاح، وزير المياه والصرف الصحي الموريتاني في توضيحات للصحافة أن “أزمة العطش التي تضرب العاصمة نواكشوط ستنتهي في أقل من أسبوع”، مشيرًا “إلى أن السلطات اتخذت إجراءات لتخفيف الأزمة خلال هذه الأيام من خلال خطة استعجالية بدأت تؤتي بنتائج إيجابية”.وأكد الوزير أن “الإنتاج اليومي من المياه سيعود إلى طبيعته في أقل من أسبوع”.وأشار “إلى أن إنتاج المياه عبر مشروع آفطوط الساحلي، الذي يصفي مياه النهر وينقلها للعاصمة عبر 230 كلم، قد تراجع من 130 ألف متر مكعب، إلى 70 ألف متر مكعب فقط”.وأكد الوزير “أن من أسباب الأزمة تأخراً في تنفيذ توسعة وتأهيل منشآت الإنتاج في مشروع آفطوط الساحلي، حيث كان من المبرمج في التصاميم الفنية للمشروع، أن تنجز هذه التوسعة قبل سنة 2020”.
وكحل للأزمة على المدى الطويل، أكد الوزير “أن الحكومة عبأت الموارد المالية الضرورية لإعادة تأهيل منشآت آفطوط الساحلي، ولزيادة الإنتاج في حقل “إديني” الواقع شرق العاصمة، ليصبح 100 ألف متر مكعب، بعد أن كان 45 ألف متر مكعب فقط”.وتحدث الوزير عن “إنجاز محطة لتحلية مياه البحر ستمكّن من تنويع مصادر الإنتاج، وتقوية وتأمين حاجيات المدينة من مياه الشرب في الأفق المتوسط”.وأثارت هذه الأزمة احتجاجات الساسة والمدونين، حيث أكد النائب عبد السلام حرمه، رئيس حزب “الصواب” المعارض، “أن أزمة العطش أزمة وطنية غير مقتصرة على العاصمة بل إنما محسوسة في كل نقطة من نقاط الوطن”.وقال، في تدوين على صفحته على فيسبوك: “إن ثلاثة أرباع سكان موريتانيا يفتك بهم العطش والتصحر والتهميش والعزلة، وغياب التعامل المسؤول المرجو مع هذه الكارثة”.ودعا النائب البرلماني “الرئيس الموريتاني إلى العمل من أجل توفير مياه للشرب بالمناطق التي تعاني العزلة والتصحر والعطش، ومن بينها مدينة تجكجه شمال شرق البلاد”.وأضاف أن “سكان مدينة تجكجه، سبق أن خرجوا في مظاهرات، وأطلقوا نداء أكثر من مرة مطالبين بتوفير مياه صالحة للشرب”، مضيفاً أن “أزمة العطش بمدينة تجكجه في تفاقم مستمر”.وأشار النائب حرمه إلى “أن النقص الحاصل في المياه انعكس بشكل مباشر على حياة هذه المدينة التي يعتمد أغلب سكانها على النخيل في عيشهم”.وحذر النائب “من خطورة استمرار تجاهل مطالب السكان بشأن توفير مياه للشرب، لأن ذلك يهدد السكان، ويدمر ما تبقى من ثروة حيوانية”.
وأضاف أن “هذا الوضع يتطلب القيام الفوري بحلول ظرفية عاجلة لسكان ولاية تغانت، ولغيرهم من سكان المدن الأخرى التي تعاني من واقع مشابه، حتى تزول غمة الحر، على أن تباشر مصالح القطاع المعنية بدراسة جدية لواقع المياه واستغلال المدخرات الإستراتيجية الكبيرة منه على طول النهر، والبحث عن فرص إقامة مزيد من السدود والتنقيب عن مصادر جديدة للمياه الجوفية لتفادى وقع أزمة عطش بنيوية”.!!


www.deyaralnagab.com