سيناء.. مصر : مصير حرب سيناء في يد القبائل البدويه السيناويه!!
25.02.2015
يصعب التكهّن بما يمكن أن تستقر عليه الأوضاع في سيناء، خلال الفترة المقبلة، فالجيش المصري أخذ على عاتقه شنّ حملة عسكرية كبيرة على خلفية هجمات تنظيم "ولاية سيناء"، على مقرّات عسكرية وأمنية، في وقتٍ لم تهدأ فيه حدّة المواجهات بين الطرفين. بيد أن متغيرات عدة يُمكن أن تطرأ على الصراع المسلح بين الطرفين في سيناء، ولعل أبرزها موقف القبائل السيناوية من الأحداث المتصاعدة، ومدى تأثيرها على النظام القبلي. ومن المتوقع تأثر القبائل بالصراع، على اعتبار أن مدنيين يسقطون يومياً بين قتيل وجريح، جراء الحملات العسكرية التي يقوم بها الجيش، عبر قصف المنازل بصورة عشوائية، مخلّفا قتلى، أغلبهم من النساء والأطفال، فضلاً عن استهداف أشخاص بصورة عشوائية في الطرقات أو بالقرب من مقرات أمنية.وتعتمد سيناء في الأساس على نظام قبلي، على رأسه شيخ القبيلة، الذي يراعي مصالح العائلات والأفراد فيها، واستراتيجية الجيش المتبعة حتى الآن في المنطقة، تهدم وتضعضع النظام، الذي عرفته سيناء على مدار سنوات طويلة.وتضر سياسات الحكومة والنظام المصري الحالي بمصالح القبائل وتعاملاتها اليومية، فحظر التجول وقتل الأبرياء من أبناء القبائل الكبرى في سيناء، يضع كبير القبيلة في حرجٍ شديد، لعدم قدرته على الدفاع عن عشيرته، وهو أمر يتسبب في مأزق كبير.وذكرت مصادر في سيناء، أن أكبر القبائل تشعر بإحراجٍ شديد جراء انتهاكات الجيش في سيناء، وتحديداً في القتل وقصف المنازل عشوائياً، من دون وجود أي رادع لتلك التصرفات. وأضافت المصادر، أن "القبائل الكبيرة حاولت أكثر من مرة إبلاغ القيادة السياسية في الدولة، عن الضيق الشديد جرّاء الانتهاكات بحق أبناء سيناء"، وهو ما يعزز الاعتقاد بأن "أهالي سيناء مواطنون من درجة ثالثة أو رابعة، ودمهم مستباح".وتابعت المصادر أن "القبائل أعلنت أكثر من مرة تبرؤها من أعمال استهداف المسلحين، في محاولة لتخفيف القبضة الأمنية المفروضة على أهالي سيناء، ولكن من دون جدوى، والأمور تزداد سوءاً". وأكدت أن "استمرار نهج الدولة والجيش في مواجهة أهالي سيناء بهذه الطريقة، مؤشر خطير لما يُمكن أن تؤول عليه الأوضاع، وتحديداً موقف القبائل وشيوخها من الجيش والدولة"..ويتقاطع حديث المصادر مع تحذيرات أطلقها نشطاء من سيناء، إذ أفاد مسعد أبو فجر، تعقيباً على تهجير أهالي سيناء من الشريط الحدودي، أن "ترحيل أهالي رفح، يُعتبر بمثابة إعلان حرب من الدولة المصرية على قبائل سيناء". وأضاف أبو فجر، أن "الترحيل هو بمثابة إعلان حرب على أكبر وأشرس 3 قبائل في سيناء، وهي من الجنوب إلى الشمال، ترابين، وسواركة، وارميلات".وحاول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تهدئة الأوضاع مع شيوخ القبائل والعائلات الكبرى، وتقليل حالة الغضب من الإجراءات المتبعة، وسعى إلى ذلك أثناء لقائه شيوخ القبائل، أوائل شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، بحضور رئيس الوزراء إبراهيم محلب، ووزير التنمية المحلية عادل لبيب، وعدد من أعضاء "المجلس التخصصي للتنمية المجتمعية" التابع لرئاسة الجمهورية.وأكد السيسي خلال اللقاء، أن "تحقيق الأمن والاستقرار يُعدّ عاملاً محورياً لتنمية سيناء"، ما أدى لإصدار القرار الخاص بإعادة توطين أهالي الشريط الحدودي، والذي أعقبه الإعلان عن تأسيس مدينة رفح الجديدة. وأعلن عن خفض عدد ساعات حظر التجول، بمقدار ثلاث ساعات، لتبدأ من السابعة مساءً حتى السادسة صباحاً، بدلاً من أن تبدأ من الخامسة مساءً حتى السابعة صباحاً.وقبل لقاء السيسي مع شيوخ القبائل، وتحديداً في 9 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أصدرت جماعة "أنصار بيت المقدس" (ولاية سيناء حالياً)، بياناً رسمياً بعنوان "أهلنا في سيناء، مناصحة وتحريض"، هاجمت فيه الجيش المصري وأدانت هدم الأنفاق الموصولة بين مصر وغزة. وطالبت الجماعة في حينه، قبائل سيناء علناً بـ"الانضمام إليها والسير على نهجها وإعلان الحرب على الجيش".وأفادت مصادر قبلية من سيناء، أن "هناك محاولات من كلا الطرفين، سواء الجيش المصري أو المسلحين، باستقطاب وتحييد شيوخ القبائل في المواجهات التي تتم في سيناء". وذكرت المصادر، أن "الأزمة تعيد للأذهان تصرفات وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، عقب تفجيرات طابا وشرم الشيخ، والقيام باعتقالات كبيرة في شمال سيناء، وهو أمر أحدث حرجاً شديداً لشيوخ القبائل في عدم حماية أبناء القبائل". وأضافت أن "الجماعات المسلحة ينتمي أعضاؤها إلى القبائل الكبيرة في سيناء، وبالتالي لا تريد الاصطدام بالنظام القبلي، إلا في محاولة البعض الإرشاد عن تحركاتهم".إلى هذا، تتصاعد الدعوات لتسليح أبناء بعض قبائل سيناء لمواجهة الجماعات المسلحة، وترددت أنباء قوية داخل سيناء عن هذا السيناريو. فعقب هجمات سيناء الأخيرة، أشار رئيس مجلس قبائل سيناء، عيسى الخرافين، إلى أن "بعض مشايخ سيناء طالبوا قيادة الجيش بالمشاركة في الحرب ضد الإرهاب، عبر تقديم 30 فرداً من كل قبيلة للعمل مع الجيش". وأردف أن "هؤلاء الأفراد لديهم خبرة في الطرق والمسارات التي يسلكها الارهابيون"، ولكن هذا الأمر قوبل بالرفض من الجيش.ميدانياً، تواصل قوات الجيش حملاتها العسكرية الموسّعة لملاحقة العناصر المسلحة في أجزاء واسعة من محافظة شمال سيناء، وتحديداً في رفح والشيخ زويد. وأعلنت مصادر أمنية بشمال سيناء، يوم الثلاثاء، عن انفجار عبوة ناسفة جنوب مدينة رفح، عقب مرور آليات عسكرية، من دون وقوع إصابات أو خسائر في المعدات العسكرية.وكانت المصادر الأمنية أكدت أن قوات الأمن تمكنت من تفكيك عبوة ناسفة أخرى، تحمل كمية كبيرة من المتفجرات بجنوب العريش، من خلال استخدام الروبوت الآلي، تلافياً لوقوع إصابات أو خسائر في الأرواح. وأوضحت المصادر، أن "حملة عسكرية تقوم حالياً بملاحقة عناصر من تنظيم ولاية سيناء، وسط مواجهات عنيفة في رفح". وأضافت أن "الاشتباكات تدور بين القوى الأمنية وعناصر تكفيرية، منذ فجر أمس الأربعاء، ولا تزال مستمرة في جنوب رفح والشيخ زويد".وكثفت قوات الجيش والشرطة من حملتها على مناطق الشريط الحدودي لردم وتدمير الأنفاق التي قد تستخدم في تعزيز الدعم اللوجيستي في سيناء. وأفادت مصادر، عن مقتل شخص يُدعى سمير النحال برصاص الجيش أثناء صعوده لسطح منزله بمنطقة النحاحلة في رفح. كما توفيت الطفلة هبة هويشل، البالغة من العمر 4 سنوات متأثرة بجراح أصيبت بها الإثنين، جراء قصف قذائف منطلقة من كمين ولي لافي في رفح. .*المصدر:العربي الجديد!!
www.deyaralnagab.com
|