غزة..فلسطين : استمرار المجازر : عشرات الشهداء قتلا وتجويعا… وترامب يعترف: هناك مجاعة في غزة!!
29.07.2025
واصلت قوات الاحتلال هجماتها الدامية ضد قطاع غزة أمس الإثنين، وارتكبت عدة مجازر أدت إلى استشهاد 88 فلسطينيا منذ فجر الإثنين وحتى وقت كتابة هذا التقرير، بينهم 40 من طلاب المساعدات، وفق ما أكدته مصادر طبية لشبكة “الجزيرة”.ا سجّلت وزارة الصحة 14 حالة وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة المجاعة، من بينها طفلان أنهكهما الجوع، ليرتفع العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 147 وفاة بينهم 88 طفلًا.ميدانيا، ذكرت مواقع إسرائيلية أن 6 جنود أصيبوا في حدث أمني في القطاع، وحالة أحد الجنود حرجة.وفي إسرائيل، بالتزامن مع عرائض لأكاديميين ورؤساء جامعات إسرائيليين يدعون لوقف الحرب والتجويع، اتهمت منظمتا “بيتسيلم” و”أطباء لحقوق الإنسان” في تقريرين منفصلين صدرا أمس الإثنين، حكومة الاحتلال بـ “ارتكاب جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة”.وهذه هي المرة الأولى التي تُصدر فيها منظمات حقوقية إسرائيلية تقارير رسمية توجه فيها هذا الاتهام بشكل مباشر لإسرائيل، وتدعوان فيها المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف هذه الجرائم.ويشتد الضغط على إسرائيل لوقف مجازرها في قطاع غزة وفك حصارها.وأمس، اقترحت المفوضية الأوروبية تعليق عمليات تمويل لشركات إسرائيلية ناشئة بسبب الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة.كما أعلنت الحكومة الألمانية أنها تحتفظ لنفسها بحق اتخاذ إجراءات محددة لزيادة الضغط على إسرائيل من أجل تحسين الوضع الكارثي في القطاع.أما في المملكة المتحدة، فتحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الإثنين عن مؤشرات “مجاعة حقيقية” في قطاع غزة المحاصر والمدمر.وقال للصحافيين في اسكتلندا بعد لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر “بعض هؤلاء الأطفال، هذه مجاعة حقيقية”.
وكان ترامب قال قبل يوم في تصريحات صحافية، إن ما يشهده قطاع غزة لا يُعد مجاعة، بل قد يكون ناتجًا عن “سوء تغذية”، مشيرًا إلى احتمال أن تكون حركة “حماس” تسرق المساعدات المقدمة للسكان.
وتدعم إدارة ترامب إسرائيل على كل المستويات، وكان آخر دعم معارضتها لمؤتمر حل الدولتين الذي انطلقت أعماله أمس في نيويورك، بمشاركة 125 دولة، بينها 50 على مستوى الوزراء حسب ما أكده وزير الخارجية الفرنسي.وقال الوزير جان – نويل بارو الذي ترعى بلاده مع السعودية المؤتمر، إن “حلا سياسيا يقضي بقيام دولتين هو وحده القادر على الاستجابة للتطلعات المشروعة للإسرائيليين والفلسطينيين بالعيش بسلام وأمان. لا بديل من ذلك”. وقال وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان إن المؤتمر يشكّل محطة مفصلية نحو تفعيل حل الدولتين وإنهاء الاحتلال، وتجسيد رؤية عادلة ومستدامة للسلام في الشرق الأوسط.وفي إشارة ذات دلالات، قال الوزير السعودي إنه “لا مصداقية ولا مبرر لأي حديث عن التطبيع في ظل الحرب والقتل في قطاع غزة”.وقال أيضا “يجب أن يكون هناك ممثل واحد للشعب الفلسطيني وهو السلطة الفلسطينية”.وأعلن رفض الرياض فصل غزة عن الأراضي الفلسطينية أو التهجير.وفي تصريحات لـ “القدس العربي”، قال المستشار السياسي لوزارة الخارجية الفلسطينية السفير أحمد الديك إن المؤتمر هو فرصة أمام المجتمع الدولي لوقف حرب الإبادة في قطاع غزة، ووقف سياسات الضم وفرض السيادة على الضفة الغربية.استشهد فلسطيني برصاص مستوطنين في قرية أم الخير في مسافر يطا جنوب الخليل في الضفة الغربية، وفق ما أكدته مصادر لشبكة “الجزيرة”.وكان مستوطنون إسرائيليون متطرفون، أحرقوا فجر أمس الإثنين، مركبتين فلسطينيتين في بلدة الطيبة شرق رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، وخطوا شعارات وتهديدات باللغة العبرية على جدار أحد المنازل.وقال رئيس البلدية، سليمان خورية لـ”القدس العربي” إن البلدة تعاني “لقد وصلوا إلى سور الكنيسة، ولولا هبة شباب البلدة لكانت الأبقار داخل الكنيسة.. إنها قمة الوقاحة والاستفزاز”. ويأتي هذا في ظل تصاعد هجمات المستوطنين في الضفة، بالتزامن مع توسيع حكومة أقصى اليمين في إسرائيل من مشاريعها الاستيطانية.وفي هذا السياق حذرت مؤسسات رسمية فلسطينية من التداعيات الخطيرة للمصادقة الإسرائيلية الرسمية على 3 مخططات استيطانية توسعية جديدة في مستوطنة “معاليه أدوميم “.وتشمل المخططات بناء آلاف الوحدات على أراضٍ فلسطينية واقعة شرق مدينة القدس، ضمن ما يُعرف بمخطط “E1”، الذي يُعد من أخطر مشاريع العزل والضم الذي يستهدف فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، وعزل القدس نهائيًا عن امتدادها الفلسطيني.
**الطفل عمر يتلاشى من الجوع
في ممر ضيّق تنبعث منه رائحة الأدوية والعجز في مستشفى الشفاء في مدينة غزة، يرقد الطفل عمر أبو عاصي على سرير متهالك، كأنّه جثة نُسيت في حياةٍ مستعجلة. لم يتجاوز عامه الرابع، ومع ذلك يبدو كمن أنهكه دهر من الحرمان. صدره يعلو ويهبط ببطء كأنّ أنفاسه تسافر من بئرٍ عميقٍ لا قاع له، بينما تنكمش أطرافه النحيلة تحت غطاء باهت، لا يكاد يقيه من رعشة الموت المتربص.عمر لا يبكي. لم تعد له قوة على الصراخ. جسده الغض استحال إلى ظلّ هيكل عظمي مغطى بطبقة من الجلد الشفاف، وعيناه الغائرتان تنظران إلى سقف الغرفة كأنّهما تستنجدان من وراء السماء.إلى جانب سريره، جلست والدته، سلمى أبو عاصي، قالت بصوتٍ مبحوح: “لم أكن أظن أنّه سيصل إلى هذا الحال. كان طفلي مليئًا بالحياة، يركض في الشوارع، ويضحك دون أن يكترث لشيء. ثم بدأ يضعف شيئًا فشيئًا.. حتى صار اليوم أقرب إلى الهباء منه إلى الإنسان”.
www.deyaralnagab.com
|