طبع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عهده بإعلان انضمام الولايات المتحدة رسميا إلى الحرب الإسرائيلية على إيران، وذلك بتنفيذ هجوم وصفه بأنه “ناجح للغاية” استهدف ثلاثة مواقع نووية في إيران، هي منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، فيما اعتبر مسؤولون أمريكيون ما حصل تدميرا للبرنامج النووي الإيراني.وقال ترامب في منشور على منصة “تروث سوشيال”إن الطائرات الأمريكية “أسقطت حمولة كاملة من القنابل” على مواقع فوردو ونطنز وأصفهان قبل مغادرتها المجال الجوي الإيراني “بسلام” .ومع انطلاق عملية “مطرقة منتصف الليل”، أقلعت مجموعة من قاذفات بي-2 من قاعدتها في ميزوري، وشوهدت وهي تتجه نحو جزيرة غوام في المحيط الهادي، فيما اعتبره الخبراء تمهيدا محتملا لقصف إيران، لكن ذلك لم يكن سوى عملية خداع. فلقد كشف الجيش الأمريكي أن المجموعة الحقيقية المكونة من سبع قاذفات شبح من طراز بي-2 ذات الأجنحة الشبيهة بجناح الخفاش، حلقت شرقا دون أن تُكتشف لمدة 18 ساعة، مع الحفاظ على الحد الأدنى من الاتصالات والتزود بالوقود جوا.ومع اقتراب القاذفات من المجال الجوي الإيراني أطلقت غواصة أمريكية أكثر من عشرين صاروخ كروز من طراز توماهوك التي تستخدم للهجوم البري. وفي عملية خداع، حلقت مقاتلات أمريكية أمام القاذفات للبحث عن أي طائرات مقاتلة أو صواريخ إيرانية.وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن القاذفات أسقطت قنبلتين خارقتين للتحصينات من طراز جي بي يو ـ 57 بزنة 30 ألف رطل على فوردو و14 قنبلة خارقة أخرى على نطنز وأصفهان. وشاركت في العملية أكثر من 125 طائرة عسكرية أمريكية.وتوعدت إيران بالرد الحازم على الهجمات، وقالت إن واشنطن ستندم على مهاجمة منشآتها النووية.ووصف الحرس الثوري الهجوم بأنه “عدوان عسكري غير قانوني”، نُفّذ بتنسيق كامل بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وأكد أن إيران، ضمن حقها المشروع في الدفاع عن النفس، باتت تنظر في خيارات “تفوق حسابات المعسكر المعتدي”، محذرًا بالقول: “كل من يهاجم أرضنا عليه أن يكون مستعدا لتلقي ردود ستجعله يندم” .كذلك قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن بلاده عازمة على حماية نفسها من “العدوان العسكري الأمريكي، وكذلك من العدوان الإسرائيلي” .وأضاف أن بلاده تواجه “موقفا عدوانيا وعلينا أن نرد بالقدر اللازم وبما نحتاج إليه في إطار حقنا في الدفاع عن أنفسنا” .وأكد أن الإدارة الأمريكية هي المسؤولة لوحدها أمام هذا “العمل غير القانوني والخطير”، محملا واشنطن أيضا نتائج وتداعيات الهجوم.ودعا المجتمع الدولي للتنديد وإدانة الإدارة الأمريكية على مواقفها وتهديداتها ضد إيران.وبمشاركة رئيس البلاد مسعود بزشكيان، شهدت العاصمة الإيرانية طهران، أمس الأحد، مظاهرة حاشدة للتنديد بالعدوان الأمريكي على المنشآت النووية.وتجمع حشد كبير من المواطنين الإيرانيين في ميدان “الثورة” في طهران رافعين أعلام إيران، للتعبير عن غضبهم ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.كما حمل المحتجون صور المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي هددته واشنطن، ورددوا هتافات من قبيل “سنقاتل، سنموت، ولن نستسلم” .وفي أعقاب الهجوم الأمريكي المفاجئ الذي استهدف ثلاث منشآت نووية إيرانية، قال وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، أمس الأحد، إن الولايات المتحدة “لا تسعى إلى الحرب” مع إيران، فيما قال نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، إن هذه الضربات منحت طهران فرصة متجددة للتفاوض مع واشنطن.أما وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو فأعلن استعداد بلاده “لإجراء محادثات” مع إيران تتناول برنامجها النووي المدني.وقال روبيو في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز “على النظام الإيراني أن يستيقظ ويقول لنفسه حسنا، إذا أردنا فعلا الطاقة النووية (لأغراض سلمية) في بلادنا، هناك وسيلة للقيام بذلك. العرض لا يزال قائما. نحن مستعدون للتحدث إليهم غدا” .وفي تداعيات الهجوم الأمريكي، ذكرت قناة (برس تي.في) الإيرانية أن قرار إغلاق مضيق هرمز مرهون بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، وذلك بعد أن أفادت تقارير بموافقة البرلمان على الإجراء!!