عدن..اليمن : تقدّم الحوثيين نحو عدن يفتح أبواب الحرب الطائفية في اليمن على مصراعيها!!
25.03.2015
قالت مصادر متطابقة إن ميليشيات الحوثيين الموالين لإيران اقتربت من باب المندب بعد دخولها ميناء المخاء المطل على البحر الأحمر، وسيطرتها على بلدة كرش الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر إلى الشمال من عدن التي يتحصن فيها الرئيس عبدربه منصور هادي.وتدفع هذه التطورات الميدانية الأزمة اليمنية المفتوحة على كل الاحتمالات، نحو سيناريوهات مُفزعة وسط تحركات سياسية ودبلوماسية لافتة تخللتها أصوات مُتزايدة بتدخل عسكري أجنبي قد يُكرس انفصال جنوب اليمن عن شماله.وبحسب مسؤولين أمنيين يمنيين، فإن أفراد ميليشيات الحوثيين دخلوا أمس ميناء المخاء المُطل على البحر الأحمر ليقتربوا بشكل كبير من الرئيس عبدربه منصور هادي الذي يتخذ من مدينة عدن مقرا له منذ هروبه من صنعاء في 20 فبراير الماضي.وبهذا التقدم، يكون الحوثيون قد اقتربوا أيضا من مضيق باب المندب الحيوي لصادرات النفط في البحر الأحمر، خاصة وأن دخولهم هذا الميناء يأتي بعد ساعات قليلة من سيطرتهم على بلدة كرش الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر إلى الشمال من عدن.وتقع البلدة على طريق رئيسي بين شمال وجنوب اليمن وتفصلها مسافة 40 دقيقة بالسيارة عن قاعدة العند الجوية الرئيسية التي لا تزال تحت سيطرة الرئيس هادي الذي يُقيم في عدن.وقبل ذلك، تمكن الحوثيون من السيطرة على منطقة مهمة في محافظة الضالع جنوبي اليمن، حيث أفلحت في دخول منطقة سناح بمساندة قوات عسكرية وأمنية موالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.وترافقت هذه التطورات العسكرية الميدانية، مع اندلاع اشتباكات بين محتجين مناوئين للحوثيين في بلدة التربة ومدينة تعز القريبة منها، حيث عمد أفراد تلك الميليشيات إلى إطلاق النار على المحتجين ما تسبب في مقتل خمسة أشخاص وجرح 80 آخرين في تعز، وفي مقتل ثلاثة أشخاص وجرح 12 آخرين الثلاثاء في بلدة “التربة”.وأعلن محافظ تعز شوقي أحمد هائل استقالته من منصبه بسبب عدم تنفيذ قوات الأمن الخاصة لأوامره.ويرى مراقبون أن من شأن هذه التطورات تعميق الصراع في اليمن، لا سيما وأن القوات المسلحة الموالية للرئيس هادي نشرت دبابات وقطعا مدفعية على عدد من الطرقات التي تربط بين شمال وجنوب البلاد.وتزامنت هذه الإجراءات العسكرية مع اندلاع اشتباكات بين القوات الموالية للرئيس هادي، وميليشيات الحوثيين على مستوى طريق سريع شمالي عدن بنحو 125 كيلومترا.وشارك في الاشتباكات رجال قبائل ورجال ميليشيا ووحدات من الجيش موالية لهادي، وذلك لصد تقدم الحوثيين إلى الجنوب، حيث بدا واضحا أن تلك الميليشيات تُسابق الوقت لخلق واقع عسكري جديد في البلاد وبالتالي فرض واقع جديد، يساعدها على تحسين موقفها التفاوضي وسط الحراك السياسي والدبلوماسي في دول الجوار الذي طغت عليه الدعوات لتدخل عسكري يوقف المد الحوثي المدعوم من إيران.ولا تُخفي دول الجوار اليمني وخاصة منها السعودية، التي سبق لها أن استنكرت سيطرة الحوثيين على صنعاء، ووصفتها بالانقلاب على الشرعية، خشيتها من هذه التطورات التي من شأنها قلب موازين القوى في المنطقة بحكم تورط إيران فيها، حيث كثفت من تحركاتها على مختلف الأصعدة، كما لوحت بضرورة التدخل العسكري.واستندت الدبلوماسية اليمنية إلى تلك الخشية، ليُناشد رئيسها رياض ياسين دول الخليج التدخل عسكريا في اليمن لوقف تقدم الحوثيين المدعومين من إيران، بعد اتهامات وجهها الرئيس هادي لميليشيات الحوثيين بأنها تسعى إلى تنفيذ مشروع إيراني لنشر المذهب الإثني عشري الشيعي وإدخال اليمن في حرب طائفية.وبعد ذلك بساعات قليلة، لم يتردد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في اتهام إيران ببث الفرقة الطائفية في المنطقة، وأكد أن دول الخليج العربية ستتخذ خطوات لدعم الرئيس هادي.ويلقي الصراع على السلطة بين الحوثيين في صنعاء وهادي في عدن مزيدا من الشكوك على المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة لحل الأزمة اليمنية سلميا.ورغم أن كل المؤشرات تدل على أن اليمن ينزلق إلى حرب أهلية خطيرة، فإن الموقف الأميركي مازال يُراوح مكانه، حيث قال السفير الأميركي في اليمن إنه لا يزال “متفائلا نسبيا” بأن “الفصائل المتناحرة في اليمن ستكون قادرة على التوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة إذا تمكنت مجموعة واسعة من الممثلين أن تجتمع خارج البلاد ودون تأثير من أطراف خارجية مثل إيران”.!!
www.deyaralnagab.com
|