غزة..فلسطين :دعوات دولية لوقف الحرب على غزة بعد إعلان المجاعة: وصمة عار وفضيحة أخلاقية!!
22.08.2025
عقب إعلان الأمم المتحدة رسمياً المجاعة في غزة، أجمعت أغلب الردود الإقليمية والدولية، اليوم الجمعة، على ضرورة وقف إطلاق النار في القطاع والسماح للمنظمات الإنسانية بالقيام بعملها وضمان إيصال المساعدات الغذائية إلى المجوّعين. وفي تقريره الصادر الجمعة، حذر مؤشر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي من تمدد المجاعة إلى دير البلح وخانيونس، وسط وجنوبي القطاع، في سبتمبر/ أيلول المقبل.وأضاف مؤشر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي: "يواجه أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة المجاعة والعوز والموت، كما يواجه 1.07 مليون شخص آخرين، أي أكثر من نصف السكان، مستويات طوارئ من انعدام الأمن الغذائي الحاد". وأكد أن أكثر من 132 ألف طفل بغزة دون سن الخامسة يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية الحاد. ورغم تكدس شاحنات المساعدات على مداخل قطاع غزة، تواصل إسرائيل منع دخولها أو تتحكم بتوزيعها خارج إشراف الأمم المتحدة وبكميات شحيحة جداً "لا تعد نقطة في محيط" وفق تقارير أممية ودولية.ولم تكتف بذلك، بل هاجمت إسرائيل التقرير الأممي بشأن المجاعة في قطاع غزة رغم اعتماده على معطيات وحقائق، وزعمت أنه استند إلى شهادات "هاتفية". وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان صادر عن مكتبه إن "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هو كذب صريح"، في إشارة إلى تقرير هيئة الخبراء المدعومة من الأمم المتحدة. وزعم أن "إسرائيل لا تعتمد سياسة تجويع"، مدعياً أن المساعدات بقيت تدخل القطاع المحاصر خلال الحرب.قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس: "لا يمكننا السماح باستمرار هذا الوضع من دون عقاب"، مضيفاً: "نحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج الفوري عن جميع الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين)، ووصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون عوائق".وفيما أكد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك أن "تجويع الناس لأغراض عسكرية يعد جريمة حرب"، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني إن المجاعة التي أعلن عنها في محافظة غزة "صنيعة إسرائيلية مدبرة".وأضاف لازاريني: "شهور من التحذيرات لم تُجدِ نفعًا، فالمجاعة مؤكدة الآن في مدينة غزة، وهذه مجاعة مُدبّرة من قبل حكومة إسرائيل"، مشيراً إلى أنها "نتيجة مباشرة لحظر (إسرائيل) وصول الغذاء وغيره من الإمدادات الأساسية لأشهر، بما في ذلك من قِبل أونروا". وتابع المسؤول الأممي: "لا يزال من الممكن السيطرة على انتشار المجاعة (بغزة) من خلال وقف إطلاق النار والسماح للمنظمات الإنسانية بالقيام بعملها، وإيصال المساعدات إلى المتضورين جوعاً". وختم بيانه بالقول: "حان وقت الإرادة السياسية".من جانبه، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة بحالات الطوارئ توم فليتشر إن غزة تشهد مجاعة القرن الحادي والعشرين وترصدها المسيَّرات وأحدث التقنيات العسكرية. وأضاف فليتشر: "أرجوكم اقرؤوا تقرير التصنيف المرحلي المتكامل من البداية إلى النهاية، اقرؤوه بحزن وغضب، اقرؤوه ليس على أنه كلمات وأرقام، بل أسماء وأرواح".وأردف: "كان بإمكاننا منع هذه المجاعة لو سُمح لنا بذلك، لكن الطعام يتراكم على الحدود بسبب العرقلة الممنهجة من جانب إسرائيل". وتابع: "إنها مجاعة تجبر الوالدين على اختيار طفل من أطفالهما لإطعامه، إنها مجاعة تجبر الناس على المخاطرة بحياتهم بحثاً عن الطعام، إنها مجاعة حذّرنا منها مراراً وتكراراً".بدورها، طالبت فلسطين المجتمع الدولي، وفي مقدمته مجلس الأمن، بالتعامل بمنتهى الجدية والاهتمام بالتقرير الأممي. وأكد بيان لوزارة الخارجية الفلسطينية أن "المجاعة في محافظة غزة تأكدت، ومن المتوقع أن تمتد إلى محافظتي دير البلح (وسط) وخانيونس (جنوب) بنهاية سبتمبر (أيلول المقبل)". ورحبت الوزارة بالتقرير وقالت: "نطالب المجتمع الدولي وفي مقدمته مجلس الأمن بالتعامل بمنتهى الجدية والاهتمام بالتقرير كأول تقرير عالمي ذي مصداقية حاسمة ويؤكد حدوث المجاعة في قطاع غزة وفقاً لمعايير الأمم المتحدة، وكذلك الموقف الذي صدر عن الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريس".وقالت إن "تقرير IPC بشأن المجاعة في قطاع غزة أغلق باب التأويل والاجتهاد في ما يتعلق بحدوث المجاعة، ولم يبق أي هامش للمناورة أمام الدول والعالم، وأكد أن المطلوب الآن وقبل فوات الأوان توظيف الثقل الدولي بكافة أشكاله ومضامينه لوقفها فوراً ووقف العدوان على شعبنا". ولفتت الوزارة إلى أن ذلك "يعني إقدام الاحتلال الإسرائيلي على تدمير كافة مناحي ومقومات الحياة البشرية في قطاع غزة وارتكاب جريمة استخدام التجويع سلاحاً في الحرب ضد المدنيين الفلسطينيين".في الأثناء، أعربت السعودية عن "قلقها البالغ" بعد ساعات من إعلان الأمم المتحدة رسميا المجاعة في غزة، حيث يعاني 500 ألف شخص من جوع بلغ مستوى "كارثياً" وفق خبرائها، مؤكدة أن هذا سيبقى "وصمة عار". وقالت الخارجية السعودية في بيان: "تعرب وزارة الخارجية عن قلق المملكة العربية السعودية البالغ في ضوء تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، وإعلان حالة المجاعة رسمياً في قطاع غزة".وأضاف البيان: "تؤكد المملكة العربية السعودية أن تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة... سيظل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي... ما لم يسارع بالتدخل الفوري لإنهاء المجاعة ووقف حرب الإبادة والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني".إلى ذلك، أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، ضرورة التحرك الفوري للمجتمع الدولي للضغط على قوات الاحتلال الإسرائيلية لفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة دون قيد أو شرط. وأشار البديوي، في بيان، إلى أن الإعلان عن حالة المجاعة رسمياً في قطاع غزة ووصولها إلى مستويات كارثية، يعكس بوضوح سياسات التجويع الخطيرة وغير الإنسانية وغير القانونية التي تنتهجها قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.وجدد الأمين العام تأكيد موقف دول مجلس التعاون الثابت، في دعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وضرورة إنهاء الحصار المفروض على القطاع، وفتح جميع المعابر لدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والاحتياجات الأساسية، وضمان تأمين وصولها بشكل مستمر لسكان القطاع. كما شدد البديوي على أهمية توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، والامتناع عن استهدافه، والالتزام التام بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة دون استثناء.من جانبها، قالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للمساواة وإدارة الأزمات حاجة لحبيب إن الوضع في قطاع غزة وصل إلى مستوى المجاعة وذلك من جراء الحصار الإسرائيلي والتجويع الممنهج منذ 22 شهراً. جاء ذلك بتدوينة نشرتها على منصة "إكس"، دعت فيها إسرائيل إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل مستمر ودون انقطاع.ولفتت لحبيب إلى التقرير الصادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، مؤكدة أن "الناس (في غزة) يموتون جوعاً"، مضيفة: "بحلول نهاية سبتمبر، قد يواجه ما يقرب من ثلث سكان غزة المجاعة. إنه سباق مع الزمن". وقالت: "أحث إسرائيل على السماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وبشكل مستدام إلى جميع المحتاجين".من ناحيته، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن المجاعة التي يعانيها أهالي غزة وأعلنت الأمم المتحدة أنها واقعة رسمياً "فضيحة أخلاقية" و"كارثة من صنع الإنسان". وذكر لامي في بيان: "إن تأكيد المجاعة في مدينة غزة والمناطق المحيطة بها أمرٌ مروعٌ على نحو صارخ وكان تفاديه ممكناً بالكامل. رفض الحكومة الإسرائيلية السماح بدخول مساعدات كافية إلى غزة تسبب في هذه الكارثة التي هي من صنع الإنسان. إنها فضيحة أخلاقية".
www.deyaralnagab.com
|