الخرطوم..السودان : مقتل أكثر من 30 مدنياً في الخرطوم 23 منهم في قصف جوي!!
12.01.2024
قتل 33 مدنياً على الأقل في الخرطوم، الخميس، قضى 23 منهم في قصف جوي للجيش على منطقة تقع في جنوب شرق العاصمة، وفق ما أفادت، أمس الجمعة، منظمة «محامو الطوارئ» المستقلة التي ترصد الانتهاكات وتحصي الضحايا المدنيين. وفي الأثناء، أكدت رئيسة منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف في السودان أنه إذا استمرت الحرب، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، فإن «كارثة جيلية» ستحدث في البلاد أولى ضحايا 24 مليون طفل سوداني.وأدى النزاع إلى سقوط أكثر من 12 ألف قتيل، حسب تقديرات المنظمة غير الحكومية «مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة والأحداث» (أكليد). كما أدت الحرب إلى نزوح أكثر من سبعة ملايين شخص، كما تقول الأمم المتحدة.وقالت إن «قصفاً جوياً في منطقة سوبا تسبب بمقتل 23 مدنياً (…) والعديد من الإصابات بينها أصابات خطيرة». وفي الحزام الجنوبي للخرطوم، قالت «لجنة المقاومة» المحلية التي تدير التعاون بين سكان الحي، الخميس، إن «عشرة مدنيين قتلوا غي تبادل لقصف مدفعي في حي سكني وسوق محلية».وأخفقت الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إجراء مفاوضات سلام في السودان، التي تبذلها خصوصاً الولايات المتحدة والسعودية، ومؤخراً الكتلة الإقليمية لشرق أفريقيا «إيغاد». وقبل اندلاع المواجهات بينهما، تعاون البرهان ودقلو لتنفيذ انقلاب وإطاحة ممثلي المجتمع المدني من السلطة في تشرين الأول/أكتوبر 2021، ما وضع حدًا لسنتين من الانتقال الديمقراطي.في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»، قالت رئيسة منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف في السودان، مانديب أوبريان، إن «النزاع في السودان يعرض للخطر صحة 24 مليون طفل، وبالتالي مستقبل البلاد، ما قد يترتب عليه عواقب وخيمة للمنطقة بأسرها». وأضافت «إن مستقبل البلاد في خطر، فقرابة 20 مليون طفل لن يذهبوا إلى المدرسة هذا العام إذا لم يكن هناك تحرك سريع».وتؤكد أن بين هؤلاء النازحين واللاجئين «3.5 مليون طفل»، مشيرة إلى أن «14 مليون طفل بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة» في السودان الذي يبلغ عدد سكانه 48 مليون نسمة وطالت فيه الحرب معظم المناطق.قبل الحرب، كان سوداني من كل ثلاثة يعاني من الجوع كما لم يكن سبعة مليون طفل يذهبون إلى المدرسة خصوصاً في المناطق الريفية حيث يعيش أكثر من ثلثي السكان.وجاءت الحرب لتضيف إلى المشكلات التي يعاني منها السودان، ثالث منتج للذهب في إفريقيا، بفعل سنوات من النزاعات المتكررة، وحيث أنهت ثورة شعبية في العام 2019 ثلاثين عاماً من الحكم العسكري-الإسلامي الدكتاتوري.اليوم، تقول أوبريان، إن «ملايين الأطفال معرضون للموت والإصابة والتجنيد (في العمل المسلح) والعنف والاغتصاب».ولا تكف الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية عن التحذير من استخدام الأطفال كجنود في السودان حيث لجأت الميليشيات القبلية إلى الأطفال للمشاركة في القتال منذ زمن طويل. وتوضح أوبريان أنه مع التدمير شبه الكامل للبنية الأساسية في السودان والهجمات على المنظمات الإنسانية ونهب مستودعاتها، حُرم «7.4 ملايين طفل من الحصول على مياه الشرب النظيفة، كما أن أكثر من 3.5 مليون طفل معرضون للإصابة بأمراض مرتبطة بظروف النظافة الصحية مثل الكوليرا» التي أدت بالفعل إلى وفاة العشرات في السودان خلال الشهور الأخيرة.وتؤكد أوبريان أن «التأثير على الأطفال لا يمكن تخيله»، فيما قالت اليونيسف في تشرين الأول/أكتوبر أن «700 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد و100 ألف طفل بحاجة إلى علاج من سوء التغذية الحاد المصحوب بمضاعفات طبية».
أما الأطفال الذين لم يولدوا بعد فهم أيضاً في خطر. وقالت المسؤولة الأممية: «في 2024، سيولد 1.3 مليون طفل، ولا بد من توفير دعم مهني للأمهات» في حين أن غالبية المستشفيات خارج الخدمة.وفي تقريرها السنوي الذي نشرته الخميس، أدانت هيومن رايتس ووتش «الانتهاكات الكثيفة» لحقوق المدنيين في السودان من قبل طرفي النزاع، مشيرة خصوصاً إلى «الإفلات من العقاب» الذي أدى إلى «دوامات متكررة من العنف» منذ عشرين عاماً. ودانت المنظمة الحقوقية سياسة الكيل بمكيالين، قائلة إن «الحكومات الغربية رفضت في البداية دعم آلية تتيح نظاماً للمحاسبة في السودان لأنها لم تكن تريد أن تمنح لا الجهد ولا الموارد نفسها التي خصصتها لآلية مماثلة في أوكرانيا».كل هذا في غياب أي أفق للسلام، وفي غياب مفاوضات بين الطرفين المتحاربين.ومنذ مطلع العام الحالي، بدأ الفريق دقلو جولة دولية تستهدف جذب التعاطف، بل إنه وقع إعلاناً للسلام مع رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، الذي شارك مع البرهان في ازاحته عن السلطة عام 2021، لكي يجعل من نفسه محاوراً لا غنى عنه في أي مفاوضات حول مستقبل السودان، وفق الخبراء.مساء الخميس، أكد دقلو أنه قدم «عبر الهاتف» إلى السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «رؤيته لوضع نهاية للحرب وإعادة بناء الدولة السودانية على أسس منصفة».
www.deyaralnagab.com
|