نيويورك..الأمم المتحدة: نصف مليون شخص في غزة يعانون المجاعة!!
23.08.2025
انتظر العالم شهورا طويلة، ليؤكد حدوث المجاعة رسميا في جزء من قطاع غزة، بعدما أوغلت إسرائيل في دماء الغزيين، وتمادت في حصار جوع غير مسبوق في القرن الواحد والعشرين.
فقد أعلن تقرير مؤشر مقياس التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو برنامج أممي مدعوم من وكالات الأمم المتحدة، المجاعة في محافظة غزة، وذكر أنه من المتوقع أن تمتد إلى محافظتي دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بنهاية أيلول/ سبتمبر المقبل.وذكر التقرير أن أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة يواجهون المجاعة والعوز والموت، كما يواجه 1,07 مليون شخص آخرون، أي أكثر من نصف السكان، مستويات طوارئ من انعدام الأمن الغذائي الحاد. وحذرت منظمات أممية أمس من عواقب وخيمة للهجوم الإسرائيلي المحتمل على مدينة غزة، من شأنها أن تضاعف معاناة الفلسطينيين المجوّعين. ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تقرير الأمم المتحدة بشأن المجاعة في أجزاء من قطاع غزة وعدّه «محض كذب».وقالت الحكومة الإسرائيلية إن التقرير استند إلى معلومات «زائفة» قدمتها حركة «حماس». ونقل فريق «القدس العربي» في مدينة غزة شهادات مؤلمة عن أمهات فقدن أطفالهن جراء التجويع الإسرائيلي.وتقول نسمة عياد (33 عامًا)، وهي أم لأربعة أطفال، لـ«القدس العربي»: «فقدتُ طفلة، وأنا على وشك أن أفقد طفلتي الثانية بسبب المجاعة والحصار المطبق على القطاع».أما في خان يونس، جنوب قطاع غزة، فحملت نورا عبد الرازق طفلها الملفوف في غطاء باهت اللون، اسمه أحمد سمير عبد العال، ويبلغ عامين من العمر، بجسده النحيل الذي يكاد أن يتكسّر في حضنها. قالت وهي تلهث: «مشينا نصف ساعة… والريح كانت رملًا، ويده باردة… لينقذه أحد». وفي إسرائيل، وفي ظل محاولات إعلامية وسياسية، رسمية وغير رسمية، للتنكر لجرائم الإبادة والتجويع، أكد تحقيق نشرته صحيفة «هآرتس» أن قطاع غزة يشهد فظائع مرعبة.وتحت عنوان «المزيد والمزيد من الأطفال الجائعين: جولات افتراضية في عيادات غزة تكشف حجم الفظاعة»، يثبت التحقيق بالصوت والصورة أن الاحتلال يقترف جرائم ضد الإنسانية، وذلك استنادا إلى شهادات ومقابلات مع أطباء وجهات طبية داخل القطاع.وتوالت الإدانات الحكومية والشعبية العربية والدولية للمجاعة التي تنفذها إسرائيل. وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، في بيان، الجمعة، إن «منع الحكومة الإسرائيلية دخول المساعدات الكافية إلى غزة تسبب في هذه الكارثة التي هي من صنع الإنسان، هذه فضيحة أخلاقية» .وتواصل الحكومة الإسرائيلية تحضيراتها لاحتلال غزة، بدعم ضمني من الإدارة الأمريكية التي اختارت أن لا تضغط على إسرائيل في هذه المرحلة.وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة إنه ليس كل عائلات الأسرى الإسرائيليين تعارض احتلال غزة. وأشار إلى أنه تعاون مع نتنياهو ومع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بخصوص الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، زاعما «لولاي لكان الرهائن في غزة قد قتلوا». وتقول القناة الـ12 الإسرائيلية إن حكومة نتنياهو تضغط من أجل تبكير موعد عملية السيطرة على مدينة غزة، لكنها أشارت إلى أن إسرائيل تستعد لإرسال وفد في الأيام المقبلة للتفاوض على صفقة التبادل. وشهدت الساعات الأربع والعشرون الماضية في غزة تصعيدًا أعنف في الغارات والهجمات الإسرائيلية. وقالت مصادر في مستشفيات غزة إن 60 شهيدًا ارتقوا بنيران جيش الاحتلال في القطاع منذ فجر الجمعة، بينهم 36 في مدينة غزة.
www.deyaralnagab.com
|