logo
غزة..فلسطين : الاحتلال يواصل مناطق الإيواء والمساعدات.. وأطفال غزة يموتون جوعا وأبو عبيدة يكشف استراتيجية المقاومة الحالية: عمليات نوعية وأسر جنود!!
18.07.2025

واصلت قوات الاحتلال ارتكاب مجازر دامية، استهدفت خلالها العائلات الآمنة ومناطق النزوح القسري ومراكز المساعدات الإنسانية، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والمصابين، في حين أُعلن عن وفاة رضيعة بسبب الجوع الناجم عن الحصار الإسرائيلي المشدد.ومع استمرار التصعيد العسكري في المناطق الشرقية من مدينة غزة، استشهد ثلاثة مواطنين وأُصيب آخرون جراء قصف إسرائيلي استهدف حي التفاح. كما استشهد شاب من عائلة الصباغ متأثرًا بإصابته نتيجة قصف سابق لمنزله في منطقة الزرقا بالحي ذاته. وأعلن الدفاع المدني انتشال طفلة شهيدة من تحت أنقاض منزل عائلة نصار الذي استُهدف قبل أيام قرب مسجد السوسي في مخيم الشاطئ غربي المدينة.وشن الطيران المروحي الإسرائيلي سلسلة غارات على الأحياء الشرقية والجنوبية، طالت أحياء التفاح والشجاعية والزيتون، فيما أطلقت إحدى الطائرات نيران رشاشاتها الثقيلة على الأطراف الشرقية لحي الشجاعية. وذكرت مصادر محلية أن جيش الاحتلال واصل تدمير منازل المواطنين في المناطق التي تشهد توغلا بريا.وكانت قوات الاحتلال قد أصدرت أوامر نزوح لسكان الأحياء الشرقية والجنوبية من مدينة غزة، ما دفع الأهالي للجوء إلى مناطق ضيقة غرب المدينة، تفتقر إلى أبسط الخدمات الأساسية.وفي سياق متصل، واصل الاحتلال هجماته على مناطق شمال القطاع ضمن مخططه لتهجير السكان بالكامل، وقد استشهد خمسة مواطنين، بينهم طفل، جراء استهداف مجموعة من السكان في بلدة جباليا النزلة. وأظهرت لقطات مصورة لحظة سقوط الطفل شهيدا في موقع الاستهداف.أما في وسط القطاع، فقد تواصلت الهجمات العنيفة، حيث استشهد مواطن وأُصيب آخرون برصاص قوات الاحتلال قرب مركز المساعدات الذي تديره شركة أمريكية قرب محور “نتساريم”. وأعلنت مصادر طبية وفاة طفلة تبلغ من العمر عاما ونصف في دير البلح بسبب سوء التغذية، ما رفع عدد الأطفال الذين قضوا جوعا إلى 69، فيما بلغ عدد الوفيات الناتجة عن نقص الغذاء والدواء 620 شخصا، في ظل استمرار الحصار وغياب أي تدخل فعّال لوقف الكارثة الإنسانية.كما أُصيب مواطن بطلق ناري من طائرة إسرائيلية مسيرة أثناء وجوده في مخيم للإيواء بمخيم البريج، ونفذت قوات الاحتلال هجمات جديدة على المناطق القريبة من الحدود الشرقية والشمالية، وقصفت المدفعية الإسرائيلية شمال مخيم النصيرات ومحيط محور نتساريم. كما تعرضت الأطراف الشرقية لمخيم البريج لقصف مماثل، فيما ألقت طائرات مسيرة قنابل دخانية على حدود البريج الشرقية.وصعّد الاحتلال من وتيرة هجماته على مدينة خان يونس جنوب القطاع، والتي لجأ إلى مناطقها الغربية أعداد كبيرة من النازحين الهاربين من التوغل البري بعد تهديدات الاحتلال. وأسفر قصف منزل عائلة أبو سحلول في منطقة المخيم غرب المدينة عن استشهاد خمسة مواطنين وإصابة آخرين.كما ارتقى شهداء ومصابون، بينهم أطفال، جراء قصف طائرات الاحتلال خيام النازحين في منطقة المواصي غربي المدينة، حيث استشهدت سيدة وطفل وأُصيب 20 آخرون في هجوم آخر. وذكرت مصادر طبية أن رجلًا من عائلة ياسين ووالدته استشهدا إثر استهداف مسيرة إسرائيلية مدرسة الحناوي شمال غربي المدينة، بينما استشهد طفل من عائلة العلمي وأُصيب 15 آخرون في قصف مروحيات على خيام نازحين بالأرض الطيبة.كما أصيب عدد من المواطنين إثر قصف استهدف نادي الوكالة في مواصي خان يونس، واستهدفت غارة جوية بوابة جامعة الأقصى التي تؤوي أعدادا كبيرة من النازحين.وقال أحد النازحين في المنطقة الغربية للمدينة، حيث يزعم جيش الاحتلال أنها “مناطق إنسانية”، إن القصف الجوي والمدفعي تصاعد بشكل خطير خلال اليومين الماضيين، حيث تُسمع أصوات الانفجارات كل بضع دقائق، مضيفا: “نخشى حلول الليل، فالقصف يشتد في ساعات الظلام، ولا توفر الخيام أي حماية من شظايا الغارات”.ومنذ استئناف العدوان في 18 مارس الماضي، أجبر الاحتلال غالبية سكان الأحياء الشرقية والشمالية والجنوبية لمدينة خان يونس على النزوح إلى منطقة المواصي، التي تتعرض يوميا للقصف المدفعي.وتواصلت هجمات الاحتلال في مناطق التوغل البري، حيث أطلقت الدبابات المتوغلة القذائف المدفعية على منطقة الكتيبة والسطر الغربي شمال وغرب المدينة، وتعرضت البلدات الشرقية والأحياء الجنوبية لقصف مدفعي وغارات جوية طالت وسط المدينة وشارع 5 شمالي خان يونس. كما استهدفت زوارق حربية قوارب الصيادين في ميناء مواصي القرارة شمال غربي المدينة، وأكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال فجرت مباني سكنية شرقي المدينة.
استهداف المجوعين
وفي رفح، أقصى جنوب القطاع، ارتقى ثلاثة شهداء أثناء توجههم لأحد مراكز المساعدات شمال غرب المدينة، وانتُشل شهيدان مجهولا الهوية من نفس المنطقة.وأفادت وزارة الصحة في غزة بوصول أعداد غير مسبوقة من المواطنين، من مختلف الأعمار، إلى أقسام الطوارئ في حالات إنهاك شديد بسبب الجوع، محذرةً من أن المئات ممن أنهكهم الجوع معرضون للموت الوشيك.بدورها، أكدت لجان المقاومة أن المجاعة في غزة وصلت إلى أقصى درجاتها بفعل الحصار وحرب التجويع التي تمارسها حكومة نتنياهو، داعيةً المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف هذه الجريمة. وشددت على أن ما يحدث تجاوز كل حدود الإنسانية، مشيرةً إلى أن الناس يتساقطون في الشوارع بين نيران القصف والموت البطيء جوعا، في مشهد وصفته بأنه سيظل وصمة عار على جبين البشرية.في المقابل، تواصلت عمليات المقاومة، حيث عرضت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مشاهد لتفجير مقاتليها آلية عسكرية إسرائيلية بعبوة ناسفة شرقي حي التفاح. كما دوت صافرات الإنذار في عدة مستوطنات بـ”غلاف غزة” بعد إطلاق صاروخ من القطاع,..**وأكد أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن المقاومة الفلسطينية ما زالت في حالة جهوزية عالية لمواصلة معركة الاستنزاف ضد الاحتلال الإسرائيلي، محذرًا من أن استمرار العدوان يعني المزيد من الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي.أبو عبيدة: استراتيجيتنا في هذه المرحلة إيقاع مقتلة في العدو، تنفيذ عمليات نوعية، والسعي لأسر الجنودوفي كلمة مصورة هي الأولى له منذ السادس من مارس/آذار الماضي، قال أبو عبيدة إن “أربعة أشهر مضت على استئناف العدو عدوانه بعد أن نقض الاتفاق مع المقاومة”، مشيرًا إلى أن كتائب القسام أوقعت خلال هذه الفترة “مئات الجنود بين قتيل وجريح، فيما أصيب آلاف آخرون بأمراض نفسية وصدمات”.وأضاف: “مجاهدونا يفاجئون العدو بتكتيكات وأساليب جديدة بعد استخلاص العبر من أطول حرب في تاريخ شعبنا”، لافتًا إلى أن المقاومة حاولت في الأسابيع الأخيرة تنفيذ عدة عمليات أسر لجنود إسرائيليين.وشدد على أن “مقاومة غزة أعظم مدرسة عسكرية في مواجهة المحتلين في التاريخ المعاصر”، موضحًا أن استراتيجية القسام في هذه المرحلة تقوم على “إيقاع مقتلة في صفوف العدو، وتنفيذ عمليات نوعية، والسعي لأسر الجنود”.ووجه أبو عبيدة تحذيرًا صريحًا لحكومة الاحتلال قائلاً: “إذا اختارت حكومة العدو استمرار حرب الإبادة فهي تقرر استقبال جنائز جنودها وضباطها”، مشددًا على أن العدو يستمد دعمه من “أقوى القوى الظالمة في العالم”، بينما تكتفي أنظمة عربية وإسلامية بـ”التفرج على أشقائها يقتلون ويجوعون”.وفي سياق ملف الأسرى، كشف المتحدث باسم القسام أن المقاومة عرضت خلال الأشهر الماضية صفقة شاملة لتبادل الأسرى، تسلّم بموجبها إسرائيل جميع أسراها دفعة واحدة، لكن حكومة نتنياهو رفضت العرض لأنها “غير معنية بعودة الجنود الأسرى”، مضيفًا أن القيادة الإسرائيلية “هيأت الجمهور لتقبّل فكرة مقتلهم جميعًا”.أبو عبيدة: المقاومة الفلسطينية ما زالت في حالة جهوزية عالية لمواصلة معركة الاستنزاف ضد الاحتلال الإسرائيلي وأكد أبو عبيدة أن المقاومة تتابع المفاوضات الجارية، معربًا عن أملها في أن تسفر عن اتفاق يوقف الحرب ويضمن انسحاب الاحتلال وإغاثة المدنيين، لكنه حذر من أن “تعنت العدو في هذه الجولة قد ينهي خيار الصفقات الجزئية”.وتطرق أبو عبيدة إلى جرائم الاحتلال، واصفًا ما يجري بأنه “إبادة جماعية وتطهير عرقي”، متهمًا إسرائيل بالسعي إلى إقامة “معسكرات اعتقال نازية تحت مسميات إنسانية كاذبة”. وأضاف: “أكذوبة معاداة السامية التي يقتات عليها أعداؤنا منذ عقود ستكون مهزلة وفضيحة، وليس ذنب شعبنا أن يدفع ثمن العقد النفسية للصهيونية المجرمة”.وفي ختام كلمته، دعا أبو عبيدة العملاء إلى “التوبة الفورية قبل فوات الأوان”، مثمنًا مواقف العائلات والعشائر الفلسطينية التي تبرأت من المتعاونين، ومؤكدًا أن “ثبات شعبنا وصبره هو أشد ما يغيظ أعداءه”.وكانت حركة حماس قد أكدت، في بيان أصدرته الجمعة، أنه “بعد فشل الاحتلال في تحرير الأسرى بالقوّة، لم يبقَ أمامه سوى طريق الصفقة مع المقاومة، وفق شروطها وإرادتها، وبما يضمن كامل الحقوق الوطنية والإنسانية العادلة، وعلى رأسها رفع الحصار وإنهاء سياسة التجويع الجماعي”.وأضافت أن الاحتلال “يُراكم الإخفاقات”، وأن حربه على غزة “ليست سوى مرآة لفشله على كل الأصعدة، في معركةٍ تاريخية ستبقى محفورة في ذاكرة الصراع، كمنعطفٍ استراتيجي يكشف هشاشة هذا الكيان المتصاعدة، ويفضح جرائمه في القتل والتجويع والإبادة الجماعية”.وأكدت حماس أن المقاومة، بثباتها وتنوّع تكتيكاتها، “تُربك حسابات العدو، وتنتزع منه زمام المبادرة، وتفاجئه يوميا بتكتيكاتٍ جديدة يعجز عن فهمها أو التصدّي لها، رغم محاولاته تركيع الشعب بالتجويع والحصار”.وأشارت إلى أن المجاعة التي يفرضها الاحتلال على قطاع غزة تمثل “جريمةً مُتعمّدة ضد الإنسانية، يستخدم فيها الطعام كسلاح حرب لإخضاع شعبٍ صامد”، ودعت إلى “حراك شعبي ورسمي عاجل لوقف هذه الجريمة البشعة، وإنقاذ مئات الآلاف من الجائعين المحاصرين”.وتشير المعلومات المسرّبة من المفاوضات إلى أن إسرائيل ما زالت مصرة على إبقاء وجود عسكري كبير لها في غزة، بخلاف التهدئة السابقة، من خلال احتلال مدينة رفح ومناطق أخرى في القطاع، وهو ما ترفضه حماس بشدّة.وكانت كتائب القسام، قد بثت تسجيلا مصورا وجّهته للجنود الإسرائيليين في غزة، طالبتهم فيه بـ”الاستسلام” بدلا من التعرض للقتل.وأظهر مقطع الفيديو مشاهد من عمليات القسام، وتضمّن عبارات باللغتين العربية والعبرية، جاء فيها: “إلى جندي الاحتلال النازي.. حتما سيصل إليك مقاتلونا الأشداء.. إن اخترت ألا تقاتل ولتحفظ حياتك، ألقِ سلاحك، ارفع يديك واتبع التعليمات الميدانية”.


www.deyaralnagab.com