خاركيف..اوكرانيا : روسيا تستهدف يومياً المدن الرئيسية الأوكرانية وكييف تتهمها باستخدام ذخائر عنقودية!!
01.05.2024
يطلق الجيش الروسي الصواريخ والطائرات المسيرة على المدن الرئيسية الأوكرانية، خصوصاً خاركيف وأوديسا، بشكل يومي تقريباً بعد أكثر من عامين منذ بدء الاجتياح الروسي. والثلاثاء قُتل شخص على الأقل وأصيب تسعة في غارات على خاركيف، ثانية مدن أوكرانيا التي تتعرض للقصف، بحسب حصيلة جديدة للسلطات، فيما نددت السكك الحديد بهجوم «استهدف» شبكتها. وقال رئيس بلدية المدينة إيهور تيريخوف عبر تطبيق «تلغرام» الثلاثاء، إن عدة أهداف مدنية تضررت بسبب الغارة.وترددت الأنباء عن استخدام قنابل انزلاقية في الهجوم على خاركيف، التي تقع على بعد 30 كيلومتراً فقط من الحدود الروسية. وفي غضون ذلك، ارتفع إلى خمسة أشخاص عدد القتلى في أعقاب هجوم صاروخي روسي على مدينة أوديسا الساحلية بجنوب أوكرانيا الاثنين. ووفقاً للسلطات، لا يزال هناك 23 مصاباً يخضعون للعلاج في المستشفيات.واتهمت أوكرانيا، الثلاثاء روسيا بإطلاق ذخائر عنقودية خلال هجومها الصاروخي الذي استهدف مدينة أوديسا الساحلية في أوكرانيا. وقال مكتب المدعي العام الأوكراني، في بيان عبر تطبيق «تلغرام»، تعليقاً على الهجوم الذي وقع الاثنين: «هذا سلاح عشوائي يمكن أن يتسبب في حدوث خسائر فادحة بين السكان المدنيين».وقال البيان إنه تم العثور على شظايا معدنية في دائرة نصف قطرها 1.5 كيلومتر من موقع الارتطام. ورافق البيان مقطع فيديو يظهر انفجارات ناتجة عن صاروخ باليستي من طراز إسكندر، وقد أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 30 آخرين بجروح. واتهم مكتب المدعي العام الأوكراني الضباط الروس المسؤولين باستخدام السلاح عمداً لقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين.وشنّت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 وفي خضم النزاع، نشر الجانبان ذخائر عنقودية، وهي أسلحة متفجرة تنثر ذخائر صغيرة، رغم أن استخدامها محظور.ولم توقع روسيا ولا أوكرانيا على الاتفاقية الدولية لحظر الذخائر العنقودية، والتي دخلت حيز التنفيذ في عام 2010. وأطلقت أوكرانيا مؤخراً صواريخ مزودة بهذا النوع من الذخائر وفرتها الولايات المتحدة على أهداف في شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود، والتي ضمتها روسيا في عام 2014.كما كثفت روسيا في الآونة الأخيرة هجماتها على السكك الحديدية الأوكرانية الضرورية للتجارة ونقل المدنيين والإمدادات العسكرية. وقال الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف إن القوات الروسية قصفت مدينة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا «بقنابل جوية موجهة». وأضاف أن مدنياً قتل. وأعلن لاحقاً أن عدد الجرحى ارتفع إلى تسعة أشخاص. وقالت شركة السكك الحديدية إن الشخص الذي قُتل يبلغ من العمر 24 عاماً، وإن أحد الجرحى من موظفيها. وندّدت في بيان «بالهجوم الجديد للعدو الذي يستهدف البنى التحتية المدنية للسكك الحديدية».وكان قد صرح مسؤول أمني أوكراني كبير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» الجمعة أن روسيا تسعى من خلال استهداف السكك الحديد إلى «شل» الإمدادات العسكرية، خصوصاً المعدات الغربية بهدف شن هجوم جديد.وشهدت أوكرانيا صعوبات على الجبهة في الأشهر الأخيرة ومخاوف من أن تشن موسكو هجوماً كبيراً في الأسابيع المقبلة. وتعد البنى التحتية للسكك الحديدية حيوية بشكل خاص في أوكرانيا؛ لأنه منذ بداية الغزو الروسي في فبراير 2022، شلت حركة الملاحة الجوية المدنية برمتها.في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، أنها أسقطت ستة صواريخ من نوع «أتاكمس» بعيدة المدى زودت بها الولايات المتحدة أوكرانيا في الفترة الأخيرة، فيما قال حاكم شبه جزيرة القرم إن ذخائر سقطت على أراضيه. وكانت واشنطن أعلنت الأسبوع الماضي أنها أرسلت هذه الصواريخ إلى أوكرانيا التي كانت تطالب بها منذ فترة طويلة لتتمكن من ضرب مناطق خلف خط الجبهة. وأوضحت الوزارة الروسية في بيان أن الدفاع الجوي الروسي دمر ستة صواريخ من نوع «أتاكمس»، «خلال الساعات الـ24 الماضية» من دون تحديد مكان حصول ذلك. لكن حاكم شبه جزيرة القرم سيرغي أكسيونوف حذّر سكان هذه المنطقة من وجود «ذخائر غير متفجرة» متناثرة بعد تدمير «صواريخ أتاكمس». وأشار المسؤول إلى منطقة سيمفيروبول، إحدى المدن في شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو عام 2014. وأرفق رسالته بصورة لكرة على الأرض، وهي، حسب قوله، إحدى «الذخائر» المعنية. لم تذكر روسيا ما إذا كانت الصواريخ أو الحطام المتساقط سببت أي أضرار، ولم تدل أوكرانيا بأي تعليق.الأسبوع الماضي أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة أرسلت «صواريخ أتاكمس» إلى أوكرانيا في فبراير الماضي؛ «بناء على طلب مباشر من الرئيس جو بايدن». وكانت أوكرانيا استخدمت «صواريخ أتاكمس» الأميركية للمرة الأولى في أكتوبر (تشرين الأول) ضد روسيا، لكن تلك التي أرسلت مؤخراً لها مدى أطول يصل إلى 300 كيلومتر. وكانت أوكرانيا تسعى للحصول عليها من أجل ضرب طرق الإمداد الروسية أو المستودعات أو المقرات العسكرية البعيدة عن خط الجبهة.والأسبوع الماضي، أكد الكرملين أن هذا الإمداد الجديد لن يغير شيئاً في النزاع.وتتقدم القوات البرية الروسية على طول خط المواجهة في شرق أوكرانيا، حيث تواجه قوات كييف نقصاً في الذخيرة في الأسابيع الأخيرة. وأعلنت موسكو في الأيام الأخيرة سيطرتها على قرى عدة في شرق أوكرانيا. وقال الجيش الروسي، الاثنين، إنه سيطر على سيمينيفكا، في شمال غربي أفدييفكا.وأصرّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وكان يقف إلى جانب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في كييف، على أنّه «علينا أن نحبط معاً الهجوم الروسي»، مشيراً إلى أنّ روسيا «تحاول الإفادة» من التأخير في المساعدات الغربيّة.وحضّ زيلينسكي الغرب على تسريع إمدادات الأسلحة من أجل «إحباط» الهجوم الكبير الجديد الذي تستعدّ موسكو له، وفق كييف. وقال: «المدفعية والقذائف عيار 155 ملم، والأسلحة البعيدة المدى، وأنظمة الدفاع المضادة للطائرات، خصوصاً أنظمة باتريوت. هذا ما يملكه شركاؤنا وهذا ما يجب أن يكون موجوداً الآن هنا في أوكرانيا لتدمير طموحات إرهابيي روسيا».ومنذ فشل هجومهم المضادّ في صيف عام 2023 بات الأوكرانيّون في موقف دفاعي. وواصلت روسيا قضم أراض في الشرق رغم الخسائر الفادحة منذ بداية العام في مواجهة الجيش الأوكراني الذي يفتقر إلى الذخيرة.من جانب آخر، قال متحدث باسم إدارة الحدود الأوكرانية لوكالة «يوكرينفورم» للأنباء إن نحو 30 رجلاً أوكرانياً لقوا حتفهم خلال محاولات لعبور الحدود بشكل غير قانوني، وتجنب القتال في الحرب التي بدأتها روسيا عام 2022.ونقلت الوكالة في وقت متأخر الاثنين عن المتحدث أندريه ديمتشينكو القول: «فقد البعض حياتهم خلال محاولتهم عبور نهر بين المرتفعات، أو اجتياز الجبال».وفيما عدا بعض الاستثناءات، لا تسمح الأحكام العسكرية في أوكرانيا للرجال الأوكرانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً بمغادرة البلاد؛ لأنه قد تتم تعبئتهم للقتال.وقالت خدمة حرس الحدود الحكومية في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي إن 24 رجلاً لقوا حتفهم أثناء محاولات لعبور نهر تيسا على حدود أوكرانيا مع رومانيا.وقال ديمتشينكو إن حرس الحدود كشف عن حوالي 450 مجموعة إجرامية حاولت تهريب الأشخاص عبر الحدود منذ بداية الحرب. وفي وقت سابق من أبريل (نيسان)، قال ديمتشينكو للإذاعة الأوكرانية إنه يتم في المتوسط توقيف عشرة رجال كل يوم خلال محاولات لمغادرة أوكرانيا بشكل غير قانوني.وعلقت أوكرانيا الأسبوع الماضي تقديم الخدمات القنصلية للمواطنين الذكور الذين يبلغون سن الخدمة العسكرية حتى 18 مايو (أيار)، منتقدة رعاياها في الخارج ممن قالت إنهم يتوقعون الحصول على دعم من الدولة دون مساعدتها في معركة البقاء في الحرب أمام روسيا.
www.deyaralnagab.com
|